وتقول منظمة العفو الدولية: إن "كلا الرجلين كانا يعملان في عهد الرئيس البشير وهما مسؤولان عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان". "يصعب تصور أن هؤلاء الأشخاص المسؤولين مباشرة عن الهجمات العنيفة، مهتمون بالتوصل لحل يرضي الجميع"، كما تعتقد رئيسة منتدى السودان وجنوب السودان، مارينا بيتر. علاقات وثيقة مع موسكو
من غير الواضح بعد كيف ستؤثر علاقات السودان مع روسيا على الصراع. في 24 شباط/ فبراير، أي اليوم الذي بدأت فيه روسيا هجومها على أوكرانيا، زار محمد حمدان دقلو موسكو وأجرى محادثات مع مسؤولين روس، بمن فيهم وزير الخارجية سيرغي لافروف. حينها زُعم أن دقلو لم يسافر إلى موسكو بصفته رئيسا ثانيا لمجلس السيادة. ومع ذلك، تُظهر المحادثات مدى قوة العلاقة بين جزء على الأقل من القيادة السودانية وموسكو. وبهذا يواصل مجلس السيادة سياسة الديكتاتور البشير في العلاقة مع روسيا. العنف في إقليم دارفور – خلفيات الصراع وأسبابه | سياسة واقتصاد | | المانيا اليوم بالعربية. فمثلا شركة M-Invest الروسية، والتي تعتبر وفق وزارة الخزانة الأمريكية غطاء لمجموعة فاغنر، تمتلك حقوق التنقيب عن مناجم الذهب السودانية، التي يتم استنزافها بالتعاون مع قوات الدعم السريع. كثير من الدلائل تشير إلى وجود احتياطيات كبيرة من النفط واليورانيوم في دارفور، بحسب مارينا بيتر، التي ترى أنه "من غير المحتمل أن تساهم هذه الثروات في نزع فتيل النزاع في دارفور.
- شعر عن الخيل تويتر سيعرض لك المزيد
شعر عن الخيل تويتر سيعرض لك المزيد
في السنوات الأولى من الألفية الجديدة، تقدمت عملية السلام بين الجزأين المتناحرين للبلاد، أي شمال وجنوب السودان، وكانت الأمور تتجه نحو حل سياسي. ولكن هذا الحل لم يشمل إقليم دارفور. شعر قادة الإقليم بأنهم مستبعدون من المشاركة الاقتصادية والسياسية. وفي ربيع عام 2003 أطلقت الجماعات الافريقية المتمردة عمليات مقاومة مسلحة ضد الحكومة السودانية. فردّ رئيس السودان آنذاك (الذي أطيح به في 2019)، الدكتاتور عمر البشير، بالخيار العسكري على المتمردين، ولكن الضحايا كانوا بشكل أساسي من المدنيين. واعتمد البشير في ذلك على ميليشيات عربية بشكل أساسي، والتي سرعان ما تحولت إلى ما يعرف بـ"الجنجويد"، مجموعات من راكبي الخيل أصبحت مرهوبة الجانب. شعر عن الخيل تويتر. أودت تلك الحرب بحياة حوالي 300 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة. ولا يزال حوالي مليون ونصف المليون شخص يعيشون في مخيمات اللاجئين. اتفاق سلام ولكن بدون ثمار
وبعد الإطاحة بالبشير، وقعت الحكومة الانتقالية التي تشكلت من عسكريين ومدنيين، في آب/ أغسطس 2020، اتفاق سلام مع أجزاء من المعارضة المسلحة. وشمل الاتفاق عدة بنود، من بينها تقاسم السلطة ودمج جميع الجماعات المسلحة في الجيش، وعودة اللاجئين، والمعالجة القانونية للجرائم التي اقترفت خلال الحرب الأهلية، وكذلك تنظيم ملكية الأراضي.
أما الآن فلسنا قادرين على رعاية ولا واحد منهم". تغير المناخ يفاقم الصراع
يعكس العنف الدائر هناك النزاعات التي لم تحل حتى الآن في السودان، كما ترى مارينا بيتر، رئيسة منتدى السودان وجنوب السودان. هذه الأزمات تسببت سابقا بشكل متواتر في حدوث صدامات. وتضيف بيتر في حديثها لـ المانيا اليوم: " لقد قُتل الناس مرارا وتكرارا، وتعرضت النساء للاغتصاب، وأحرقت المنازل. لم يتوقف العنف أبدا. إنه سمة طاغية للمنطقة منذ سنوات". وما يؤجج النزاعات حاليا هو الوضع الاقتصادي المتأزم. وتضيف بيتر: "تقل مساحات الأراضي الصالحة، سواء للرعي أو للزراعة. هذه المشكلة ناجمة عن عدة أسباب، لعل أهمها هي كارثة المناخ، وهذا أمر يمكن إثباته بوضوح. الصراع على الموارد مستمر منذ سنوات. شعر عن الخيل تويتر سيعرض لك المزيد. ويمكن أن يتفاقم بسبب أسعار الحبوب التي ترتفع بسبب الحرب في أوكرانيا". تعود جذور الصراع في دارفور إلى الجفاف والمجاعة في عامي 1983 و1984. حينها فقد مئات الآلاف كل ما يملكون. وأكبر المتأثرين بتلك الكارثة حينها هي مجموعات من السكان العرب خصوصا، بينما تطورت المجموعات الافريقية بسرعة من حياة البدو الرحّل إلى تجار استقروا في الإقليم وسيطروا على الأسواق.