الوَضَح وكان أنس -رضي اللـه عنه- ابتلي بالوَضَح ، قال أحمد بن صالح العِجْلي لم يُبْتَلَ أحد من أصحاب رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا رجلين: مُعَيْقيب كان به هذا الداء الجُذام ، وأنس بن مالك كان به وَضَحٌ. الرمي كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين ، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه ، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته. عِلْمه لمّا مات أنس -رضي الله عنه- قال مؤرق العجلي ذهب اليوم نصف العِلْم فقيل له وكيف ذاك يا أبا المُغيرة ؟قال كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلنا له: تعالَ الى مَنْ سمعَهُ منه يعني أنس بن مالك. البحرين لمّا استخلف أبو بكر الصديق بعث الى أنس بن مالك ليوجهه الى البحرين على السعاية ، فدخل عليه عمر فقال له أبو بكر إني أردت أن أبعث هذا الى البحرين وهو فتى شاب فقال له عمر ابعثه فإنه لبيبٌ كاتبٌ. الصلاة لقد قدم أنس بن مالك دمشق في عهد معاوية ، والوليد بن عبد الملك حين استخلف سنة ست وثمانين ، وفي أحد الأيام دخل الزهري عليه في دمشق وهو وحده ، فوجده يبكي فقال لهما يبكيك ؟فقال ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة ، وهذه الصلاة قد ضُيّعت بسبب تأخيرها من الولاة عن أول وقتها.
أنس بن مالك رضي الله عنه هو. خيار واحد
• وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخلتُ على البراء بن مالك وهو مستلقٍ على فراشه وهو ينشد أبياتًا من الشعر كأنه يتغنى بهن، فقلت له: رحمك الله وقد أبدلك الله به ما هو خير منه: القرآن؟! فقال: أترهب أن أموت على فراشي؟ لا واللهِ ما كان الله - عز وجل - لِيَحرِمَني ذلك وقد قتلتُ مائةً مفردًا سوى من شاركت في دمه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" [7]. • يقول الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: "لا أعرف شيئًا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت" [8]. وفاة أنس بن مالك:
روى ابن السَّكن، من طريق صفوان بن هبيرة، عن أبيه، قال: قال لي ثابت البنانيُّ:
قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضعها تحت لساني، قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه [9]. تُوُفِّي - رضي الله عنه - بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية، وقيل: سنة تسعين. [1] أسد الغابة ط العلمية (1/ 294). [2] صحيح مسلم (4/ 1928). [3] صحيح مسلم (4/ 1929). [4] سنن أبي داود (4/ 301). [5] سنن الترمذي ت شاكر (5/ 683)، "هذا حديث حسن غريب" [حكم الألباني]: صحيح.
سرايا - سرايا - أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري ، ولد بالمدينة ، وأسلم صغيراً وهو أبو ثُمامة الأنصاري النّجاري ، وأبو حمزة كنّاه بهذا الرسـول الكريم وخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد أخذته أمه( أم سليم)الى رسـول الله وعمره يوم ذاك عشر سنين ، وقالت يا رسـول الله ، هذا أنس غلامك يخدمك فادع الله له فقبله الرسـول بين عينيه ودعا له اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة فعاش تسعا وتسعيـن سنة ، ورزق من البنين والحفـدة الكثيريـن كما أعطاه الله فيما أعطاه من الرزق بستانا رحبا ممرعا كان يحمل الفاكهة في العام مرتين. خدمة الرسول يقول أنس -رضي الله عنه-: أخذت أمّي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتْك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك فخدمتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ، فما ضربني ضربةً ، ولا سبّني سبَّة ، ولا انتهرني ، ولا عبسَ في وجهي ، فكان أول ما أوصاني به أن قال يا بُنيّ أكتمْ سرّي تك مؤمناً فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به ، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً.
أنس بن مالك رضي الله عنه هوشمند
وكان رضي الله تعالى عنه يقول: لا ينبغي للعالم أن يتكلم بالعلم عند من لا يطيعه فإنه ذل وإهانة للعلم (ومن وصيته) للأمام الشافعي رضي الله تعالى عنه عند فراقه له أنه قال له: لا تسكن الريف فيضيع علمك، واكتسب الدرهم ولا تكن عالة على الناس، واتخذ لك ذا جاه ظهرا لئلا تستخف بك العامة، ولا تدخل على ذي سلطنة إلا وعنده من يعرفك، وإذا جلست عند كبير فليكن بينك وبينه فسحة لئلا يأتي إليه من هو أقرب منك فيدنيه ويبعدك فيحصل في نفسك شيئ. وسئل رضي الله تعالى عنه عن ثمان وأربعين مسألة فقال في ثنتين وثلاثين منها: لا أدري. وقال: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه لا أدري ليكون أصلا في أيديهم يفزعون إليه. وكان رضي الله عنه مهيبا جدا يقام بين يديه الرجل كما يقام بين يدي الأمراء، وكانت العلماء تقتدي بعلمه، والأمراء تستضيئ برأيه، والعامة منقادة إلى قوله. فكان يأمر فيمتثل أمره من غير سلطان، ويقول فلا يسأل عن دليل على قوله، ويأتي بالجواب فما يجسر أحد على مراجعته لشدة هيبته. وقد دخل على الخليفة المنصور العباسي وهو على فراشه وصبي يدخل ويخرج مترددا إلى مجلس الخليفة، فقال له الخليفة: أتدري من هذا؟ هو ابني وإنما يفزع من هيبتك، وفيه أنشد:
يأبــى الجواب فلا يراجع هيبة... والسائلون نواكــس الأذقـــان
أدب الوقار وعز سلطان التقى... فهو المطاع وليس ذا سلطان
وكان رضي الله تعالى عنه يقول في فتواه ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
مكانة أنس بين المسلمين
كان لأنس بن مالك مكانته العظيمة لدى المسلمين، إذ أنه كان حاملا لكنوز السنة وسيرة النبي، ووكان ما يتميز به أنس عن بقية خدم الرسول أنه لم يكن يحتفظ بالعلم الذي تعلمه عن الرسول لنفسه، فإستفاد جميع المسلمين بالإستفادة من روايات أنس ومن سيرته، وقد روي الكثير من التابعين عن أنس وحفظوا روايته عن رسول الله.
أنس بن مالك رضي الله عنه هوشنگ
المصادر
حرصه في التصدر للعلم تناقل العلماء قول الإمام مالك بن أنس -رحمه الله-: "مَا أَفْتَيْتُ حَتىَّ شَهِدَ لي سَبْعُونَ أَنيِّ أَهْلٌ لِذَلِك". حرصه قبل بدء تدريس الفقه قال أبو مصعب عن الإمام مالك -رحمه الله-: "كانَ مَالِكٌ لاَ يُحَدِّثُ إِلاََّ وَهُوَ عَلَى طَهَارَةٍ إِجْلاَلاً لِلْحَدِيث".