هكذا يا أعزائي نزل القرآن على نبينا في ليلة القدر، في شهر مضان؛ كما قال الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185] ، وكما قال لنا سبحانه: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5]. إنَّ القرآن هدًى ورحمةٌ، وخير وبركة، وعزٌّ ورفعة، لمن حفظه، وداوَمَ على تلاوته، وقرأه بفهم، وعمل بما فيه من أوامر الله ونواهيه. هذه قصتي؛ قصة غار حراء، في جبل النور. أسعد غار في الدنيا، في أسعد جبل، بأكرم بلد، هي مكة المكرَّمة. فوائد:
نستفيد من القصة أنَّ:
♦ القرآن نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو خير كتاب، ونزل على خير نبيٍّ. قصص القرآن - المعرفة. ♦ القرآن كتاب الله وكلامُه. ♦ القرآن الكريم نزل في شهر رمضان، في ليلة عظيمة، هي ليلة القدر. ♦ من عمل بالقرآن الكريم، فقرأه وحفظه، ونفَّذ أوامره، عاش سعيدًا في الدنيا، ودخل الجنة في الآخرة.
قصص النساء في القران
♦ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال له: أنا لا أحسن القراءة، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أمِّيًّا لا يقرأ ولا يكتب، ولم يقدِّر الله له تعلُّم القراءة والكتابة؛ حتى تكون معجزتُه هي أن يأتي بكتاب يَعجِزُ عن الإتيان بمثله جميعُ القرَّاء والكتَّاب، فيكون معجزته في أنَّه نبيٌّ من عند الله. ♦ أكَّد جبريل على النبي الأمر، فقال له: اقرأ يا محمد! قصص الآيات في القرآن | الحلقة 3 | النجاشي - ج 1 | Verses Stories from Qur'an - YouTube. ♦ وأكَّد النبي الجواب: أنا لا أحسن القراءة. ♦ وعاد جبريل ليقول لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: اقرأ! ♦ والنبيُّ يقول نفس الجواب: أنا لا أحسن القراءة! ♦ وبعد أن أكَّد جبريل على أن النبي لا يستطيع القراءة من عند نفسه، أخبره بالقرآن الذي جاءه من عند الله بقوله سبحانه: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]. قرأ جبريل عليه السلام هذه الآيات على نبينا صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، وقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إلى بيته، وأخبر زوجه السيدة خديجةَ رضي الله عنها، فذهبت معه إلى ابن عمِّها ورقةَ بنِ نوفل، وكان عالمًا فأخبره النبيُّ بما رأى وما سمع، وقرأ عليه الآيات التي قرأها عليه جبريل، فابتسم ورقةُ رضي الله عنه، وطمْأن النبيَّ، وأخبره بأن هذا الملَك الذي جاءه بالقرآن هو ملَك الوحي جبريل، وأنه هو الذي كان ينزل على أنبياء الله ورسله، ومعنى ذلك أنه نبيُّ هذه الأمة.
قصص في القران اصحاب الخدود
قصص القرآن مع د. علي النشمي - YouTube
قصص في القران. حلقة 5
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي
والدكتور سعد الحميد
كل الأقسام | المكتبة المرئية المكتبة المقروءة المكتبة السمعية مكتبة التصميمات كتب د. خالد الجريسي كتب د. سعد الحميد
من الاستفادات من رمضان.. فضل الاستقامة على أوامر... حسام العيسوي إبراهيم
خطبة في وداع رمضان خميس النقيب
أكوفي ومدني؟ (WORD) عثمان بن علي بندو
ليلة القدر رائدة موسى
خصائص يوم الجمعة (PDF) محمد حسن عباس
الجملة الوصفية في النحو العربي (PDF) أ. د. قصص الآيات في القرآن | الحلقة 8 | وحشي - ج 1 | Verses Stories from Qur'an - YouTube. شعبان صلاح
شهر الله المحرم وصيام عاشوراء (PDF) د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي
التصوير الفني في الحديث النبوي (PDF) د. محمد بن لطفي الصباغ
الأصناف المختلف في إجزائها في زكاة الفطر محمد حسن عباس
الدرة الثمينة فيما رواه ابن حبان عن الأئمة... أبو الحسن علي بن حسن الأزهري
أثر عمل القلب على تلاوة القرآن وتدبره (PDF) د.
