ويأتي الشعراوي (ت 1418 هـ) في القرن الخامس عشر الهجري ليشرح (في تفسيره "خواطر") اللفظتين "حُسبانا" في سورة الأنعام- التي نعيش في رحابها الآن- و"بحسبان" الواردة في قول الله تعالى: "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ{5}" [سورة الرحمن], فيقول: "حُسْبَانٍ" هنا تعني أن نحسب الأشياء, فنحن نحسب السنة بدورة الشمس في مدة مقدارها 365 يوما وربع اليوم, وهى تمرّ بالبروج خلال هذه المدة. الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان. والقمر يبدأ بروجه (يقصد منازله) كل شهر في ثمانية وعشرين يوما وبعض اليوم. ونحن نحسب اليوم بالشمس, ونحسب بها العام, ولكننا نحسب الشهر بالقمر. والاثنتان (يعني الشمس والقمر) حُسبان: الشمس لها حساب والقمر له حساب.
- القرآن الكريم - جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - تفسير سورة الرحمن - الآية 5
- الحاوي فى تفسير القرآن الكريم كاملًا - الجزء: 739 صفحة: 198
- الباحث القرآني
القرآن الكريم - جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - تفسير سورة الرحمن - الآية 5
الحمد لله حمداً كثيراً، و( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)[الفرقان: 61- 62]. والصلاة والسلام على من أرسله ربه هادياً، ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعبد، ولا ند له فيعظم ويمجد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمجد، صلى الله عليه وعلى آله أهل الكرم والجود، وأصحابه الذين فازوا بالجنة والوعود، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الوفود. معشر المؤمنين: يقول الله جل ذكرُه: ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) [الرحمن: 5]. القرآن الكريم - جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - تفسير سورة الرحمن - الآية 5. ويقول سبحانه وتعالى: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33]. ويقول تعالى أيضاً: ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 39 - 40].
• الآيات 1-13
- عدد القراءات: 3837 - نشر في: 18--2010م الآيات 1-13
قال قوم: هي مكية. وقال آخرون هي مدنية: وهي ثمان وسبعون آية في الكوفي والشامي وسبع وسبعون عند الحجازيين وست وسبعون في البصري.
الحاوي فى تفسير القرآن الكريم كاملًا - الجزء: 739 صفحة: 198
وفقني الله وإياكم والجميع إلى التوبة الصادقة. [1] أضواء البيان (7/491). [2] تفسير ابن عاشور (27/235). [3] انظر تفسير سورة الرحمن له رحمه الله. [4] فتح القدير (5/52). [5] أيسر التفاسير.
وقال جل جلاله:﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴾ [الانشقاق: 18] وغيرها من الآيات الكثيرة. التي ذكر الله فيها القمر والتي بلغت في القرآن الكريم خمسًا وعشرين مرة، ففي الآية الأولى: ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ مَعْنَى بِحُسْبَانٍ أَيْ بِحِسَابٍ وَتَقْدِيرٍ مِنَ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَنِعَمِهِ عَلَى بَنِي آدَمَ، لِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ بِهِ الشُّهُورَ وَالسِّنِينَ وَالْأَيَّامَ، وَيَعْرِفُونَ شَهْرَ الصَّوْمِ وَأَشْهُرَ الْحَجِّ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعِدَدَ النِّسَاءِ اللَّاتِي تَعْتَدُّ بِالشُّهُورِ.
الباحث القرآني
تفسير قوله تعالى: (والنجم والشجر يسجدان)
وهنا مظهر آخر من مظاهر القدرة والرحمة الإلهية, حيث يقول تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [الرحمن:6], من خلق النجم؟ النجم: النبات الذي ما له ساق, نابت في الأرض موضوع فيها، والشجر الذي له عروق وأغصان، من خلقهما؟ هل نخلق نحن هذا؟ لا خالق إلا الله، لا رازق إلا الله، إذاً: فلا معبود إلا الله، لا نحلف بغيره، ولا نرهب سواه، ولا نطمع في غيره, هو إلهنا وربنا لا رب لنا سواه, ذو العظمة والجلال والكمال. وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [الرحمن:6] لله تعالى, ظلالهما سجود، فأنت حين تقف وإن كنت كافراً فظلك ساجد لله تعالى خاضع له عز وجل. تفسير قوله تعالى: (والسماء رفعها ووضع الميزان)
قال تعالى: وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا [الرحمن:7] من رفع السماء؟ آباؤنا، أجدادنا، الجن، أمريكا واليابان؟ من رفع السماء؟ وهل هي مرفوعة أو لا؟ فمن أوجدها, ومن رفعها؟ ليس لك إلا أن تقول: الله.. الله.. الله فقط، أخبر عن نفسه أنه رفع السماء, ما رفعها غيره ولا بناها ولا نصبها غيره. الحاوي فى تفسير القرآن الكريم كاملًا - الجزء: 739 صفحة: 198. وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ [الرحمن:7], من علم البشرية في البيع والشراء الميزان؟ والله!
4- أننا لا نأمن عقوبة الله وسخطه وعقابه، وقد حذرنا الله عز وجل كثيرًا: تارة بتسونامي، تارة برياح شديدة تأتي من عمان، وأخرى بأمطار وسيول غزيرة مدمرة، وما نحن فيه هذه الآن من تسلط الأعداء، انفلات الأمن، والفقر، والتقاتل والهرج: اغتيالات، تفجيرات، اختطافات، فساد مستشري، من رأس الحكومة إلى أفراد الناس - إلا من رحم الله وعصمه. 5- أفلا نتقي الله ونتوب إليه.. أم أنا نريد عذاب الله؟!! نريد الهلاك والمحق؟! نريد القصم والحصد؟!..