وقرأت قراء الأمصار: ( أأعجمي وعربي ؟) على وجه الاستفهام ، وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ ذلك: أعجمي بهمزة واحدة على غير مذهب الاستفهام ، على المعنى الذي ذكرناه عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير. والصواب من القراءة في ذلك عندنا القراءة التي عليها قراء الأمصار لإجماع الحجة عليها على مذهب الاستفهام. وقوله: ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) يقول - تعالى ذكره -: قل يا محمد لهم: هو ، ويعني بقوله ( هو) القرآن ( للذين آمنوا) بالله ورسوله ، وصدقوا بما جاءهم به من عند ربهم ( هدى) يعني: بيان للحق ( وشفاء) يعني أنه شفاء من الجهل. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال. ثنا سعيد ، عن قتادة ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) قال: جمله الله نورا وبركة وشفاء للمؤمنين. حدثنا محمد قال. ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) قال: القرآن. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فصلت - الآية 44. [ ص: 484]
وقوله: ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) يقول - تعالى ذكره -: والذين لا يؤمنون بالله ورسوله ، وما جاءهم به من عند الله في آذانهم ثقل عن استماع هذا القرآن ، وصمم لا يستمعونه ولكنهم يعرضون عنه ، ( وهو عليهم عمى) يقول: وهذا القرآن على قلوب هؤلاء المكذبين به عمى عنه ، فلا يبصرون حججه عليهم ، وما فيه من مواعظه.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة فصلت - القول في تأويل قوله تعالى " ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي "- الجزء رقم21
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) عموا وصموا عن القرآن ، فلا ينتفعون به ، ولا يرغبون فيه. حدثنا محمد قال. ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر) قال: صمم ( وهو عليهم عمى) قال: عميت قلوبهم عنه. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( وهو عليهم عمى) قال: العمى: الكفر. وقرأت قراء الأمصار: ( وهو عليهم عمى) بفتح الميم. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة فصلت - القول في تأويل قوله تعالى " ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي "- الجزء رقم21. وذكر عن ابن عباس أنه قرأ: " وهو عليهم عم " بكسر الميم على وجه النعت للقرآن. والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراء الأمصار. وقوله: ( أولئك ينادون من مكان بعيد) اختلف أهل التأويل في معناه ، فقال بعضهم: معنى ذلك: تشبيه من الله - جل ثناؤه - لعمى قلوبهم عن فهم ما أنزل في القرآن من حججه ومواعظه ببعيد فهم سامع صوت من بعيد نودي ، فلم يفهم ما نودي ، كقول العرب للرجل القليل الفهم: إنك لتنادى من بعيد ، وكقولهم للفهم: إنك لتأخذ الأمور من قريب. [ ص: 485]
حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن بعض أصحابه ، عن مجاهد ( أولئك ينادون من مكان بعيد) قال: بعيد من قلوبهم.
والصواب من القراءة في ذلك عندنا القراءة التي عليها قراء الأمصار لإجماع الحجة عليها على مذهب الاستفهام. وقوله: ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لهم: هو, ويعني بقوله ( هُوَ) القرآن ( لِلَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله, وصدقوا بما جاءهم به من عند ربهم ( هُدًى) يعني بيان للحق ( وَشِفَاءٌ) يعني أنه شفاء من الجهل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال. ثنا سعيد, عن قتادة ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) قال: جمله الله نورا وبركة وشفاء للمؤمنين. حدثنا محمد, قال. ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) قال: القرآن. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة فصلت - الآية 44. وقوله: ( وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) يقول تعالى ذكره: والذين لا يؤمنون بالله ورسوله, وما جاءهم به من عند الله في آذانهم ثقل عن استماع هذا القرآن, وصمم لا يستمعونه ولكنهم يعرضون عنه, ( وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) يقول: وهذا القرآن على قلوب هؤلاء المكذّبين به عمى عنه, فلا يبصرون حججه عليهم, وما فيه من مواعظه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) عموا وصموا عن القرآن, فلا ينتفعون به, ولا يرغبون فيه.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فصلت - الآية 44
الإعراب: (في آياتنا) متعلّق ب (يلحدون)، (لا) نافية (علينا) متعلّق ب (يخفون)، الهمزة للاستفهام التقريريّ الفاء عاطفة (من) اسم موصول مبتدأ في محلّ رفع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (في النار) متعلّق ب (يلقى)، (خير) خبر المبتدأ (أم) عاطفة معادلة للهمزة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الأول (آمنا) حال منصوبة من فاعل يأتي (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يأتي) والأمر (اعملوا) فيه معنى التهديد (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي شئتم فعله (ما) حرف مصدريّ... والمصدر المؤوّل (ما تعملون.. ) في محلّ جرّ ب الباء متعلّق ببصير. جملة: (إنّ الذين يلحدون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يلحدون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لا يخفون) في محل رفع خبر إنّ. وجملة: (من يلقى) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (يلقى) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: (يأتي) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: (اعملوا) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (شئتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (إنّه بصير) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة أولئك ينادون من مكان بعيد خبر ثالث عن الذين لا يؤمنون ، والكلام تمثيل لحال إعراضهم عن الدعوة عند سماعها بحال من ينادى من مكان بعيد لا يبلغ إليه في مثله صوت المنادي على نحو قوله تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع كما تقدم في سورة البقرة. وتقول العرب لمن لا يفهم: أنت تنادى من مكان بعيد. والإشارة بـ ( أولئك) إلى الذين لا يؤمنون لقصد التنبيه على أن المشار [ ص: 317] إليهم بعد تلك الأوصاف أحرياء بما سيذكر بعدها من الحكم من أجلها نظير أولئك على هدى من ربهم. ويتعلق من مكان بعيد بـ ( ينادون) ، وإذا كان النداء من مكان بعيد كان المنادى بالفتح في مكان بعيد لا محالة كما تقدم في تعلق من الأرض بقوله ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض أي دعاكم من مكانكم في الأرض ، وبذلك يجوز أن يكون من مكان بعيد ظرفا مستقرا في موضع الحال من ضمير ( ينادون) وذلك غير متأت في قوله إذا دعاكم دعوة من الأرض.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة فصلت - الآية 44
[ ص: 316] ويجوز أن تكون الجملة خبرا ثانيا عن ضمير الذكر ، أي القرآن ، فتكون من مقول القول وكذلك جملة وهو عليهم عمى ، والإخبار عنه بـ ( وقر ، وعمى) تشبيه بليغ ووجه الشبه هو عدم الانتفاع به مع سماع ألفاظه ، والوقر: داء فمقابلته بالشفاء من محسن الطباق. وضمير وهو عليهم عمى يتبادر أنه عائد إلى الذكر أو الكتاب كما عاد ضمير هو للذين آمنوا هدى ، والعمى: عدم البصر ، وهو مستعار هنا لضد الاهتداء فمقابلته بالهدى فيها محسن الطباق. والإسناد إلى القرآن على هذا الوجه في معاد الضمير بأنه عليهم عمى من الإسناد المجازي ؛ لأن عنادهم في قبوله كان سببا لضلالهم فكان القرآن سبب سبب ، كقوله تعالى وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم. ويجوز أن يكون ضمير ( وهو) ضمير شأن تنبيها على فظاعة ضلالهم. وجملة عليهم عمى خبر ضمير الشأن ، أي وأعظم من الوقر أن عليهم عمى ، أي على أبصارهم عمى كقوله وعلى أبصارهم غشاوة. وإنما علق العمى بالكون على ذواتهم ؛ لأنه لما كان عمى مجازيا تعين أن مصيبته على أنفسهم كلها لا على أبصارهم خاصة فإن عمى البصائر أشد ضرا من عمى الأبصار كقوله تعالى فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
حدثنا ابن المثنى, قال: ثني عبد الأعلى, قال: ثنا أبو داود عن سعيد بن جبير في قوله: ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) قرآن أعجميّ ولسان عربيّ. حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الأعلى, قال: ثنا داود, عن محمد بن أبي موسى, عن عبد الله بن مطيع بنحوه. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) فجعل عربيا, أعجميّ الكلام وعربيّ الرجل. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) يقول: بُينت آياته, أأعجميّ وعربيّ, نحن قوم عرب ما لنا وللعجمة. وقد خالف هذا القول الذي ذكرناه عن هؤلاء آخرون, فقالوا: معنى ذلك ( لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) بعضها عربيّ, وبعضها عجميّ. وهذا التأويل على تأويل من قرأ ( أَعْجَمِيّ) بترك الاستفهام فيه, وحمله خبرا من الله تعالى عن قيل المشركين ذلك, يعني: هلا فصلت آياته, منها عجميّ تعرفه العجم, ومنها عربيّ تفقهه العرب.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الحسد وذم الحسد في السنة النبوية
صحة متن الحديث
فعند البحث عن صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات، نجده ورد ذكره كثيرًا في كتب الحديث نحو:
رواه ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (8/ 64) من طريق موسى بن محمد بن عطاء إلا أنه كان زائد عليه، وقال: " الجنةُ تحتَ أقدامِ الأمهاتِ من شِئْنَ أدخلْنَ ومن شِئْنَ أخرجْنَ". بنفس الصيغة السابقة رواه الذهبي في ميزان الاعتدال (220/4) وقال عنه أنه ضعيف لان فيه أحد الرجال اسمه "موسى بن محمد الدمياطي" قد جرحه علماء الحديث ولا يؤخذ منه. كذلك بنفس الصيغة السابقة رواه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة برقم 593، وقال عنه إنه موضوع لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورد الحديث بالشطر الأول منه فقط عن رواية للصحاب أنس ابن مالك -رضي الله عنه- في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير" (3/ 361، ط. المكتبة التجارية الكبرى) للمناوي، وقال عنه أنه فيه رجلان هما منصور وأبو النظر وهم لا يعرفهما علماء الحديث؛ لذلك فإن الحديث منكر. أورده أبو الشيخ الأصبهاني في (طبقات المحدثين بأصبهان 3/ 568) بشطره الأول فقط وقال عنه أنه ضعيف. اخر من حكم على صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات هو الإمام الألباني رحمه الله في (حقوق النساء في الإسلام 194)، وقال عنه إنه لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
إسلام ويب - مركز الفتوى
صححه الألباني. عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. قال: أبوك)) (متفق عليه. وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ سورة الأحقاف الآية 15. الجنة تحت اقدام الامهات حديث:
يعتبر هذا الحديث من الاحاديث المعروفة لدى العامة لكن في حقيقة الامر هو ليس بحديث صحيح اي أنه لايثبت من حيث إسناده وصحته ولا اشكال في استعماله كاقولة فقط وليس حديث وإنما هناك حديث آخر يؤدي نفس المعنى تماما وهو حديث ثابت وصحيح. وعن معاوية بن جاهمة السلمي ، أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك ، فقال: هل لك من أم ؟ قال: نعم ، فقال: الزمها ، فإن الجنة عند رجليها.
