قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، قال: فأُعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأقرعَ، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شَعرٌ حسنٌ ويذهبُ عني هذا الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، وأُعطي شَعراً حسناً. قال: فأيّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: البقر، فأُعطي بقرة حاملاً، فقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى، فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: أن يَرُد اللهُ إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد اللهُ إليه بصره. قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأُعطي شاة والداً، فأُنْتِجَ هذان وولدَ هذا، قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم. حديث الأعمى والأقرع والأبرص 24 رمضان 1443 هجري - YouTube. قال: ثم إنه أتى الأبرصَ في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكين، قد انقطعت بي الحبالُ في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمالَ، بعيراً أتبلّغ عليه في سفري، فقال: الحقوق كثيرة! فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيراً، فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثتُ هذا المال كابراً عن كابر، فقال: إن كنتَ كاذباً؛ فصيرك اللهُ إلى ما كنتَ! قال: وأتى الأقرعَ في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنتَ كاذباً فصيرك اللهُ إلى ما كنت.
قصة الإسلام | قصة الأبرص والأقرع والأعمى
قصة الابرص والاقرع و الاعمى - افلام كرتون اطفال اسلامية - YouTube
الأبرص والأقرع والأعمى - موقع مقالات إسلام ويب
[١]
شكر وعطاء
أكمل المَلَك طريقه وذهب إلى الرجل الذي كان أعمى وشفاه الله تعالى وصار بصيرًا وأنعم عليه بوادٍ من الغنم، وتمثّل بصورة رجل أعمى فقير الحال، وأخبره بأنّه عابر سبيل وليس لديه ما يوصله إلى بلاده، وطلب منه أن يُعطيه شاةً واحدة، وذكّره بنعمة الله عليه. الأبرص والأقرع والأعمى - موقع مقالات إسلام ويب. [١] فأجاب الرجل طلب المَلك وقال له أنّ بإمكانه أخذ ما يشاء من الغنم فالله تعالى شفاه وأنعم عليه بالمال وهو لن يُقابل هذا الإحسان والكرم الربّاني بأن يمنع أحدًا من الأخذ من مال الله الذي عنده، فأعلمه المَلَك حينها بحقيقة هذا الاختبار وأنّه لا حاجة له بماله ولكنّه أمر الله الحكيم، وإنفاق هذا الرجل في سبيل الله كان سببًا في رضا الله عنه، واستمرار نعمته عليه، وامتناع الرجلين السابقين من الإنفاق أسخط الله -عزّ وجلّ- عليهما. [١]
العبر المستفادة من قصة الأبرص والأقرع والأعمى
فيما يأتي بعض العِبر المستفادة من قصة الأبرص والأقرع والأعمى:
التغيير هو سنّة من سُنن الله الكونية، والعاقل يفطن لهذه السنّة، فإذا كان في نقمة لم ييأس من مجيء الفرج، وإذا كان في نعمة لم يأمن دوامها ويغتر بدنياه فينسى فضل الله عليه. [٢]
كفران النِعم والجحود بكونها من عند الله تعالى والبخل في العطاء منها هو سبب في زوالها.
حديث الأعمى والأقرع والأبرص 24 رمضان 1443 هجري - Youtube
[١]
مرور السنين ووقت الحساب
كيف كانت ردّة فعل النفر الثلاثة عندما سُئِلوا الصدقة؟
استجاب الله تعالى لدعاء المَلك وبارك لكلٍّ من الأبرص والأقرع والأعمى، فصار لدى الأول وادٍ من الإبل، ولدى الثاني وادٍ من البقر، ولدى الثالث وادٍ من الغنم، وكثرت الأموال فحانت ساعة الاختبار. [١]
جحود واستكبار
جاء المَلك الرجل الأول في الصورة التي كان عليها وهي صورة رجل أبرص فقير، وقال له: إنّي مسكين وابن سبيل وانقطعت بي السبل والحال كما تراه وأطلب منك بالذي أعطاك هذا اللون الحسن والجلد الحسن والمال أن تُعطِني ما يُعينني في سفري، بعيرًا من هذه الجمال التي لديك، فرفض صاحب المال أن يُعطي الرجل الصدقة، وأجابه بأنّ في ماله هذه الكثير من الحقوق وعليه نفقات كبيرة ولا يستطيع أن يُعطيه شيئًا. [١] فقال له المَلَك المتمثّل بصورة رجل أبرص إن كنت كاذبّا فاسأل الله تعالى أن يُعيدك كما كنت، وجاء الأقرع وكان متمثلًا بصورته السابقة أي صورة رجل أقرع مسكين، فقال له مثلما قال لصاحبه، وكان ردّ الرجل الذي كان أقرعًا وأنعم الله عليه كردّ الأبرص، فدعا المَلَك عليه أيضًا، وقد قال ابن حجر إنّ ظاهر الحديث يدلّ على أنّ استجاب الله تعالى دعاءه وأعادهما للحال التي كانا عليها.
فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس؟! فقيرًا فأعطاك الله؟! فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبًا فصيّرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردّ عليك بصرك، شاةً أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فردّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أَجْهَدُكَ اليوم شيئًا أخذته لله. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رُضِيَ عنك، وسُخِطَ على صاحبيك». إنها قصة ثلاثة نفر من بني إسرائيل، أصيب كل واحد منهم ببلاء في جسده، فأراد الله عز وجل أن يختبرهم؛ ليظهر الشاكر من الكافر، فأرسل لهم مَلَكًا، فجاء إلى الأبرص فسأله عن ما يتمناه، فتمنى أن يزول عنه برصه، وأن يُعطى لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا، فمسحه فزال عنه البرص.. وسأله عن أحب المال إليه، فاختار الإبل، فأعطي ناقة حاملاً، ودعا له الملك بالبركة. ثم جاء إلى الأقرع، فتمنى أن يزول عنه قرعه، فمسحه فزال عنه، وأعطي شعرًا حسنًا.. وسأله عن أحب المال إليه فاختار البقر، فأعطي بقرة حاملاً، ودعا الملك له بالبركة.
ثم تُقام الصلاة، فيقرأ الإمام سورة الفاتحة، فيأتيه من نورها؛ كما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "بينا جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا بابٌ من السماء يُفتح اليوم لم يُفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملكٌ، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشِر بنورين أُوتيتهما لم يُؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرفٍ منها إلا أُعطيته، فيزداد نورًا على نور". ثم يقرأ الإمام شيئًا من القرآن بعد الفاتحة، والقرآن كله نور: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174]، ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، فيزداد نورًا على نور. وبجواره في الصف مُصلٍّ عليه من النورِ كنورِه، حتى يَمتلئ المكان نورًا؛ جاء في بعض الآثار أن الملائكة في السماء لتنظر إلى البيوت التي تقام فيها الصلاة، كما ننظر نحن إلى النجوم في السماء في المساء.
عبارات عن الصلاة نور ؟ - أفضل إجابة
تأمل في نور نبي الله داود والحديث عند الترمذي بسند حسن، قال صلى الله عليه وسلم: ((لَمَّا خلق الله آدم مسَح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها مِن ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرَضهم على آدم، فقال: أي ربِّ، مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتُك، فرأى رجلًا منهم، فأعجبه وبيصُ ما بين عينيه، فقال: أي ربِّ، مَن هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريَّتك يقال له: داود))، أتدري لماذا تميز نبي الله داود عليه السلام بهذا النور والوبيص؟! لأنه كان أعبد الناس كما صحَّت في ذلك الآثار، فكان يقوم نصف الليل وينام نصفه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا. إننا أيها الأحبة حين نتأمل في نور الصلاة، نجد تفسيرًا واضحًا لِما يتمناه الأموات من عودتهم إلى الدنيا؛ ليقيموا الصلاة، فعند الطبراني بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر، فقال: ((من صاحب هذا القبر؟))، فقالوا: فلان، فقال: ((ركعتان أحبُّ إلى هذا مِن بقيَّة دنياكم))، ولنزداد فَهمًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((الأنبياء أحياء في قبورهم يُصلون))، وحديث مُروره صلى الله عليه وسلم على نبي الله موسى عليه السلام ليلة الإسراء، فقال: ((مررتُ على موسى ليلة أُسري بي عند الكثيب الأحمر، وهو قائمٌ يصلي في قبره)).
إذا كانت أختها متزوجة، فهل لها أن تبيت عند أختها؟