2019-07-27, 05:46 PM #1 (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون) الواحدي قال الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم الله المشركين يوم بدر: هذا والله النبي الأمي الذي بشرنا به موسى، ونجده في كتابنا بنعته وصفته، وإنه لا ترد له راية. فأرادوا تصديقه واتباعه، ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى. فلما كان يوم أحد ونكب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شكوا وقالوا: لا والله ما هو به. وغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا، وكان بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلى مدة، فنقضوا ذلك العهد، وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكبا إلى أهل مكة: أبي سفيان وأصحابه، فوافقوهم، وأجمعوا أمرهم، وقالوا: لتكونن كلمتنا واحدة. فصل: قَوْله تَعَالَى: {قل للَّذين كفرُوا ستغلبون}:|نداء الإيمان. ثم رجعوا إلى المدينة، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. - وقال محمد بن إسحاق بن يسار: لما أصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشا ببدر، فقدم المدينة، جمع اليهود فقال: يا معشر اليهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم، فقد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم، فقالوا: يا محمد، لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت فيهم فرصة، أما والله لو قاتلناك لعرفت أنا نحن الناس.
فصل: قَوْله تَعَالَى: {قل للَّذين كفرُوا ستغلبون}:|نداء الإيمان
(11) في سيرة ابن هشام: "لا يغرنك من نفسك". والأغمار جمع غمر (بضم فسكون): وهو الجاهل الغر الذي لم يجرب الأمور ، ولم تحنكه التجارب. (12) في ابن هشام: "لم تلق مثلنا". (13) الأثر: 6666 ، 6667- في سيرة ابن هشام 2: 201. (14) في ابن هشام: "أنا قومك" بحذف الكاف ، وهي جيدة جدًا ، ولكن ما في التفسير موافق لما في التاريخ. (15) الأثر: 6668- سيرة ابن هشام 3: 50 / تاريخ الطبري 2: 297. (16) الأثر: 6669 - سيرة ابن هشام 3: 51. (17) لم يفسر أبو جعفر"تحشرون" فيما سلف 4: 228 ، وذلك دليل على ما روى من اختصاره هذا التفسير اختصارًا. (18) انظر ما سلف 4: 246.
ومن قرأ ذلك كذلك على هذا التأويل، لم يجز في قراءته غير الياء. [[انظر هذا كله في معاني القرآن للفراء ١: ١٩١-١٩٢. ]] قال أبو جعفر: والذي نختار من القراءة في ذلك، قراءةُ من قرأه بالتاء، بمعنى: قل يا محمد للذين كفروا من يهود بني إسرائيل الذين يتبعون ما تشابه من آي الكتاب الذي أنزلته إليك ابتغاءَ الفتنة وابتغاءَ تأويله:"ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد". وإنما اخترنا قراءة ذلك كذلك، على قراءته بالياء، لدلالة قوله: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ﴾ ، على أنهم بقوله:"ستغلبون"، مخاطبون خطابهم بقوله:"قد كان لكم"، فكان إلحاق الخطاب بمثله من الخطاب، أولى من الخطاب بخلافه من الخبر عن غائب. = وأخرى أنّ:-
٦٦٦٦ - أبا كريب حدثنا قال، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال، لما أصاب رسولُ الله ﷺ قريشًا يوم بدْر فقدم المدينة، جمع يهودَ في سوق بني قَينُقاع. فقال: يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا! فقالوا: يا محمد، لا تغرّنك نفسك أنك قتلتَ نفرًا من قريش كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال، [[في سيرة ابن هشام: "لا يغرنك من نفسك".