ما صحة حديث: «الجنة تحت أقدام الأمهات»؟
قال: فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ قال: نعم. قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما» [10]. ومنه أيضا: ما روي عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟. قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك» [11]. وفي رواية: «يا رسول الله، من أحق بحسن الصحبة؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك» [12]. وينبغي أن نعلم أن هناك رواية قريبة جدا في اللفظ والمعنى تغني عن هذه الرواية الموضوعة المنكرة، وهي: حديث معاوية بن جاهمة السلمي: «أن جاهمة جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها» [13]. والذي نريد أن نقوله هنا أن السنة النبوية الصحيحة فيها كفاية لكل ما نحتاج إليه، فلماذا نأخذ الضعيف أو الموضوع ونترك الصحيح؟! إن بيان الموضوع للناس هو دفاع عن السنة الصحيحة حتى لا يدخلها غير الصحيح، وهذا ما حدث في موضوعنا هذا. وفي النهاية فإن حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات» حديث موضوع ينبغي أن لا يستشهد به؛ لا سيما وأن القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة مليئان بذكر فضل الأم والوالدين عموما، والتذكير بأنهما طريق الأبناء إلى الجنة.
تخريج حديث: الجنة تحت أقدام الأمهات - ابن التيمي
شرح حديث من قال بسم الله توكلت على الله
عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ إذا خرَجَ مِنْ بيْتِه: بسمِ اللهِ تَوكَّلتُ على اللهِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، يُقالُ له: هُدِيتَ وكُفيتَ ووُقِيتَ، وتنَّحَّي عنه الشَّيطانُ». قد رواه أبو داودَ والترمذيُّ، ومعنى الحديث أن التوكل على الله قبل الخروج من المنزل ينجينا ويكفينا ويقينا من الشيطان وهمزاته والاجر والثواب عند الله. [1]
شاهد أيضًا: دعاء الخروج من المنزل للاطفال وفضل دعاء الخروج من المنزل
أذكار الخروج من المنزل
على المسلم وقت خروجه من بيته أن يتحصن بأذكار تقيه من كل ما يصيبه من شرور قد أوصانا بها النبي وهي بسم الله توكلت على الله، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ على، وبسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. صحة حديث الخروج من المنزل
قد أقر الشيخ الألباني إنه صحيح حيث إنه في سنن ابن ماجة، وقد تم نقله عن الرسول من قبل أم سلمة، انس رضى الله عنه، محمد بن المنذر وغيرهم من الصحابة رضى الله عنهم جميعًا وكلهم صحابة كرام ورواة ثقات فصح الحديث المروي من قبلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فثلّث له وقال: اوصني يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله وثلّث له وقال: اوصيك باُمّك. وفي الرابعة قال: اوصيك بأبيك ». فيظهر تفوقها في حقها على الأب وتقدمها بثلاث درجات. وفي الحديث: « رضا الوالدين رضا الله ، والعاق لهما عاق الله ». وفي هذا الحديث الذي سألت عنه تشبيه لطيف وتمثيل ظريف: تمليك الجنّة للأمهات طبعاً للمؤمنات ، المستحقات الواردات فيها ، فكما أنّ أرضك ملكك وباختيارك وتحت قدمك ، تعمل فيها ما شئت ، وكيف شئت ، وتتصرف فيها ، ولا منازع ولا معارض لك ، فتدعو أحبائك ، وتعطي أولادك ، وتسمع لهم بقدر ما تحب وتختار ، فكذلك ما تستحق الأمهات في الجنّة ، لهن أن يبذلن ويعطين لأولادهن ما شئن وما أحببن إن كان في الجنّة ومن أهلها. وفي الحديث إيماء إلى شفاعتهن للولد إن لم يكن من أهل الجنة ومستحقاً لها ، لكن إذا كان قابلاً للشفاعة منها ، ولا يدخل الجنة إن لم تكن راضية بدخوله وغير راغبة به. ويحتمل أن يكون المقصود في الحديث: ما يقال عند المبالغة عن كمال السلطة ونهاية القدرة أنّه تحت قدمي ليكون ابلغ من أنّه تحت يدي فيكون دالاً على خضوع الشيء وذلّته وعدم قيمته ، ولك أن تضع قدمك عليه أو ترفعها ، فكذلك الجنة للأمهات بالنسبة إلى الأولاد.