وعليها أن تبتعد عن صحبة الأشرار وسماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات. شرح حديث احرِصْ على ما يَنْفَعُكَ. فكل ذلك مما يزيد في الهم والغم علاوة على أنه مضيعة للوقت الثمين الذي هو من أول ما سيسأل عنه الإنسان يوم القيامة. والحاصل أن على السائلة الكريمة أن تستعين بالله تعالى، وتشد على عزيمتها وتقوي من إرادتها، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم. وعن كيفية استغلال الوقت يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 5549. والله أعلم.
- استعن بالله ولا تعجز – تجمع دعاة الشام
- شرح حديث احرِصْ على ما يَنْفَعُكَ
- استعن بالله ولا تعجز - مصطفى حسني - YouTube
- استعن بالله ولا تعجز | عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رس… | Flickr
- ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - موقع مقالات إسلام ويب
- ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - ملتقى الخطباء
- ولا ترموا بانفسكم الى التهلكة , حافظ علي نفسك واحميها من الدمار - صور دينيه اسلامية
- منتديات ستار تايمز
استعن بالله ولا تعجز – تجمع دعاة الشام
استشعار الافتقار إلى عون الجبار:
لذلك ينبغي للإنسان أن يستشعر هذا المعنى وهو عظيم فقره لعون الله وإعانته في إدراك المطالب ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
[الفاتحة:5]
، استعن بالله في كل أمورك، ولا تقل هذا ما يحتاج استعانة هذا حاصل ويسير بل استعن في اليسير قبل العظيم؛ لأنك إذا عودت نفسك الاستعانة بالله في الأمور اليسيرة السهلة، وأيقنت أنه لا يمكن أن تدركها لولا تيسير الله لها، وتيسير الله ـ تعالى ـ لك في تحصيلها، ولولا إعانة الله ـ تعالى ـ لك في إدراكها ما أدركتها، فإنك إذا كنت هذا في الأمور الصغيرة التي تراها يسيرة فإنك ستكون في الصعاب والمشاق وكبير الأمور على كمال الاستعانة. بين بذل الأسباب والرضى بالقضاء:
لكن ينبغي أن يفطن أن الاستعانة عمل قلبي وهي إظهار الافتقار إلى الله في أن يعينك، هل يكفي هذا؟
قال: " ولا تعجز " ومعنى لا تعجز يعني لا تترك الأسباب التي في يدك مما تدرك بها المطلب، فإن ترك ما تستطيعه في إدراك ما تؤمل وترجو في أمر دينك، وأمر دنياك هو العجز، فالعجز ترك ما تقدر عليه مما مكنك الله ـ تعالى ـ منه في إدراك ما تريد، وما تحب من أمر دينك ودنياك.
شرح حديث احرِصْ على ما يَنْفَعُكَ
فعليك بالبُعد عن أسباب الشرِّ، والحذر من أسباب الشرِّ، وحفظ الوقت في طاعة الله، مع سؤال الله التوفيق والهداية، لا تغفل، فالعبد مسكينٌ، إن خُلي بينه وبين شيطانه ونفسه الأمَّارة بالسوء هلك، فلا بدّ من سؤال الله، تضرَّع إلى الله، واستعن بالله أن يُعينك على طاعته وذكره، وأن يُعينك من شرِّ نفسك وهواك وشيطانك، وأن يحفظ عليك وقتك. فاستعن بالله، واصدق، وأبشر بالخير، فمتى صدقتَ مع الله واتَّقيته أعانك جلَّ وعلا، كما قال سبحانه: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120]، والشيطان من الأعداء، فمَن صبر على طاعة الله، وترك محارم الله، واتَّقى الله؛ لم يضرّه عدوه، كفاه الله شرَّ عدوه. رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وحفظ علينا وعليكم ديننا، وتوفَّانا جميعًا مسلمين، وعمَّر هذه الجامعة بالخير، ووفَّق القائمين عليها بكل خيرٍ. استعن بالله ولا تعجز - مصطفى حسني - YouTube. وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه. فتاوى ذات صلة
استعن بالله ولا تعجز - مصطفى حسني - Youtube
