حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) قال: يخلط بينهم يقول: التزويج: أن تلد المرأة غلاما, ثم تلد جارية, ثم تلد غلاما, ثم تلد جارية. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) قادر والله ربنا على ذلك أن يهب للرجل ذكورا ليست معهم أنثى, وأن يهب للرجل ذكرانا وإناثا, فيجمعهم له جميعا, ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا) لا يولد له. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قول الله عزّ وجلّ: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) ليست معهم إناث ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) قال: يهب لهم إناثا وذكرانا, ويجعل من يشاء عقيما لا يُولَد له. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الشورى - الآية 50. حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا) يقول: لا يُلْقِح. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا) لا يلد واحدا ولا اثنين.
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ-آيات قرآنية
ومن مجازه إطلاقه على إنكاح الرجل امرأة لأنهما يصيران كالزوج ، والمراد هنا: جعلهم زوجاً في الهبة ، أي يجمع لمن يشاء فيهب له ذكراناً مشفَّعين بإناث فالمراد التزويج بصنف آخر لا مقابلة كل فرد من الصنف بفَرد من الصنف الآخر. والضمير في يزوجهم} عائد إلى كلاً من الإناث والذكور. وانتصب { ذكراناً وإناثاً} على الحال من ضمير الجمع في { يزوجهم}. والعقيم: الذي لا يولد له من رجل أو امرأة ، وفعله عَقِم من باب فرِح وعقُم من باب كرم. وأصل فعله أن يتعدّى إلى المفعول يقال عقمها الله من باب ضرب ، ويقال عُقِمت المرأة بالبناء للمجهول ، أي عقَمها عاقم لأن سبب العقم مجهول عندهم. فهو مما جاء متعدياً وقاصراً ، فالقاصر بضم القاف وكسرها والمتعدي بفتحها ، والعقيم: فعيل بمعنى مفعول ، فلذلك استوى فيه المذكر والمؤنث غالباً ، وربما ظهرت التاء نادراً قالوا: رحم عقيمة. { عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ}. جملة في موضع العلة للمبدل منه وهو { يخلق ما يشاء} فموقع ( إنّ) هنا موقع فاء التفريع. والمعنى: أن خلقه ما يشاء ليس خلقاً مهملاً عرياً عن الحكمة لأنه واسع العلم لا يفوته شيء من المعلومات فخلقه الأشياء يجري على وفق علمه وحكمته. موقع هدى القرآن الإلكتروني. وهو { قدير} نافذ القدرة ، فإذا علم الحكمة في خلق شيء أراده ، فجرى على قَدَره.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الشورى - الآية 50
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد الله, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) ليس فيهم أنثى ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) تلد المرأة ذكرا مرّة وأنثى مرّة ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا) لا يولد له. وقال ابن زيد: في معنى قوله: ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) قال: أو يجعل في الواحد ذكرا وأنثى توأما, هذا قوله: ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا). وقوله: ( إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) يقول تعالى ذكره: إن الله ذو علم بما يخلق, وقدرة على خلق ما يشاء لا يعزب عنه علم شيء من خلقه, ولا يعجزه شيء أراد خلقه.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
السؤال:
السائل( مصطفى. ش. أ) جمهورية مصر العربية محافظة المنيا يقول: لي أخ متزوج منذ أربع سنوات، ولم يرزق بأبناء، فقال له البعض من الناس بأن هناك عمل للجان، أو بأن هذا من عمل الجان، وقال الآخرون: بأنه سحر، وما شابه ذلك، فأرجو من سماحتكم التوضيح بالتفصيل: ما هو العمل في تلك الحالة؟ علمًا بأن تلك المشكلة معقدة، وتمثل شيئًا بالنسبة لأخي وأمي ولي أيضًا، جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. الجواب:
الله بيَّن الأمر، قال -جل وعلا-: يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا [الشورى:49-50] فالناس أربعة أقسام: واحد يعطى ذكورًا، واحد يعطى إناثًا، واحد يعطى ذكورًا وإناثًا، وواحد لا يولد له شيء، يكون عقيمًا، ما كتب الله له الذرية، فإذا أحب أن يعرض نفسه على الأطباء المختصين لعل هناك مانعًا يعالج فلا بأس، فإذا لم يتيسر العلاج، فالحمد لله. أما إتيان السحرة والكهان فلا يجوز، لا يجوز سؤالهم ولا إتيانهم لا الكهان ولا السحرة ولا العرافون، إنما الأطباء الخاصون الذين يتعاطون الطب والجراحات، ويتعاطون أسباب العقم ما هي حتى يدرسوها، فإذا وجد من يعالجه من جهة موانع منعت من الحمل غير العقم، يعني: اتضح للطبيب أشياء قد منعت الحمل وعالجها فلا بأس.
