وما أكثرَ الانتصارات العلمية الخاوية في طروحات هذه الأيامِ، جهلا واندفاعا، وطمعا واشتهارا، حتى إنَّ المحقق أو المدقق إذا نفضها، تعرت وليس عليها دهانٌ لطيف، أو حجابٌ رهيف..! كما قال الفالي الأندلسي رحمه الله: لقد هزُلت حتى بدا من هزالها... كلُاها وحتى سامَها كلُّ مفلسِ...! ٥- الفهمُ السقيم:
كما صدرّه الحكيمُ في شعره، وباعثه قلة بضاعة، أو محدودية فكر، أو تطاول منعدم، أو ضحالة غير معالجة... فقال:
وكم من عائبٍ قولًا صحيحا... وآفتهُ من الفهمِ السقيمِ
ولكنْ تأخذُ الآذانُ منه... على قدر القرائح والفهومِ
وعليه ينبغي التريثُ والتروي، والتعلم والتضلع، حتى يرتقي الذهن، ويتسع العلم، ويصقل الفهم، ثم يأتي الردود والتعقبات في مواعيدها ومظانها وبلا ترقب وحسبان...! لأن من أُغرم بها تورط، وحُرم بركات العلم والفقه. شرح: وكم من عائب قولا صحيحـا وآفــــتـــه مـن الفهـم السقيـم - YouTube. ولو سلمتِ الساحاتُ العلمية الفهم السقيم وصوره، لطابت الأفكار، وعظمت الطروحات، وجمُلت العلوم، وارتقى الحوار... ولكن هيهاتَ هيهات..! مادامَ ثمة ناقدٌ مسترزِقٌ... وملافظٌ حفَّت به وتصفقُ...! فاكسرْ يراعكَ فالفضاءُ معتّمٌ... ومخادعٌ في هامه تتعملقُ..! ٦- النيةُ المبيَّتة:
المنطويةُ على فسادٍ مقصود، أو إسقاطٍ مطلوب، أو تشكيك متعمد، وتهوين محدد...!
شرح: وكم من عائب قولا صحيحـا وآفــــتـــه مـن الفهـم السقيـم - Youtube
شرح: وكم من عائب قولا صحيحـا وآفــــتـــه مـن الفهـم السقيـم - YouTube
وكم من عائب قولا صحيحا...! حمزة بن فايع الفتحي
تتصاعدُ ألسنةٌ للنقدِ، والتعيير، والتعقبِ على بعض المنشور والمطروحِ والمعلوم، ظانةً أنّ قولَها الصوابُ، واستدراكَها الحق، وتنبيهها المفيد،،،، ولا تدقّق أو تمحص وتراجع...! بل تعتقد أنها على هدى ورشاد، وقد سلكت السَّداد، وما درت أنه لجهلٌ سريع، أو اندفاعٌ بلا ترو، يُوقعها المزالق، ويُنزلها المضاحك...! ومن ذلك، ودوافع هذا العيب النقدي ما يلي:
١- الاستعجالُ المندفع:
الخالي من الأناة، وتدقيق الكلام، وسبر أغواره، وقد قرأ مرةً أو مرتين، وطالع من طرفٍ خفي، أو قرئ عليه، فانبرى معلقا وناقدا، فاقدا للتروي والتمهل. وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم لأشجّ عبد القيس: «إنَّ فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة». وقد يكون حسَنَ المقصد، ولكنه يحب المشاركة على كل حال، أو التفاعل الثقافي بلا تركيز. والأخْيرُ الأحكمُ لهولاء، العلمُ قبل العمل، والصمتُ قبل المشاركة، وقد قيل:" تكلمْ بعلم، أو اسكت بحِلم ". وكم من عائب قولا صحيحا***وآفته من الفهم السقيم | خويطراتي. وقال المحققُ ابن القيم رحمه الله: "لا حكمةَ لجاهل ولا طائش ولا عجول". وقد صح في الحديث: (التأني من الله، والعجلة من الشيطان). وقال الإمامُ أبو حاتم البُستي رحمه الله: (والعَجِل.. يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويَحْمدُ قبل أن يجرِّب، ويذمُّ بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكِّر، ويمضي قبل أن يعزم، والعَجِل تصحبه النَّدامة، وتعتزله السَّلامة.
