وعمرة الحديبية عمرة قصد النبي صلى الله عليه وسلم بها مكة، لكنه أُحصر في موضع الحديبية ومعه المسلمون، ومنع الدخول مكة وتحللوا ورجعوا، فسُميت عمرة باعتبار حصول أجرها، وعمرة الحديبية كانت سنة ست من الهجرة بلا خلاف. ((وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ)): وتسمى عمرة القضاء وعمرة القضية، سُميت بذلك لأن فيها ما قاضى وصالح به النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام أهل مكة عام الحديبية من أداء العمرة؛ لأنهم صُدُّوا عام الحديبية، وتصالحوا على أن يعتمروا من العام القادم التي هي عمرة القضية، وكانت سنة سبع من الهجرة. ((وَعُمْرَةً مِنْ جِعْرَانَةَ)): جعرانة فيها لغتان: إحداهما كسر الجيم وسكون العين وفتح الراء المخففة، والثانية كسر العين وتشديد الراء، وهي بين الطائف ومكة وإلى مكة أقرب. هل حج الرسول مرة أخرى غير حجة الوداع وكم مرة اعتمر؟ - اليوم السابع. ((حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ)): دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا لها في رمضان سنة ثمان من الهجرة، ولا يريد العمرة، فدخلها بلا إحرام، وأقام تسعة عشر ليلة لم يعتمر؛ لأنه يستعد لقتال هوازن وثقيف؛ حيث بلغه أنهم تجمعوا لقتاله في حنين، وهو وادٍ قريب من الطائف بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا من جهة عرفات، فلما نصره الله تعالى جمع الغنائم والسبي وحبسها في الجعرانة، وذهب لحصار الطائف، ثم عاد للجعرانة، فوجد وفد هوازن مسلمين فرد إليهم سبيهم، وقسَّم بين الصحابة المقاتلين الغنائم، ثم أحرم من الجعرانة بالعمرة في ذي القعدة سنة ثمان من الهجرة؛ [فتح المنعم (5 / 265)].
- كم مره حج النبي صلى الله عليه وسلم
كم مره حج النبي صلى الله عليه وسلم
[٤]
الحج في الإسلام
وقد قسمت هذه الفترة التي حدثت ما بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى قسمين، وهما كما يأتي: [٤]
فترة ما قبل الهجرة النبوية الشريفة أي خلال وجود النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة إذ وقع الخلاف على عدد المرات التي حج فيها الرسول عليه السلام في هذه الفترة، إذ نفى بعض الصحابة أن الرسول عليه السلام قد حج في هذه الفترة، بينما أكد آخرون على أنه عليه السلام لم يترك الحج أثناء مواسمه حتى في هذه الفترة، وقد ذكر الترمذي في حديثه أن الرسول قد أتم حجتين وهو في مكة المكرمة ولكن يبقى العلم عند الله سبحانه وتعالى. أمّا فترة ما بعد الهجرة النبوية الشريفة وذلك بعد أن استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، فقد ثبت أنه عليه السلام قد أدى حجة واحدة فقط وذلك في السنة العاشرة من الهجرة، ولم يظهر أي خلاف بين العلماء على ذلك، وقد سميت هذه الحجة بحجة الوداع، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ودّع الناس خلالها ولم يحج بعدها أبدًا، وقد كان نسكه في هذه الحجة قراءة القرآن الكريم. فضائل الحج
للحج العديد من الفضائل للمسلمين فهو ركن من أركان الإسلام الخمسة ولا يصح الإسلام إلا به لمن استطاع إليه سبيلًا، ومن أهم هذه الفضائل المميزة لإتمام فريضة الحج ما يأتي: [٢]
يُعد الحج من أحب الأعمال وأفضلها عند الله سبحانه وتعالى، إذ يأتي في المرتبة الثالثة بعد الإيمان والجهاد في سبيل الله.
5
وأما بالنسبة لعدد هذه الحجات فيقول صاحب الفتح: "أما قبل النبوة فلا يعلم عدد حجه
إلا الله، وكل ذلك استصحاب للأصل الذي درج عليه العرب من أيام إبراهيم – عليه
السلام -" 6. بعد البعثة:
ولنا أن نفرق بين مرحلتين:
مرحلة ما قبل الهجرة، وما زال النبي – صلى الله عليه وسلم – حينها في مكة، لكنه قد
تنبأ، ونزلت عليه رسالة السماء. ومرحلة ما بعد الهجرة، وقد استقر الحال بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في المدينة.