والآية نزلت في حاطب بن أبي بلتقة حين كتب إلى أهل مكة يشعرهم بأن النبي صلى الله عليه وآله عزم على أن يأتي مكة بغتة يفتحها. وكان النبي صلى الله عليه وآله أخفى ذلك، فلما عوتب على ذلك، قال أهلي بمكة أحببت ان يحوطوهم بيد تكون لي عندهم، فأنزل الله تعالى فيه الآية. ثم قال تعالى " أولئك " يعني الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر " كتب في قلوبهم الايمان " ومعناه انه جعله بحكمه، فكأنه مكتوب فيه. كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز. وقيل: معناه إنه جعل في قلوبهم سمة تدل من علمها أنهم من أهل الايمان. وقال الحسن: معناه انه ثبت الايمان في قلوبهم بما فعل بهم من الألطاف " وأيدهم بروح منه " أي قواهم بنور البرهان والحجج حتى اهتدوا للحق وعملوا به، وقيل: أيدهم بجبرائيل من أمر الله في كثير من المواطن ينصرهم ويدفع عنهم " ويدخلهم جنات " أي بساتين " تجري من تحتها الأنهار " أي من تحت أشجارها الأنهار. وقيل: ان أنهارها أخاديد في الأرض، فلذلك قال " من تحتها الأنهار ". والأنهار جمع نهر " خالدين فيها " أي مؤبدين لا يفنون ولا يخرجون منها، وهو نصب على الحال " رضي الله عنهم " باخلاص الطاعة منهم " ورضوا عنه " بثواب الجنة. ثم قال " أولئك حزب الله " يعني جنده وأولياؤه، ثم قال " ألا " وهي كلمة تنبيه " إن حزب الله " يعني جنوده وأولياءه " هم المفلحون " والمفلح هو المنجح بادراك ما طلب.
إعراب قوله تعالى: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز الآية 21 سورة المجادلة
(p-٥٦)﴿إنَّ الَّذِينَ يُحادُّونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأذَلِّينَ﴾ ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأغْلِبَنَّ أنا ورُسُلِيَ إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾. مَوْقِعُ هَذِهِ الآيَةِ بَعْدَ ما ذَكَرَ مِن أحْوالِ المُنافِقِينَ يُشْبِهُ مَوْقِعَ آيَةِ ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحادُّونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ [المجادلة: ٥] فالَّذِينَ يُحادُّونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ المُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُمُ المُشْرِكُونَ المُعْلِنُونَ بِالمُحادَّةِ. وأمّا المُحادُّونَ المَذْكُورُونَ في هَذِهِ الآيَةِ فَهُمُ المُسِرُّونَ لِلْمُحادَّةِ المُتَظاهِرُونَ بِالمُوالاةِ، وهُمُ المُنافِقُونَ، فالجُمْلَةُ اسْتِئْنافٌ بَيانِيٌّ بَيَّنَتْ شَيْئًا مِنَ الخُسْرانِ الَّذِي قَضى بِهِ عَلى حِزْبِ الشَّيْطانِ الَّذِينَ هم في مُقَدِّمَتِهِ. إعراب قوله تعالى: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز الآية 21 سورة المجادلة. وبِهَذا تَكْتَسِبُ هَذِهِ الجُمْلَةُ مَعْنى بَدَلَ البَعْضِ مِن مَضْمُونِ جُمْلَةِ ﴿ألا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الخاسِرُونَ﴾ [المجادلة: ١٩]، لِأنَّ الخُسْرانَ يَكُونُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وخُسْرانُ الدُّنْيا أنْواعٌ أشَدُّها عَلى النّاسِ المَذَلَّةُ والهَزِيمَةُ، والمَعْنى: أنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ في الأذَلِّينَ المَغْلُوبِينَ.
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) ووعد لمن آمن به، وبرسله، واتبع ما جاء به المرسلون، فصار من حزب الله المفلحين، أن لهم الفتح والنصر والغلبة في الدنيا والآخرة، وهذا وعد لا يخلف ولا يغير، فإنه من الصادق القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء يريده.
س: ما حكم صلاة المنفرد خلف الصف؟ وإذا دخل داخل ولم يجد مكانًا في الصف فماذا يفعل؟ وإذا وجد صبيًا لم يبلغ فهل يصف معه؟
ج: حكم الصلاة خلف الصف منفردًا: البطلان؛ لقول النبي ﷺ: لا صلاة لمنفرد خلف الصف ، ولأنه ثبت عنه ﷺ أنه أمر من صلى خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة ولم يسأله هل وجد فرجة أم لا، فدل ذلك على أنه لا فرق بين من وجد فرجة في الصف ومن لم يجد، سدًا لذريعة التساهل في الصلاة خلف الصف منفردًا. لكن لو جاء المسبوق والإمام راكع فركع دون الصف ثم دخل في الصف قبل السجود أجزأه ذلك، لما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله عن أبي بكرة الثقفي أنه جاء إلى الصلاة والنبي ﷺ راكع فركع دون الصف ثم دخل إلى الصف فقال له النبي ﷺ بعد السلام: زادك الله حرصًا ولا تعد ولم يأمره بقضاء الركعة. أما من جاء والإمام في الصلاة ولم يجد فرجة في الصف فإنه ينتظر حتى يوجد من يصف معه، ولو صبيًا قد بلغ السابعة فأكثر، أو يتقدم فيصف عن يمين الإمام عملًا بالأحاديث كلها. وفق الله المسلمين جميعًا للفقه في الدين والثبات عليه إنه سميع قريب [1]. من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من بعض طلبة العلم، وطبعها الأخ / محمد الشايع في كتاب. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 12/223).