وهذان الأمران وهما: الحرص والاستعانة قرينان لا ينفصلان، ومن عمل بالحرص والاستعانة ،فإنه موفق مسدد ،ولو حصل ما حصل؛ لأنه بذل الجهد والوسع، وبعد ذلك لا عتب عليه. استعن بالله ولا تعجز – تجمع دعاة الشام. وفي قوله صلى الله عليه وسلم (وَلاَ تَعْجِزْ)، فالعجز في مثل هذا السياق يراد به ضعف الإرادة والعزيمة ، والتقصير في الأخذ بالأسباب، فالرسول صلى الله عليه وسلم قابل بين الحرص والاستعانة، وبين العجز: « احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ » ، فالفوز والظفر إنما يكون لذوي العزمات والمجاهدات والعزمات.. « احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ »: فلا تعجز أيها المسلم ، ولا تتكاسل وتتأخر في العمل إذا شرعت فيه ،مادام أن هذا هو الأنفع لك ،بل استمر ،لأنك إذا تركت ثم شرعت في عمل آخر ، ثم تركت ،ثم شرعت في عمل آخر ثم تركت ، ما تم لك عمل. فإذا اجتمع الحرص وعدم التكاسل، اجتمع في هذا صدق النية بالحرص والعزيمة بعدم التكاسل ،لأن بعض الناس يحرص على ما ينفعه ويشرع فيه، ثم يتعاجز ويتكاسل ويدعه ، وإذا سلك العبدُ الطرق النافعةَ، وحرص عليها واجتهد؛ لم تتم إلا بصدق اللجوء والاستعانة بالله على إدراكها وتكميلها، وأن لا يتكل على حَوله وقوَّته؛ بل يكون اعتمادُه التام بقلبِه وباطنِه على ربِّه؛ فإن كل خير إنما هو بتوفيقه وتسديده ومعونته، فالأسباب لا تنفع إن لم يجعلها نافعة، لأنه سبحانه خالق الأسباب والمسببات، فبذلك تهون المصاعب، وتتيسر له الأمور، وتحصل له الثمرات الطيبة في أمر الدين وأمر الدنيا.
استعن بالله ولا تعجز | عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رس… | Flickr
ذكر في ترجمة الكسائي أنه بدأ في طلب علم النحو ثم صعب عليه، فوجد نملة تحمل طعاما تريد أن تصعد به حائطا، كلما صعدت قليلا سقطت ، وهكذا حتى صعدت; فأخذ درسا من ذلك، فكابد حتى صار إماما في النحو. فمتى حرص العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها وسلك أسبابَها وطرقَها، واستعان بربه في حصولها وتكميلها؛ كان ذلك كمالَه وعنوان توفيقه. فالكسل أصل الخيبة والفشل ، فالكسلان لا يدرك خيرًا، ولا ينال مكرمة، ولا يحظى بِدِين ولا دنيا. ومن كان حريصًا ، ولكنه في غير الأمور النافعة -إما على أمور ضارة، أو أمور مفوِّتة للمنافع والكمال-؛ كانت ثمرة حرصه الخيبة وفوات الخيرات، وحصول الشرور و المضرَّات. حديث استعن بالله ولا تعجز. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( اسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَزْ)
وإن أصابك شيء هو خلاف ما تطلبه وتؤمله من فوت منفعة أو حصول مضرة فكلاهما مصيبة « وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ».
ثمَّ يَنهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن العَجزِ، والمرادُ به هنا: الكسَلُ، وهو ضِدُّ النَّشاطِ، وهو التَّثاقُلُ عمَّا لا يَنْبَغي التَّثاقُلُ عنه، ويَكونُ ذلك لعَدَمِ انْبعاثِ النَّفْسِ للخَيرِ مع وُجودِ القُدرةِ عليه؛ ولذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَستعيذُ باللهِ منه. فمَنْ عَمِل بتلك الوصيَّةِ وقام بها على وَجْهِها الأكمَلِ، ثمَّ أصابَتْهُ بعْدَ ذلك مُصيبةٌ، فلا يَقُلْ: «لوْ أنِّي فَعَلْتُ كان كذا وكذا»؛ فإنَّ هذا القولَ غيرُ سَديدٍ، ولكنْ يَقولُ مُستَسْلِمًا وراضيًا، ومُؤمِّلًا الخَيرَ: «قَدَّر اللهُ»، أي: وَقَعَ ذلكَ بمُقتَضى قَضائِه وعلى وَفْقِ قَدَرِه، «وما شاءَ فَعَلَ»؛ فإنَّه فعَّالٌ لِما يُريدُ، ولا رادَّ لقَضائِه، ولا مُعقِّبَ لحُكمِه. وبعْدَ أنْ نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن قَولِ كلمةِ الشَّرطِ «لَوْ» في مِثلِ هذا المَوضِعِ، نَبَّهَ على أنَّها «تَفتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ» مِن مُنازَعةِ القَدَرِ، والتَّأسُّفِ على ما فاتَ؛ لأنَّ فيها الاعتراضَ على القَدَرِ، والتَّحسُّرَ مِن وُقوعِه، كأنْ يقولَ الإنسانُ حِين تَنزِلُ به مُصيبةٌ: لوْ فَعَل كذا ما أصابه المرَضُ!
ولا تلق بيدك إلى التهلكة. وقال حماد بن سلمة ، عن داود ، عن الشعبي ، عن الضحاك بن أبي جبيرة قال: كانت الأنصار يتصدقون وينفقون من أموالهم ، فأصابتهم سنة ، فأمسكوا عن النفقة في سبيل الله فنزلت: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقال الحسن البصري: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال: هو البخل. وقال سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير في قوله: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) أن يذنب الرجل الذنب ، فيقول: لا يغفر لي ، فأنزل الله: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) رواه ابن مردويه. ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - موقع مقالات إسلام ويب. وقال ابن أبي حاتم: وروي عن عبيدة السلماني ، والحسن ، وابن سيرين ، وأبي قلابة نحو ذلك. يعني: نحو قول النعمان بن بشير: إنها في الرجل يذنب الذنب فيعتقد أنه لا يغفر له ، فيلقي بيده إلى التهلكة ، أي: يستكثر من الذنوب فيهلك. ولهذا روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: التهلكة: عذاب الله. وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعا: حدثنا يونس ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن القرظي: أنه كان يقول في هذه الآية: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال: كان القوم في سبيل الله ، فيتزود الرجل. فكان أفضل زادا من الآخر ، أنفق البائس من زاده ، حتى لا يبقى من زاده شيء ، أحب أن يواسي صاحبه ، فأنزل الله: ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - موقع مقالات إسلام ويب
في سياق الحث على الجهاد في سبيل الله، ومواجهة الصادين عن دين الحق، جاء قوله تعالى: { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} (البقرة:195)، وهذا الجزء من الآية تضمن أمراً بالإنفاق في سبيل الله، وتضمن أيضاً نهياً عن الإلقاء إلى التهلكة. وإذا كان الأمر بالإنفاق واضحاً، فإن النهي عن الإلقاء في التهلكة يحتاج إلى بعض البيان، ومن ثم كان الوقوف على سبب نزول هذه الآية كاشفاً وموضحاً للمقصود من هذا النهي الوارد فيها. ولا ترموا بانفسكم الى التهلكة , حافظ علي نفسك واحميها من الدمار - صور دينيه اسلامية. وقد جاء في سبب نزول هذه الآية، ما رواه البخاري في "صحيحه" عن حذيفة رضي الله عنه، قال: { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، قال: نزلت في النفقة. وعلى الرغم من أن هذه الرواية أصح ما قيل في سبب نزول هذه الآية، وهي المعُتَمَد في بيان سبب نزولها، إلا أنها جاءت مجملة؛ إذ غاية ما أفادته أن الآية نزلت في الحث على الإنفاق في سبيل الله. وقد جاء تفصيل الإجمال في حديث البخاري، فما رواه أبو داود عن أسلم أبي عمران ، قال: (غزونا من المدينة نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة، فحمل رجل على العدو، فقال الناس: مه!
