وكان هذا لطفا بالخلق ، ولينفذ القيام عليهم بالحق. يقال: أعذر في الأمر أي بالغ فيه; أي أعذر غاية الإعذار الذي لا إعذار بعده. وأكبر الإعذار إلى بني آدم بعثة الرسل إليهم لتتم حجته عليهم ، وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. وقال وجاءكم النذير قيل: هم الرسل. ابن عباس: هو الشيب. فإنه يأتي في سن الاكتهال ، فهو علامة لمفارقة سن الصبا. وجعل الستين غاية الإعذار لأن الستين قريب من معترك العباد ، وهو سن الإنابة والخشوع والاستسلام لله ، وترقب المنية ولقاء الله; ففيه إعذار بعد إعذار. الأول بالنبي عليه السلام ، والثاني بالشيب; وذلك عند كمال الأربعين; قال الله تعالى: وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك. فذكر عز وجل أن من بلغ أربعين فقد آن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه وعلى والديه ويشكرها. تفسير: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر). قال مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا ، وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة; فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس. الثالثة: ودلت الآية أيضا على أن التاريخ يكون بالليالي دون الأيام; لقوله تعالى: ثلاثين ليلة لأن الليالي أوائل الشهور. وبها كانت الصحابة رضي الله عنهم تخبر عن الأيام; حتى روي عنها أنها كانت تقول: صمنا خمسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- إسلام ويب - تفسير المنار - سورة الأعراف - تفسير قوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر - الجزء رقم4
- تفسير: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)
إسلام ويب - تفسير المنار - سورة الأعراف - تفسير قوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر - الجزء رقم4
ويستدل الصوفية بهذه الرواية على أيام خلوتهم التي يصومون أيامها الأربعين لا يفطرون إلا على حبات الزبيب ، لما ورد في الأحاديث الصحيحة من النهي عن الوصال في الصيام ، والأولى أن يستأنس بالروايات الصحيحة للتفرغ لذكر الله ومناجاته بالصلاة أربعين يوما وليلة ، فيجعل مقصدا لا وسيلة.
تفسير: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)
(وَكَتَبْنا) فعل ماض متعلق به كل من الجار والمجرور (لَهُ) و(فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ) ونا فاعله. (شَيْءٍ) مضاف إليه مجرور. (مَوْعِظَةً) مفعول لأجله. (وَتَفْصِيلًا) عطف. (لِكُلِّ) متعلقان بتفصيلا. (شَيْءٍ) مضاف إليه. إسلام ويب - تفسير المنار - سورة الأعراف - تفسير قوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر - الجزء رقم4. (فَخُذْها) فعل أمر ومفعوله والفاء واقعة في جواب شرط مقدر. والفاعل مستتر (بِقُوَّةٍ) متعلقان بخذها والجملة لا محل لها، جواب شرط غير جازم مقدر. (وَأْمُرْ قَوْمَكَ) فعل أمر ومفعوله والفاعل ضمير مستتر والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة معطوفة. (يَأْخُذُوا) مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب، وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل. (بِأَحْسَنِها) متعلقان بيأخذوا، والجملة مفعول لفعل الأمر أأمر. (سَأُرِيكُمْ) فعل مضارع مرفوع والفاعل أنت والكاف مفعوله، والميم علامة جمع الذكور. (دارَ) مفعوله الثاني والأصل مصير دار الفاسقين.. (الْفاسِقِينَ) مضاف إليه والجملة مستأنفة لا محل لها.. إعراب الآية (146): {سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (146)}.
(سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور، (الَّذِينَ) اسم الموصول مفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا والجملة مستأنفة. (يَتَكَبَّرُونَ) فعل مضارع وفاعل. (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بيتكبرون والجملة صلة. (بِغَيْرِ) متعلقان بمحذوف حال. (الْحَقِّ) مضاف إليه (وَإِنْ) شرطية (يَرَوْا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه فعل الشرط والواو فاعل و(كُلَّ) مفعول به. (آيَةٍ) مضاف إليه (لا يُؤْمِنُوا) مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، ولا نافية لا عمل لها. (بِها) متعلقان بالفعل قبلهما والجملة لا محل لها جواب شرط لم تقترن بالفاء أو إذا الفجائية. (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا) صدر الآية سبق إعرابها لا يتخذوه سبيلا فعل مضارع وفاعله ومفعولاه، والجملة لا محل لها كسابقتها. (ذلِكَ) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف حرف خطاب. (بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا) أن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. (وَكانُوا) كان واسمها. (عَنْها) متعلقان بالخبر (غافِلِينَ) والجملة معطوفة على جملة الخبر كذبوا.. إعراب الآية (147): {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (147)}.