ومن المبكي المحزن أن بعض هؤلاء استدلوا بأن البخاري –مثلا- جمع صحيحه في القرن الثالث الهجري، وبينه وبين النبي والصحابة مدة طويلة! وهذا هو الجهل بعينه، يظنون البخاري قد جاء بالأحاديث من عنده، ونسوا ما يسمى بالسند، وأن هذه الأقوال النبوية قد نقلها صحابة إلى تابعين، والتابعون إلى تابعيهم، وهكذا، فهي منتشرة، ولكن ما قام به البخاري وغيره هو التأكد من الصحة، ورفض الضعيف والموضوع، والمسألة ليست هنا للتفصيل، بل للبيان العام. "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" - جريدة الغد. أما مسألة التفريق بين القولي والفعلي، فاحتج بعضهم بأن القول يدخله المجاز، ويعتريه الضعف، بينما الفعلي تطبيق عملي، وهنا أقول: أليس الفعلي قد نُقِل وصفه بالقول؟ فنقول مثلا: كان من هديه صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فالفعل منقول بالقول! ومن زاوية أخرى يقول الله تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"، فهو القول، والسنة القولية أكثر بكثير من الفعلية، وغالبا لا يوجد شيء من القولي إلا وله تطبيق، اللهم إلا ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بأنه كائن في المستقبل، وقد وقع كثير منه. ما أحوج الأمة إلى مزيد من الوعي، وما أحوج هؤلاء إلى أن يرجعوا إلى العلماء الراسخين ليفهموا منهم الرد على هذه الأسئلة، ولو أن كل واحد اقتنع بفكرة ما حسب فهمه الخاص يريد أن يعممها ويجمع الناس عليها، فهي فترة التمزق والفرقة التي أصابت الأمة قديما، ولا نريدها أن تمزقهم حديثا، بل الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله كما أوصانا بذلك حبيبنا عليه الصلاة والسلام وهو يغادر هذه الدنيا.
كفالة اليتيم - تريندات
★ علامات محبة الرسول ﷺ: 1- الاقتداء به واتباع سنته 2- طاعته فيما أمر واجتناب مانهى عنه 3- مؤازرته ونصرته حيًا وميتًا 4- إحياء سنته والعمل بها 5- التحلي بأخلاقه الكريمة
12. 4- أن لا نعبد الله إلا بما شرع ﷺ - قال ﷺ: ( من عملًا ليسَ عليه أمرنا فهو رد).
د. كفالة اليتيم - تريندات. محمد المجالي
كثيرة هي سهام التشكيك في هذا الدين العظيم، وهو منهج المشركين منذ زمن النبي نفسه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي واجه الأنبياء جميعا، فدعوة الحق رغم وضوحها وتأييدها بالمعجزات، إلا أن أصحاب المصالح والجاه وأتباعهم لهم رأي آخر يشكل في عمومه الباطل الذي يصارع الحق، وسيبقى يصارعه حتى قيام الساعة فيما نسميه سنة المدافعة. من الأمور التي نسجها أعداء هذا الدين هو وضع الشبهات حول حجية السنة النبوية، اجتهد على تشويهها المشركون قديما، والمستشرقون حديثا، وأثرت أقوال هؤلاء جميعا على بعض المنتمين للإسلام ليجهروا بأنهم (قرآنيون) لا يؤمنون إلا بالقرآن مصدرا للإسلام، أما السنة فقد اختلط صحيحها بضعيفها، ولا يوجد ما يدل على صحة نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي بذلك غير ملزمة، وسمعت من يفرق بين السنة النبوية القولية والعملية، فلا يقتنعون بالقولية، ويأخذون بعض السنة العملية التي هي تطبيق عملي لنصوص قرآنية، فيمكن قبولها عند بعضهم لعلاقتها القوية بالنص القرآني. لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه الأقوال قديما فقال: "يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله"، وهذا الحديث بحد ذاته من معالم النبوة، عمن ينكر حجية السنة فلا يؤمن إلا بالقرآن، فكون ما جاء فيه قد حصل فعلا، فهو من أقوى الأدلة على حجية السنة.
