وأصله العدل. قال زهير: [ ص: 108] 142 - أرونا سبة لا عيب فيها يسوي بيننا فيها السواء
أي: يعدل بيننا العدل، وليس هو الظرف الذي يستثنى به في قولك: قاموا سواء زيد، وإن شاركه لفظا. ونقل ابن عطية عن الفارسي فيه اللغات الأربع المشهورة في "سواء" المستثنى به، وهذا عجيب فإن هذه اللغات في الظرف لا في "سواء" الذي بمعنى الاستواء. وأكثر ما تجيء بعده الجملة المصدرة بالهمزة المعادلة بـ(أم) كهذه الآية، وقد تحذف للدلالة كقوله تعالى: فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم أي: أصبرتم أم لم تصبروا، وقد يليه اسم الاستفهام معمولا لما بعده كقول علقمة: 143 - سواء عليه أي حين أتيته أساعة نحس تتقى أم بأسعد
فـ(أي حين) منصوب بـ(أتيته)، وقد يعرى عن الاستفهام وهو الأصل نحو: 144 -............. سواء صحيحات العيون وعورها
والإنذار: التخويف. إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم. وقال بعضهم: هو الإبلاغ، ولا يكاد يكون إلا في تخويف يسع زمانه الاحتراز، فإن لم يسع زمانه الاحتراز فهو إشعار لا إنذار قال: 145 - أنذرت عمرا وهو في مهل قبل الصباح فقد عصى عمرو
ويتعدى لاثنين، قال تعالى: إنا أنذرناكم عذابا أنذرتكم صاعقة فيكون الثاني في هذه الآية محذوفا، تقديره: أأنذرتهم العذاب أم [ ص: 109] لم تنذرهم إياه، والأحسن ألا يقدر له مفعول كما تقدم في نظائره.
- الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-01b-19
- الذين غلو في عزير وقالوا هو ابن الله هم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-01B-19
والهمزة في "أنذر" للتعدية، وقد تقدم أن معنى الاستفهام هنا غير مراد، فقال ابن عطية: لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الخبر، وإنما جرى عليه لفظ الاستفهام لأن فيه التسوية التي هي في الاستفهام، ألا ترى أنك إذا قلت مخبرا: "سواء علي أقمت أم قعدت"، وإذا قلت مستفهما: "أخرج زيد أم قام"؟ فقد استوى الأمران عندك، هذان في الخبر وهذان في الاستفهام، وعدم علم أحدهما بعينه، فلما عمتهما التسوية جرى على الخبر لفظ الاستفهام لمشاركته إياه في الإبهام، فكل استفهام تسوية وإن لم تكن كل تسوية استفهاما، وهو كلام حسن. إن الذين كفروا سواء عليهم. إلا أن الشيخ ناقشه في قوله: "أأنذرتهم أم لم تنذرهم لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الخبر"، بما معناه: أن هذا الذي صورته صورة استفهام ليس معناه الخبر؛ لأنه مقدر بالمفرد كما تقدم، وعلى هذا فليس هو وحده في معنى الخبر؛ لأن الخبر جملة وهذا في تأويل مفرد، وهي مناقشة لفظية. وروي الوقف على قوله "أم لم تنذرهم" والابتداء بقوله: "لا يؤمنون" على أنها جملة من مبتدأ وخبر، وهذا ينبغي أن يرد ولا يلتفت إليه، وإن كان قد نقله الهذلي في "الوقف والابتداء" له. [ ص: 110] وقرئ "أأنذرتهم" بتحقيق الهمزتين وهي لغة بني تميم، وبتخفيف الثانية بين بين وهي لغة الحجاز، وبإدخال ألف بين الهمزتين تخفيفا وتحقيقا، ومنه: 146 - أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أم سالم
وقال آخر: 147 - تطاللت فاستشرفته فعرفته فقلت له آأنت زيد الأرانب
وروي عن ورش إبدال الثانية ألفا محضة، ونسب الزمخشري هذه القراءة للحن، قال: "لأنه يؤدي إلى الجمع بين ساكنين على غير حدهما، ولأن تخفيف مثل هذه الهمزة إنما هو بين بين" وهذا منه ليس بصواب لثبوت هذه القراءة تواترا، وللقراء في نحو هذه الآية عمل كثير وتفصيل منتشر.
الصرف: (الذين) اسم موصول، جمع الذي- على رأي ابن يعيش- و(ال) فيه زائدة لازمة (سواء)، مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي مستو... وفيه إبدال حرف العلّة بعد الألف همزة، وأصله سواي لأنه من باب طويت وشويت.. فلمّا جاءت الياء متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وزنه فعال بفتح الفاء.. إعراب الآية رقم (7): {خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)}. الإعراب: (ختم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه والميم حرف لجمع الذكور. الواو عاطفة (على سمع) جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) على حذف مضاف أي مواضع سمعهم، و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. الواو عاطفة (على أبصار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و(هم) في محلّ جرّ مضاف إليه (غشاوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. الواو عاطفة اللام حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم والميم لجمع الذكور (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (عظيم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. جملة: (ختم اللّه... ) لا محل لها استئنافية. ان الذين كفروا سواء عليهم. وجملة: (على أبصارهم غشاوة... ) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
هل يؤمن اليهود بأنّ عزير ابن الله؟ - YouTube
الذين غلو في عزير وقالوا هو ابن الله هم
3 – ماهي قصته بالديانات الثلاثة ؟ القصة تختلف من دين إلى آخر لكن من الأفضل بأن تقرأ المقال. لأنه قصصنا فيها موجز عنه بشكل بسيط تفضلوا من هنا.
أما قوله تعالى في نهاية الآية:
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ)[التوبة: 30]. عزير ابن الله أم رجل أماته الله مائة عام ثم بعثه؟. فيشير الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى إنما يفترون على الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلى الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي. وأختتم الرد بقوله تعالي:
(قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون) [يونس: 68]. يمكن التواصل مع الدكتور عبد الرحيم الشريف
المصادر:
موقع سبيل الإسلام