و"العقيم": الذي لا يولد له، وهذا كله مدبر بالعلم والقدرة، وهذه الآية تقضي بفساد وجود الخنثى المشكل. وبدأ تعالى في هذه الآية بذكر الإناث تأنيسا بهن وتشريفا لهن ليتهمم بصونهن والإحسان إليهن، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له حجابا من النار"، وقال وائل بن الأسقع: "من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر، لأن الله تعالى بدأ بالإناث"، حكاه عنه الثعلبي. وقال إسحاق بن بشر: نزلت هذه الآية في الأنبياء عليهم السلام ثم عممت، فلوط عليه السلام أبو البنات لم يولد له ذكر، وإبراهيم عليه السلام ضده، ومحمد عليه الصلاة والسلام ولد له الصنفان، ويحيى بن زكريا عليهما السلام عقيم. وقوله تعالى: وما كان لبشر الآية، نزلت بسبب خوض كان للكفار في معنى تكليم الله تعالى موسى عليه السلام ونحو ذلك، ذهبت قريش واليهود في ذلك إلى تجسيم ونحوه، فنزلت الآية مبينة صورة تكليم الله تبارك وتعالى عباده كيف هو، فبين تعالى أنه لا يكون لأحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا ينبغي له ولا يمكن فيه أن يكلمه الله تبارك وتعالى إلا بأن [ ص: 530] يوحي إليه أحد وجوه الوحي من الإلهام. قال مجاهد: والنفث في القلب، وقال النقاش: أو وحي في منام؟ قال إبراهيم النخعي: كان من الأنبياء عليهم السلام من يخط له في الأرض ونحو هذا، أو بأن يسمعه كلامه دون أن يعرف هو للمتكلم جهة ولا خبرا كموسى عليه السلام، وهذا معنى: من وراء حجاب أي: من خفاء عن المتكلم لا يحده ولا يتصور بذهنه عليه، وليس كالحجاب في الشاهد، أو بأن يرسل إليه ملكا يشافهه بوحي الله تبارك وتعالى.
وتأمل معي كلمة (رتقاً) التي توحي بوجود نظام ما في بداية خلق الكون، وهذا ما يعتقده العلماء وهو أن النظام موجود مع بداية الخلق. وانشق القمر
لقد اكتشف العلماء في وكالة ناسا حديثاً وجود شق على سطح القمر، وهو عبارة عن صدع يبلغ طوله آلاف الكيلومترات، وقد يكون في ذلك إشارة إلى قول الحق تبارك وتعالى:
( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر: 1]
ويمكن القول إن ظهور هذا الشّق وتصويره من قبل علماء الغرب هو دليل على اقتراب القيامة والله أعلم.
إعراب : والطور وكتاب مسطور - Youtube
حتى إذا وصل بهم الدفع والدع إلى حافة النار قيل لهم: هذه النار التي كنتم بها تكذبون!.. وبينما هم في هذا الكرب، بين الدع والنار التي تواجههم على غير إرادة منهم. يجيئهم الترذيل والتأنيب، والتلميح إلى ما سبق منهم من التكذيب: أفسحر هذا؟ أم أنتم لا تبصرون؟. فقد كانوا يقولون عن القرآن:
إنه سحر. فهل هذه النار التي يرونها كذلك سحر؟! أم إنه الحق الهائل الرعيب؟ أم إنهم لا يبصرون هذه النار كما كانوا لا يبصرون الحق في القرآن الكريم؟! وحين ينتهي هذا التأنيب الساخر المرير يعاجلهم بالتيئيس البئيس. اصلوها. فاصبروا أو لا تصبروا. سواء عليكم. إنما تجزون ما كنتم تعملون..
وليس أقسى على منكوب بمثل هذه النكبة. من أن يعلم أن الصبر وعدم الصبر سواء. فالعذاب واقع، ما له من دافع. وألمه واحد مع الصبر ومع الجزع. والبقاء فيه مقرر سواء صبر عليه أم هلع.. والعلة أنه جزاء على ما كان من عمل. إعراب : والطور وكتاب مسطور - YouTube. فهو جزاء له سببه الواقع فلا تغيير فيه ولا تبديل! وبذلك ينتهي هذا المشهد الرعيب; كما ينتهي الشوط الأول بإيقاعه العنيف. أما الشوط الثاني فهو مثير للحس، ولكن بما فيه من رخاء ورغد، وهتاف بالمتاع لا يقاوم، وبخاصة بعد مشهد العذاب البئيس: إن المتقين في جنات ونعيم.
