بقلم |
علي الكومي |
الخميس 11 ابريل 2019 - 06:07 م
القرآن الكريم أنزله الله رحمة لعباده ؛ فشمل الأمر بكل ما هو خير ومعروف ؛ ونهى عن كل شيء سييء وخبيث ، كما اهتم القرآن الكريم بحقوق الأيتام والمساكين ، مشددا علي وجوب حسن معاملتهم بالمعروف. وفي هذا السياق جاء نزول الماعون وهي سورة من قصار السور في جزء "عم " التي تحدثت عن حق الأيتام والمساكين ؛ كما تحدث فيها المولى عزوجل عن عقوبة الذين يُهملون في إقامة الصلاة. فضل سورة الماعون - سطور. آيات الماعون رسمت صورة رائعة عن ما ينتظر عن عقوبة الإهمال في أداء الصلاة وحددت له عدة صفات كما جاء في قوله تعالي: " أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ. أسباب نزول هذه السورة كانت محل خلاف حيث قالا الكلبي ومقاتل أنها قد نزلت في شخص يُدعى العاص بن وائل السهمي ، ولكن هناك رواية أخري للأمر سردهابن جريج تؤكد أن سبب نزول سورة الماعون أن أبو سفيان بن حرب كان يقوم بالنحر كل أسبوع ؛ وإذا أتاه يتيم ليطلب منه شيئًا من الطعام ؛ فكان ينهره ويُبعده بعصا ؛ لذلك ورد بالسورة قوله تعالى " أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ".
- سبب نزول سورة الماعون - موقع مقالات
- فضل سورة الماعون - سطور
- سبب نزول سورة الماعون - موقع محتويات
سبب نزول سورة الماعون - موقع مقالات
سورة الماعون
سورة الماعون من سور القرآن الكريم المكيّة، وترتيبها في المصحف الشريف السورة رقم مئة وسبعة، وعدد آياتها سبعُ آيات، تُعالجُ السورة قضيّة كبرى، وتُغيّر المفهوم الشائع للإيمان والكفر بشكلٍ كامل، كما تُعالج بعض قضايا العقيدة الإسلامية، حيث تتحدث عن حقيقة ظاهرة في الدين، وتتحدّث السورة عن الإيمان عندما يستقر في القلب، وكيف أنّ هذا الإيمان يتحرّك ويدفع الإنسان للقيام بالعمل الصالح، وإن لم يحدث هذا التحرك، فهذا يُعدّ دليلًا على أنّ الإيمان لم يوجد في القلب، وقد سُمّيت بهذا الاسم لأنّ الله تعالى ذكر فيها الماعون دون غيرها، وفي هذا المقال سيتم ذكر فضل سورة الماعون.
فضل سورة الماعون - سطور
الآية الثالثة تضمنت قوله تعالى "وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" ؛ فمن يدع اليتم لا يحض كذلك غيره على إطعام المساكين؛ لأنه كان من الأولى به أن يفعل ذلك بنفسه؛ لكنه لا يفكر في أمر هؤلاء المساكين الذين يحتاجون إلى العطف والحنان. من أهم أسباب نزول سورة الماعون هو تحذير الله تعالى للمصلين في قوله تعالى " فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ" ؛ وقد يبدو الأمر عجيبًا من إنذار المصلين بالويل؛ ولكن الآية التالية توضح سبب ذلك الإنذار والوعيد؛ حيث يقول الله تعالى " الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ "؛ أي هؤلاء المصلين الذين يُضيعون وقت الصلاة ولا يلتزمون بها في وقتها المحدد؛ ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن قولِهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [ الماعون: 6-7]، قال: يُراؤُونَ بصلاتِهم، ويَمنَعونَ زكاةَ أموالِهم. [1]
تُشير الآية الأخيرة من سورة الماعون إلى تحذير الله للمرائين بالعقاب، حيث يجب أن يكون العمل خالصًا لله تعالى لا لفت انتباه الناس، كما خصت الآية الأخيرة هذا النوع من البشر الذين يمنعون العطايا البسيطة مثل الدلو والإناء أول ما يشابهها في قوله تعالى " وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ "؛ ليوضح مدى حرصهم على عدم العطاء؛ حيث لا يمنحون غيرهم تلك الأشياء البسيطة التي جرت العادة بالسماح بإعطائها وتداولها بين الناس.
سبب نزول سورة الماعون - موقع محتويات
أسباب نزول قوله تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ... سورة الماعون - YouTube
[٣]
ذكر السيوطي: "عن ابن عباس، في قوله: ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)، [٤] ، قال: نزلت في المنافقين، كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا، ويمنعونهم العاريّة"، العارية؛ أي ما يُعيره الناس لبعضهم البعض. [٥]
مواضيع سورة الماعون
تضمنت سورة الماعون على العديد من المواضيع، ومنها:
التكذيب بيوم الدين: وذلك قول الله -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)، [٦] قوله: أرأيت؛ بمعنى أخبرني إن كنت تعلم، وهذا أسلوب من أساليب القرآن التشويقية، حيث يمهد للكلام بما يجعل السامع يتساءل، ويثير في نفسه حبّ السماع، وهذا أدعى للمحافظة على المعلومة وعدم نسيانها. أما كلمة (بِالدِّينِ) ، فلها عدة معانٍ: [٧] يوم الحساب، كما في قوله تعالى: ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)؛ [٨] أي يوم الحساب. الحكم، وهنا يكون المعنى حكم الله تعالى، كما في قوله -تعالى-: ( ما كانَ لِيَأخُذَ أَخاهُ في دينِ المَلِكِ). [٩]
دين الإسلام. قهر اليتيم، والإساءة إليه، وأكل حقوقه، وذلك قول الله -تعالى-: ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)، [١٠] وهذه الآية تشبه قول الله -تعالى-: ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)، [١١] قال الشوكاني: "ومعنى يدعّ: يدفع دفعا بعنف وجفوة، أي: يدفع اليتيم عن حقه دفعاً شديداً"، ومنه قوله سبحانه: ( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا).