قد تتعرض أحياناً لمجموعة من الأعراض الجسدية التي يمكن أن تثير مشاعر الخوف والقلق في داخلك، حيث تكون هذا الأعراض مرتبطة بشكل عام بمرض خطير وقد تكون حالة طارئة تستدعي زيارة أقرب مركز طبي، ومن أبرز الأمثلة على هذه الأعراض خفقان القلب وتنميل اليد اليسرى للمريض. متى ما اجتمع هذان العرضان فإن أول ما يخطر على بال المريض هي الأمراض القلبية كالرجفان الأذيني، ولكن في الواقع هناك مجموعة متنوعة من الحالات المرضية التي يرافقها هذان العرضان بشكل شائع. نبحث في هذا المقال في أشيع الحالات التي يمكن أن تسبب خفقان القلب و تنميل اليد اليسرى وكيف يمكن التعامل مع مثل هذه الحالات. ما هو خفقان القلب؟
خفقان القلب هو الإحساس بأن القلب قد تخطى أحد نبضاته أو أضاف نبضة إضافية، فتشعر بأن القلب يقفز من مكانه أو ينبض بسرعة، ويصبح النبض محسوساً بشكل واضح في العنق، الحنجرة والصدر. بعض أنواع خفقان القلب غير خطرة أبداً وتزول تلقائياً دون الحاجة لأي علاج، ولكن في حالات أخرى قد يكون خفقان القلب مؤشراً على مشكلة جدية. ما هي أشيع أسباب خفقان القلب وتنميل اليد اليسرى معاً؟
هناك مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات التي تسبب خفقان في القلب مترافق مع تنميل في اليد اليسرى، منها ما هو خطير ويحتاج إلى عناية طبية عاجلة، بينما يمكن أن يكون السبب بسيطاً ولا يحتاج إلى أي علاج دوائي.
اضطراب الشوارد
هناك مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على نسب الشوارد في الجسم من بوتاسيوم، كالسيوم ومغنيسيوم. وهي من الأسباب المحتملة لخفقان القلب وتنميل اليد اليسرى، ويجب دائماً التفكير فيها وعدم إهمالها كسبب للحالة. فرط البوتاسيوم
وهو حالة طبية يكون فيها معدل البوتاسيوم في الدم أعلى من الحد الأقصى الطبيعي، يعمل البوتاسيوم كعنصر أساسي في وظيفة الأعصاب والخلايا العضلية بما فيها خلايا عضلة القلب. معدل البوتاسيوم الطبيعي في الدم يمتد من 3. 6-5. 2 ميلليمول/الليتر، وتترافق هذه الحالة بخفقان القلب وتنميل اليد بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض مثل:
التعب العضلي. الضعف والإرهاق. شلل العضلات. اضطراب النظم. الغثيان. تعالج هذه الحالة إذا ما ترافقت بتبدلات في تخطيط القلب باللجوء إلى جلوكانات الكالسيوم الوريدية. نقص الكالسيوم
يعد الكالسيوم من العناصر الحيوية الهامة في الجسم لبناء عظام قوية والحفاظ على وظيفة سليمة لعضلة القلب وباقي عضلات الجسم، فهو يلعب دور هام النقل العصبي والتقلصات العضلية. ويترافق النقص في نسب الكالسيوم الطبيعية في الجسم بخفقان في القلب وتنميل اليدين ومجموعة من الأعراض المتنوعة مثل:
فقدان الذاكرة وعدم التركيز.
من الممكن أن يكون التنميل نتيجة الإصابة بداء السكري الذي يؤثر على الأعصاب الطرفية. الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي أو النفق المرفقي. قد يشير التنميل إلى احتمالية الإصابة بأمراض الدماغ والجهاز العصبي والسكتات الدماغية. كأثر جانبي لبعض العلاجات والأدوية، مثل العلاج الكيميائي أو أدوية نقص المناعة البشرية. الإصابة بمرض التصلب المتعدد. أحد أعراض الإصابة بالنوبة القلبية. بسبب التهاب الأوعية الدموية أو تضخمها. وجود نقص في فيتامين B12. عدو وصول الدم إلى الأطراف والأوعية. حدوث كسر في عظام الذراع. نتيجة للسعات ولدغات الحشرات. وجود خلل في الغدة الدرقية. الإفراط في تناول الكحول. انخفاض مستويات الكالسيوم أو البوتاسيوم أو الصوديوم في الجسم. تصلب الشرايين. قد يكون بسبب قضمة الصقيع التي تصيب الأطراف في الشتاء. خفقان القلب وتنميل اليد اليسرى
في حال لم يتوقف تنميل اليد اليسرى من تلقاء نفسه وبصورة طبيعية، وترافق مع حدوثه المتكرر بعض الأعراض، هنا يجب عليكم أن تذهبون فورا إلى الطبيب المختص، ولذلك تعرفوا على هذه الأعراض، والتي قد تكون مدعاة للقلق أو تحتاج منكم متابعة حالتكم الصحية وزيارة الطبيب المختص، خاصة مع استمرارها، وهي:
عند وجود ألم في الصدر وكأن هناك ضغط على هذه المنطقة.
كذلك يجب البعد عن التوتر الزائد، والانفعال، وإذا ثمة مشكلة نفسية مثل الخوف المرضي أو الرهاب يجب زيارة الطبيب النفسي؛ لعمل جلسات تحليل نفسي، لإخراج ما بداخل النفس من ترسبات الماضي، ومشاكل الحاضر، وممارسة قدر من الرياضة خصوصا المشي، والاعتدال في كل شيء، وتغذية النفس كما نغذي الروح من خلال المصالحة مع النفس، والصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والسماع للترتيل في السيرة وفي البيت كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويعمل على توقف تلك النبضات الزائدة -إن شاء الله-. وليس للألم في اليد اليسرى علاقة بالقلب، ولكن في الغالب نقص فيتامين (د) وفيتامين (ب) المركب، ولعلاج تلك المشكلة يمكن تناول كبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا، وكبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة أسبوع، مع عمل مساج بالثلج مرة وبالماء الساخن على العضلات مرة أخرى في اليوم، مع التدليك الخفيف فهذا أفضل، مع الحرص على تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة كل أسبوع لمدة شهرين، وشرب الحليب، وتناول منتجات الألبان. ويمكن لتغذية الأعصاب أخذ جرعات من حقن neurobion في العضل يوم بعد يوم عدد 6 حقن، مع ضرورة تنظيم النوم، وأخذ قسط من الراحة خصوصا في القيلولة، والنوم الكافي ليلا ما لا يقل عن 6 ساعات، والحرص على التغذية الجيدة، وسوف يمن الله عليك بالشفاء -إن شاء الله-.
تاريخ النشر: 2015-08-16 04:25:59
المجيب: د. عطية إبراهيم محمد
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على جهودكم.
اتبع أسلوب حياة رياضي ونظام غذائي صحي. حاول الحفاظ على ضغط دم ومستوى كوليسترول طبيعي في جسمك.
تاريخ النشر: 2009-09-29 13:08:13
المجيب: د. محمد حمودة
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله. أشعر بعض الأحيان بتسارع دقات قلبي، وأحياناً العكس أشعر بتباطئها، وبعض الأحيان أشعر بتنميل في يدي اليسرى ولا أستطيع تحريكها، أغلب هذه الأعراض أشعر بها عندما أستيقظ من النوم، وأشعر بتسارع دقات قلبي عند أقل مجهود، وأحياناً أشعر بضيق في التنفس ويصاحبه دوار، وبعض الأحيان هذه الأعراض لا تجعلني أنام وقد أستيقظ من النوم بسبب قلبي، فهل حالتي خطرة ويجب علي أن أذهب للدكتور بأسرع وقت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ F. a حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكثير من الناس يشكون من تنميل في اليد في الصباح، وهذا ناجم عن انضغاط العصب الأوسط في منطقة الرسغ بسبب وضعيات معينة أثناء النوم، وهذا لا يسبب أي مشكلة مرضية إلا إذا استمر التنميل لفترة بعد الاستيقاظ، أو أن يكون خلال النهار وفي أوقات كثيرة عندها يجب عمل تخطيط للأعصاب في منطقة رسغ اليد، وإن كان هناك ضغط على العصب فالعلاج يكون بوضع مثبت لليد وإعطاء المسكنات، وأحياناً إبرة كورتيزون في اليد. أما بالنسبة للإحساس بالخفقان وبضيق النفس مع الجهد فهذا ليس بطبيعي، ففي مثل سنك فإن مثل هذه الأعراض يجب تقصي الحالة ومعرفة السبب؛ لأن السبب قد يكون فقرا في الدم، وفي بعض الأحيان قد يكون السبب ترهلا في الصمام التاجي إن ترافقت هذه الأعراض مع آلام في الصدر، وأحياناً يكون الخفقان بسبب زيادة في نشاط الغدة الدرقية.
وإذا تحدثنا عن المغضوب عليهم عند الله بشكل عام فتقول أنهم أشخاص علموا بكتاب الله وشهدوا الرسل والأنبياء ولكنهم اتبعوا اهوائهم مثلما فعل إبليس عندما خالف أمر الله ورفض السجود لسيدنا آدم بعد أن جعله الله خليفة في الأرض حيث عارض ابليس مشيئة الله وظن انه يعلم اكثر من ما يعلم الله وكانت نتيجة ذلك ان الله لعنة وغضب عليه حتي يوم الدين. من هم المغضوب عليهم والضالين في سورة الفاتحة؟ عندما نقرأ سورة الفاتحة نقف عند المغضوب عليه والضالين ونعتقد أنه لا يوجد فرق بينهما، ولكن عندما نتعمق في القراءة والتفسير نجد فرق كبير بينهم، وسوف نوضحه لكم المغضوب عليهم هم اليهود. وهم من اختصوا باللعنة من عند الله وغضب عليهم وذلك لخبثهم ومكرهم كما أنهم أشد كفرا من النصارى ويحبون الفساد ويسعون إليه ويرغبون في أن تشيع الفاحشة في جميع البلاد. وأخيراً فإنّ من أسباب تسميه ووصف اليهود بالمغضوب عليهم هو علمهم بالحق والإيمان ومع ذلك فسدوا وكفروا بكافة الأنبياء الذين أرسلها الله لهداية الناس. والضالين هم النصارى الذين كفروا بسيدنا محمد فقط وآمنوا بكافة الأنبياء الآخرين وخاصة عيسى عليه السلام، ووصف النصارى بالغالين لأنهم كانوا جهله لا يعلمون الحق لذلك لم يغضب الله عليهم ولكنه وصفهم بالضلال لانهم لم يؤمنوا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى تحقيق د
أولا: من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى حسب سورة الفاتحة عندما نقرأ القرآن الكريم نقرأ الكثير من الآيات التي تتحدث عن غضب الله من بعض العباد وخاصة العباد الذي أكثروا من فعل الذنوب والمعاصي. فوعدهم الله في كتابه بعذاب شديد وغضب دائم من الله تعالى، وسوف نوضح لكم في هذا المقال من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى بشكل عام والمغضوب عليهم في سورة الفاتحة بشكل خاص. ويتمثل المغضوب عليهم عند الله في سورة الفاتحة هم اليهود وذلك بحسب أقوال العلماء والمفسرين، ففي قوله تعالى "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم"، فهنا نرى أن الله تعالى آمر سيدنا محمد أن يطلب من أمته أن تسأل الله الهداية للطريق الصواب ويحشرهم في جنة الخلد مع الأنبياء والصديقين، واختلفت الأقوال بشأن الذي أنعمت عليهم حيث تسأل العباد عمن هم الذين أنعم الله عليهم وهناك من قال المؤمنين ومن قال المسلمين. أما قوله " غير المغضوب عليهم" ويقصد هنا أن الله سوف ينجي كافة المؤمنين من العذاب، وإذا تسألت عن من هم المغضوب عليهم فيقال أنهم اليهود حيث تبرهن العديد من الأدلة في القرآن والسنة أن الله غضب من اليهود ولعنهم وسخطهم وذلك لما ارتكبوه من معاصي ومخالفة لأوامر الله.
من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى وكالة الأنباء
(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ) أي: اهدنا ودلنا على الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم (غير) صراط (المغضوب عليهم) الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم و (لا) صراط (الضالين) الذين تركوا الحق على جهل وضلالة كالنصارى ونحوهم. • المغضوب عليهم: هم اليهود، والضالون: هم النصارى، كما في الحديث من قوله -صلى الله عليه وسلم- (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) رواه الترمذي. • ينبغي على المسلم أن يحذر من سلوك طريق اليهود والنصارى، لأن الله حذر منهما، فيجب على المسلم أن يحذر كل الحذر. قال ابن تيمية رحمه الله: ولما أمرنا الله سبحانه وتعالى، أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين، كان ذلك مما يبين أن العبد يخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين، وقد وقع ذلك كما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: لتسلكن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ وهو حديث صحيح. • ومن الأمور التي وقعت فيها ناس من هذه الأمة مشابهة لليهود والنصارى: كتم العلم، والبخل بالعلم والمال، وقسوة القلب (ولا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) وغيرها كثير.