قصص أشبال الإيمان (5)
القرآن كتابي
بعث الله أنبياءَ ورسلًا كثيرين، أفضلُهم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل كتبًا عديدة، أفضلُها القرآن الكريم، فهو يحوز فضلَ هذين الوجهين جميعًا، هو خير كتاب أنزله الله، وهو على خيرِ رسولٍ مِن رسل الله نزل. وسأحكي لكم اليوم المشهدَ العظيم، الذي فيه نزل خيرُ كتاب على خير رسول صلى الله عليه وسلم، فافتحوا لي قلوبكم، وأعطوني أسماعكم؛ لأروي لكم هذا المشهد كما حدث في تلك الليلة العجيبة:
اسمي غارُ حراء. لعلك سمعت باسمي هذا من قبل. وسوف تعرفني جيدًا حين تنظر في صورتي، سترى مكانًا في قمَّة الجبل، يشبه غرفة صغيرة، أنا موجود في جبل النور، أحد جبال مكة المكرَّمة. في الزمان البعيد، قبل أن يبعث الله نبيَّنا صلى الله عليه وسلم بالإسلام، كان نبيُّنا يأتي إليَّ، ويتعبَّد في داخلي، يتفكَّر في السماوات والأرض، ويدعو خالقَهما سبحانه. قصص في القران. حلقة 5. وفي ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، حدث أمر عجيب، لقد كان نبيُّنا محمد يصلِّي لله كعادته، يصلِّي لله ويتعبَّد، فجاءه ملَك عظيم من ملائكة الله، لقد هبط عليه من السماء، كان هذا الملك العظيم هو جبريل عليه السلام رئيس الملائكة، وهو أمينُ الوحي الذي ينزل بأوامر الله تعالى إلى أنبيائه ورسله، وهو الذي نزل بالقرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لقد وقف جبريل عليه السلام أمام نبيِّنا، واحتضنه، وقال له:
♦ اقرأ يا محمد!
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال: جلس أناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الإيمان، فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم. وقال هؤلاء: نحن أفضل. فقال الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} ثم خص الله أهل الأديان فقال: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى} [النساء: 124]. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} قال: قريش وكعب بن الأشرف. ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب || شريف مصطفى - YouTube. وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قالت اليهود والنصارى: لا يدخل الجنة غيرنا. وقالت قريش: لا نبعث. فأنزل الله: {ليس بأمانيكم ولا أمانيِّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} والسوء: الشرك. وأخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن حبان وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة عن أبي بكر الصديق. أنه قال «يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} فكل سوء جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تنصب، ألست تمرض، ألست تحزن، ألست تصيبك اللأواء؟ قال: بلى.
التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (70) - للشيخ أبوبكر الجزائري
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: التقى ناس من المسلمين واليهود والنصارى فقالت اليهود للمسلمين: نحن خير منكم، ديننا قبل دينكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن على دين إبراهيم، ولن يدخل الجنة إلا من كان يهوديًا. وقالت النصارى مثل ذلك. فقال المسلمون: كتابنا بعد كتابكم، ونبينا بعد نبيكم، وديننا بعد دينكم، وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم فنحن خير منكم، نحن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ولن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا. فرد الله عليهم قولهم فقال: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} ثم فضل الله المؤمنين عليهم فقال: {ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفًا} [النساء: 125]. تفسير الايات - سورة النساء - آية رقم 123_. وأخرج ابن جرير من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك قال: تخاصم أهل الأديان فقال أهل التوراة: كتابنا أول كتاب وخيرها، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل نحوًا من ذلك، وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، وكتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم، فقضى الله بينهم فقال: {ليس بأمانيكم ولا أمانيِّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} ثم خير بين أهل الأديان ففضل أهل الفضل فقال: {ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن... } [النساء: 125] الآية.