أبو الطيب المتنبي - وكم من عائب قولا صحيحا .. وآفته من الفهم السقيم ، ولكن... - حكم
٤- الانتصارُ العلمي: بحيث يَظنُّ أنه لقي عثرةً، أو افترس فريسة، أو نال صيدا ثمينًا، يسعد قلبه، ويجيب خاطره، ويحفظ له ذكرا علميا، أو مجدا فكريا..! لا سيما إذا كان المنتقَد عالما فذا، أو كاتبًا مشهورا، فيتجرأ سريعا وقد علته النشوة، وأخذته الزهوة، حبا للانتصار، ورغبةً في الظهور والتفاخر والتفاصح..! قال إبراهيمُ بن أدهم رحمه الله: ( مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ). أبو الطيب المتنبي - وكم من عائب قولا صحيحا .. وآفته من الفهم السقيم ، ولكن... - حكم. وعلّق الإمامُ الذهبي رحمه الله: عَلاَمَةُ المُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحبُّ شُهرَةً، وَلاَ يَشعُرُ بِهَا، أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ، لاَ يَحرَدُ وَلاَ يُبرِّئُ نَفْسَه، بَلْ يَعترِفُ، وَيَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهدَى إِلَيَّ عُيُوبِي، وَلاَ يَكُنْ مُعجَباً بِنَفْسِهِ ؛ لاَ يَشعرُ بِعُيُوبِهَا، بَلْ لاَ يَشعرُ أَنَّهُ لاَ يَشعرُ، فَإِنَّ هَذَا دَاءٌ مُزْمِنٌ ". وما أكثرَ الانتصارات العلمية الخاوية في طروحات هذه الأيامِ، جهلا واندفاعا، وطمعا واشتهارا، حتى إنَّ المحقق أو المدقق إذا نفضها، تعرت وليس عليها دهانٌ لطيف، أو حجابٌ رهيف..! كما قال الفالي الأندلسي رحمه الله: لقد هزُلت حتى بدا من هزالها... كلُاها وحتى سامَها كلُّ مفلسِ...!
وكانت العرب تكنِّي العجلة: أمَّ النَّدامات". ومن الاستعجال: التصدرُ قبل التأهل، والتمشيخُ قبلَ شهادة المشيخة، وإعمالُ الردود قبل الأصول، وبلوغ مراقي السعود... قال الإمامُ مالكٌ -رحمه الله-: "لَا يَنْبَغِي لرجل أَن يرى نَفسه أَهلا لشَيْء حَتَّى يسْأَل من كَانَ أعلم مِنْهُ، وَمَا أَفْتيت حَتَّى سَأَلت ربيعَة وَيحيى بن سعيد فأمراني بذلك وَلَو نهياني انْتَهَيْت". ٢- الجهلُ المتهور:
وهو شجرةُ الشرور، ومادةُ الكسور، يوقعُ صاحبَه المواجع، ويصليه المتاعب والمناكد، حيث يزين له لسانُه العَجِل، أو علمه المحدود، وثقافته الهشة، فيبدي عَنانه، ويُشْرِع سِنانه، فيَضِل الهدف، وينكشف المستور..! وقد قال علي بن أُبي طالب ضي الله عنه: "العلمُ نقطةٌ كثرها الجاهلون". فكم من جاهل كثّر الردود، وحرك الفهوم، وأقام الحشود، والمسألةُ أهونُ من ذلك كله. أو ُيطلب رأيه، فيستحي من قول " لا أدري"، أو أنه يصمت أو يعتذر، وقد اشتهر قول أُبي الدرداء -رضي الله عنه-: "من تركَ لا أَدري أُصيبت مقاتله". وكانت شعارا الفضلاء العلماء، ولَم تَعبهم أو تقلل من شأنهم..! وإذا سُئِلتَ بما جَهِلت فَلا تَكُن *** مُتَحاذِقاً مُتَسَرِّعاً بِجَوابِ
العِلمُ بَحرٌ لا نفادَ لِمائِهِ *** كَم قالَ لا أَدري أولوا الألبابِ
لا عِلمَ عِندي لَيسَ عَيبٌ قَولها *** العَيبُ أَن يُفتى بغير صوابِ
٣- السبقُ الإعلامي:
حرصا على تسجيل موقف، لا سيما والإعلامُ أخاذ، وآلاتُه جذابة، ورؤوسه وقادة، ترقبُ كلَّ صاعق وناعق، ولا تبالي بما تحت المرافق.
