واستدلوا لذلك بأن السعي يطلق في القرآن على العمل ، قاله الفخر الرازي. وقال: هو مذهب مالك والشافعي ، قال تعالى: وإذا تولى سعى في الأرض [ 2 \ 205] ، وقال: [ ص: 166] إن سعيكم لشتى [ 92 \ 4] ، أي العمل. واستدلوا للثاني بقول الحسن: والله ما هو بسعي على الأقدام ، ولكن سعي القلوب والنية. واستدلوا للثالث بما في البخاري عن أبي عبس بن جبر واسمه عبد الرحمن ، وكان من كبار الصحابة مشى إلى الجمعة راجلا ، وقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار ". ذكره القرطبي ، ولم يذكره البخاري في التفسير. فاسعوا الى ذكر الله. وبالتأمل في هذه الأقوال الثلاثة نجدها متلازمة لأن العمل أعم من السعي ، والسعي أخص ، فلا تعارض بين أعم وأخص ، والنية شرط في العمل ، وأولى هذه الأقوال كلها ما جاء في قراءة عمر - رضي الله عنه - الصحيحة: ( فامضوا) ، فهي بمنزلة التفسير للسعي. وروي عن الفراء: أن المضي والسعي والذهاب في معنى واحد ، والصحيح أن السعي يتضمن معنى زائدا وهو الجد والحرص على التحصيل ، كما في قوله تعالى: والذين سعوا في آياتنا معاجزين [ 22 \ 51] ، بأنهم حريصون على ذلك: وهو أكثر استعمالات القرآن.
فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع – تجمع دعاة الشام
ودليل خصوصية لنا خطاب الله جل وعلا بقوله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9]. وترك البيع والشراء والسعي إلى ذكر الله دليل على ما في هذا اليوم من الخير للمسلمين. ذلك اليوم الذي ما طلعت الشمس على أفضل منه- فعسى أن نذكر الله فيذكرنا، وندعوه فيستجيب لنا ونتوب إليه فيتوب علينا. فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع – تجمع دعاة الشام. أيها الإخوة المؤمنون: إنه بتأمل هذه الآية الكريمة يتضح لكل مسلم أن حضور الجمعة فرض عين على كل مكلف، والسنة الشريفة تؤكد ذلك على كل مسلم ذكر حر مكلف مستوطن، وتوضح أن السعي إلى ذكر الله وترك البيع والشراء وكل ما يصد عن ذكر الله - بعد أذان الخطبة واجب على كل من تجب عليه الجمعة، وأن من صد عن ذكر الله من يوم الجمعة وتأخر إلى أن تقام الصلاة عمدا بدون عذر فهو آثم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 11].
والله- سبحانه وتعالى- لا يضيع أجر من أحسن عملا. وفريق- خسر بهذه العطلة، إذ ضعف إيمان أهله، وقست قلوبهم واستحكم جهلهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم فخرجوا وابتعدوا عن شهود الجمعة إلى ضواحي البلد بحجج مختلفة، وأعذار واهية، فتارة باسم الترفيه عن النفوس، وأخرى باسم النزهة والتفرج، حتى إذا ما خرجوا وابتعدوا عن الجمعة والجماعة هجم عليهم الشيطان وتولاهم بأفكاره وأمانيه وزين لهم ما هم عليه من الصدود عن الحق والطاعة، وما هم فيه من المرح واللهو فخسروا هذه المفروضة وأفلسوا من الخير بانقضاء العطلة في السهو واللهو، ورجعوا إلى مساكنهم بالخيبة، وقد يأخذهم الله تعالى في مخرجهم ببعض ما اكتسبوا فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون. ثم ما حجة هؤلاء وما عذرهم في خروجهم هذا إلى بعض المتنزهات البعيدة، وقد كثرت- ولله الحمد- أماكن النزهة من كل حدب في كل أحياء المدن والقرى. إنه في إمكان كل فرد ألا يخرج بنفسه وعياله إلى أقرب متنزه مما يليه، وفي إمكانه أن يؤدي صلاة الجمعة في أقرب مسجد جامع يليه. فاتقوا الله عباد الله وتذكروا قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ} [إبراهيم: 7]. ______________________________ ________________________
الكاتب: د.
