[٨]
(إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا* إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ* بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا). [١٣] إنَّه كان في الدنيا مسرورًا مغرورًا بأفعاله السيئة، ولا يفكر في عواقبها ولا يخطر على باله البعث، كان يعتقد ويظن أنّه لن يرجع إلى الله بعد موته، بلى، يعني أنه سيرجع إلى الله عز وجل الذي فهو بصير بأعماله من يوم خلقه إلى أن بعثه، وسوف يحاسبه ويجازيه عليها. [11]
(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ* وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ* وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ). [١٤] أقسم الله -تعالى- بالشفق، ولله -تعالى- أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، أما الإنسان فلا يقسم إلا بالله -تعالى-، والشفق هو اللون الأحمر في الأفق عند الغروب، وأقسم بالليل وما جمع من الدواب والحشرات والهوام وغير ذلك، وأقسم بالقمر إذا اكتمل نوره. إذا السماء انشقت - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. [10]
(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ). [١٥] لتركبنَّ أيها الناس أحوالاً متعددة، من الطفولة إلى الشيخوخة إلى الموت، أيّ من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى نفخ الروح إلى الموت إلى البعث والنشور، وكل هذه الأحوال والتغير بأمر من الله -تعالى-. [١٦]
(فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ). [١٧] يستنكر الله -تعالى- على الكفار أنهم لا يؤمنون، أي شيء يمنعهم من الإيمان، وأي شيء يضرهم إذا آمنوا.
اذا السماء انشقت مكتوبه
مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
[١٨]
(وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ). [١٩] وإذا سمع الكفار القران لا يطيعون الله ولا يخشعون ولا يخضعون ولا يتبعون أوامره ونواهيه. [١٦]
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ* وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ). [٢٠] هؤلاء الكفار مستمرون دائما بالتكذيب والعناد والكفر، والله أعلم بما يعملونه، فالله يعلم بكل ما يكتمونه في صدورهم ويعلم جهرهم، وسيجازيهم بأعمالهم. [١٦]
(فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ). [٢١] أيَّ أخبرهم وبشرهم -أيها الرسول- بأن الله -عز وجل- قد أعدَّ لهم عذابًا مؤلماً جداً، ولكن يستثني الله -تعالى- من العذاب الأليم؛ الذين بدّلوا كفرهم وآمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة، فلهم أجر في الآخرة غير مقطوع ولا منقوص، بل هو أجر ونعيم دائم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. [٢٢]
المراجع ^ أ ب محمد سيد الطنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي ، صفحة 331. اعراب اذا السماء انشقت. ↑ سورة الانشقاق، آية:1
^ أ ب ت ابن العثيمين، تفسير العثيمين جزء عم ، صفحة 109. بتصرّف. ↑ سورة الانشقاق، آية:2
↑ سورة الانشقاق، آية:3
↑ ابن العثيمين، تفسير العثيمين جزء عم ، صفحة 110.