وقال السهيلي: شهادة العباس لأبي طالب لو أداها بعدما أسلم كانت مقبولة؛ لأن العدل إذا قال سمعت، وقال من هو أعدل منه لم أسمع أخذًا بقول من أثبت السماع، ولكن العباس شهد بذلك قبل أن يسلم. قلت: قد أسلم العباس بعد ذلك، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حال أبي طالب. عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: سمعت العباس، يقول: قلت: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحفظك وينصرك فهل نفعه ذاك؟ قال: « نعم وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح ». صحيح الإسناد مشهور متفق عليه من حديث العباس في الصحيحين. ولو كانت هذه الشهادة عنده لأداها بعد إسلامه، وعلم حال أبي طالب ولم يسأل، والمعتبر حالة الأداء دون التحمل. وقفة مع حديث وفاة أبي طالب. وفيما ذكره السهيلي أن الحارث بن عبد العزى أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فأسلم وحسن إسلامه في خبر ذكره من طريق يونس بن بكير.
- وقفة مع حديث وفاة أبي طالب
- صحيح ابن حبان المكتبة الشاملة الحديثة
- صحيح ابن حبان الشاملة
وقفة مع حديث وفاة أبي طالب
وقال عن أنبيائه: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]. موت الحسن بن علي بن ابي طالب. وعن أبي هُريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشُّركاء عن الشِّرْك، مَن عمِل عملاً أَشْرَكَ فيه معي غيري؛ تركتُه وشِرْكَه)) [8]. رابعًا: أنَّ المُشْرِكَ لا تنفعه شفاعةُ الشَّافعين يوم القيامة، حتى لو كان هذا الشَّافِع نبيًّا كريمًا، أو وليًّا صالحًا. عن أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يَلْقَى إبراهيمُ أباهُ آزَرَ يومَ القيامة، وعلى وجه آزَرَ قَتَرَةٌ وغَبَرَةٌ، فيقول له إبراهيم: ألمْ أَقُلْ لكَ: لا تَعْصِني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أَعْصِيكَ، فيقول إبراهيم: يا ربِّ، إنك وعدتني أن لا تُخْزيني يومَ يُبعثون، فأيُّ خِزْيٍ أَخْزَى من أبي الأَبْعَد؟ فيقول الله تعالى: إنِّي حرَّمتُ الجنَّةَ على الكافرين، ثم يُقال: يا إبراهيمُ، ما تحتَ رِجْلَيْكَ؟ فينظرُ، فإذا هو بِذِيخٍ متلطخٍ، فيُؤخَذُ بقوائمه، فيُلْقَى في النَّار)) [9]. عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُنزل عليه: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]: ((يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، لا أُغني عنكم مِن الله شيئًا، يا بني عبدالمطَّلِب، لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبدالمطَّلِب، لا أُغني عنكَ من الله شيئًا)) [10] ؛ الحديث.
ويقول: الصلاة الصلاة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الطاق،
فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته رضي الله عنه. ولما ضربه ابن ملجم قال: لا حكم إلا لله ليس لك يا علي ولا لأصحابك،
وجعل يتلو قوله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [ البقرة: 207]. ونادى علي: عليكم به، وهرب وردان فأدركه رجل من حضرموت فقتله، وذهب
شبيب فنجا بنفسه وفات الناس، وُمسك ابن ملجم وقدم على جعدة بن هبيرة بن أبي وهب
فصلى بالناس صلاة الفجر، وحمل علي إلى منزله، وحمل إليه عبد الرحمن بن ملجم فأوقف
بين يديه وهو مكتوف - قبحه الله - فقال له: أي عدو الله ألم أحسن إليك؟
قال: بلى. قال: فما حملك على هذا؟
قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه. فقال له علي: لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله. ثم قال: إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به. فقال جندب بن عبد الله: يا أمير المؤمنين إن مت نبايع الحسن؟
فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر. ولما احتضر علي جعل يكثر من قول لا إله إلا الله، لا يتلفظ بغيرها. وقد قيل: إن آخر ما تكلم به: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْرا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَهُ} [ الزلزلة: 7].
