الثاني: ورود تناقض في بعض الأقوال
المنسوبة إلى شخص واحد، كما هو الحال عند « ابن
عبَّاس » و « قتادة » ،
مما يشير إلى أنَّ ثمة تدليسًا في رواية هؤلاء، إذ لا يمكن أن يقول أحدهم بـ « الزِّنا » مرة،
وبـ « المعصية أو « البذاءة » في
أخرى. الثالث: أن لفظ « الفاحشة
المبيَّنة » قد ورد في « القرآن
الكريم » في مواضعه الثَّلاثة
مختصٌّ بسمتين:
الأولى: أنَّها وردت منكَّرةً، ولم
تدخلها « ال التَّعريف » ،
في إشارة واضحة إلى أنَّ المراد بهما معنى آخر يختلف عمَّا ورد سابقًا من آيات جاءت
معرفة بـ « ـال » ،
وهو ما ذهب إليه « ابن عاشور » في « تحريره » ،
حيث رأى أنَّ « الفاحشة » في « القرآن » إذا
وردت نكرة فهي « المعصية » ،
وإذا وردت معرَّفة فهي « الزِّنا » ،
ونتَّفق معه في الأولى ونرجِّحها، ونختلف معه في الثَّانية على نحو ما قرَّرنا في
مقالنا السَّابق عن « الفاحشة
و « الزِّنا. الثَّانية: أنَّ لفظ « الفاحشة » قد
وردتْ متبوعةً بنعتٍ واضح الدَّلالة وهو قوله: « مبيَّنة » ،
في إشارةٍ أيضًا إلى أنَّها تختلف اختلافا تامًّا عن « الفاحشة » المعرَّفة
السَّابقة الذِّكر لها في أكثر من موضع. تفكر: الفرق بين الفاحشة و الفحشاء و الفواحش في القرآن الكريم. الرَّابع: أنَّ الله عزَّ وجل قد ذكر « الزِّنا » بلفظه
الصَّحيح في سورة « النُّور » ،
فلو كان المراد من هذه الألفاظ « الزِّنا » لصرَّح
بها في مواضعها، ولأضاف إليها صفة « التَّبيين » في
قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} « الإسراء32 ».
- تفكر: الفرق بين الفاحشة و الفحشاء و الفواحش في القرآن الكريم
- صحيفة تواصل الالكترونية
- هل الوفاة يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة؟.. «المصلح»: شرط واحد يحددها
- حساب بدء وانتهاء عدة الوفاة - إسلام ويب - مركز الفتوى
تفكر: الفرق بين الفاحشة و الفحشاء و الفواحش في القرآن الكريم
دليل المالكية والحنابلة: استدل مالك وأحمد بحديث جابر من عبد الله قال: «طلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا». دليل الشافعية: واستدل الشافعي بالآية الكريمة: {لا تخرجوهن من بيوتهن} بالنسبة للمطلقة رجعيا فلا تخرج ليلا ولا نهارا. واما المبتوتة فاستدل بحديث فاطمة بنت قيس فقد ورد في صحيح مسلم «أن فاطمة بنت قيس قالت يا رسول الله: زوجي طلقني ثلاثا وأخاف أن يقتحم علي قال: فأمرها فتحولت». وفي البخاري: عن عائشة «أن فاطمة بنت قيس كانت في مكان وحش فخيف على ناحيتها، فلذلك أرخص النبي صلى الله عليه وسلم لها». دليل الحنفية: واستدل أبو حنيفة بعموم قوله تعالى: {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} فقد حرمت على المطلقة أن تخرج ليلا أو نهارا، سواء كانت رجعية أم مبتوتة، وأما المتوفى عنها زوجها فتحتاج للخروج نهارا لقضاء حوائجها ولا تخرج ليلا لعدم الضرورة. قال الحنفية: ليس لها أن تخرج لأن السكنى حق للشرع مؤكد لا يسقط بالإذن حتى لو اختلعت على أن لا سكنى لها تبطل مؤنة السكنى عن الزوج، ويلزمها أن تكتري بيته، وأما أن يحل لها الخروج فلا.
فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم. قال: مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في)) [6831] رواه البخاري (6030). وقال الماوردي: (وما قدح في الأعراض من الكلام نوعان: أحدهما: ما قدح في عرض صاحبه ولم يتجاوزه إلى غيره، وذلك شيئان: الكذب وفحش القول. والثاني: ما تجاوزه إلى غيره، وذلك أربعة أشياء: الغِيبة والنَّمِيمَة والسعاية والسب بقذف أو شتم. وربما كان السب أنكاها للقلوب، وأبلغها أثرًا في النفوس. ولذلك زجر الله عنه بالحدِّ تغليظًا، وبالتفسيق تشديدًا وتصعيبًا. وقد يكون ذلك لأحد شيئين: إما انتقام يصدر عن سفه، أو بذاء يحدث عن لؤم. وقد روى أبو سلمة عن أبي هريرة أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن غر كريم [6832] غر كريم: أي ليس بذي نكر، فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الخب. ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (3/354). ، والفاجر خب لئيم [6833] الخب: الخداع، وهو الجربز الذي يسعى بين الناس بالفساد. ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/4). ) [6834] رواه أبو داود (4790)، والترمذي (1964)، وأحمد (2/394) (9107).
كما أن صلاة الفجر جماعة يوم الجمعة هي خير صلاة يصيبها المسلم في أسبوعه، قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة). ساعة استجابة في يوم الجمعة
ولعظيم قداسة هذا اليوم جعل الله تعالى فيه ساعة استجابة لا يُرد فيها سائل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه)، وكان صيام هذا اليوم منفرداً مكروهاً دون صيام يوم قبله أو بعده، وأن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة لقوله صلى الله عليه وسلم: (من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِيَ فتنة القبر). سنن وآداب يستحب القيام بها يوم الجمعة
لذلك كان ليوم الجمعة سنن وآداب يستحب القيام بها، ومنها:
الاغتسال يوم الجمعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل). حساب بدء وانتهاء عدة الوفاة - إسلام ويب - مركز الفتوى. التطيب والتسوّك ولبس أحسن الثياب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غُسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه). التبكير إلى الصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهِّجر (أي المبكر) كمثل الذي يهدي بدنه، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة، ثم بيضة).
صحيفة تواصل الالكترونية
قال الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم إن حسن الخاتمة لا تتعلق بالوفاة يوم الجمعة لكنها تتعلق بالعمل الصالح فقط، وليس للزمان والمكان أثر في ذلك. وأضاف المصلح عبر مقطع مصور نشره على صفحته الرسمية على موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة أن حسن الخاتمة تتعلق بالعمل الصالح وليس للزمان والمكان أثر في ذلك إلا أن يكون المتوفي قصد خير في مكان أو مات متلبسًا بطاعة وإحسان. وأوضح أن الزمان في ذاته ليس فيه دلالة على حسن الخاتمة وما جاء من أن الموت يوم الجمعة يقي صاحبه فتنة القبر، فهذا ليس بصحيح ولا دليل عليه وإن كان صحيحًا عند بعض أهل العلم، ثم إن حسن الخاتمة تحدث لمن آمن وحسن عمله وهذا سبب. صحيفة تواصل الالكترونية. أما إذا وجد ما يمنع الإنسان مثل فسوق أو عصيان أو وجود ما يوجب العقوبة في القبر فإنه قد وجد السبب، لافتًا إلى أنه لم يثبت للموت يوم الجمعة فضيلة وهو شيء لا يختاره الإنسان. تبريكات يوم الجمعة وكان المصلح قال إنه لا حرج من تقديم التبريكات والتحايا يوم الجمعة مثل جملة «جمعة مباركة» وغيرها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن ذلك ما جرى عليه العرف والعادات. وأضاف الشيخ المصلح خلال استضافته في برنامج «يستفتونك» المذاع على قناة «الرسالة، أن بعض أهل العلم قال إن التهاني بالأعوام والشهور والأيام هو من العادات التي وسعت فيها الشريعة وجرت بها ألسنة الناس، إضافة إلى أن من يقولها لا يفعل ذلك باعتبارها سنة أو تعبدًا.