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - ملتقى الخطباء
فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو ، فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقال حذيفة بن اليمان وابن عباس وعكرمة وعطاء ومجاهد وجمهور الناس: المعنى لا تلقوا بأيديكم بأن تتركوا النفقة في سبيل الله وتخافوا العيلة ، فيقول الرجل: ليس عندي ما أنفقه ، وإلى هذا المعنى ذهب البخاري إذ لم يذكر غيره ، والله أعلم. قال ابن عباس: أنفق في سبيل الله ، وإن لم يكن لك إلا سهم أو مشقص ، ولا يقولن أحدكم: لا أجد شيئا ، ونحوه عن السدي: أنفق ولو عقالا ، ولا تلقي بيدك إلى التهلكة فتقول: ليس عندي شيء ، وقول ثالث قاله ابن عباس ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر الناس بالخروج إلى الجهاد قام إليه أناس من الأعراب حاضرين بالمدينة فقالوا: بماذا نتجهز! ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - ملتقى الخطباء. فوالله ما لنا زاد ولا يطعمنا أحد ، فنزل قوله تعالى: وأنفقوا في سبيل الله يعني تصدقوا يا أهل الميسرة في سبيل الله ، يعني في طاعة الله. ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة يعني ولا تمسكوا بأيديكم عن الصدقة فتهلكوا ، وهكذا قال مقاتل ، ومعنى ابن عباس: ولا تمسكوا عن الصدقة فتهلكوا ، أي لا تمسكوا عن النفقة على الضعفاء ، فإنهم إذا تخلفوا عنكم غلبكم العدو فتهلكوا ، وقول رابع - قيل للبراء بن عازب في هذه الآية: أهو الرجل يحمل على الكتيبة ؟ فقال لا ، ولكنه الرجل يصيب الذنب فيلقي بيديه ويقول: قد بالغت في المعاصي ولا فائدة في التوبة ، فييأس من الله فينهمك بعد ذلك في المعاصي ، فالهلاك: اليأس من الله ، وقال عبيدة السلماني.
ولا ترموا بانفسكم الى التهلكة , حافظ علي نفسك واحميها من الدمار - صور دينيه اسلامية
السؤال:
أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحروف (ع. أ. ص) مصري ومقيم في خميس مشيط، أخونا يسأل تفسير قول الحق -تبارك وتعالى-: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195]. الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
منتديات ستار تايمز
فعلى هذا التهلكة صارت بترك الجهاد في سبيل الله وإنفاق الأموال في طاعته ومرضاته، هذا سبب نزول الآية، وهو مستند من قال: بأن المراد بقوله: وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعني في الجهاد في سبيله، وأن الإلقاء باليد إلى التهلكة هو بترك الإنفاق في سبيل الله كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما [2] ، ومنع النفقة ثم بعد ذلك يقوى العدو فيجتاح المسلمين ويأخذ ما بأيديهم، ويكونون في حال من الضعف؛ لأنه كما هو معلوم لا قيام للمصالح الدينية والدنيوية إلا بالمال، فإذا لم يحصل الإنفاق في سبيل الله -تبارك وتعالى- فإن ذلك مؤذن بقوة العدو وضعف أهل الإسلام، فهذه التهلكة. ومعلوم أن النفقات والجهاد في زمن النبي ﷺ كان على إنفاق المحسنين، فإذا كفوا عن ذلك فإن ذلك يؤدي إلى ضعف وتراجع مع قوة الأعداء، فالأعداء ينفقون أموالهم في نصر باطلهم كما قال الله -تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [سورة الأنفال:36، 37].
ونحن نشاهد اليوم أحوال إخواننا المسلمين في بلاد الشام وفي غيرها وما هم فيه من الجوع والبرد والخوف، وذلك سائلنا الله -تبارك وتعالى- عنه ومحاسبنا عليه، فنحن نرفل في ألوان النعم واللذات، أدام الله علينا وعليكم وعلى هذه البلاد، وبلاد المسلمين نعمته وعافيته، وأصلح أحوال الأمة، وأعان هؤلاء من إخواننا المسلمين المتضررين، ورفع ما بهم من ضر، وقواهم، ونصرهم، وأعزهم، وعافا مرضاهم، ورحم موتاهم، وأظهرهم على عدوه وعدوهم. وهكذا أيضًا فإن الشح والإمساك هو مما يدعو إليه الشيطان: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً [سورة البقرة:268]، فهذا وعد الشيطان وهذا وعد الله -تبارك وتعالى- المغفرة والفضل، وهذا الفضل يشمل الفضل الدنيوي والفضل الأخروي، فما أنفقه الإنسان فإن الله يخلفه، وربنا -تبارك وتعالى- هو الغني الرزاق ذو القوة المتين. وهكذا يؤخذ من قوله -تبارك وتعالى- من هذا العموم: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ أنه نهي عن كل لون من أسباب التهلكة والإلقاء فيها، سواء كان ذلك بالنظر إلى مجموع الأمة، أو كان ذلك بالنظر إلى الأفراد، فبالنسبة لمجموع الأمة حينما يكون ذلك يجرها إلى أمور ليست مستعدة لها، وإيقاعها في مصائب وعظائم يكون بعد ذلك لها من العواقب السيئة ما يسلط عليها أعداءها فيجتاحونها ويستحلون بيضتها، فمثل هذا إلقاء بالأيدي إلى التهلكة.