بالله قولوا لي: كم مرة سمعتم حمد القاضي يردد بيتا رائعا لصديقه ورفيقه غازي القصيبي؟ نفط.. يقول الناس عن وطني! ما أنصفوا..! الا واشيب عيني؟؟ -همس القوافي - سيدة الامارات. وطني هو المجد! إذن، كانت صفة «المثقِّف» هي أعظم خلال حمد القاضي.. أدركت شيئا من ذلك في برنامج «رحلة الكلمة»، فلما اتصلت أسبابي بـ«المجلة العربية»، يوم كان يحررها، تابع «المثقِّف» مشروعه، وكأنه أخذ على نفسه عهدا: أن يحرر مجلة لا تضيق صفحاتها دون الواعدين والحالمين والمفتونين بالأدب والثقافة، وأن يصل جيلا بجيل، وأن يكون للمجلة من اسمها نصيب، فكانت «عربية» الهوية والمتجه، ورأب «المثقِّف» الفجوة بين الأجيال، فقرأنا في صفحاتها لحمد الجاسر، وأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، وغازي القصيبي، وعبدالعزيز الخويطر = وقرأنا، كذلك، لأولئك الواعدين والحالمين والمفتونين! ألم أقل لكم: إن أظهر صفات حمد القاضي.. هذا المحب الدهش: أنه مثقَّف «مثقِّف»!
الا واشيب عيني؟؟ -همس القوافي - سيدة الامارات
@ وكتب الدكتور محمد بن سعد بن حسين عن شاعرنا في كتاب "الأدب الحديث في نجد" إن الشاعر الأمير قد وقف ديوانه الأولى "وحي الحرمان" على شعر الغزل يذيب فيه عواطفه، ويسكب مشاعره وأحاسيسه، وقادة كنار جوانحه أشعلها الحب وألهبها الصدود، فقذفت حممها قصائد وجدانية، أضفى عليها جمال الأسلوب وفصاحة اللفظ، وحسن السبك وقوة الحبك وإشراقة الديباجة جمالاً على جمالها. @ وقال عنه جان غيتون - عضو الأكاديمية الفرنسية - عبدالله الفيصل وفي لأصول الشعر العربي فهو على العكس من العديد من الشعراء العرب المعاصرين الذين حولوا جوازاتنا الشعرية المغرية، نراه يوجب على نفسه الصبر والزهد والتضحية فاستطاع بهذا المسلك الصعب أن يهب أغاني الحب الخالدة حياة جديدة في صحراء هذا العالم. @ مقدمة لدراسة نشرت في مجلة المنتدى شوال 1419ه
عبدالله الفيصل والشعر:
وفي القراءات الأولى باتجاه دراسة شعره يحملنا الظن بأنه صعب في الاختيار، صعب في الدخول إلى الرواق الشعري وذلك بما يؤديه من هيبة لغته الشعرية، ولكننا لا نلبث أن نتأكد من أن ما ظنناه صعوبة في الاختيار هو في الواقع تحسين بالغ الرهافة في تقديم ما في حوزته من غنى المستوعب والمتمثل من شعر وتاريخ وحياة وخبرات في الممارسة الشعرية. نتأكد من ذلك حتى ونحن نرسو عند قصائده التي لم تختر إلا الشوارد الصعاب مطلباً فمدت لها شباكها المتقنة فشبكتها. تلك هي قافيات الشاعر العربي الكبير عبدالله الفيصل تؤكد القصيدة عنده أصالتها فهي لا تقبل أن تكون مجرد مقاطع شعرية تتجاوز اللغة وتسبر مكامن الصورة، ولا هي حتى مجرد رغبة في افتعال حوار أصم واختلاف ممكنات مهترئة. إن القصيدة بهذا المعنى سكن جسد الشاعر، تتابع كل المشاعر التي تسكن خوالجه.. إنها تتحول إلى زخم يخترق فضاء الحياة لينثر بذور الحب. إن الكلمة في شعر عبدالله الفيصل صرخة، لكنها صرخة تعمق صداها في حوارات ومناجاة لا متناهية مع الحبيبة ومع العالم. وإن القصيدة بالنسبة له مشاركة، غوص في المعاناة، جمل لها وترحال بها في تقاطيع الحياة إنها الشرارة التي تعانق الشمس في الأفق.