الخامس: أنَّ هذا القول مخالف لتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث فسَّره بالبوق، ومخالف للأحاديث الكثيرة الدالَّة على هذا المعنى. الملك الموكل في النفخ في الصور. السادس: أنَّ الله تعالى قال: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴾ [7]، فقد أَخبر الحقُّ أنه ينفخ في الصور مرَّتين، ولو كان المراد بالصور النفخ في الصُّوَر التي هي الأبدان لما صحَّ أن يقال: ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى ﴾؛ لأنَّ الأجساد تنفخ فيها الأرواح عند البعث مرة واحدة[8]. وكذلك الطبري رحمه الله تعالى أيضًا أشار إلى خطأ هذا القول، والصواب في هذا الموضع بقوله: "والصَّواب من القول في ذلك عندنا، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((إنَّ إسرافيلَ قد الْتَقم الصُّورَ، وحنى جبهتَه، ينتظر متى يؤمَر فينفخ))، وأنه قال: ((الصُّور قَرْن ينفخ فيه))[9]. من ينفخ في الصور:
النَّافخ في الصُّور هو: إسرافيل عليه السلام. قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: "اشتهر أنَّ صاحب الصُّور إسرافيل عليه السلام، ونَقل فيه الحليميُّ الإجماعَ، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه، وكذا في حديث الصور الطويل"[10].
- النفخ في الصور
النفخ في الصور
↑ "آيات وأحاديث عن قيام الساعة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف. ↑ سورة الأعراف، آية: 187. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4778، حديث صحيح.
وهو المُرادُ بقَولِه: فصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَواتِ ومَنْ في الأَرْضِ وقد تَكونُ مَعَه غَشيَةٌ، وهو المُرادُ بقَولِه تعالى: وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فإن كان مَعَه نارٌ فهو الصَّاعِقةُ... وقَدِ اختُلِفَ في المُستَثنى: من هو؟ فقيلَ: المَلائِكةُ، وقيلَ: الأنبياءُ، وقيلَ: الشُّهداءُ. والصَّحيحُ: أنَّه لَم يَرِد في تَعيينِهم خَبَرٌ صَحيحٌ، والكُلُّ مُحتَمَلٌ، واللهُ أعلَمُ. والصُّورُ قيلَ: إنَّه جَمعُ صُورةٍ، والصَّحيحُ ما قد صَحَّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: الصُّورُ قَرنٌ يُنفَخُ فيه. وسَيَأتي له مَزيدُ بَيانٍ. واختُلِفَ في عَدَدِ النَّفَخاتِ، فقيلَ: ثَلاثة: نَفخةُ الفَزعِ، ونَفخةُ الصَّعقِ، ونَفخةُ البَعثِ. النفخ في الصور يوم القيامة - سطور. وقيلَ: هما نَفخَتانِ: نَفخةُ الفَزعِ هيَ نَفخةُ الصَّعقِ؛ لأنَّ الأمرينِ لازِمانِ لها. واللهُ تعالى أعلَمُ. وقَولُه: ((ثُمَّ يُنفَخُ فيه أُخْرَى، فأكونُ أوَّلَ مَن يُبعَثُ، أو: من أوَّلِ مَن يُبعَثُ)) هذا شَكٌّ من الرَّاوي تُزيلُه الرِّوايةُ الأخرى التي قال فيها: فأكونُ أوَّلَ مَن يُفيقُ، وكَذلك الحَديثُ المُتَقَدِّمُ الذي قال فيه: أنا أوَّلُ مَن يَنشَقُّ عنه القَبرُ ويُبعَثُ [3111] لم نقف عليه بتمامِ لفظِه فيما لدينا من كُتُبٍ مُسنَدةٍ.