وصف المستشار القانوني الدكتور فواز بن فاحس العنزي؛ نظام تنفيذ الأحكام الإدارية بأنه نظام فريد من نوعه ويعد جزءًا أساسيًا ومهمًا في منظومة عمل محاكم ديوان المظالم السعودي فمن خلاله تحدد -وبشكل واضح- الطرق والوسائل القانونية التي تضمن تنفيذ الأحكام الإدارية الصادرة من ديوان المظالم. وقال "العنزي": تعد الموافقة الكريمة على هذا النظام قفزة كبيرة ونقلة نوعية في المسيرة العدلية السعودية طالما انتظرها أهل الاختصاص طويلاً وجاءت في الوقت المناسب لملء الفراغ التشريعي في هذا الخصوص ولاسيما أن الأحكام القضائية بشكل عام تعد من بين أهم السندات التنفيذية لأنها تمثل كلمة القانون في النزاع المطروح أمام القضاء فتنفيذها هو تنفيذ للقانون ومخالفتها هي مخالفة للقانون بشكل عام. وأضاف: كان هناك قصور واضح فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام الإدارية خصوصًا تلك الصادرة ضد الجهات الإدارية ولعل مرد ذلك يعود إلى عدة أسباب أهمها أن أموال الإدارة محاطة بسياج من الحماية القانونية التي تمنع حجزها أو امتلاكها بالتقادم، واستحالة اللجوء إلى الإكراه البدني في مواجهة الإدارة كونها شخصية معنوية اعتبارية لا طبيعية فمن غير المتصور إمكانية سجن الإدارة لحملها تنفيذ الأحكام الصادرة ضدها.
تنفيذ احكام القضاء الاداري - مكتبة نور
ولا يعتدّ بالتالي بمثل هذا الحجز لمجرّد أن المحجوز بين يديه ليس من فئة الغير بمفهوم الفصل 488 من قانون المسطرة المدنية. وتبقى الحلول التي اهتدى إليها القاضي الإداري لإجبار الإدارة على تنفيذ أحكامه محدودة لعدم اقترانها بآليات قانونية كفيلة بإجبار الإدارة على التنفيذ. وتفريعا عن ذلك، فإن أي مقاربة قانونية لإشكالية تنفيذ الأحكام الإدارية والحلول تقتضي أولا إزالة كل أشكال الشطط والتعسف المنافية للشرعية والقانون بالتزام الإدارة صحيح القانون في قراراتها وأعمالها الإدارية والمادية، وثانيا استحضار المرتكزات الدستورية لإشكالية تنفيذ الأحكام الإدارية باعتبارها مدخلا لأي معالجة تشريعية لاحقة:
– أن التنفيذ عملية قانونية وقضائية يستقل بها القضاء الإداري ويختص بها دون غيره ، ويحظر تدخل أي جهة كيفما كانت في إجراءاته. – أن التنفيذ يتضمن في طياته نهاية المنازعة القضائية الإدارية، وأن القاضي الإداري مدعو إلى السير بإجراءاته إلى نهايتها، تقيدا منه بقوة الشيء المقضي به. – خضوع الجميع إدارة ومواطنين لقوة الشيء المقضي به طبقا لمبدّأ المساواة أمام القانون والقضاء. – وجوب امثتال الإدارة بقوة القانون لقوة الشيء المقضي به، تحت طائلة إخضاعها لطرق التنفيذ الجبري المتوافقة مع طبيعتها.
تنفيذ الأحكام الإدارية بالمغرب: أحكام رائدة وأبواب دستورية | Legal Agenda
وفي الواقع لا قيمة للحماية القضائية بدون تحقق تنفيذ الأحكام النهائية، خاصّة منها الصادرة في مواجهة الهيئات العامة. ولا شكّ أن مرور ثلاث سنوات على المصادقة على الدستور الجديد لم يحُلْ دون تسجيل مواقف سلبية في حق الإدارة المطلوب التنفيذ ضدها وتفاوتها بين امتناعها الصريح عن التنفيذ وتراخيها فيه، مروراً بتنفيذها المنقوص لقوة الشيء المقضي به. وهكذا أصبحت ظاهرة عدم تنفيذ الأحكام الإدارية تستأهل حلولاً ناجعة ومكرسة لمبدأ احترام أحكام القضاء الإداري وضرورة تنفيذها، لا سيما في ظل تطوّر القيم والمبادئ الديمقراطية في الدولة القانونية التي تعتبر الإدارة مثلها مثل الأفراد ملتزمة بتنفيذ الأحكام المكتسبة لقوة الشيء المقضي به. وقد عزز القاضي الإداري دوره في مجال تنفيذ الأحكام الإدارية بناء على نظام وحدة القانون التي تقتضي تطبيق قواعد قانون المسطرة المدنية على الدعوى الإدارية من خلال مقاربة جديدة تعتمد القواعد العامة المتعلقة بالتنفيذ الجبري المسعفة في إجبار الإدارة على التنفيذ، ولاسيما الحجز على أموال الإدارة. وقد أفرزت مختلف التطبيقات القضائية الإدارية حرص القاضي الإداري على اعتماد وسيلة الحجز وفقاً لشروط معينة من أجل إرغام الإدارة التي لا يخشى إعسارها على تنفيذ الأحكام الصادرة ضدها.