الكتاب: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان المؤلف: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت ٧٣٩ هـ) حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة: الأولى، ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م عدد الأجزاء: ١٨ (الأخير فهارس) [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] صفحة المؤلف: [ الأمير ابن بلبان الفارسي]
صحيح ابن حبان المكتبة الشاملة الحديثة
صحيح ابن حبان ت: شاكر ج يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "صحيح ابن حبان ت: شاكر ج" أضف اقتباس من "صحيح ابن حبان ت: شاكر ج" المؤلف: ابن حبان الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "صحيح ابن حبان ت: شاكر ج" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
صحيح ابن حبان الشاملة
• ولد في بست (من بلاد سجستان) وتنقل في الأقطار، فرحل إلى خراسان والشام ومصر والعراق والجزيرة. وتولى قضاء سمرقند مدة، ثم عاد إلى نيسابور، ومنها إلى بلده، حيث توفي في عشر الثمانين من عمره. • وهو أحد المكثرين من التصنيف. قال ياقوت: أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، وكانت الرحلة في خراسان إلى مصنفاته. من كتبه: • (المسند الصحيح) في الحديث، يقال: إنه أصح من سنن ابن ماجة • (روضة العقلاء - ط) في الأدب • (الأنواع والتقاسيم - خ) في الأزهرية، جمع فيه ما في الكتب الستة، محذوفة الأسانيد [!! ] • معرفة المجروحين من المحدثين - خ) رأيت مخطوطة قديمة في الرباط (١٥٠٣ كتاني) شوهتها الأرضة، مبتورة الآخر، كتب عليها: (سفر فيه المجروحون والضعفاء من رواة الحديث) [طُبع] • (الثقات - خ) جزآن منه، ونسخ كاملة (ذكرت في تذكرة النوادر ٩٠) [طُبع] • (علل أوهام أصحاب التواريخ) عشرة أجزاء • (الصحابة) خمسة أجزاء، • كتاب (التابعين) اثنا عشر جزءا • (أتباع التابعين) و (تباع التبع) كلاهما في خمسة عشر جزءا • (غرائب الأخبار) عشرون جزءا • (أسامي من يعرف بالكنى) ثلاثة أجزاء • (المعجم) على المدن، عشرة أجزاء • (وصف العلوم. وأنواعها) ثلاثون جزءا.
انتهى من مقدمة "التعليقات الحسان" (1/ 13). وقال السيوطي رحمه الله:
" صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ، تَرْتِيبُهُ مُخْتَرَعٌ ، لَيْسَ عَلَى الْأَبْوَابِ ، وَلَا عَلَى الْمَسَانِيدِ؛ وَلِهَذَا سَمَّاهُ: " التَّقَاسِيمَ وَالْأَنْوَاعَ ". وَسَبَبُهُ: أَنَّهُ كَانَ عَارِفًا بِالْكَلَامِ وَالنَّحْوِ وَالْفَلْسَفَةِ ، وَالْكَشْفُ مِنْ كِتَابِهِ عَسِرٌ جِدًّا. وَقَدْ رَتَّبَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ عَلَى أَبْوَابٍ، وَعَمِلَ لَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ أَطْرَافًا ، وَجَرَّدَ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيُّ زَوَائِدَهُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ فِي مُجَلَّدٍ ". انتهى من"تدريب الراوي" (1/ 115). سبب تأليفه لهذا الكتاب:
قال رحمه الله في مقدمة صحيحه:
" وإني لمَّا رأيت الأخبار طُرُقُها كَثُرَت ، ومعرفة الناس بالصحيح منها قلَّت، لاشتغالهم بكتبة الموضوعات ، وحفظ الخطأ والمقلوبات حتى صار الخبر الصحيح مهجوراً لا يُكتب، والمنكر المقلوب عزيزاً لا يُستغرب، وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين وتكلم عليها ، من أهل الفقه والدين أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار، وأكثروا من تكرار المعاد للآثار، قصداً منهم لتحصيل الألفاظ على من رام حفظها من الحُفَّاظ = فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب، وتَرْكِ المقتبس التحصيل للخطاب.