وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون (105) التوبة وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) التوبة مرتبط
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التوبة - الآية 105
نواصل، اليوم الأحد، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف عند آية من الجزء الحادى عشر، هى الآية رقم 105 فى سورة التوبة، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ". تفسير الطبرى
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وقل)، يا محمد، لهؤلاء الذين اعترفوا لك بذنوبهم من المتخلفين عن الجهاد معك (اعملوا)، لله بما يرضيه، من طاعته، وأداء فرائضه، (فسيرى الله عملكم ورسوله)، يقول: فسيرى الله إن عملتم عملكم، ويراه رسوله والمؤمنون، فى الدنيا، (وستردون)، يوم القيامة، إلى من يعلم سرائركم وعلانيتكم، فلا يخفى عليه شىء من باطن أموركم وظواهرها، (فينبئكم بما كنتم تعملون)، يقول: فيخبركم بما كنتم تعملون، وما منه خالصًا، وما منه رياءً، وما منه طاعةً، وما منه لله معصية، فيجازيكم على ذلك كله جزاءكم، المحسن بإحسانه، والمسىء بإساءته. حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، قال: هذا وعيدٌ.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التوبة - الآية 105
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [ التوبة: 105]
سورة: التوبة - At-Taubah
- الجزء: ( 11)
-
الصفحة: ( 203) ﴿ And say (O Muhammad SAW) "Do deeds! Allah will see your deeds, and (so will) His Messenger and the believers. And you will be brought back to the All-Knower of the unseen and the seen. Then He will inform you of what you used to do. " ﴾
وقل -أيها النبي- لهؤلاء المتخلِّفين عن الجهاد: اعملوا لله بما يرضيه من طاعته، وأداء فرائضه، واجتناب المعاصي، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وسيتبين أمركم، وسترجعون يوم القيامة إلى مَن يعلم سركم وجهركم، فيخبركم بما كنتم تعملون. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التوبة - الآية 105. وفي هذا تهديد ووعيد لمن استمر على باطله وطغيانه. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة التوبة At-Taubah الآية رقم 105, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
بسم الله الرحمن الرحيم وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ام &Hellip;
فإذا كان لا يعرف عملك الذي عملته، فكيف يجازيك؟! وكيف يطلب من هذا المعبود الثواب؟! وكيف يرهب منه عقاب؟! فمن ثم نقول: إن هذا الجزء من الآية جامع للترغيب والترهيب، وجاءت صيغ أخرى تدل على استعمال هذه الصيغة للترهيب والتهديد، كقوله تبارك وتعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت:40]. بسم الله الرحمن الرحيم وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ام …. ومنه قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29] ، ومنه: (يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به). كذلك هنا: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ)) يعني: سيجازيكم الله عليه، وسيزيدكم قرباً على قرب، ويزيدكم رسوله صلوات، والمؤمنون يتبعونكم في الخير الذي فعلتموه، فيحصل لكم أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء. وقال أبو مسلم: إن المؤمنين شهداء الله يوم القيامة، كما قال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143] ، والشهادة لا تصح إلا بعد الرؤية، فالمؤمنون يشهدون بما رأوا من أعمال لهذا الإنسان أو لذاك. فبما أن المؤمنين شهداء الله سبحانه وتعالى يوم القيامة كما قال الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143] ، والشهادة لا تصح إلا بعد الرؤية؛ ذكر تعالى أن الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين يرون أعمالهم، والمقصود: التنبيه على أنهم يشهدون يوم القيامة عند حضور الأولين والآخرين؛ لأنهم أهل الصدق والسداد والعفاف والرشاد.
العمل العمل يا شباب؛ فإن العمل المُثمِر يا أخي يعود عليك وعلى أمَّتِك بالخير الوفير. العمل العمل يا شباب ويا فتيات؛ فإنه غنيمة لا تفوت. فالحياة فرصةٌ إذا مضت لا تعود، والفراغ فرصة إذا مضى لا يعود، وكذلك الصحة والشباب. العملَ العملَ، يا أبناء أمتي ويا بنات أمَّتي؛ فإن المجتمع بحاجة لكم جميعًا؛ ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]، والله الهادي إلى سواء السبيل. جاء في كتاب التربية الإسلامية ص (312، 313، 314) ما يأتي:
ما أشبه المجتمع بخليَّة النحل، فكما أن كل نحلة في الخلية تقوم بعمل لتُحافِظ على حياتها وحياة الخلية، كامتصاص الرحيق، أو الحراسة، أو بناء المسكن، كذلك المجتمع لكل فرد فيه عملٌ، فهذا زارع، وذاك صانع، وغيرهما مهندس أو مدرس أو طبيب. وحياة الجماعة في حاجة إلى عمل كل فرد، فإن قام كلٌّ بعمله على خير وجه قَويت وتقدَّمت؛ وإلا ضَعُفت وتخاذلت. إن ثروةَ الأمَّة من ثروات أفرادها، وثروة الفرد نتيجة عمله، فالعمل دعامة ثروة الأمة. وإن قوَّة الأمة من قوة أفرادها، وقوة الفرد تتمثَّل في إنتاجه.