ظل يبحث طويلا حتى وجد ضالته في الليل. " نعم، إنه الليل"، ولا شيء آخر سواه يمكنه أن يقدم رؤية جديدة لانطباعاته حول الضوء وانعكاساته في الظلام. كانت الظلمة المتوهجة بنور النجوم والأضواء المحيطة بها تشكل لوحة فنية مرسومة بألوان متمازجة وثرية؛ ولذا كتب فان جوخ إلى أخيه ثيو قائلا:" الليل أكثر حيوية، وأكثر ثراء من النهار"، ففي الليل فسحة للتأمل في الطبيعة الغارقة في سدفة الظلام. كان عليه أن يفرغ القلق الذي يعتريه والحيرة التي تساوره في تلك المشاهد المترعة بالسكينة المتشظية والهدوء المضطرب، فإذا به يرسم ثلاث لوحات تعد من أهم أعماله الفنية وهي:" ليلة مرصعة بالنجوم على نهر الرون "، و" ليلة مضيئة بالنجوم" و" شرفة مقهى في الليل". تنفتح لوحة (ليلة مرصعة بالنجوم على نهر الرون) على مشهد ليلي باذخ. سماوات مُزيّنة بالنجوم.. على ضِفاف رُدانُس.. – رمادٌ في الرِيح. يبدو واضحا أن الفنان كان يرسم لوحته في الهواء الطلق على عادة الفنانين في القرن التاسع عشر في الرسم خارج المحترف، لكنه كان في حاجة إلى إضاءة من ضوء اصطناعي ليتمكن من نقل صورة ليلية حية للسماء والنهر اللذين يحتلان الجزء الأكبر من مساحة اللوحة. في البعيد تطالعنا بنايات وأبراج وكنائس وقد تدثرت بسديم الليل البهيم، الخطوط والأشكال لا تبدو واضحة بشكل جيد، وهنالك تداخل ظاهر بين المواقع المختلفة لولا دقة الألوان وتدرجاتها التي سمحت بتمييز المواقع المختلفة، هذا الأمر يبدو حاسما في دقة الفنان واحترافيته في رسم المشهد الليلي حين تغزو الظلمة الكون وتتماهى الأبنية تحت ستار كثافتها المطلقة.
- سماوات مُزيّنة بالنجوم.. على ضِفاف رُدانُس.. – رمادٌ في الرِيح
- إلى أيّ مدى يهدّد عمل المراقب الجوّي في ظروف صعبة سلامة الطيران؟ | النهار
سماوات مُزيّنة بالنجوم.. على ضِفاف رُدانُس.. – رمادٌ في الرِيح
تعلو الدهشة وجوه المستمعين، ورؤوسهم تترنح من شدة الانبهار بجمالها. أقترب قليلا من الفوج الذي يكاد يستعد لمغادرة الصالة. لون أزرق غامض يجعلك تتسمر في مكانك وأنت تقف أمام ذلك المنظر الخلاب الذي يتلألأ من تلك اللوحة. تتلاشى الأصوات والهمسات ويخيل إلي أن الليل شرع يسدل أستاره في الخارج. أضواء الغرفة تخفت وتكتسي جدارنها باللون الأزرق الغامق. تسري قشعريرة في أوصال جسدي تجبرني على التمتمة قائلا: " يا للروعة! ". أستعيد توازني والدهشة لا تكاد تفارق محياي. أقترب قليلا من اللوحة مستغلا مغادرة الفوج السياحي لأقرأ البطاقة التعريفية التي كتبت أسفل اللوحة: إنها لوحة " ليلة مرصعة بالنجوم على نهر الرون" للفنان الهولندي فان جوخ ( 1853 – 1890)، قياس " 72 ×92 سم". رسم فان جوخ هذه اللوحة أثناء إقامته في مدينة آرل جنوب فرنسا في العام 1888، وكان قد غادر باريس طلبا للدفء وبحثا عن أجواء البحر الأبيض المتوسط المنعشة والهادئة بعيدا عن صخب العاصمة. في تلك الفترة كان فان جوخ يعيد اكتشاف ذاته ومواهبه الفنية من خلال تجريب ألوان جديدة ورسم مناظر طبيعية مستفيدا مما تتيحه بيئة الريف من أشجار وأزهار وأنهار متنوعة. كل ذلك لم يكن كافيا ليضفي على تجربته الفنية ملامح إبداعية أكثر تميزا، لذا كان عليه البحث عن تجربة مغايرة تسمح له بالتنفيس عن مشاعره المكبوتة، وعواطفه المضطربة.