السنة النبوية مصدر أصيل من مصادر التشريع الإسلامي - صحيفة الاتحاد
٭ استاذ في قسم التاريخ والحضارة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وعضو الجمعية التاريخية السعودية
ليس في هذا رأي، ورأي آخر. وهكذا، كل كلمة يرد فيها السفهاء النصوص الشرعية، الصحيحة الصريحة، لكونها لا تتلاءم مع بلادة أذهانهم وأفكارهم وعقولهم المنكوسة، هي كلمة سوء، يجب أن يحجر على قائلها، فإن الحجر لاستصلاح الأديان، أولى من الحجر لاستصلاح الأموال والأبدان. السنة النبوية مصدر أصيل من مصادر التشريع الإسلامي - صحيفة الاتحاد. كما أن إثارة الفتن، والدعوة لآراء وشبهات الخوارج بين الشباب وتحسينها ممنوع، وليست مجالا للرأي والرأي الآخر، ولهذا وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- الخوارج بأنهم كلاب النار، وقال: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"، ولم يقل: لا بأس بالرأي والرأي الآخر، فكل رأي يتعارض مع ثوابت الدين والوطن، فهو مرفوض مهما كان قائله، لا يجوز قوله، فضلا عن قبوله، وما سوى ذلك فيمكن أن يقال فيه الرأي والرأي الآخر، ويتم عرضه بعدل وعلم، بقصد الوصول إلى الحق، وليس الجدل والانتصار، قال تعالى: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا". * نقلا عن " الوطن "
تنويه:
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
&Quot;وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا&Quot; - جريدة الغد
وإليكم الأسئلة التالية لنقبض على هؤلاء: ــ إن قوله تعالى (... ) هل هو آية أم جزء من آية ؟ ــ إذا كان جزء من آية ، أذكر الآية بكاملها. ــ هل له علاقة بالآية كلها أم ليس له علاقة بها ؟ ــ هل المعنى مرتبط بالآية كلها أم هو منفصل عنها ؟ ــ هل يختلف المعنى بضمه للآية كلها وفصله عنها ؟ ــ هل السورة التي نزل فيها تتكلم عن حادثة ؟ ــ إذا كانت تتكلم عن حادثة ما هي هذه الحادثة ؟ ــ هل عندما أنزل الله قوله تعالى (.. ) هل كان يتكلم فيه عن الحادثة ؟ ــ هل أنزل الله سببا لنزول هذا الجزء من الآية ؟ ــ ما هو سبب نزول هذا الجزء من الآية ؟ ــ لو أن أحدا أخفى سبب النزول عن الناس عمدا ولم يذكر الآية كلها ، هل فعل مثل الأمم السابقة ؟ ــ وهل حذرنا الله من هذا ؟ ــ ومن استمر في فعله هذا رغم التحذير والتذكير هل يغضب الله عليه ؟ الكاتب: بنور صالح
للكلمة شأن عظيم في الشريعة الإسلامية، فبكلمة التوحيد، وهي كلمة واحدة، يدخل غير المسلم في الإسلام، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب: "يا عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله". وبكلمة واحدة من سخط الله، يزل بها قائلها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب. وبكلمة واحدة يخرج قائلها المسلم من دين الإسلام، إلى الكفر، كما قال تعالى: "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم". وبكلمة واحدة يقولها من أعجب بنفسه وعبادته، واحتقر غيره من المذنبين، يحبط عمله، وتوبق تلك الكلمة دنياه وآخرته، وقد قال الله تعالى لمن قال لصاحبه المذنب، والله لا يغفر الله لك: "من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك". قال أبو هريرة "رضي الله عنه": "قال كلمة أوبقت دنياه وآخرته". كما أن الإنسان قد يقول كلمة من رضوان الله، لا يلقي بها بالا، يسعد بها سعادة لا يشقى بعدها أبدا، ويرفعه الله بها درجات، وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات". بكلمة واحدة تذاع، تحصل الفتن، والحروب والشرور، كما قيل: وإن الحرب أولها كلام.