وقوله: {كلّ بنّاء وغوّاص}: يدل على أنه من الشياطين. المعنى: وسخرنا له كل بناء من الشياطين, وكل غواص, وكان من يبني: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل}, وكان من يغوص يخرجون له الحلية من البحر. [معاني القرآن: 4/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {والشياطين كل بناء وغواص}
أي: من يبني له المحاريب والتماثيل, ومن يغوص في البحر, فيخرج الحلية. [معاني القرآن: 6/116] تفسير قوله تعالى:{وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { الأصفاد}: الأغلال, واحدها: صفد، والصفد أيضاً الغطاء, قال الأعشى:
= وأصفدني على الزّمانة قائداً
وبعضهم يقول: صفدني. تفسير رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي - YouTube. [مجاز القرآن: 2/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {الأصفاد}: الأغلال، في التفسير). [تفسير غريب القرآن: 380]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وآخرين مقرّنين في الأصفاد (38)}: مردة الجن الشياطين، سخروا له حتى قرنهم في الأصفاد. والأصفاد السلاسل من الحديد،, وكل ما شددته شدّا وثيقا بالحديد وغيره، فقد صفدته, وكل من أعطيته عطاء جزيلا.
تفسير رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي - Youtube
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) قوله ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي) يقول تعالى ذكره: قال سليمان راغبا إلى ربه: ربّ استر عليّ ذنبي الذي أذنبت بيني وبينك, فلا تعاقبني به ( وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي) لا يسلبنيه أحدكما كما سلبنيه قبل هذه الشيطان. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. تفسير سورة ص الآية 35 تفسير البغوي - القران للجميع. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي) يقول: ملكا لا أسلَبه كما سُلبتُه. وكان بعض أهل العربية يوجه معنى قوله ( لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي) إلى: أن لا يكون لأحد من بعدي, كما قال ابن أحمر: مـا أُمُّ غُفْـرٍ عـلى دعْجَـاءَ ذي عَلَقٍ يَنْفـي القَراميـدَ عنهـا الأعْصَمُ الوَقِلُ فـي رأْسِ حَلْقـاءَ مِـن عَنقاءَ مُشْرِفةً لا يَنْبَغــي دُونهـا سَـهْل وَلا جَـبَل (2) بمعنى: لا يكون فوقها سهل ولا جبل أحصن منها. وقوله ( إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) يقول: إنك وهاب ما تشاء لمن تشاء بيدك خزائن كلّ شيء تفتح من ذلك ما أردت لمن أردت.
تفسير سورة ص الآية 35 تفسير البغوي - القران للجميع
[٥] [٤]
الطبري
إن نبي الله سليمان -عليه السلام- دعا ربّه راغبًا إليه، بأن يستر الله ذنبه الذي أذنبه بينه وبين الله تعالى، ويرجوه بأن لا يعاقبه به، وأن يرزقه مُلكًا لا يُسلب منه ولا يكون لأحدٍ من بعده، وقال بأن لا يُسلب منه كما سلبَهُ منه الشيطان من قبل ذلك، وبهذا قال أهل التأويل. [٦]
القرطبي
دعا سليمان -عليه السلام- أن يغفر الله تعالى ذنبه، ويؤتيه الملك الذي لا يكون لأحدٍ من بعده، وإن قيل كيف يطلب نبي الله سليمان الملك في الدنيا مع أن الله تعالى ذمَّها، وجواب ذلك أن هذا محمولٌ على أداء حقوق الله تعالى، وسياسة ملكه، فهو من يعطي الخلقَ منازلهم ويأمر بإقامة حدوده وتعظيم شعائره وغيرها، ونبي الله سليمان لم يُكن دعائه طلبًا للدنيا ذاتها، فهو نبي والأانبياء من أزهد الناس في الدنيا، لكنَّه طلب مملكتها لله، كما طلب نوح هلاكها لله، فأجابهما الله تعالى فأهلك من عليها بدعاء نوح وأعطى سليمان المُلك بدعائه. [٧]
البغوي
قال عطاء بن أبي رباح: "يريدُ هب لي ملكًا لا تسلبنيه في آخر عمري وتعطيه غيري، كما استلبته فيما مضى من عمري"، وقيل إنَّه سأل الله بذلك ليكون دلالةً على رسالته وتكون معجزة من الله تعالى يؤيده فيها، وقيل سأل ربَّه لهذا لتكون علامة من الله على قبول توبته؛ فالله تعالى استجاب له وأعطاه ملكه وقال مقاتل بن حيان: "كان لسليمان ملكًا ولكنَّه أراد بقول: {لا ينبغي لأحد من بعدي}، تسخير الرياح والطير والشياطين، بدليل ما بعده".
ثم ننتقل إلى دعاء يوسف عليه السلام:
﴿ رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ أَنْتَوَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾. دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام:
﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴾ [الشعراء: 87]. دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام أيضًا:
وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾
[يوسف: 101]. كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -: "دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت:
﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ
مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ﴾
دعاء سيدنا سليمان (رب هب لي مُلْكًا)
وعلى الرغم من أن العماء قد اختلفوا حول الدعاء بدعاء سيدنا سليمان، إلا أن الدعاء جائز بأي صيغة ما دام لا يتضمن الإثم، أو العدوان، أو المعصية، وفي التالي نتعرف إلى أدعية سيدنا سليمان كما وردت في القرآن الكريم:
رب اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب.
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله!!