اللون الأزرق يتسيد المشهد، وقد أعطى الفنان هذا اللون دلالات متعددة حين جعله يصبغ اللوحة بأكملها لتظهر كأنها فسيفساء من اللون الأزرق والأرجواني. كثافة اللون الأزرق وتدرجاته أعطت اللوحة بريقا آسرا لكل من تقع عيناه على هذا المشهد الخلاب. وهو ما كان يهدف إليه الفنان حين جعل اللون الأزرق الأخاذ بؤرة عمله الفني. ضربات الريشة تبدو قصيرة وحلزونية – السمة البارزة في لوحات فان جوخ المتأخرة- وهي تبث في اللوحة روح الحركة والاضطراب. هذا الاضطراب يظهر بشكل بارز في ضوء النجوم المتوهج وفي الحركة المتموجة لصفحة الماء على النهر. الدقة في رسم مواقع النجوم جعلت اللوحة مثار إعجاب ودراسة متواصلة من قبل علماء الفلك الذين رأوا في تحديد أبعاد النجوم ومواقعها بدقة متناهية مجالا للدراسة والبحث في صدق الفنان في رسم كل نجم في مكانه الحقيقي على السماء الليلة. لا تخلو اللوحة من مشاهد أخرى تنبض بالحياة مما يسهم في اقترابها من الواقع، هنالك قاربان مشدودان على الشاطئ، وثمة رجل وامرأة – يبدو أنهما في منتصف العمر – يصوبان نظرهما لجهة الفنان ويمسكان بأيدي بعضهما في جو هادئ ورومانسي لا يخلو من دلالات تمتح من الحب الذي اضطرم في قلب الفنان حين قطع جزءا من أذنه اليسرى ليقدمها هدية لمعشوقته حسب بعض الروايات.
الجزء الثاني
استعرضت (المدى) في الجزء الأول من قصة شركة سيركو البريطانية التي مازالت منذ اكثر من 10 أعوام تستحوذ على جزء كبير من إيرادات شركة الملاحة الجوية على شكل عقود يتم تجديدها سنويا بحجة «تدريب مراقبين جويين» وإدارة الملاحة الجوية، بالرغم من التأكيدات المستمرة من قبل جميع الجهات المعنية على عدم فائدة الشركة وعدم تقديمها أية خدمة وليست هناك حاجة لخدماتها، وأن العراقيين من موظفي شركة الملاحة الجوية هم من يقومون بجميع الأعمال المتعلقة بمهام الملاحة الجوية.
إلى أيّ مدى يهدّد عمل المراقب الجوّي في ظروف صعبة سلامة الطيران؟ | النهار
إما اتحاد النقل الجوي الدولي ( IATA) فهو تجمع من شركات النقل الدولية والذي يقوم الخدمات الشركات الطيران والخدمات المتعلقة بها ومتابعة مشغلي الشركات من اجل الوصول إلي الرفع من كفاءة الطائرات والأطقم الجوية لتواكب تطور صناعة الطيران في العالم وتوفير الخدمات والسلامة للركاب وحماية حقوقهم.
بغداد - IQ أفاد مصدر أمني, الأحد(31 تشرين الأول 2021)، بأن السلطات أفرجت عن مراقب جوي بعد 5 أيام من توقيفه، بسبب اعتراضه على عقد مع شركة "سيركو". وقال المصدر لموقع IQ NEWS، "تم الإفراج عن المراقب الجوي مضر ثامر بعد 5 أيام على توقيفه إثر اعتراضه على العقد مع شركة "سيركو" وتوجيهه اتهامات لمدير عام الملاحة الجوية في مطار بغداد".