ولعل من المفيد أن نعرض لمجمل المحاذير والمآخذ التي قد تتلبس بها وتشتمل عليها، أو على بعضها هذه الأفلام. أولا: أن يكون مضمون الفلم مخلا بالشريعة الإسلامية ؛ كأن يشتمل على مايناقض أصول الإسلام وعباداته وأخلاقه وآدابه ، من تحقير أو تخطئة لها ، أو تزيين أوتفضيل لما يخالفها، بالقول أو بالفعل والحركة ، وكأن يتقمص الممثل شخصيات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ثانيا: أن تشارك فيه المرأة متبرجة غير محتشمة ، أو تؤدي أدوارا غير لائقة بها. هل مشاهدة الأنمي حرام. ثالثا: أن يشتمل على الموسيقى صراحة ، بحيث تكون مصاحبة للفيلم ، وليس للمستخدم خيار في حذفها وإلغائها وهذه المخالفات أدناها يبلغ حد التحريم على الصحيح من مذاهب أهل العلم ، إذ النصوص متضافرة على تحريم أي منها ، لما تفضي إليه من فساد المعتقد وهدم الأخلاق وكسر حاجز الحياء ، واستمراء المحرم والتهوين من شأنه ، والاشتغال بالباطل، وإضاعة المال.. ونحو ذلك. وعليه فأي فيلم اشتمل على شيء من ذلك فهو محرم لايجوز إعداده ولا الاتجار به ولامشاهدته ، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، والرضى بالمنكر وإقراره ، والغش للنفس والأهل وعموم المسلمين. وإلى جانب تلك المخالفات ، هناك أمران لاينفك عنهما أي من هذه الأفلام وهما: التصوير والتمثيل.
هل مشاهدة الأنمي حرام
ومتى أمكن تخطي المشاهدة المشتملة على المحاذير الشرعية، وإغلاق صوت الموسيقى، فلا تحرم المشاهدة حينئذ، وراجعي الفتويين: 294688 ، 216877. والله أعلم.
والله تعالى أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ثم قال: وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أمره أن يعلم، وهذا توكيد، و(أن) هذه بمنزلة إعادة الجملة مرتين أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ولم يقل: واعلم أني عزيز حكيم، وإنما أظهر لفظ الجلالة لما فيه من تربية المهابة، فهذا مقام عظمة لله -تبارك وتعالى، وهو إحياء للموتى، ولا أحد يستطيع أن يُحي الموتى إلا الله -تبارك وتعالى. وجاء بالجملة الاسمية وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ التي تدل على الثبوت، فهذه أوصاف ثابتة لله -تبارك وتعالى، وكذلك (العزيز) و(الحكيم) كل ذلك على وزن (فعيل) يعني صيغة مبالغة، فالله -تبارك وتعالى- بالغ العزة، وهو أيضًا بالغ الحكمة، لا يُغالب ، وأيضًا يضع الأمور في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، واجتماع هذين الاسمين فيه كمال ثالث، وهو أن العزة في المخلوقين قد تكون سببًا لشيء من العسف والقهر والتسلط بغير حق والظلم، ونحو ذلك، لكن إذا كان معها حكمة، فهذا هو الكمال، فتكون هذه العزة مزمومة بالحكمة. وكذلك قد توجد الحكمة بالنسبة للمخلوقين، لكن ليس معها عزة، فيكون ضعيفًا، ولا رأي لمن لا يُطاع مهما كانت حكمته، لكن إذا كان معها عزة، فيستطيع أن يُحقق بها ما يُريد، فهذا لا شك أنه غاية الكمال، فلا تكتمل الحكمة إلا مع العزة، ولا العزة إلا مع الحكمة.
واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا
والأظهر أن ( اطمأن) وزنه ( افعلل) وأنه لا قلب فيه ، فالهمزة فيه هي لام الكلمة ، والميم عين الكلمة ، وهذا قول أبي عمرو ، وهو البين إذ لا داعي إلى القلب ، فإن وقوع الهمزة لاما أكثر وأخف من وقوعها عينا ، وذهب سيبويه إلى أن ( اطمأن) مقلوب ، وأصله ( اطأمن) وقد سمع طمأنته وطأمنته ، وأكثر الاستعمال على تقديم الميم على الهمزة ، والذي أوجب الخلاف عدم سماع المجرد منه ؛ إذ لم يسمع ( طمن). والقلب مراد به العلم إذ القلب لا يضطرب عند الشك ولا يتحرك عند إقامة الدليل وإنما ذلك للفكر ، وأراد بالاطمئنان العلم المحسوس وانشراح النفس به وقد دله الله على طريقة يرى بها إحياء الموتى رأي العين. وقوله: فخذ أربعة من الطير اعلم أن الطير يطلق على الواحد مرادفا لطائر ، فإنه من التسمية بالمصدر وأصلها وصف فأصلها الوحدة ، ولا شك في هذا الإطلاق ، وهو قول أبي عبيدة والأزهري وقطرب ولا وجه للتردد فيه ، ويطلق على جمعه أيضا وهو اسم جمع ( طائر) كصحب وصاحب ، وذلك أن أصله المصدر ، والمصدر يجري على الواحد وعلى الجمع. تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (2). وجيء بـ ( من) للتبعيض للدلالة على أن الأربعة مختلفة الأنواع ، والظاهر أن حكمة التعدد والاختلاف زيادة في تحقق أن الإحياء لم يكن أهون في بعض الأنواع دون بعض ، فلذلك عددت الأنواع ، ولعل جعلها أربعة ليكون وضعها على الجهات الأربع: المشرق والمغرب والجنوب والشمال لئلا يظن لبعض الجهات مزيد اختصاص بتأتي الإحياء ، ويجوز أن المراد بالأربعة أربعة أجزاء من طير واحد فتكون اللام للعهد إشارة إلى طير [ ص: 40] حاضر ، أي: خذ أربعة من أجزائه ثم ادعهن.
لغة في هذا الفعل. وقرأ الجمهور جزءا بسكون الزاي وقرأه أبو بكر عن عاصم بضم الزاي ، وهما لغتان.