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الروم - الآية 5
جاء في " تفسير القرطبي " (16/394) " قال الشعبي: فظهروا في تسع سنين. وقال القشيري: المشهور في الروايات أن ظهور الروم كان في السابعة من غلبة فارس
للروم " انتهى. 5. ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) وسبب فرح المؤمنين:
أولاً:
6. بانتصار الروم على الفرس, لأن الروم كانوا أهل كتاب, والفرس كانوا أهل وثنية,
فالروم أقرب إلى المسلمين من الفرس من هذه الناحية. وهذا الفرح هو في مقابلة فرح مشركي قريش حين انتصر الفرس على الروم أولاً, لنفس
السبب. ثانيا:
أن انتصار الروم هو انتصار للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه دليل على صدق نبوته ،
إذ أخبر عن شيء مستقبل ، ووقع كما أخبر به ، فقد انتصر الروم على الفرس بعد أقل من
عشر سنوات. ثالثا:
قيل: إن سبب فرح المؤمنين إنما كان بانتصارهم هم على مشركي قريش ، الذي وافق
انتصار الروم على الفرس ، إما في يوم بدر ، وإما في يوم الحديبية ، وهو ما اختاره
ابن القيم رحمه الله.
&Quot;ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله&Quot; - قصيدة
الآيــات
{الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الاَْرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (1ـ6). * * *
معاني المفردات
{غُلِبَتِ}: الغلب والغلبة مصدر غَلَبَ، والغلبة: الاستيلاء على القرن بالقهر. {بِضْعِ}: البضع: القطعة من العدد ما بين الثلاثة إلى عشرة. التنبؤ بغلبة الروم
{الم} من الحروف المقطعة التي تقدم الحديث عنها في أوائل سورة البقرة. {غُلِبَتِ الرُّومُ} وهم القوّة التي كانت تمثل امبراطورية واسعة من المغرب إلى بلاد الشام، وكانت بينهم وبين الفرس ـ القوّة الامبراطورية الأخرى في بلاد فارس حتى بلاد العرب ـ حروب شديدة في بعض نواحي الشام قريباً من الحجاز ـ كما قيل ـ فتغلبت فارس التي كانت تدين بالمجوسية على الروم الذين كانوا يدينون بالنصرانية، {فِي أَدْنَى الاَْرْضِ} وهي القريبة إلى بلاد العرب، {وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ} وسيطرة الفرس على مواقعهم في ساحة الحرب {سَيَغْلِبُونَ} فتدور الدائرة على الفرس في الحرب الجديدة التي يشنونها عليهم {فِى بِضْعِ سِنِينَ} وهو العدد ما بين الثلاثة والعشرة، كما قيل.
القطاع الطلابي .. &Quot;ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله&Quot; - الجماعة.نت
الحمد لله. قال الله تعالى في صدر سورة الروم: ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ
* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
الروم/1-5. 1. ( غُلبت الروم) أي: هُزمت الروم من الفرس ، وكان ذلك في أوائل النبوة ،
والرسول صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة ، وقعت معركة بين فارس والروم ، وكانت
نتيجتها أن انتصر الفرس على الروم. قال ابن عاشور في " التحرير والتنوير " (8/42): " وإسناد الفعل إلى المجهول ، لأن
الغرض هو الحديث على المغلوب لا على الغالب ، ولأنه قد عرف أن الذين غلبوا الروم هم
الفرس " انتهى. 2. ( في أدنى الأرض) أي: أن الهزيمة وقعت في (أدنى) أي أقرب الأرض إلى الجزيرة
العربية ، وكانت المعركة في شمال الجزيرة العربية مع أطراف الشام. " تفسير القاسمي
" (8/4). 3. ( وهم) أي الروم. ( من بعد غلبهم) أي هزيمتهم. ( سيغلبون) أي: سينتصرون
على الفرس. 4. ( في بضع سنين) أي: أن ذلك الانتصار سيتحقق في بضع سنوات. والبِضع: " كناية عن عدد قليل لا يتجاوز العشرة " انتهى من " التحرير والتنوير "
(8/44).
وقد اعتبرت هذه الآية، التي تحدثت عن غيب المستقبل الذي لم يكن هناك أيّ مؤشر عليه من خلال طبيعة أحداث الحاضر، وجهاً من وجوه الإعجاز القرآني، لأن النبي لم يملك علم ذلك في نفسه، أو في ما يمكن أن يكون قد تعلّمه، لعدم وجود الوسائل التي تؤدي إلى ذلك، فلا بد من أن يكون ذلك من وحي علاّم الغيوب الذي لا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول.
بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) فذلك قول الله: ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ) يوم أديلت الروم على فارس. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ) قال: غُلبت وغَلبت؛ فأما الذين قرءوا ذلك: (غَلَبَتِ الرُّومُ) بفتح الغين، فإنهم قالوا: نـزلت هذه الآية خبرا من الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن غلبة الروم. * ذكر من قال ذلك: حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سليمان -يعني الأعمش- عن عطية، عن أبي سعيد، قال: لما كان يوم ظهر الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين، فنـزلت (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) على فارس. حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: لما كان يوم بدر، غلبت الروم على فارس، ففرح المسلمون بذلك، فأنـزل الله (الم غُلِبَتِ الرُّومُ... ) إلى آخر الآية. حدثنا يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: لما كان يوم بدر، ظهرت الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين؛ لأنهم أهل كتاب، فأنـزل الله ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأرْضِ) قال: كانوا قد غلبوا قبل ذلك، ثم قرأ حتى بلغ ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ).