فهم النص
يتركب النص من ثلاث وحدات دلالية أساسية هي:
إشارة النص إلى منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء، وإلى علامات مولده وبشائر ظهوره وتبشير الرسل ببعثته. مدح في مها ابو عوف. عرض معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وسجاياه ومنها تظليل الغمام له في سفره ، وإخبار الذراع المسمومة إياه بما فيها من شر، والتقى والزهد والحياء والخلق الكريم المتزن الوقور في التبسم والمشي والإغفاء، وحسن الصورة، والرحمة والعزم والحزم والعصمة والبأس والصبر ، لا تستخفه الفرحة ولا يستفزه الغضب، ونصاعة القلب وطهارة الثياب والعفة والحلم والعفو والعلم والجود اللامتناهي وغيره مما يخرج عن مألوف الناس ومستطاعهم. اعتراف الشاعر بعجزه عن استقصاء سجايا النبي صلى الله عليه وسلم وحصرصفاته في شعره لاستعصائها على التتبع والتقصي. تحليل النص
إذا أمعنا النظر في معاني المدح في النص وجدنا أن البوصيري يصدر في مدحه للرسول صلى الله عليه وسلم عن ذات محبة مخلصة متفانية في تعلقها، صادقة أبلغ الصدق في مدحها ، بعبدة كل البعد عن دواعي التكسب والتملق والمجاملة، ومن ثم كان المدح في النص خلاصة تجربة إيمانية متجذرة ومتجددة ، لذلك مجده الشاعر تمجيدا لايسامى، وأسبغ عليه صفات مستخلصة من الطبيعة النبوية بما فيها من طهر وقدسية وعصمة وكمال إنسان ومنة إلهية معجزة لأفضل رسله وأكرم الخلق عنده.
- مدح في مها ابو عوف
- مدح في مها احدى
- من فعل شيئاً من محظورات الإحرام ناسياً فعليه فدية الصيام
- من فعل شيئاً من محظورات الإحرام ناسياً فعليه فدية الحلقة
مدح في مها ابو عوف
فهذه الرؤية تدل على ترقية هذا الرجل في عمله وارتفاع شأنه، أو السفر القريب له. قد تعددت تفسير حلم مدح جمال الوجه من بين المرأة المتزوجة والعملاء والحامل، ويوجد تفسيرات أخرى مختلفة خاصة بالرؤية في منام الرجل، وفي كل الأحوال تكون الرؤيا محمودة تمد الرائي بالخير والرزق الوفير.
مدح في مها احدى
كيفية حدوث الأحلام
يقترن حدوث الحلم بنوم الانسان ليلًا، ونادرًا ما تجد شخصًا لا يحلم عند نومه، والنوم حالة من الموت الأصغر ووقت من الانفصال عن العالم الحقيقي، وهو حالة متدرجة من اللاوعي يبدأ بالاسترخاء حتى أعمق درجات النوم وإصابة منطقة الحلم. يُفكِّر الانسان قبل أن يخلد إلى النوم في أحداث يومه لفترة زمنية، فيتعامل العقل الباطن مع هذه الأفكار ويُعيد ترتيبها مرةً أخرى بطريقة رمزية، فيرى النائم نفسه ضمن مواقف غريبة متسلسلة الأحداث، وقد يرى شخصياتٍ يعرفهم وشخصياتٍ لم يسبق له الالتقاء بهم، ولكن يكون لهم دور مهم في الحلم، فقد يكونون أشخاصًا تسببوا له بضرر أو شعور ما في فترة ماضية ولكن تخزن في عقله الباطن، فهو يخزن كل التفاصيل الدقيقة ويجسدها بشخصيات أو أمور أخرى، يكون ذلك بهدف توصيل فكرة معينة للرائي، فقدرة العقل الباطن على التفكير أنقى وأصفى من العقل الواعي الذي تشوبه العواطف [١]. الفرق بين الرؤيا والحلم
الأحلام تكون بسبب تفكير العقل الباطن كما ذكرنا سابقًا، أو أضغاث أحلام من الشيطان ولا تتحقق بعد رؤيتها، أما الرؤى فهي شكل من أشكال الأحلام لكنها تتحقق بعد فترة من رؤيتها في المنام، وهي كرامة من الله لبعض من عباده، يبث هذه الرؤى في عقولهم لإيصال رسالة معينة لهم، أو تحذيرهم من أمر معين وإرشادهم للطريق الصحيح وتبشير بأمور يحبونها، ومن علامات الرؤيا الصادقة سرعة انتباه الرائي عندما يراها في المنام وتذكرها بتفاصيلها حتى يتشكل له إدراك بأنها رؤيا [٢].