هل الوفاة يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة؟.. «المصلح»: شرط واحد يحددها
وكأن الخبر الذي ورد في فضل الموت يوم الجمعة لم يصح عند البخاري ، فاقتصر على ما وافق شرطه ، وأشار إلى ترجيحه على غيره. والحديث الذي أشار إليه [ يعني: ابن الْمُنَيِّر] أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- مرفوعًا: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" ، وفي إسناده ضعف ، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس –رضي الله عنه- نحوه وإسناده أضعف. اهـ. هل الوفاة يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة؟.. «المصلح»: شرط واحد يحددها. وقال العيني في "عمدة القاري" ( 8 / 218): أي: هذا باب في بيان فضل الموت يوم الإثنين. فإن قلت: ليس لأحد اختيار في تعيين وقت الموت ، فما وجه هذا ؟ قلت: له مدخل في التسبب في حصوله ؛ بأن يرغب إلى الله لقصد التبرك ، فإن أجيب فخير حصل ، وإلا يثاب على اعتقاده. اهـ. وقال عن مناسبة الحديث للترجمة: (مطابقته للترجمة: من حيث إن النبي – صلى الله عليه وسلم- كانت وفاته يوم الإثنين ، فمن مات يوم الإثنين يرجى له الخير لموافقة يوم وفاته يوم وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم- ، فظهرت له مزيّة على غيره من الأيام بهذا الاعتبار... ). ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- الذي ذكره ابن حجر ، ثم قال: (فلذلك لم يذكره البخاري فاقتصر على ما وافق شرطه).
حساب بدء وانتهاء عدة الوفاة - إسلام ويب - مركز الفتوى
خلق الله تعالى الليل والنهار وجعل الأيام، وميّز من هذه الأيام يوم الجمعة فجعله يوم عيد للمسلمين يتكرر كل أسبوع، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل هذا اليوم بقوله: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة)، فهو سيد الأيام وأعظمها، وفيما يلي مجموعة أحاديث نبوية شريفة عن فضائل يوم الجمعة وأهميته. قال صلى الله عليه وسلم: (إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خِلال: خلق الله فيه آدم، وأهبَطَ الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئاً إلا أعطاه، ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من مَلَكٍ مقرّبٍ ولا سماءٍ ولا أرضٍ ولا رياحٍ ولا جبالٍ ولا بحرٍ إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة). من فضائل يوم الجمعة
ومن فضائل هذا اليوم أن الله تعالى يكفر فيه السيئات، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طُهر، ويَدّهِنُ من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)، وفيه صلاة الجمعة وهي أفضل الصلوات، قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون".
قال الدارقطني: (تفرد به معاوية بن سعيد ، عن أبي قبيل). وسنده ضعيف ؛ فيه معاوية بن سعيد التجيبي ولم يوثق من إمام معتبر ، وإنما ذكره البخاري في (تاريخه 7 / 334 رقم 1441) ، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 8/384 رقم 1755)، وسكتا عنه ، وذكره ابن حبان في (الثقات 9/166) وقال: (من أهل مصر يروي المقاطيع)، ولذا قال عنه ابن حجر في (التقريب 6757): (مقبول). وروي موقوفًا على عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-: أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر ص 157) من طريق ابن وهب ؛ أخبرني ابن لهيعة ، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي: أن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- كان يقول: من توفي يوم الجمعة _ أو ليلة الجمعة _ وُقي الفتان. وأما حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه-: فأخرجه أبو يعلى (4113) _ ومن طريقه ابن عدي في "الكامل ص 7/ 92) _ من طريق عبد الله بن جعفر ، عن واقد بن سلامة ، عن يزيد بن أبان الرقاشي ، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر". وسنده ضعيف جدًّا ؛ فيه يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف كما في "التقريب ص 7683). والراوي عنه واقد _ ويقال: وافد ( بالفاء) _ ابن سلامة وهو ضعيف أيضًا.