وهكذا فإن الإدارة ملزمة قانونا ودستوريا بالخضوع إراديا وتلقائيا للقاعدة القانونية بمفهومها الواسع ما دام تفعيل مفهوم العدالة الإدارية يستند إلى إجبارية خضوع الإدارة تلقائيا وبحسن نية لمبدأ الشرعية الدستورية، ليس فقط سلبا، بالاستنكاف عن مخالفة ما قرره القضاء، بل كذلك إيجابا بالعمل على اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لتنفيذ قوة الشيء المقضي به.
[٦] ويمكن استنتاج محاور عقديّة، وأخرى دعويّة من هذه القصّة، وبيانها ما يأتي:
إثبات وترسيخ عقيدة البعث والنُشور. مشروعيّة الفرار بالدّين. القيام بالحقَّ، والجهر بكلمة التّوحيد، وإنكار العقيدة المنحرفة. سورة الكهف قراءة من المصحف الإلكتروني، مشروع المصحف. أهميّة الصُّحبة الصّالحة. التحذير من فتنة المال (قصّة صاحب الجنتين)
جاءت آيات هذه القصّة في سورة الكهف من الآية (32-44)، وتتحدث عن رجلين كانا يعيشان في قرية واحدة، كان أحدهما فقيراً ولكنه مؤمن بالله تقي راضٍ بما قسمه الله له، وكان الآخر غنيًا وهبه الله حديقتين كبيرتين، بهما كل ما تشتهي الأنفس من زروعٍ ونخلٍ وفاكهةٍ وأنهار، ولكنّه مُنكر لنعم الله -عزّ وجلَّ- عليه. وفي حوار بينهما؛ أصبح الغني يتباهى بما يملك وينسب الفضل لنفسه، ونهاه الفقير فلم ينتهي، حتى أرسل الله على جنته ما يفسدها فأصبحت خراباً، وظل يقلب كفيه نادماً أشد الندم على نكرانه لنعم الله عليه، وأصبح يتمنى لو أنفق ماله في رضا الله -عز وجل-، قال -تعالى-: ( وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها وَيَقولُ يا لَيتَني لَم أُشرِك بِرَبّي أَحَدًا). [٧] ويمكن استنتاج محاور عقديّة، وأخرى دعويّة من هذه القصّة، وبيانها ما يأتي:
معرفة حقيقة الدّنيا وأنها دار بلاء.
سورة الكهف قراءة من المصحف
معرفة أنَّ الغنى والفقر هما امتحان من الله -تعالى-. وجوب توجيه النُصح إلى الغافلين المفتُونين وإقامة الحجَّة عليهم. مشروعيَّة الدعاء بتلف مال من كان ماله سبب كفره. التحذير من فتنة إبليس (قصة آدم وإبليس)
قال -تعالى-: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) ، [٨] في الآية بيان لعداوة إبليس للإنسان. [٩] وفيها تحذير من اتخاذه وذريتِه أولياء من دون الله، فيذكر الله -تعالى- نبيه محمد حينَ أمَرْ الملائِكةَ بالسُّجودِ لآدَمَ سُجودَ تشريفٍ وتكريمٍ، فسجَدَ الملائكةُ جَميعًا إلَّا إبليسَ كان من الجِنِّ فخرج عن طاعةِ رَبِّه، ولم يَسجُدْ معهم كِبرًا وحَسَدًا. سورة الكهف من المصحف - ووردز. [٩]
التحذير من فتنة العلم والمال (قصّة موسى والعبد الصالح)
جاءت آيات هذه القصّة في سورة الكهف في الآيات الكريمة من (60-82)، وهي تروي أحداث مرافقة النبي موسى -عليه السلام- لعبد صالح آتاه الله العلم، فطلب موسى -عليه السلام- رفقته، فوافق بشرط ألا يسأل عما سيراه ورافقه موسى، ولكنَّه لم يصبر في ثلاث مواقف حدثت أمامه فسأل عنها، فتركه العبد الصالح بعد أن فسّر له الخير، الذي كان في الأفعال التي ظاهره شر.
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:3614، صحيح.