من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى بالعافية
[ ص: 70] ومن النعم أن يحس بإشراق النفس وإخلاص القلب ، والاتجاه إلى الله تعالى ، وأن يكون مستقيم الفكر ، نير المدارك ، ولا يضل ، بل يهتدي بما أنعم ، ومن النعم نعمة الإخلاص في القول والصدق فيه ، وأن يعمل العمل ، لا يعمله إلا لله ، وأن يراقب الله في سره وجهره وعمله ، حتى يصدق عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب الشيء لا يحبه إلا لله ". إذا كان المؤمن كذلك يكون ممن هداه الله إلى صراط الذين أنعم عليهم ، كما قال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. غير المغضوب عليهم ولا الضالين المغضوب عليهم هم الذين ينزل عليهم غضب الله ، ووراء غضبه عذابه إلا أن يتغمدهم الله برحمته فيتوبوا ، والتوبة تجب ما قبلها ، وبذلك لا يكونون من المغضوب عليهم ، بل ينخلعون منهم ، وإنما الأعمال بخواتيمها ، وإنما المغضوب عليهم هم من انتهوا إلى ألا يتوبوا ، وألا ينتهوا عما يوجب غضب الله تعالى. والذين ينطبق عليهم غضب الله تعالى لدوام شرهم ، وبقاء فسادهم حتى يلقوا ربهم ، وهم على هذه الحال - الكافرون سواء أكانوا وثنيين ، وكثير ما هم في الماضي والحاضر ، أم كانوا من الذين أوتوا الكتاب كاليهود - لعنهم الله - ونصارى بولس الذين يعبدون المسيح ، وهو بريء منهم ، هؤلاء هم المغضوب عليهم ولا ريب في نزول غضب الله تعالى بهم إلى يوم القيامة (غضب الله عليهم.
من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى وان أطعتموهم
أي: ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئًا من ذلك المذكور، من الخلق والرزق والإماتة والإحياء، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرًا عليهم بقوله: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. والآيات بنحو هذا كثيرة جدًا. ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع: أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك
والضالون قال بعض العلماء إنهم النصارى لقوله تعالى: قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ، وإنه لينطبق عليهم بلا ريب [ ص: 71] وصف الضالين; لأنهم عند تخليهم عن مبادئ المسيح أضلهم بولس وأشباهه ، فضلوا ، ثم أضلوا غيرهم من بعدهم ، وكفروا بما جاء به المسيح ، وضلوا ضلالا بعيدا ، وكفروا ، ولا يزالون يتيهون في أوهامهم ، كما توهموا وأوهموا فيما سموه رؤية العذراء ، وكذبوا وافتروا ، وحاولوا الإضلال كثيرا. ومع انطباق الضلال والتضليل عليهم أولى بهم ثم أولى أن يكونوا ممن غضب الله تعالى عليهم ، فغضب الله تعالى يحيط بهم من كل جانب; ولذلك نرى أن يدخلوا فيمن غضب الله تعالى عليه ، ويصح أن نقول: إن فيهم الأمرين ، فهم مغضوب عليهم وهم يضلون ، ويضلون كثيرا إلى اليوم كما رأيت في أمر العذراء. والضالون كما تدل الآية الكريمة هم الذين في حيرة من أمر اعتقادهم ، لا يهتدون إلى عقيدة يطمئنون إليها ويستقرون عليها ، وليسوا مع هؤلاء ولا هؤلاء.. ولقد قيل إنهم المنافقون الذين ينطبق عليهم ذلك الوصف ، وتلك الحال المضطربة. ولقد يكون ذلك من ناحية حالهم قريبا في ذاته; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفهم بالاضطراب والحيرة ، فقال - صلى الله عليه وسلم - " مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين ، إلى أيهما تذهب " ، فالمنافق ضال حائر ، لا يستقر على قرار ، ولا يطمئن إلى إيمان أو كفر ، والمنافقون كما وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
وهم أيضا موضع غضب الله تعالى; لأنهم كفار كإخوانهم المغضوب عليهم ، ولكنهم اختصوا بأنهم ليس لهم اعتقاد ، فالمشركون لهم اعتقاد باطل ، وكذلك النصارى واليهود يعتقدون اعتقادا باطلا ليس لهم سلطان ولا حجة في اعتقادهم.