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ - عيون العرب - ملتقى العالم العربي
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا. التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (70) - للشيخ أبوبكر الجزائري. روى غير واحد عن مجاهد أنه قال: قالت العرب لا نبعث ولا نحاسب ، وقالت اليهود والنصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ، وقالوا: لن تمسنا النار إلا أياما معدودات فأنزل الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به. [ ص: 353] وعن مسروق قال: احتج المسلمون وأهل الكتاب ، فقال المسلمون: نحن أهدى منكم وقال أهل الكتاب: نحن أهدى منكم فأنزل الله هذه الآية. وعن قتادة قال: ذكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم ، وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم ونبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله ، فأنزل الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب إلى قوله: ومن أحسن دينا الآية ، فأفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان.
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب || شريف مصطفى - Youtube
وقد قال في مسند ابن الزبير: حدثنا إبراهيم بن المستمر العروفي حدثنا عبد الرحمن بن سليم بن حيان ، حدثني أبي ، عن جدي حيان بن بسطام ، قال: كنت مع ابن عمر ، فمر بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب ، فقال: رحمك الله أبا خبيب ، سمعت أباك - يعني الزبير - يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يعمل سوءا يجز به في الدنيا والأخرى " ثم قال: لا نعلمه يروى عن الزبير إلا من هذا الوجه. وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا أحمد بن كامل ، حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا موسى بن عبيدة ، حدثني مولى ابن سباع قال: سمعت ابن عمر يحدث ، عن أبي بكر الصديق قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: ( من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر ، هل أقرئك آية نزلت علي ؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله. فأقرأنيها فلا أعلم إلا أني وجدت انقصاما في ظهري حتى تمطأت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك يا أبا بكر ؟ " قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، وأينا لم يعمل السوء ، وإنا لمجزيون بكل سوء عملناه ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أنت وأصحابك يا أبا بكر المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله ، وليس لكم ذنوب ، وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزوا به يوم القيامة ".
تفسير سورة النساء: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب
فوائد لغوية وإعرابية: قال ابن عادل: قرأ أبو جَعْفَر المَدَنِي {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ ولا أَمَانِيِّ} بتخفيف الياء فيهما جميعًا، واعلم: أن «لَيْسَ» فعْلٌ، فلابد من اسْمٍ يكون هو مُسْندًا إليه، وفيه خلافٌ: فقيل: يَعُود ضَمِيرُها على مَلْفُوظٍ به، وقيل: يَعُود على ما دَلَّ عليه اللَّفْظُ من الفِعْل وقيل: يَدُلُّ عليه سَبَبُ الآيَةِ. فأمَّا عَودْهُ على مَلْفُوظٍ بِهِ فقيل: هو الوَعْدُ المتقدِّم في قوله: {وعد الله} وهذا اختيار الزَّمَخْشَرِي؛ قال: «في لَيْس ضَمِيرُ وعدِ الله أي: لَيْس يُنالُ ما وعد الله من الثَّواب بأمانِيِّكم ولا بأمَاني أهل الكِتَابِ، والخطابُ للمُسْلِمين؛ لأنَّه لا يُؤمن بوعِد الله إلا مَنْ آمَن بِهِ». وأمَّا عَوْدُه على ما يَدُلُّ عليه اللَّفْظ، فقيل: هو الإيمان المَفْهُومُ من قوله: {والذين آمنوا} وهو قولُ الحسن، وعنه: «ليس الإيمانُ بالتَّمَنِّي». وأمَّا عودُه على ما يَدُلُّ عليه السَببُ، فقيل: يعودُ على مُجَاوَرةِ المُسْلِمين مع أهلِ الكِتَابِ، وذلك أنَّ بعضهم قال: «دينُنا قبل دينِكُم، ونبيُّنَا قبل نَبيِّكم؛ فنحن أفضلُ» ، وقال المُسْلِمُون: «كتابُنا يَقْضِي على كِتابِكم، ونبينا خَاتَمُ الأنْبِياء» فنزلت.
