يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) قال العوفي عن ابن عباس: نزلت سورة النساء بالمدينة. وكذا روى ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير ، وزيد بن ثابت ، وروى من طريق عبد الله بن لهيعة ، عن أخيه عيسى ، عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا حبس ".
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - عمرو محمد كمال - Youtube
(آتَيْتَنا) فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعله. ونا مفعوله. (صالِحاً) صفة لمفعول به محذوف أي ولدا صالحا والجملة ابتدائية. (لَنَكُونَنَّ) اللام واقعة في جواب القسم ومضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، (مِنَ الشَّاكِرِينَ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر الفعل الناقص، والجملة لا محل لها جواب القسم. وقد أغنى عن جواب الشرط وجملة القسم والجواب مفسرة لجملة دعوا اللّه.. تفسير: (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع). جملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً ، عاد بها الكلام إلى تقرير دليل التوحيد وإبطال الشرك من الذي سلف ذكره في قوله: { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظُهورهم ذرياتهم} [ الأعراف: 172] الآية ، وليست من القول المأمور به في قوله: { قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً} [ الأعراف: 188] لأن ذلك المقول قصد منه إبطال الملازمة بين وصف الرسالة وعلْم الرسول بالغيب ، وقد تم ذلك ، فالمناسب أن يكون الغرض الآخر كلاماً موجهاً من الله تعالى إلى المشركين لإقامة الحجة عليهم بفساد عقولهم في إشراكهم وإشراك آبائهم. ومناسبة الانتقالَ جريان ذكر اسم الله في قوله: { إلاّ ما شاء الله} [ الأعراف: 188] وضمير الخطاب في { خلقكم} للمشركين من العرب ، لأنهم المقصود من هذه الحجج والتذكير ، وإن كان حكم هذا الكلام يشمل جميع البشر ، وقد صدر ذلك بالتذكير بنعمة خلق النوع المبتدأ بخلق أصله وهو ءادم وزوجه حواء تمهيداً للمقصود.
تفسير: (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع)
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (6) وقوله: ( خلقكم من نفس واحدة) أي: خلقكم مع اختلاف أجناسكم وأصنافكم وألسنتكم وألوانكم من نفس واحدة ، وهو آدم - عليه السلام - ( ثم جعل منها زوجها) ، وهي حواء ، عليهما السلام ، كقوله: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) [ النساء: 1]. وقوله: ( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) أي: وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية ، أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام: ( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين) [ الأنعام: 143] ، ( ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين) [ الأنعام: 144]. وقوله: ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) أي: قدركم في بطون أمهاتكم ( خلقا من بعد خلق) أي: يكون أحدكم أولا نطفة ، ثم يكون علقة ، ثم يكون مضغة ، ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا ، وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ، ( فتبارك الله أحسن الخالقين) [ المؤمنون: 14].
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الزمر - الآية 6
* * * وقوله: (حملت حملا خفيفًا) ، يعني ب " خفة الحمل ": الماء الذي حملته حواء في رَحِمها من آدم، أنه كان حملا خفيفًا, وكذلك هو حملُ المرأة ماءَ الرجل خفيفٌ عليها. * * * وأما قوله: (فمرت به) ، فإنه يعني: استمرَّت بالماء: قامت به وقعدت, وأتمت الحمل، كما: - 15500 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو أسامة, عن أبي عمير, عن أيوب قال: سألت الحسن عن قوله: (حملت حملا خفيفًا فمرت به) قال: لو كنت امرءًا عربيًّا لعرفت ما هي؟ إنما هي: فاستمرَّت به. (14) 15501 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (فلما تغشاها حملت حملا خفيفًا فمرت به) ، استبان حملها. 15502 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (فمرت به) قال: استمرّ حملها. 15503 - حدثني موسى قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا أسباط, عن السدي, قوله: (حملت حملا خفيفًا) قال: هي النطفة = وقوله: (فمرّت به) ، يقول: استمرّت به. * * * وقال آخرون: معنى ذلك: فشكَّت فيه. * ذكر من قال ذلك: 15504 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: (فمرت به) قال: فشكت، أحملت أم لا؟ * * * ويعني بقوله: (فلما أثقلت) ، فلما صار ما في بطنها من الحمل الذي كان خفيفًا، ثقيلا ودنت ولادتها.
* * * قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أخبر عن آدم وحواء أنهما دعَوا الله ربهما بحمل حواء, وأقسما لئن أعطاهما ما في بطن حواء، صالحًا ليكونان لله من الشاكرين. و " الصلاح " قد يشمل معاني كثيرة: منها " الصلاح " في استواء الخلق، ومنها " الصلاح " في الدين, و " الصلاح " في العقل والتدبير. وإذ كان ذلك كذلك, ولا خبر عن الرسول يوجب الحجة بأن ذلك على بعض معاني " الصلاح " دون بعض, ولا فيه من العقل دليل، وجب أن يُعَمَّ كما عمَّه الله, فيقال: إنهما قالا ( لئن آتيتنا صالحًا) بجميع معاني " الصلاح ". (23) * * * وأما معنى قوله: (لنكونن من الشاكرين) ، فإنه: لنكونن ممن يشكرك على ما وهبت له من الولد صالحًا. --------------------- الهوامش: (8) انظر تفسير (( نفس واحدة)) فيما سلف 7: 513 ، 514. (9) الأثر: 15497 - مضى برقم: 8402 (10) الأثر: 15498 - مضى برقم: 8401. (11) انظر تفسير (( جعل)) فيما سلف من فهارس اللغة ( جعل). (12) الأثر: 15499 - مضى برقم: 8405. (13) في المطبوعة والمخطوطة: (( لقضاء الحاجة ولذته)) ، والسياق يقتضى ما أثبت. (14) الأثر: 15500 (( أبو عمير)) ، هو ( الحارث بن عمير البصري).
