الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فـ "العزيز" مِن أسماء الله الحسنى التي وصف الله عز وجل بها نفسه كثيرًا، وقد ذُكر من معاني اسم الله "العزيز": أنه "الذي لا مغالب له". وأنه الذي: "لا مرام لجنابه". اسم الله العزيز. - لا مُغالب له: فلا يغالب الله عز وجل، فعزَّ بمعنى: غلب، وفي المثل العربي: "من عزَّ بزَّ" أي: مَن غلب أخذ المتاع، فالعزة بمعنى: الغلبة، وقولنا: "لا يغالب" أكمل في المعنى من: "لا يغلب"؛ إذ قولنا: "لا يغالب" بمعنى أنه لا يتصور أن يطلب أحد غلبة الربّ عز وجل، مثل قولنا: "لا يُقاتل" تعني أنه لا يتطلّع أحد إلى قتاله فضلاً عن قتله؛ فهذا ليس ممكنًا، فالله عز وجل لا يُغلَب ولا يُغالَب. - لا مرام لجنابه: فلا يتطلع أحد إلى أن يُنازع الله؛ لعظمته عز وجل، وإن زعم بعض الكفرة والطواغيت أنه: "ربهم الأعلى"، وقال آخر: "أنا أحيي وأميت"، وقال ثالثهم: "أولك ربٌّ غيري؟! " فما هذا إلا مكابرة، ولما قال إبراهيم عليه السلام للنمرود: { فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}، قال الله عز وجل: { فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: من الآية 258]؛ إذ لا يُنازَع الربّ عز وجل في مثل ذلك، وعجز العباد عجز مطلق عن طلب الوصول لصفة من صفاته، ولو فكر إنسان في ذلك؛ لحكم على نفسه بالعجز قطعًا ويقينًا.
معنى اسم الله العزيز هو
والعِزَّة في الأصل: القُوَّة والشِّدَّة والغَلَبة". وقال الأصفهاني في "المفردات في غريب القرآن": "العزة حالة مانعة للإنسان مِنْ أن يُغْلَب من قولهم أرض عزاز أي صلبة.. مِنْ أسْماءِ الله الحُسْنى العزيز - موقع مقالات إسلام ويب. فـسبحانه عزيز أي غالب لا يُغلب، قاهر لا يُقهر، وهو عزيز جليل وهو عزيز قوي شديد، وهو عزيز أي لا مثل له ولا نظير، وهو عزيز تشتد الحاجة إليه، ويصعب الوصول إليه". وقد ورد اسم الله "العزيز" في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن ذلك:
ـ قال الله تعالى: { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}(الأنعام:96). قال ابن كثير: "أي: الجميع جار بتقدير العزيز الذي لا يُمَانَع ولا يُخَالَف العليم بكل شيء، فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وكثيرا ما إذا ذكر الله تعالى خلق الليل والنهار والشمس والقمر، يختم الكلام بالعزة والعلم، كما ذكر في هذه الآية، وكما في قوله: { وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}(يس:37:38)". وقال السعدي: "الذي مِنْ عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة، فجرت مذللة مسخرة بأمره، بحيث لا تتعدى ما حده الله لها، ولا تتقدم عنه ولا تتأخر { الْعَلِيم} الذي أحاط علمه، بالظواهر والبواطن، والأوائل والأواخر".