وكم من عائب قولا صحيحا***وآفته من الفهم السقيم | خويطراتي
ولكننا نلحظ هنا أنه فهم صحيح، أما أن آتي بفهم عجيب من عندي وأريد للنص أن يدعمه! فهذا الأمر العجاب. وليست المشكلة فقط في نص الوحي، وهو المهم دينيا، ولكن في أقوال العلماء والمفكرين عموما، بل في كلام عامة الناس في حياتهم الاجتماعية؛ فما ذنبي إن كان الفهم غير سليم، أو حُمِّل النص ما لا يحتمل؟! فمطلوب من الناس أن يدققوا، وأن يحسنوا الظن، وأن يحسنوا الفهم، وإلا أصبحت الحياة جحيما، وكأن أحدنا يسير في حقل ألغام جراء الاستنتاجات العجيبة لكل إنسان من هذه الأقوال. نسمع أحيانا في خصومة ما أن أحدهم يقول مثلا: "أنا سمعته يقول كذا"، فيقال له: "وما المشكلة؟"، فيجيب: "يعني كذا وكذا"، فيجاب: "وما أدراك أنه أراد كذا؟ ربما كذا وكذا" مما يحتمله النص من معان. ولذلك، لا بد أن يعذر بعضنا بعضا، ولا بد في علاقات الناس من حسن الظن غالبا، وإلا انقطعت علاقات الناس وشك كل واحد بالآخر، وأصبحت الحياة جحيما لا تطاق. يعيب بعض المنفلتين من عقال الدين على الإسلام أنه ضد الحرية، أو أنه لم ينصف المرأة، أو أنه إرهاب.. وهكذا. ومرة أخرى هو الفهم السقيم. فموضوع المرأة مثلا، يُحكم عليه من أحد نصوص الميراث "للذكر مثل حظ الأنثيين"، وينسى هؤلاء أو يتناسون أن النصوص اللاحقة تبين حقوقا متساوية للمرأة والرجل، وحقوقا للمرأة أكثر من الرجل، كل حسب موقعه وحسب حكمته سبحانه.
أبو الطيّب المتنبي (303هـ - 354هـ) (915م - 965م) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنه منهم. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ولقد قال الشعر صبياً، فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكراً.
شارك الكتاب مع الآخرين بيانات الكتاب العنوان في فقه المعاملات المالية والمصرفية المعاصرة قراءة جديدة المؤلف نزيه حماد عدد الأجزاء 1 عدد الأوراق 424 رقم الطبعة 1 بلد النشر سورية نوع الوعاء كتاب دار النشر دار القلم تاريخ النشر 1428هـ 2007 م المدينة دمشق
الوصف
مراجعات (0)
المراجعات لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يقيم "في فقه المعاملات المالية والمصرفية المعاصرة قراءة جديدة"
ص1037 - كتاب مجلة مجمع الفقه الإسلامي - بطاقات المعاملات المالية دراسة فقهية تحليلية مقابلة إعداد أ د عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان - المكتبة الشاملة
الحقول الإلزامية مشار إليها بـ * البريد الإلكتروني *
الاسم *
التعليق
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن!
من هو سعد الدين الهلالي ويكيبيديا، واحد من أبرز الشخصيات المصرية الذي أثار جدل واسع في جميع أنحاء الوطن العربي بسبب فكره المنحرف والشاذ، كان له رأي خاص بشأن مسلسل فاتن أمل حربي أغضب علماء الأزهر وغيرهم، وعبر موقع المرجع سنتناول معلومات عن سعد الدين الهلالي، وفتاويه، وأراء العلماء فيه، وكافة الأمور المتعلقة به. من هو سعد الدين الهلالي ويكيبيديا
إن سعد الدين الهلالي داعية وأكاديمي يحمل الجنسية المصرية، من مواليد محافظة المنصورة بجمهورية مصر العربية بتاريخ 1 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1954 ميلادي ويبلغ من العمر 68 عامًا، درس في كلية الشريعة والقانون وتم تعيينه كمعيد ومن ثم تدرج في الوظائف حتى حصل على درجة الأستاذية، تولى عدة مناصب في جامعة الأزهر حيث عمل كأستاذ في الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، وأيضًا أستاذ مساعد بالكلية نفسها، وعميد كلية الدراسات الإسلامية فرع دمياط وغيرها من المناصب الأكاديمية كما وكان عضو مهم في عدة لجان دينية، وأشرف وناقش على عدة رسائل ماجستير ودكتوراه. [1]
شاهد أيضًا: من هو الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
سعد الدين الهلالي السيرة الذاتية
استطاع سعد الدين الهلالي أن يثير الجدل الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أصدر عدة فتاوى تدل على فكره المنحرف، وأبرز المعلومات التي تتعلق بسيرته الذاتية ما يلي:
الاسم: سعد الدين مسعد أحمد حسن هلالي.