والطور وكتاب مسطور - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
كما أقسم الله به في قوله: { { وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}} وحقيق ببيت أفضل بيوت الأرض، الذي قصده بالحج والعمرة، أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام، التي لا يتم إلا بها، وهو الذي بناه إبراهيم وإسماعيل، وجعله الله مثابة للناس وأمنا، أن يقسم الله به، ويبين من عظمته ما هو اللائق به وبحرمته. { { وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}} أي: السماء، التي جعلها الله سقفا للمخلوقات، وبناء للأرض، تستمد منها أنوارها، ويقتدى بعلاماتها ومنارها، وينزل الله منها المطر والرحمة وأنواع الرزق. { { وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}} أي: المملوء ماء، قد سجره الله، ومنعه من أن يفيض على وجه الأرض، مع أن مقتضى الطبيعة، أن يغمر وجه الأرض، ولكن حكمته اقتضت أن يمنعه عن الجريان والفيضان، ليعيش من على وجه الأرض، من أنواع الحيوان وقيل: إن المراد بالمسجور، الموقد الذي يوقد ناراً يوم القيامة ، فيصير نارا تلظى، ممتلئا على عظمته وسعته من أصناف العذاب. والطور وكتاب مسطور - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. هذه الأشياء التي أقسم الله بها، مما يدل على أنها من آيات الله وأدلة توحيده، وبراهين قدرته، وبعثه الأموات، ولهذا قال: { { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}} أي: لا بد أن يقع، ولا يخلف الله وعده وقيله.
د. فاضل السامرائي - والطور وكتاب مسطور - Youtube
تلك الحقيقة التي تعرض في التصور الإسلامي - وبخاصة في القرآن - عرضا هادئا ناصعا قويا بسيطا عميقا. يلتقي مع الفطرة التقاء مباشرا دون كد ولا جهد ولا تعقيد. لأنه يطالعها بالحقيقة الأصيلة العميقة فيها. ويفسر لها الوجود وعلاقتها به، كما يفسر لها علاقة الوجود بخالقه تفسيرا يضاهي ما استقر فيها ويوافقه. وطالما عجبت وأنا أطالع تصورات كبار الفلاسفة وألاحظ العناء القاتل الذي يزاولونه، وهم يحاولون [ ص: 3395] تفسير هذا الوجود وارتباطاته; كما يحاول الطفل الصغير حل معادلة رياضية هائلة.. وأمامي التصور القرآني واضحا ناصعا سهلا هينا ميسرا طبيعيا، لا عوج فيه ولا لف ولا تعقيد ولا التواء. وهذا طبيعي، فالتفسير القرآني للوجود هو تفسير صانع هذا الوجود لطبيعته وارتباطاته.. أما تصورات الفلاسفة فهي محاولات أجزاء صغيرة من هذا الوجود لتفسير الوجود كله. والعاقبة معروفة لمثل هذه المحاولات البائسة! إنه عبث. وخلط. وخوض.. حين يقاس إلى الصورة المكتملة الناضجة، المطابقة، التي يعرضها القرآن على الناس، فيدعها بعضهم إلى تلك المحاولات المتخبطة الناقصة، المستحيلة الاكتمال والنضوج! وإن الأمور لتظل مضطربة في حس الإنسان وتصوره، متأثرة بالتصورات المنحرفة، وبالمحاولات البشرية الناقصة.. ثم يسمع آيات من القرآن في الموضوع الذي يساوره.
ماذا عسانا أن نقول ؟
وما زلنا نحطم أعلى الأرقام القياسية في الصمت!! هنا يتوقف القلم ويجيء دور القلب
قلوبنا هنا هي صاحبة المشهد وتأكدوا بأنفسكم!! يتحدث عن الاعجاز العلمي في القرآن الكريم وحقائق لم يكتشفها العلماء إلا حديثاً... اليكم الصور فإذا انشقت السماء
دائماً يعطينا القرآن تشبيهات دقيقة ليقرب لنا مشهد يوم القيامة، يقول تعالى:
( فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. هذه الآية تصف لنا انشقاق السماء يوم القيامة بأنها ستكون مثل الوردة ذات الألوان الزاهية، وإذا تأملنا هذه الصورة التي التقطها العلماء لانفجار أحد النجوم، وعندما رأوه أسموه (الوردة)، نفس التسمية القرآنية، وهذا يعني أن هذه الصورة هي صورة مصغرة ودقيقة عن المشهد الذي سنراه يوم القيامة، فسبحان الله! البحر المسجور
هذه صورة لجانب من أحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم المنصهرة فتشعل ماء البحر، هذه الصورة التقطت قرب القطب المتجمد الشمالي، ولم يكن لأحد علم بهذا النوع من أنواع البحار زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عن هذه الظاهرة المخيفة والجميلة بل وأقسم بها، يقول تعالى:
( وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8].