حكمه: (موضوع). انظر: [ضعيف الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1671]. إن الحديث إذا تُصُدِّرَ بمبني للمجهول كما في قول: (رُوِيَ ويُروى) أو (قيلَ ويُقال) فإن ذلك عند علماء الحديث يدلّ على وهنه وضعفه. 2. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (عفوا عن نساء الناس، تعف نساؤكم، وبروا آباءكم، تبركم أبناؤكم، ومن أتاه أخوه متنصلا، فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل، لم يرد علي الحوض). حكمه: (ضعيف). انظر: [ضعيف الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1667]. وإن هذا الحديث بمعنى قول الإمام الشافعي رحمه الله – تعالى -:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنـَّـبوا ما لا يليق بمسلـم
إن الزنا دين فإن أقرضتَـــــه *** كان الوَفا من أهل بيتك فاعلم. َ
وعليه فإن قصصاً تتردد أيضاً بمعناه، ومنها قصة: (دقة بدقة ولو زدت لزاد السقّا) وهي قصة وليست حديثا... عفوا تعف نساؤكم في المحرم - الإمام الشافعي - الديوان. يُضْرَب بها المثل للتحذير من الزنا ومقدماته من تقبيل ولمس وغيره... والله أعلم بمدى صحتها. وقد قيلت عن أخ وأخت في بغداد، وزوج وزوجة في بخارى، وكذلك في دمشق. قال الله - تعالى -: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [سورة فاطر 18].
عفوا تعف نساؤكم في المحرم - الإمام الشافعي - الديوان
فلذا إنّ عفّة الرجل والمرأة مرتبطتان بالآخر بشكلٍ مباشر، ولو تخطّى وتعدّى كلّ واحد منهما حدود العفّة والحجاب، فمن المُحتمل كثيراً أن يتخطّى الطرف الآخر تلك الخطوط أيضاً، والعكس صادقٌ كذلك، فإذا حافظ كلّ واحد من الزوجين حدود العفّة والحجاب سيتمسّك ويتعهد الطرف الآخر بالحفاظ على هذين الأمرين الأساسيين، فلهذا أكّدوا المعصومين (عليهم السلام) على مراعاة هذين الأمرين المُهمين مِن قِبَل الطرفين. إنّ المعصومين (عليهم السلام) وجّهوا هذا الكلام للرجل حتى يُحافظ على عفّة زوجته بقولهم:
عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: > هِبَةُ الرَّجُلِ لِزَوْجَتِهِ يُزِيدُ في عِفَّتِها <، (5) وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) كذلك: > وَالتَّهْيِئَةُ مِمّا يُزِيدُ اللهُ بِهِ عِفَّةَ النِّساءِ <. (6)
ثمّ قال الحداد: أغلقت باب محلّي، وذهبت بها إلى البيت. عندما دخلت عليها رأيتها ترتجف كأنّها على وشك الموت. سألتها عن ذلك؟
قالت (وهي ترتجف وتبكي): أفعل هذا الأمر؛ لأنّ أولادي أيتام، وليس لدي مال لكي أشبعهم أرجو أن لا تفعل بي هذا. قال الحداد: رقّ قلبي عليها، وأعطيتها مالاً يكفيها مؤونتها، وتركتها لوجه الله عزّ وجلّ، وهي دعت لي أن لا تحترق يدي في الدنيا والآخرة.
ثمّ من بعد ذلك لم يعد تحترق يدي في الحرّ...
[1]) الكافي ط إسلامية، ج5، ص553، ح3. 2) تهذيب الأخلاق، ص21. 3) وسايل الشيعه، ج14، ص79. 4) سورة النور: 2. 5) من لايحضر الفقيه، ج4، ص281. 6) وسايل الشيعه، ج1، ص88.