وهي قيمة سماوية بحتة، لا علاقة لها بمواضعات الأرض وملابساتها إطلاقا..
ولكن الناس يعيشون في الأرض، ويرتبطون فيما بينهم بارتباطات شتى; كلها ذات وزن وذات ثقل وذات جاذبية في حياتهم. وهم يتعاملون بقيم أخرى.. فيها النسب، وفيها القوة، وفيها المال. وفيها ما ينشأ عن توزيع هذه القيم من ارتباطات عملية.. اقتصادية وغير اقتصادية.. تتفاوت فيها أوضاع الناس بعضهم بالنسبة لبعض. فيصبح بعضهم أرجح من بعض في موازين الأرض..
ثم يجيء الإسلام ليقول: إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. فيضرب صفحا عن كل تلك القيم الثقيلة الوزن في حياة الناس، العنيفة الضغط على مشاعرهم الشديدة الجاذبية إلى الأرض. ويبدل من هذا كله [ ص: 3824] تلك القيمة الجديدة المستمدة مباشرة من السماء، المعترف بها وحدها في ميزان السماء! تفسير سورة عبد الله. ثم يجيء هذا الحادث لتقرير هذه القيمة في مناسبة واقعية محددة. وليقرر معها المبدأ الأساسي: وهو أن الميزان ميزان السماء، والقيمة قيمة السماء. وأن على الأمة المسلمة أن تدع كل ما تعارف عليه الناس، وكل ما ينبثق من علاقات الأرض من قيم وتصورات وموازين واعتبارات، لتستمد القيم من السماء وحدها وتزنها بميزان السماء وحده! ويجيء الرجل الأعمى الفقير.. ابن أم مكتوم.. إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مشغول بأمر النفر من سادة قريش.
تفسير سورة عبس للأطفال
هذا الوحي, وهو القرآن في صحف معظمة, موقرة, عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص, بأيدي ملائكة كتبة, سفراء بين الله وخلقه, كرام الخلق, أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة. تفسير سورة عبس – HQOGG.NET – القرآن الكريم. قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)
لُعِنَ الإنسان الكافر وعُذِّب, ما أشدَّ كفره بربه!! ألم ير مِن أيِّ شيء خلقه الله أول مرة؟ خلقه الله من ماء قليل- وهو المَنِيُّ- فقدَّره أطوارا, ثم بين له طريق الخير والشر, ثم أماته فجعل له مكانًا يُقبر فيه, ثم إذا شاء سبحانه أحياه, وبعثه بعد موته للحساب والجزاء. ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل, فلم يُؤَدِّ ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته. فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (32)
فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا, ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى, فأنبتنا فيها حبًا, وعنبًا وعلفًا للدواب, وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار, وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.
سورة عبس تفسير
الاحد 24 رمضان 1443 هـ |
آخر تحديث منذ 3 ساعة 59 دقيقة
رمضانيات
خطب المصلح
المرئيات
المكتبة المقروءة
برامج افتائية
فتاوى الموقع
التصنيفات
شرائد الفوائد
طلب فتوى
×
لقد تم إرسال السؤال بنجاح. يمكنك مراجعة البريد الوارد خلال 24 ساعة او البريد المزعج؛ رقم الفتوى
عفواً يمكنك فقط إرسال طلب فتوى واحد في اليوم. مشاركة هذه الفقرة
تاريخ النشر: 11 ذو القعدة 1440 هـ - الموافق 14 يوليو 2019 م |
المشاهدات: 1523
المادة التالية
الاكثر مشاهدة
مواد تم زيارتها
هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟ نعم؛ حذف
الموقع الرسمي لـ ا. سورة عبس تفسير. د خالد المصلح
تفسير سورة عبس سنة سادسة
عتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبي جهل عمرو بن هشام، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة، ومعهم العباس بن عبد المطلب.. والرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إلى الإسلام; ويرجو بإسلامهم خيرا للإسلام في عسرته وشدته التي كان فيها بمكة; وهؤلاء النفر يقفون في طريقه بمالهم وجاههم وقوتهم; ويصدون الناس عنه، ويكيدون له كيدا شديدا حتى ليجمدوه في مكة تجميدا ظاهرا. بينما يقف الآخرون خارج مكة، لا يقبلون على الدعوة التي يقف لها أقرب الناس إلى صاحبها، وأشدهم عصبية له، في بيئة جاهلية قبلية، تجعل لموقف القبيلة كل قيمة وكل اعتبار. يجيء هذا الرجل الأعمى الفقير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مشغول بأمر هؤلاء النفر. تفسير سورة عبس سنة سادسة. لا لنفسه ولا لمصلحته، ولكن للإسلام ولمصلحة الإسلام. فلو أسلم هؤلاء لانزاحت العقبات العنيفة والأشواك الحادة من طريق الدعوة في مكة; ولانساح بعد ذلك الإسلام فيما حولها، بعد إسلام هؤلاء الصناديد الكبار..
يجيء هذا الرجل، فيقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله.. ويكرر هذا وهو يعلم تشاغل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما هو فيه من الأمر. فيكره الرسول قطعه لكلامه واهتمامه.
