فالعدل يشمل القيام بكل ما فرضه الله تعالى، سواء كان من حقوقه أو حقوق عباده، كما قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: إِن اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ، (النحل: 90). قال ابن عطية: العدل هو كل مفروض، من عقائد وشرائع في أداء الأمانات، وترك الظلم والإنصاف، وإعطاء الحق، فالعدل من أهم ما يجعل الله لأهله مخرجا من الضنك والحرج، وهو ضد الظلم الذي يؤهل أهله لغضب الله وانتقامه في الدنيا والآخرة ويكون سببا في غلق المخارج من الفتن والمصائب، كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِن أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ، (هود: 102).
جريدة الرياض | اعدلوا هو أقرب للتقوى
[٤] [٥]
وجاء في تفسير الطّبري: قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا} ، أي: يا أيها المؤمنون!
نواصل اليوم السادس من شهر رمضان سلسلة آية و5 تفسيرات، ونتوقف عند الجزء السادس، ونختار معا الآية رقم ثمانية من سورة المائدة والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". تفسير الطبرى
القول فى تأويل قوله عز ذكره: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا"
قال أبو جعفر: يعنى بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا بالله وبرسوله محمد، ليكن من أخلاقكم وصفاتكم القيامُ لله شهداء بالعدل فى أوليائكم وأعدائكم، ولا تجوروا فى أحكامكم وأفعالكم فتجاوزوا ما حددت لكم فى أعدائكم لعدواتهم لكم، ولا تقصِّروا فيما حددت لكم من أحكامى وحدودى فى أوليائكم لولايتهم لكم، (193) ولكن انتهوا فى جميعهم إلى حدِّي، واعملوا فيه بأمري. وأما قوله: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا " فإنه يقول: ولا يحملنكم عداوةُ قوم على ألا تعدلوا فى حكمكم فيهم وسيرتكم بينهم، فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم وبينهم من العداوة.
وعندما انتقلت قوة
القبائل وشوكتها إلى الأمصار وانتقل جلّ شبابها مع الفاتحين، لم يبق في بادية
الحجاز غير أولئك الذين لم يستطيعوا ترك بلادهم وأهلهم. وقد تأثروا بالإسلام
وطُبعت حياتهم الجديدة بشيء غير قليل من التغيُّر؛ فعبروا عنه بالزهد في الحياة
وملذاتها، ووجدوا في الشعر تعويضًا عن مطامح الدنيا التي لم يستطيعوا مواجهتها،
كما وجدوا قبولاً لدى الناس لهذا الفن، عوَّضهم عمَّا فقدوه في واقعهم الاجتماعي. عناصر الشعر العذري
وأصبح للشعر العذري عناصر مشتركة حافظ عليها الشعراء ولم يتخلوا
عنها، وهي وصف حدة الهجران والحرمان، ومعاناة الصبر، وتأجج نار الحب، واحترام
العلاقة بين العاشقين، والأخذ بالعفة والرضى بالعلاقة الطاهرة. من روائع الغزل في الشعر الحساني(نماذج) | الجواهر. وإذا كان الغزل
العذري استجابة لظروف بيئية، واتبَّاعًا لعادات وأعراف اجتماعية ساعدت على نموه في
نفوس الناس؛ فإنه قد اتخذ العاطفة الصادقة سبيلاً لشرح العلاقة بالطرف الآخر،
فقويت بواعثه في نفوس بعض الشعراء حتى أثمرت العلاقة الطاهرة التي تستجيب لفطرة
الإنسان وتحترمها. مظاهر الحب العذري
ولا يتخذ الغزل العذري مظهرًا واحدًا عند المحبين جميعًا، فهو هادئ
عند بعضهم، ثائر عند آخرين، يلامس بعض النفوس فتقوى لديها عاطفة الحب حتى تستبد
بالشاعر، فيصف لواعج الحب ولهيب الجوى الذي يكتوي به قلبه، وهو عنها راضٍ ليعيش في
حب دائم لا ينقطع، وإن انقطعت أسبابه من الطرف الآخر، حتى يصير شعره أنينًا
وتضرُّعًا، ولكنه لا يجد راحة ولا ييأس من وصْل المعشوقة على كل حال.
من روائع الغزل في الشعر الحساني(نماذج) | الجواهر
2- و أقر بعضها و شجعه و دعا إليه. 3- وسما ببعضها الآخر فعاد بالنفع على الدين و الناس " (1)
فكان الموقف النبوي من القيم السائدة مبنيا على ثلاث: التحريم, و الإقرار, والإعلاء مع مراعاة التدرج في إحداث النقلة الأخلاقية المطلوبة, و تمكين النفوس من التشرب المطمئن لهذه القيم في صيغتها الاسلامية الجديدة! ومن يتصفح كتب السيرة يشعر أنه أمام رحلة مضنية في سبيل تثبيت القيم الإيجابية, وتخليص النفوس من درن القيم الجاهلية المنفرة من خلال الحرص على وصل البناء القيمي بالمنبع الرباني مصداقا لقوله تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". وبما أن المقال قد لا يتضح إلا بالمثال, فسنعرض في الأسطر الآتية شواهد لهذا النهج النبوي الفريد. لقد بُعث المصطفى صلى الله عليه وسلم في بيئة تحفل بنماذج اللامساواة, بيئة يقوم نظامها الاجتماعي على مبدأ القوة, و تعتمد في موارد عيشها على التجارة و السلب و الإغارة. فكان من الطبيعي أن تنشأ طبقة العبيد و الأرقاء, و تُسن أعراف و تقاليد تُنزل العبد منزلة الدابة, لا بل أسوأ من الدابة نفسها! كما كان التفاخر بالأحساب و الانساب باعثا على الانحياز للظالم مادام من ذوي القربى, و اعتبار الذوبان في ذات القبيلة شرفا وعزا حتى و إن كان ديدنها الجور و البطش و أكل القوي للضعيف.
(عن كتاب القصيدة للدكتور عباس الجراري). وإذا عدنا إلى العنوان السابق:
الشيخ العلمي، يتغزل على غير مألوف شعراء الملحون في العشاقيات، لاحظنا أن هذا الغرض الشعري ضمن أغراض قصائده التي حواها ديوانه بين دفتيه، تنحو نحوا آخر، وتتميز بمواصفات، أشار إلى بعضها الدكتور عباس الجراري في المقدمة التي قدم بها ديوان العلمي: «مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية». نعم، فهناك عدة أسئلة يثيرها الحديث عن هذا الموضوع بالذات، منها ما قد أجابت عنه هذه المقدمة، بتفصيل ومنها ما ظل مسكوتا عنه من قبيل الرمزية الصوفية في شعر سيدي قدور العلمي – رحمه الله – ؛
نعم، ففي هذا النطاق، يقول الأستاذ الجليل، الدكتور عباس الجراري ما نصه «… إذا نحن نظرنا في شعر العلمي، فإننا سنجده يسير في اتجاهين اثنين من التنبيه إلى أننا سنتعمد التوسع بعض الشيء في تحليلهما، لتقريبهما إلى القارئ الذي قد يرى فيهما بعض التناقض:
الإتجاه الأول: ذاتي، يتمثل في غزله وتوسلاته.