والله عز وجل ليس كمثله شيء، فإنه سبحانه الكامل في أسمائه الحسنى وصفاته العُلى، الذي دلت النصوص والعقول على أنه لا نظير له سبحانه وتعالى، فلا مثيل له في ربوبيته، ولا مثيل له في إلهيته، ولا مثيل له في أسمائه وصفاته، قال الله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى:11). قال السعدي: "{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} أي: ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، لأنَّ أسماءه كلها حسنى، وصفاته صفات كمال وعظمة". و"العزيز" اسم من أسماء الله تعالى الحُسْنى، والعزيز في اللغة: هو القوي الشديد الغالب، الذي لا يُغلب. قال الزَّجَّاج: "العزيز: هو الْمُمْتَنِعُ فَلَا يَغْلِبُه شَيْء". وقال: "والعزيز هو: الغالب القاهر، وهو الجليل الشريف، وهو القوي". اسم الله العَزيز | معرفة الله | علم وعَمل. وقال ابن منظور في "لسان العرب: "العزيز: هُوَ الْقَوِيُّ الْغَالِبُ كُلِّ شَيْء". وقال الزبيدي في "تاج العروس": "العَزيز: مَأْخُوذٌ من العِزّ، وهو الشِّدَّة والقَهْر، وسُمِّي بِهِ الملك، لِغَلَبَتِه على أهلِ مَمْلَكَته". وقال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر": "(الْعَزِيز) وهوَ: الغالِبُ القَويُّ الذي لَا يُغْلَب.
اسم الله العزيز الحكيم
أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية، لا مجال للعقل والاجتهاد فيها، يجب الوقوف فيها على ما جاء به القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة. وأهل السنة يثبتون ما أثبته الله عز وجل لنفسه ـ من أسماء وصفات ـ في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما ينفون ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الله عز وجل أعلم بنفسه من غيره، ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم الخَلْقِ بربه. اسم الله العزيز الحكيم. قال أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني: "ويعتقدون ـ يعني: أهل السنة والجماعة ـ أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى، وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم". وقال ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية": "ولهذا كان مذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. يثبتون له الأسماء والصفات". وقال الشيخ ابن عثيمين: "أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها، وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يُزاد فيها ولا يُنْقَص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص، لقوله تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولً ا}(الإسراء:36).. ولأن تسميته تعالى بما لمْ يُسَمِّ به نفسه، أو إنكار ما سَمَّى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص".
ومع عظم الطاعة تزداد العزة، فأعز الناس هم الأنبياء، ثم الذين يلونهم من المؤمنين المتبعين لهم. قال فخر الدين الرازي: "وعزة كل أحد بقدر علو رتبته في الدين، فإنه كلما كانت هذه الصفة فيه أكمل كان وجدان مثله أقل، وكان أشد عزة، وأكمل رفعة" [8]. ولهذا قال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- للأنصار: "ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله" [9]. وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" [10] ، وكان من دعاء السلف: "اللهم أعزنا بطاعتك، ولا تذلنا بمعصيتك" [11]. معنى اسم الله العزيز هو. فصاحب الطاعة عزيز، وصاحب المعصية ذليل، ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده من حديث ابن عمر: "وجعل الذل والصغار على من خالف أمري" [12]. ثالثًا: سؤال الله تعالى، والتضرع إليه بهذا الاسم العزيز، روى الترمذي في سننه من حديث أنس - رضي الله عنه -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد من وجعي هذا، ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترًا" [13].
معنى اسم الله العزيز
وهذه المعاني الثلاثة للعزة ثابتة كلها للّه عز وجل، على أتم وجه وأكمله، وأبعده عن العدم والنقصان". وقال السعدي في "تفسير أسماء الله الحسنى": "(العزيز): الذي له العزة كلها، عزة القوة، وعزة الغلبة وعزة الامتناع. فمُمْتَنَع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة وخضعت لعظمته. فمعاني العزة الثلاث كلها كاملة لله العظيم: عزة القوة، الدال عليها من أسمائه (القوي المتين)، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات، وإن عظمت. وعزة الامتناع، فإنه هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد، ولا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضار النافع المعطي المانع. وعزة القهر والغلبة، لكل الكائنات، فهي كلها مقصورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته، فجميع نواصي المخلوقات بيده، لا يتحرك منها متحرك، ولا يتصرف متصرف، إلا بحوله وقوته وإذنه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا به". معنى اسم الله العزيز. "العزيز" اسم من أسماء الله تعالى الحسنى ، فهو سبحانه الذي لا يعجزه شيء، الشديد في انتقامه من أعدائه، الذي عزَّ على كل شيء فقهره وغلبه.. فذَلَّت لعزته الصعاب، ولانت لقوته الشدائد الصلاب، أعطى العزة لرسوله وللمؤمنين، فمن أراد العزة فليطلبها بطاعة الله، والتمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث تميم الداري - رضي الله عنه -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر". وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرًا الذل والصغار والجزية [16]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] البخاري برقم (٦٤١٠)، ومسلم برقم (٢٦٧٧). [2] برقم (٧٣٩٢). [3] تفسير القرطبي (2/131) نقلًا عن كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى
[4] تفسير ابن كثير (2/456) (3/6). [5] نزهة الأعين النواظر (434-435) نقلًا عن موسوعة نضرة النعيم ( 7/2821-2822). [6] النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، للنجدي (1/136). [7] انظر: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى (1/138). [8] شرح الأسماء (ص ١٩٦) نقلًا عن كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى (1/140). [9] مسند الإمام أحمد (18/105) برقم (11547) وقال محققوه: إسناده صحيح وأصله في الصحيحين.