صلاة المنفرد خلف الصف
تاريخ النشر: الأحد 18 محرم 1423 هـ - 31-3-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 14806
191518
2
877
السؤال
ما هو حكم صلاة الرجل منفردا خلف الصف؟ وهل له أن يسحب أحد المصلين في الصف الذي أمامه أم يصلي منفرداً. وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فصلاة المنفرد خلف الصفوف دون عذر صحيحة مع الكراهة، وتنتفي الكراهة بوجود العذر، وهذا مذهب جمهور الفقهاء: الحنفية، والشافعية، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري عن أبي بكرة: أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "زادك الله حرصاً ولا تعد". ، وذهب المالكية إلى جواز الصلاة منفردا خلف الصف، وهذا نص خليل: ونقل المواق عن ابن رشد أن من صلى وترك فرجة بالصف أساء ا. هـ قال والمشهور أنه أساء ولا إعادة عليه. وذهب الحنابلة إلى أنه تبطل صلاة من صلى وحده ركعة كاملة خلف الصف منفرداً دون عذر، لحديث وابصة بن معبد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده، فأمره أن يعيد" رواه الترمذي وقال: حديث حسن، ورواه ابن حبان في صحيحه. قال الجمهور: يؤخذ من حديث أبي بكرة عدم لزوم الإعادة.
صلاة المنفرد خلف الصفحة الرئيسية
تاريخ النشر: الأربعاء 18 ذو الحجة 1431 هـ - 24-11-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 143385
2811
0
198
السؤال
ما صحة هذا الحديث: لا صلاة خلف الصف؟ وهل من صلى خلف الصف بطلت صلاته؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة المنفرد خلف الصف قد أشبعنا القول فيها وذكرنا ما ورد من الأحاديث في النهي عنها وبينا مذاهب العلماء واختلافهم في صحتها بما تحسن مراجعته في الفتوى رقم: 130775.
حكم صلاة المنفرد خلف الصف
وصلاة المنفرد خلف الصف إذا كانت لعذر -كأن لم يجد من يصف معه- صحيحة، فإذا انتفى العذر، وصلاة المنفرد خلف الصف إذا كانت لعذر -كأن لم يجد من يصف معه- صحيحة، فإذا انتفى العذر، أما الحنابلة فأبطلوا صلاة من صلى خلف
الصف وحده ركعة كاملة دون عذرٍ، حملًا للأمر في حديث وابصة رضي الله عنه على
الوجوب. ومن لم يجد فرجة ولا سعة في الصف
فللفقهاء فيه مذاهب: فعند المالكية وأحد قولي الشافعية -وهو
ما نصَّ عليه الإمام الشافعي في "البويطي" واختاره القاضي أبو الطيب-
أنه يقف منفردًا خلف الصف، ولا يجذب أحدًا لئلا يحرم غيره فضيلة الصف السابق، بل
زاد المالكية أنه إن جذب أحدًا فلا يطعه المجذوب، وهذا رأي الكمال بن الهمام من
الحنفية. أما عند الحنفية والصحيح عند الشافعية
فإنه يستحب أن يجذب إليه شخصًا من الصف ليصطف معه، لكن مع مراعاة أن المجرور
سيوافقه، وإلا فلا يجر أحدًا منعًا للفتنة. وعند الحنابلة يقف عن يمين الإمام إن
أمكنه ذلك؛ لأنه موقف الواحد، فإن لم يمكنه ذلك فله أن ينبه رجلًا من الصف ليقف
معه، وإلا صلى وحده خلف الصف، ويكره تنبيهه بجذبه، واستقبحه أحمد وإسحاق؛ لما فيه
من التصرف بغير إذنه. وبناءً على ما سبق: فصلاة المنفرد خلف
الصف إن لم يمكنه إلا ذلك صحيحة باتفاق الفقهاء، ومن أجاز منهم له أن يجذب رجلًا
من الصف أمامه فإنما اشترط معرفة موافقة المجرور على ذلك مسبقًا، ولذلك فإنا نرى
قصر ذلك على هذه الحالة فقط، أمَّا إن لم يعلم المنفرد خلف الصف هل يوافقه المجذوب
أو لا، أو علم عدم موافقته على ذلك فليس له أن يجذب أحدًا؛ وذلك تأدُّبًا مع مذهب
المخالف ودرءًا للفتنة.
حكم صلاة المنفرد خلف الصف عند المالكية
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ: ما حكم الصلاة خلف الصف منفرداً ؟
الجواب:
الصلاة خلف الصف المنفرد لا تجوز ولا تصح على القول الراجح وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد - رحمه الله - وإن كان عنه رواية أخرى أنها تصح وهو مذهب الأئمة الثلاثة: مالك، وأبي حنيفة، والشافعي.
والله أعلم.