وورد في رواية الترمذي تعيين هذه الركعات وأن منها أربعا قبل الظهر. فهذا الحديث لا يتناول يوم الجمعة. جاء في الروض مع حاشيته: ولا سنة لها قبلها أي راتبة يعني قبل صلاة الجمعة, فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من بيته ويصعد المنبر, ثم يأخذ بلال في الأذان, فإذا كمله أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة, من غير فصل ـ كما تقدم. وذكر الحافظ وغيره: أن ما قبل دخول الوقت مطلقا نافلة لا راتبة, وأنه كان صلى الله عليه وسلم يخرج إذا زالت الشمس فيشتغل بالخطبة ثم بالصلاة وأن ما ذكر أنه لا يصلي بعدها إلا ركعتين في بيته وأنه لا ينبغي أن ينتقل قبلها ركعتين متصلتين بها خشية أن يظن أنها التي فرضت. وقال شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم: لا سنة للجمعة قبلها، وهو أصح قولي العلماء, وعليه تدل السنة، قال الشيخ: وهو مذهب الشافعي وأكثر أصحابه, وعليه جماهير الأئمة، لأنها وإن كانت ظهرا مقصورة فتفارقها في أحكام, وكما أن ترك المسافر السنة أفضل, لكون ظهره مقصورة. فصل: 39 - باب الصَّلاَةِ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ|نداء الإيمان. وجاء في الصحيحين وغيرهما: أنه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته, وعد رواتب الصلوات وفيه، وصلى بعد الجمعة ركعتين في بيته, وهذا صريح في أن الجمعة عند الصحابة صلاة مستقلة بنفسها غير الظهر, ولما لم يذكر لها راتبة إلا بعدها علم أنه لا راتبة لها قبلها, وهذا مما انعقد سبب فعله في عهده صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يفعله ولم يشرعه كان تركه هو السنة.
ما حكم الصلاة التي بين الأذان والإقامة ؟
قال أبو شامة: وما وقع من بعض الصحابة أنهم كانوا يصلون قبل الجمعة، فمن باب التطوع, ولأنهم كانوا يبكرون ويصلون حتى يخرج الإمام, وذلك جائز وليس بمنكر, وإنما المنكر اعتقاد العامة منهم, وبعض المتفقهة أن ذلك سنة للجمعة قبلها, كما يصلون السنة قبل الظهر, وكل ذلك بمعزل عن التحقيق, والجمعة لا سنة لها قبلها كالمغرب والعشاء. قال الشيخ: والأولى لمن جاء إلى الجمعة أن يشتغل بالصلاة حتى يخرج الإمام, ولما في الصحيح: ثم يصلي ما كتب له ـ وقال: بل ألفاظه صلى الله عليه وسلم فيها الترغيب في الصلاة إذا قدم الرجل المسجد يوم الجمعة من غير توقيت, وهو المأثور عن الصحابة, وكانوا إذا أتوا المسجد يوم الجمعة يصلون من حين يدخلون ما تيسر فمنهم من يصلي عشر ركعات، ومنهم من يصلي أقل من ذلك, ولهذا كان جماهير الأئمة متفقين على أنه ليس قبل الجمعة سنة مؤقتة بوقت, مقدرة بعدد, قال: والصلاة قبل الجمعة حسنة, وليست بسنة راتبة, وإن فعل أوترك لم ينكر عليه, وهذا أعدل الأقوال. انتهى. ما حكم الصلاة التي بين الأذان والإقامة ؟. والله أعلم. 2014-07-15, 06:01 PM #3 رد: ما حكم الصلاة التي بين الأذان والإقامة ؟
قول النبي صلى الله عليه وسلم: بين كل أذانين صلاة. بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء.
فصل: 39 - باب الصَّلاَةِ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ|نداء الإيمان
تعريف الصلاة في الشريعة الإسلامية
وأوضحت الداعية الإسلامية، أن الصلاة عبادة لله، وجوهرها التوجه إلى الله ظاهرا وباطنا وجسدا وعقلا وروحا، وهي مظهر لنشاط قوى الإنسان التي تتوجه إلى الله، لافتة إلى أن الإنسان يجتهد في كل صلاة ليتقرب من الله ويكون من المفلحين كما جاء في القرآن الكريم. وتابعت: «يجب الاهتمام بالصلاة والحضور بخطوات هادئة، ومعرفة أن الذنوب تتساقط خلال الوضوء والحضور بالقلب مش الصلاة في مكان كله دوشة عشان نركز».
((شرح عمدة الفقه - كتاب الصلاة)) (ص: 133). وقال الألبانيُّ: (ويُستحَبُّ المبادرة إلى صلاة المغرب، والتعجيل بها قبل اشتباك النجوم... ولا يُنافي ذلك صلاةُ الركعتين قبل المغرب؛ لثبوتهما عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولًا وإقرارًا). ((الثمر المستطاب)) (1/61 - 62). : الحنفيَّة ((حاشية ابن عابدين)) (1/369)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/150). ، والمالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/114)، وينظر: ((البيان والتحصيل)) لابن رشد الجد (17/374-376). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (3/121)، (4/8-9)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/138)، وينظر: ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (1/130). ، والحنابلة ((الإنصاف)) للمرداوي (1/298-299)، وينظر: ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (1/410-411). الأدلَّة من السُّنَّة: 1- عن الصُّنابِحِ بنِ الأَعسرِ الأَحمسيِّ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لَا تَزَالُ أمَّتي في مُسْكةٍ [721] مُسْكَة - بضمِّ الميمِ -: أي: بقيَّة. ويُقال: ليس لأمِره مُسكةٌ، أي: أَصلٌ يُعوَّل عليه. وليس له مُسكةٌ، أي: عقلٌ. وليس به مُسكَةٌ، أي: قُوَّةٌ. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (4/1608)، ((المصباح المنير)) للفيومي (2/573).