تفسير الايات - سورة النساء - آية رقم 123_
فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿لَيْسَ بِأمانِيِّكم ولا أمانِيِّ أهْلِ الكِتابِ﴾ الآياتِ. فَبَيَّنَ أنَّ كُلَّ مَنِ اتَّبَعَ هُدى اللَّهِ فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ وكُلَّ مَن ضَلَّ وخالَفَ أمْرَ اللَّهِ فَهو مُجازًى بِسُوءِ عَمِلِهِ، فالَّذِينَ آمَنُوا مِنَ اليَهُودِ قَبْلَ بَعْثَةِ عِيسى وعَمِلُوا الصّالِحاتِ هم مِن أهْلِ الجَنَّةِ وإنْ لَمْ يَكُونُوا عَلى دِينِ عِيسى، فَبَطَلَ قَوْلُ النَّصارى: لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلّا مَن كانَ عَلى دِينِنا. والَّذِينَ آمَنُوا بِمُوسى وعِيسى قَبْلَ بَعْثَةِ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ وعَلَيْهِمُ السَّلامُ - وعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَبَطَلَ قَوْلُ المُسْلِمِينَ واليَهُودِ: لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إلّا مَن كانَ عَلى دِينِنا: فَكانَتْ هَذِهِ الآيَةُ حَكَمًا فَصْلًا بَيْنَ الفِرَقِ، وتَعْلِيمًا لَهم أنْ يَنْظُرُوا في تَوَفُّرِ حَقِيقَةِ الإيمانِ الصَّحِيحِ، وتَوَفُّرِ العَمَلِ الصّالِحِ مَعَهُ، ولِذَلِكَ جَمَعَ اللَّهُ أمانِيَّ الفِرَقِ الثَّلاثِ بِقَوْلِهِ (p-٢٠٩)﴿لَيْسَ بِأمانِيِّكم ولا أمانِيِّ أهْلِ الكِتابِ﴾. ثُمَّ إنِ اللَّهَ لَوَّحَ إلى فَلْجِ حُجَّةِ المُسْلِمِينَ بِإشارَةِ قَوْلِهِ ﴿وهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ فَإنْ كانَ إيمانٌ اخْتَلَّ مِنهُ بَعْضُ ما جاءَ بِهِ الدِّينُ الحَقُّ، فَهو كالعَدَمِ، فَعَقَّبَ هَذِهِ الآيَةَ بِقَوْلِهِ ﴿ومَن أحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وهو مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا﴾ [النساء: ١٢٥].
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة النساء (24-147)
الآية رقم (123) - لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا
القضيّة ليست بأمانينا ولا بأمانيّ أهل الكتاب؛ أي ليس بأمانيّ كلّ الأديان، ليست القضيّة أمانيّ، مثلاً أنا أتمنّى أن يكون مصيري إلى الجنّة، لا، فالقضيّة واحدةٌ، ﴿ مَن يَعْمَلْ ﴾ القصّة فيها عملٌ، وبالإيمان لا يوجد أمانيّ لا منّا ولا من أهل الكتاب ولا من كلّ الأديان. المعادلة الأساسيّة الّتي جاءت بها كلّ الأديان السّماويّة على الإطلاق بيّنها الله سبحانه وتعالى هنا بشكلٍ لا يقبل اللّبس أبداً: من يعمل سوءاً سيكون جزاؤه على السّوء، فالقضيّة هي ما بين أن تعمل صالحاً أو سيّئاً، هذه دعوة الأديان، فكيف تقول: إنّ دين الإسلام أو أيّ دينٍ من الأديان يدعو إلى الكراهية أو إلغاء الآخر أو القتل أو التّطرّف والتّشدّد؟! ﴿ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا ﴾: من يعمل السّوء كائناً من كَان، لا بأمانينا ولا بأمانيّ أهل الكتاب.