تركيب وتقويم
يختزن النص أبعادا متعددة تتساوق فيها قيم دينية وتاريخية وجمالية، وكلها تصطرخ بها قصيدة المدح التي تجسد الطابع المعياري للقصيدة العمودية بكل قسماته التي تجعل النص تحفة فنية خالدة تنطوي على مستويات الاكتمال الفني والقدرة الخلاقة على تأليف الأصوات والتراكيب والصور والدلالات والإيقاعات تأليفا نموذجيا لا يعتوره التقصير ، كما تستحضر القصيدة بوفاء تام القيم الأخلاقية العليا واللحظات التاريخية المثلى بشكل ينصهر داخل لغة يطوعها البوصيري، فيصبح الانفعال تفانيا والمدح فنا راقيا وفلسفة تصدر عن قناعة وتأثر وتواصل وانسجام.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال كما وصفت من كون الجماع حصل وأنت ناسية لإحرامك، فلا إثم عليك، ولا كفارة, وعمرتك التي تمتعت بها إلى الحج صحيحة، ولم يكن يلزمك الخروج إلى التنعيم، ولا غيره، فإن الراجح أن من فعل أي محظور من محظورات الإحرام -سواء كان الجماع أم غيره- ناسيًا أو جاهلًا، لا شيء عليه، ودليل ذلك قوله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}، وقال الله في جوابها: قد فعلت. أخرجه مسلم. قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: وأما ما فعلته من المحظورات، ولنفرض أن زوجها جامعها، والجماع في النسك هو أعظم المحظورات، فإنه لا شيء عليها؛ لأنها جاهلة، وكل إنسان يفعل محظورًا من محظورات الإحرام جاهلًا، أو ناسيًا، أو مكرهًا، فلا شيء عليه. انتهى. وقال- رحمه الله- في تعليقه على الكافي: المؤلف يقول: من جامع فسد حجه، وعليه بدنة، سواءٌ كان جاهلًا أو عالمًا، عامدًا أو ناسيًا. أما قوله: فسد حجه، فهذا يكاد يكون كالإجماع من الصحابة -رضي الله عنهم-، وأما لزوم البدنة، فقال بها أيضًا الصحابة، روي عنهم عن عدةٍ منهم، ولم يروَ عن غيرهم خلافه.
من فعل شيئاً من محظورات الإحرام ناسياً فعليه فدية الصيام
ولقوله
تعالى في خصوص الصيد ، هو من محظورات الإحرام: ( وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً) المائدة /95. ولا فرق في ذلك بين أن يكون
محظور الإحرام من اللباس ، والطيب ونحوهما ، أو من قتل الصيد وحلق شعر الرأس ونحوهما ، وإن كان بعض العلماء فرّق بين هذا وهذا ، ولكن الصحيح عدم التفريق ،
لأن هذا من المحظور الذي يعذر فيه الإنسان بالجهل والنسيان والإكراه.
من فعل شيئاً من محظورات الإحرام ناسياً فعليه فدية الحلقة
الحمد لله. قال الشيخ ابن عثيمين:
إذا فعل شيئاً من محظورات الإحرام ناسياً أو جاهلاً فلا شيء عليه ، ولكن يجب عليه بمجرد ما يزول العذر أن يتخلى عن ذلك المحظور والواجب
تذكير الناسي ، وتعليم الجاهل. مثال هذا: لو أن رجلاً نسي فلبس ثوباً وهو محرم فلا شيء عليه ، ولكن من حين ما يذكر يجب عليه أن يخلع هذا الثوب ، وكذلك لو نسي فأبقى
سرواله عليه ، ثم تذكر بعد أن عقد النيّة ولبى ، فإنه يجب عليه أن يخلع سرواله فوراً ولا شيء عليه ، وكذلك لو كان جاهلاً فإنه لا شيء عليه مثل أن يلبس
فنيلة ليس فيها خياطة ، ظناً منه أن المُحَرَّم لبس ما فيه خياطة فإنه لا شيء عليه ، ولكن إذا تبيّن له أن الفنيلة وإن لم يكن بها خياطة فإنها من اللباس
الممنوع فإنه يجب عليه أن يخلعها. والقاعدة العامة في هذا أن جميع محظورات الإحرام إذا فعلها الإنسان ناسياً أو جاهلاً أو مكرها فلا شيء عليه لقوله تعالى: ( رَبَّنَا لا
تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) البقرة /286. فقال الله تعالى: قد فعلت. ولقوله تعالى: ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الأحزاب /5.
وأما كونه جاهلًا أو عالمًا، عامدًا أو ناسيًا، فهذا ليس بصحيح، والصحيح أنه لا يترتب على الجماع شيء من أحكامه إلا إذا كان عالمًا، ذاكرًا، غير مكره؛ لأن هذه هي القاعدة في جميع محظورات العبادات، كل محظورات العبادات لا يمكن أن يترتب أثرها إلا بهذه الشروط الثلاثة: العلم، والذكر، وعدم الإكراه. انتهى. وعليه؛ فلا شيء عليك إذا كان الحال كما وصفت. والله أعلم.