وذكر عن الليث أنه قال: إني لأتقي الحجامة والإطلاء يوم السبت ويوم الأربعاء لحديث بلغني. وقال مالك: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن كان دواء يبلغ الداء فإن الحجامة تبلغه". سنن الفطرة العشر. قال مالك: وإني لأكره حلق موضع المحاجم في الرأس والقفا, وما أراه حراما. [فصل ٥ - في طول اللحية ونتف الشيب ودفن الشعر وصبغه ووصله] وسئل عن طول اللحية جدا؟ فكرهه، وقال في نتف الشيب: ما أعلمه حراما، وتركه أحب إلي. وكره أن تحلق أماكن من رؤوس الصبيان وتترك أماكن.
سنن الفطرة العشر
وعلق إمام وخطيب جامع غسلة الشيخ عبدالله محمد العمار على الاحتفال قائلاً "ما حصل مبارزة لله بمعاصيه، وكفران لنعمه، وعدم احترام لحرمة الزمان، في وقت نحن في أمس الحاجة للقرب من الله والإكثار من حمده وشكره، فالناس من حولنا يتخطفون، ونحن في بحبوحة من العيش آمنين، فحري بنا أن نستنكر مثل هذه التصرفات ومحاسبة القائمين عليها وعدم تكرارها، سائلا الله الهداية للجميع ". وذكر خطيب جامع الربيعة بشقراء الشيخ سليمان الشتوي يقول " لاشك أن ما حصل لا تقره الشريعة ولا الفطرة السليمة، لاسيما أنها في أوقات فاضلة هي من أفضل ليالي العام على الإطلاق، والتي كان النبي ﷺ يحرص على إحيائها بالصلاة والذكر والدعاء أكثر من غيرها من الأيام، مضيفاً أن الإسلام لا يحرم الفرح والبهجة والأنس الخالي من المحرمات والمنضبط بضوابط الشرع، ولعلها تصرفات فردية نأمل ألا تتكر بالأعوام القادمة ". وقال الشيخ خالد الرشيدان: "اطلعت على بعض مقاطع الفيديو التي أظهرت صورا من احتفال العيدية ليلة أمس ال 28 رمضان، وقد ساءني وأقلقني ما رأيت من مجاهرة بالمعصية وتهاون بالمنكر في ظروف نحن أحق فيها بالرجوع إلى الله وطلب المغفرة والعتق من النار ونصرة جنودنا البواسل الذين يذودون عن الحدود والأعراض "، مطالباً أهل الحل والعقد أن يكون لهم موقف حازم حاسم لمحاسبة المنظم وأخذ التعهد عليه وعدم تكرار هذه المنكرات في المحافظة.
لأن منها ما
يتكرر، ومنها ما لا يتكرر، ومنها ما يختلف زمن تكرره. وتجري في ذلك عموما: قاعدة فقهية مفادها: أن النظافة في الإسلام أمر مطلوب عند الحاجة، أو بين الحين والآخر. ويمكن توضيح ذلك فيما يلي. ما يشرع مرة واحدة كالختان؛ والأفضل أن يكون للمولود في يوم سابع ولادته. ما يشرع من أجل العبادة؛ مثل: المضمضة والإستنشاق ضمن أفعال الوضوء أو مثل: السواك من أجل الصلاة أو قرآة القرآن. ما يشرع للنظافة لحضور صلاة الجمعة ، أو الجماعة، أو صلاة العيدين ، وغيرها. ما يشرع من أجل الذين يلتقي بهم الشخص؛ مثل: إزالة الروائح الكريهة لئلا يتأذى الآخرون. سواء مع الزملاء، أو في العمل، أو في المجالس، أو مع الأهل. فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أن يأتي الرجل المسافر أهله فجأة من غير أن يعلمهم بوقت وصوله، وعلل لذلك بقوله في الحديث: 《 حتى تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة 》. ما يشرع بحسب الحاجة؛ مثل: قص الشارب، وتقليم الأظافر. قال النووي في وقت حلق العانة: فالمختار أنه يضبط بالحاجة وطوله فإذا طال حلق، وكذلك الضبط في قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار. وأما حديث أنس المذكور في الكتاب "وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة لا يترك أكثر من أربعين ليلة"؛ فمعناه لا يترك تركا يتجاوز به أربعين لا أنهم وقت لهم الترك أربعين.