السؤال:
في قوله عز وجل: {فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
سورة المنافقون: الآية10. ، لماذا خصت الصدقة دون سائر الطاعات؟
الجواب:
ذكر الله الصدقة هنا على وجه الخصوص؛ لأنه أمر بهافقال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ}، أما من حيث العموم فإن الميت يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليعمل صالحا بشتى أبواب الصالحات وأنواع الطاعات، كما دل عليه قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ _ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}
سورة المؤمنون الآيتان 99 و100. ، وهذا يشمل جميع الأعمال الصالحة، والله أعلم.
- مع الهارب من الزكاة
- بسم الله الرحمن الرحيم مزخرفه
مع الهارب من الزكاة
إن الصدقة لها شأن عظيم فى الإسلام، فهى من أوضح الدلالات، وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق؛ وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعى إلى كنزه، فمن أنفق ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه، وفى ذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان) أى: برهان على صحة إيمان العبد، هذا إذا نوى بها وجه الله، ولم يقصد بها رياء ولا سمعة. ولأن الصدقة لها أهمية بالغة أدرك أهميتها الموتى، ولذلك يتمنى الموتى الرجوع إلى الدنيا ولو لدقائق معدودة، ليقدموا صدقة لله عز وجل، ولقد نقل الله لنا أمنيتهم هذه فى قوله تعالى: (أَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أن يَأْتِى أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المنافقون: 10-11. لقد اقتنعوا – ولكن بعد فوات الأوان – أن الصدقة من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وأنها تطفئ غضب الرب جل وعلا، وأن العبد سيُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فتمنوا الرجعة ليقدموا صدقتهم بعد أن منعوها الفقير، وصرفوها على شهواتهم وسياحتهم: (فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ).
أيها الهارب من الزكاة:
هل سمعت برجل تدعو عليه الملائكة كلَّ صباح ومساء؟ وبماذا تدعو عليه؟ تدعو عليه بتَلَف ماله، ولماذا؟ لأنه لم يخرج زكاة ماله ولم ينفق منه في سبيل الله. اسمع إلى الصادق المصدوق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلاَّ مَلَكانِ يَنْزلاَنِ، فَيقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا))؛ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. والدنيا خير شاهد على ذلك؛ فكم سمعنا ورأينا من أناس كانوا لا يُخرِجون زكاة أموالهم ولا ينفقونها في سبيل الله، حرموا الفقراء من أموالهم فحرمهم الله هذا المال؛ إما بحريق، أو بسرقة، أو بصرفه عند الأطباء وفي المستشفيات! ألا تخاف - أيها الغني الهارب من الزكاة - أن يكون حالك كهؤلاء؟! أترضى أن تدعو عليك ملائكة الله كل صباح ومساء بتلَف مالك؟! أُذَكِّرك بزمن سلفنا الصالح كيف كانت لهم مواقف عجيبة في الإنفاق في سبيل الله، رغم فقرهم وجوعهم لم يمنعهم هذا من التصدُّق،كان الواحد منهم يأتي بماله كله ويضعه أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ماذا أبقيت لأهلك؟))، فيقول: أبقيت لهم الله ورسوله.
وحيث أن هذا مثل البداية في الوضوء وكذلك عند التيمم وأيضًا في الغسل سواء كان حائض أو جنابة وعند قراءة أيضًا حديث وكذلك أيضًا تذكر عند بداية كل مجلس ذكر وعلم وكذلك أيضًا نستخدمها عند بداية كل أكل. بسم الله الرحمن الرحيم مزخرفه للنسخ. وكذلك أيضًا في حالة الشرب وعند الجماع وحيث أن هذا يدل على أنها شرعت في كل ما يقوم به الإنسان وما يفعله وهذا لطلب البركة والتيمن والحماية من الله وإزالة الهم والغم في الدنيا والبعد عن النار في الآخرة. ما هي أوجه قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في القرآن
حيث جعل العلماء قراءة بسم الله لها خمسة أوجه وهما كما يلي:
الأول حيث أنهم فصلوا بين آخر السورة وبداية السورة الأخرى بهذه الجملة، بينما الثاني حيث جمع بين آخر السورة وبداية السورة الثانية بهذه الآية. بينما الثالث حيث أنهم فصلوا أخر السورة التي تكون مسبوقة وجمع أول السورة التي تليها، وكذلك الرابعة عدم قراءتها نهائيًا وتركها بينما الخامسة هو جمع السورة الأولى بآخر السورة السابقة بهذه الآية. تفسير بسم الله الرحمن الرحيم لابن كثير
روي عن عباس أن رسول الله لا يعرف نهاية السورة وبداية الأخرى عندما ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم وبها افتتحت بها الصحابة في كل أفعالهم وأقوالهم.
بسم الله الرحمن الرحيم مزخرفه
[1] انظر: الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) - نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (1 /21). بسم الله الرحمن الرحي. [2] هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، الخزرجي، الأندلسي، القرطبي، المالكي أبو عبدالله، مفسِّر، توفي بمنية بني خصيب بمصر في شوال، وهو من كبار المفسرين، رحل إلى الشرق، واستقر بمنية ابن خصيب (في شمالي أسيوط، بمصر)، وتوفي فيها (671 هـ - 1273 م), وانظر: تفسيره الجامع لأحكام القرآن. [3] هو الشيخ أبو عبدالله عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر السعدي، من آل سعدي، ولد في بلدة عنيزة في القصيم ، وذلك يوم 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبعة من الهجرة النبوية الشريفة، وتوفِّي قرب طلوع الفجر من ليلة الخميس 23 جمادى الآخرة عام 1376 هـ ، في مدينة عنيزة من بلاد القصيم - رحمه الله رحمة واسعة، وانظر: تفسيره "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان". مرحباً بالضيف
2013-03-05, 05:27 PM
الفيزيائي
¨°o.