المراجع ↑ سورة الأعراف، آية:59
^ أ ب جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي ، صفحة 364-377، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الأعراف، آية:60
↑ سورة التحريم، آية:10
↑ سورة نوح، آية:25
↑ محمد علي قطب (2004)، زوجات الأنبياء وأمّهات المؤمنين (الطبعة 1)، القاهرة:الدار الثقافية للنشر، صفحة 21. بتصرّف. سبب نزول سورة نوح للاطفال. ↑ محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي ، صفحة 16، جزء 51. ↑ أحمد أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 75. بتصرّف.
- قصة سورة نوح للاطفال
- ويا قوم مالي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار الشامل
قصة سورة نوح للاطفال
إذا استجابوا للدعوة؛ غفر لهم ذنوبهم التي فعلوها قبل إسلامهم، وعاشوا بقية أعمارهم في سعادة وهناء دون أن يتعرّضوا للعذاب أو الهلاك. دعوة سيدنا نوح واستكبار قومه
تبين الآيات (5-9) كيف دعا سيدنا نوح -عليه السلام- قومه وكيف كان ردّهم: [٤]
يشتكي سيدنا نوح -عليه السلام- إلى ربه -سبحانه وتعالى- أنه دعا قومه في الليل والنهار، كل هذه المدة دون استجابة. من شدة كفرهم وعنادهم لا يريدون أن يسمعوا كلام سيدنا نوح؛ فيضعون أصابعهم في آذانهم، ولا يريدون أن يروا صورته؛ فيغطّون رؤوسهم وعيونهم. استخدم سيدنا نوح -صلى الله عليه وسلم- كل الوسائل: فدعاهم وهم مجتمعون، ودعاهم علانية، ودعاهم بشكل سرّي. بالرغم من كل هذه الأساليب التي اتبعها سيدنا نوح -عليه السلام- إلا أنهم استمروا في كفرهم وغرورهم واستكبارهم. ال تذكير بأنعُم الله وآثار قدرته ورحمته
توضح الآيات (10-20) بعض نِعم الله -سبحانه وتعالى- التي وهبها للناس، ذكّر بها سيدنا نوح قومه؛ لعلهم يهتدون: [٣]
أولى نعم الله -سبحانه وتعالى- التي يذكّر سيدنا نوح -عليه السلام- قومه: أنّ الله يغفر الذنوب عند توبة عباده. الله -سبحانه- يُنزل أمطار الخير الغزيرة المتتابعة. استماع و تحميل سورة نوحُ بتلاوة خليفة الطنيجي - المصحف المعلم للأطفال ( حفص عن عاصم). الله -سبحانه- يرزق عباده الأموال والأولاد والحدائق الواسعة التي تجري خلالها الأنهار.
إن الله -عز وجل- خلق الإنسان على مراحل متتابعة، ليكتمل خلقه في أحسن تقويم. إن الله -سبحانه- خلق الكون والسماوات السبع المتطابقة لتدل على عظمته وقدرته وحكمته؛ هداية للناس. سخّر -سبحانه وتعالى- القمر لينير الليل، والشمس لتمدّنا بالحرارة والضياء. خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان من تراب الأرض، وجعل غذاءه يخرج من هذا التراب، فينمو ويكبر ويعيش بهذا الطعام؛ كأنه نوع من النبات الذي يعيش على التراب مباشرة. جعل الله الكريم -سبحانه- الأرض ممهّدة ممتدة واسعة، حتى يقوم الإنسان بنشاطاته المختلفة. عصيان قوم نوح وتمسكهم بعبادة أصنامهم
بالرغم من كل الجهود التي بذلها سيدنا نوح -عليه الصلاة والسلام- لم يستجب له قومه، فجاءت الآيات (21-24) تبين موقفهم القبيح، وإصرارهم على كفرهم، يصف لنا ذلك سيدنا نوح فيقول: [٥]
إنهم لم يستجيبوا لدعوته، بل أطاعوا أسيادهم الذين أنعم الله -سبحانه- عليهم بالأموال الكثيرة والأولاد؛ ولكنهم لم يشكروا الله عليها، بل زادتهم تكبرا وضلالا. إن الأسياد الكفار كانوا يقومون بالمكائد الكبيرة ليمنعوا الناس من اتباع نوح -عليه السلام-. قصة سورة نوح للاطفال. كانوا يجمّلون صور آلهتهم وأصنامهم في عيون الناس، ويشجّعونهم على الثبات على عبادتها، وقد نجحوا في ذلك؛ فضلّ معظم قوم نوح -عليه السلام-.
فيقال فما الجمع بين هذا وبين كون الاية مكية وفيها دلالة على عذاب البرزخ ؟ والجواب أن الاية دلت على عرض الأرواح على النار غدواً وعشياً في البزرخ وليس فيها دلالة على اتصال تألمها بأجسادها في القبور إذ قد يكون ذلك مختصاً بالروح فأما حصول ذلك للجسد في البرزخ وتألمه بسببه فلم يدل عليه إلا السنة في الأحاديث المرضية الاتي ذكرها. وقد يقال إن هذه الاية إنما دلت على عذاب الكفار في البرزخ ولا يلزم من ذلك أن يعذب المؤمن في قبره بذنب. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة غافر - الآية 50. ومما يدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة من اليهود وهي تقول أشعرت أنكم تفتنون في قبوركم, فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "إنما يفتن يهود" قالت عائشة رضي الله عنها فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إنكم تفتنون في القبور" وقالت عائشة رضي الله عنها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر, وهكذا رواه مسلم عن هارون بن سعيد وحرملة كلاهما عن ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به. وقد يقال إن هذه الاية دلت على عذاب الأرواح في البرزخ ولا يلزم من ذلك أن يتصل في الأجساد في قبورها فلما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بخصوصه استعاذ منه والله سبحانه وتعالى أعلم.
ويا قوم مالي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار الشامل
قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) القول في تأويل قوله تعالى: قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ (50) وقوله: ( قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ) يقول تعالى ذكره: قالت خزنة جهنم لهم: أو لم تك تأتيكم في الدنيا رسلكم بالبيّنات من الحجج على توحيد الله, فتوحدوه وتؤمنوا به, وتتبرّءوا مما دونه من الآلهة؟ قالوا: بلى, قد أتتنا رسلنا بذلك. وقوله: ( قَالُوا فَادْعُوا) يقول جلّ ثناؤه: قالت الخزنة لهم: فادعوا إذن ربكم الذي أتتكم الرسل بالدعاء إلى الإيمان به. وقوله: ( وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ) يقول: قد دعوا وما دعاؤهم إلا في ضلال, لأنه دعاء لا ينفعهم, ولا يستجاب لهم, بل يقال لهم: اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ.
وقوله تبارك وتعالى: "فوقاه الله سيئات ما مكروا" أي في الدنيا والاخرة, وأما في الدنيا فنجاه الله تعالى مع موسى عليه الصلاة والسلام وأما في الاخرة فبالجنة "وحاق بآل فرعون سوء العذاب" وهو الغرق في اليم ثم النقلة منه إلى الجحيم, فإن أرواحهم تعرض على النار صباحاً ومساء إلى قيام الساعة فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار ولهذا قال: "ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" أي أشده ألماً وأعظمه نكالاً, وهذه الاية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور وهي قوله تعالى: "النار يعرضون عليها غدواً وعشياً".