الشيخ د. ياسر الدوسري الجمع الكامل لأروع تلاوات رمضان 1440هـ "أفضل الأعوام"
سورة البقرة- القارئ الشيخ: ياسر الدوسري (بدون أعلانات)
د. ياسر الدوسري في أجمل تلاوة لسورة الكهف كاملة من الحرم المكي بنقاوة عالية
سورة الرحمن و الواقعة والحديد و المجادلة للقارئ الشيخ ياسر الدوسري
سورة البقرة كاملة للشيخ د. ياسر الدوسري~طاردة الشياطين | Surat Al-Baqarah | Yasser Al-Dosari
ياسر الدوسري - البقرة | Yasser Al-Dosari - Al-Baqarah
ياسر الدوسري - الكهف | Yasser Al-Dosari - Al-Kahf
ليلة تملأها الروحانية بأمطار الرحمة د. المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم - ياسر الدوسري - طريق الإسلام. ياسر الدوسري يفيض إبداعًا - تراويح ليلة 28 رمضان 1440هـ كاملة
سورة النمل - ياسر الدوسري (كاملة)
ماذا ترك الشيخ ياسر الدوسري لرمضان من بعد هذا الابداع | عشائية عراقية سيخلدها التاريخ
"سورة هود" بتحبير خلاب يتغنّى غريد الحرم د. ياسر الدوسري بأجمل و أروع التلاوات
الدوسري جزء عم 30 كاملا Beautiful and Heart trembling Quran recitation
د. ياسر الدوسري يتجلى ويتغنى في تلاوة عظيمة ومميزة من سورة الكهف | ليلة 20 رمضان 1443هـ
القرآن الكريم كاملا بصوت الشيخ ياسر الدوسري 2- 3
حصريا اصدار أروع وأخشع التلاوات للشيخ ياسر الدوسري في الامارات من تراويح رمضان 1435 2014
30 دقيقة من الأداء الخيالي العجيب من الآسر د.
البقرة ياسر الدوسري
ياسر الدوسري مزيج مذهل بين الكرد والنهاوند
ياسر الدوسري سورة ق قراءة مبكية و مؤثرة
ليلة تأسر القلوب من الغريد الآسر د. ياسر الدوسري - من سورتي مريم و طه - تراويح ليلة ٢١رمضان١٤٤٣ه
ياسر الدوسري تلاوة خاشعة جميلة مبكية هادئة ورائعة جدا
{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} تلاوة خاشعة للشيخ د. ياسر الدوسري | ٢١-١١-١٤٣٨هـ
سورة البقرة ياسر الدوسري
استمع إلى الراديو المباشر الآن
ياسر الدوسري البقره كامله
شخصيات قد تهتم بمتابَعتها
تحميل سورة البقرة ياسر الدوسري
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الكعبة الإسلامية ولجميع المسلمين ©
يتصفح الموقع حاليا 1 العدد الكلي للزوار 13097936
تحميل سورة البقرة ياسر الدوسري Mp4
القرآن الكريم
علماء ودعاة
القراءات العشر
الشجرة العلمية
البث المباشر
شارك بملفاتك
Update Required
To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
التلاوات المتداولة