كلا! إنها تذكرة. فمن شاء ذكره، في صحف مكرمة، مرفوعة مطهرة، بأيدي سفرة، كرام بررة..
إن هذا التوجيه الذي نزل بشأن هذا الحادث هو أمر عظيم جدا. أعظم بكثير مما يبدو لأول وهلة. إنه معجزة، هو والحقيقة التي أراد إقرارها في الأرض، والآثار التي ترتبت على إقرارها بالفعل في حياة البشرية. ولعلها هي معجزة الإسلام الأولى، ومعجزته الكبرى كذلك. ولكن هذا التوجيه يرد هكذا - تعقيبا على حادث فردي - على طريقة القرآن الإلهية في اتخاذ الحادث المفرد والمناسبة المحدودة فرصة لتقرير الحقيقة المطلقة والمنهج المطرد. [ ص: 3823] وإلا فإن الحقيقة التي استهدف هذا التوجيه تقريرها هنا والآثار الواقعية التي ترتبت بالفعل على تقريرها في حياة الأمة المسلمة، هي الإسلام في صميمه. وهي الحقيقة التي أراد الإسلام - وكل رسالة سماوية قبله - غرسها في الأرض. إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة عبس- الجزء رقم2. هذه الحقيقة ليست هي مجرد: كيف يعامل فرد من الناس؟ أو كيف يعامل صنف من الناس؟ كما هو المعنى القريب للحادث وللتعقيب. إنما هي أبعد من هذا جدا، وأعظم من هذا جدا. إنها: كيف يزن الناس كل أمور الحياة؟ ومن أين يستمدون القيم التي يزنون بها ويقدرون؟
والحقيقة التي استهدف هذا التوجيه إقرارها هي: أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية إلهية بحتة، آتية لهم من السماء، غير مقيدة بملابسات أرضهم، ولا بمواضعات حياتهم، ولا نابعة من تصوراتهم المقيدة بهذه المواضعات وتلك الملابسات.
في عام 1823، حاولت الحكومة الفارسية تجريد السيد سعيد بن سلطان من ملكية بندر عباس وتوابعها فذهب بنفسه إلى شيراز للتفاوض مع الحكومة الفارسية وتمكن من خلال تلك المفاوضات من الاحتفاظ بملكية بندر عباس. في عام 1830، وجه السلطان سعيد عنايته لشؤون ممتلكات عمان الإفريقية، فقد كانت زنجبار وما يتبع لها من جزر وبعض المقاطعات الأخرى على ساحل شرق إفريقيا تخضع لحكام عمان، وقد استغل عمالها (من قبيلة المزاريع العمانية) انشغال السلطان سعيد في مشكلات عمان، فخرجوا على سلطته، لكنه عاد وبسط نفوذه عليها وانتقل إلى زنجبار سنة 1835، وجعل منها عاصمة له، ومنها أخذ يدير السلطنة بشطريها الآسيوي والإفريقي بعد أن جعل على إدارة عمان ولده الأكبر ثويني.
سعيد بن سلطان الابناء
أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد المجيد بن سعيد بن مبارك آل بو سعيد الملقب بالمتوكل على الله (ت. 1196 هـ / 1782)، مؤسس الدولة البوسعيدية المعاصرة في سلطنة عمان. حياته ولد في بلدة أدم الواقعة في المنطقة الداخلية عام 1693م وعمل في بداية حياته بالتجارة وعرف بأمانته وصدقه وكان رجلا شجاعا عالي الهمة تميز بالحنكة والذكاء وقد بويع بالإمامة عام 1744م وتوفي في الرستاق ودفن فيها عام 1783م. عهد الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد (1744 – 1783) من بلدة أدم بعمان أيام دولة اليعاربة، بدأ حياته كتاجر، حيث امتهن هذه الحرفة كغيره من أهل ادم، وأصبح أحد أغنى التجار في صحار وغيرها. عندما عظم شأنه بين التجار عينه الإمام سيف بن سلطان، من الدولة اليعربية، واليًا على صحار. وكان من قادة سيف بن سلطان فأعجبته سيرته فولاه على "صحار"، ثم جعله سيف دولته، وفوض إليه الأمور كلها. وعندما صارت القيادة إلى سلطان بن مرشد استقر أحمد في صحار، ثم مات سلطان بن مرشد عنده في صحار سنة 1743 أثناء حربه مع الفرس وكانوا قد توغلوا في الديار العمانية، فقام أحمد بمقاتلة العجم وأجلاهم عن "عُمان" وقتل كثيرًا منهم بمكيدة صنعها لهم، فخضعت له البلاد، وأحبه أهلها فانتقل إليه ملك اليعاربة.
لقد كانت الأوضاع قد تطورت لصالحه وفي ديسمبر 1875م عاد إلى وطنه ليبدأ مرحلة جديدة تعد من أخصب فترات حكمه.
علاج الدولة
لقد استمرت مرحلة ما بعد علاج السيد تركي حوالي إثنى عشر عاماً ، تميزت بتنفيذ برنامج طموح بهدف الإرتقاء بمستوى الإدارة وتحديث أساليبها خصوصاً وأن جهود السيد تركي فقد كللت بالنجاح في عدة عوامل.