كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
سورة الصف
وهكذا يتناسق البدء مع الختام في أبدع بيان وإحكام
ثواب قراءة سورة الصف في الفرائض و النوافل | مركز الإشعاع الإسلامي
سورة الصف:. فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:. فصل في فضل السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي: فضل السّورة: فيه حديث مُنْكَر عن أُبي: «مَنْ قرأ سورة عيسى كان عيسى مصلِّيًا مستغفرًا له ما دام في الدّنيا، وهو يوم القيامة رفيقه» ، ولم نجد في رواية علي لهذه السّورة ذكر فضيلة والله أَعلم. اهـ.. فصل في مقصود السورة الكريمة:. قال البقاعي: سورة الصف: وتسمى الحواريين. مقصودها الحث على الاجتهاد التام في الاجتماع على قلب واحد في جهاد من دعت الممتحنة إلى البراءة منهم، بحملهم على الدين الحق، أو محقهم عن جديد الأرض أقصى المحق، تنزيها للملك الأعلى عن الشرك، وصيانة لجنابه الأقدس عن الإفك، ودلالة على الصدق في البراءة منهم والعداوة لهم، فهي نتيجة سورة التوبة، وأدل عما فيها على هذا المقصد الصف بتأمل آيته، وتدبر ما له من جليل النفع في أوله وأثنائه وغايته، وكذا الحواريون. قال مجد الدين الفيروزابادي:. بصيرة في: {سبح لله} الصف: السّورة مكِّيّة بالاتِّفاق. فضل سورة الصف. آياتها أَربع عشرة. كلماتها مائتان وإِحدى وعشرون. وحروفها تسعمائة. مجموع فواصل آياتها (صمن). وعلى الصّاد آية واحدة: مرصوص. ولها اسمان: سورة الصّف؛ لقوله: {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} ، وسورة الحَوَاريّين.
مقاصد سورة الصف - سطور
بعد ذلكَ تناوَلَت السورةُ موضوعَ الذين يحاربونَ الله ورسولَه لكنَّ الله أكدَ على إظهارِ دينِ الإسلام على بقيَّةِ الأديانِ؛ قالَ تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" 5)، وتحدَّثت عن تجارةِ المسلمين الرابحةِ مع الله تعالى في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" 6) 7).
قوله: {لِيُطْفِئُواْ} باللام؛ لأَن المفعول محذوف. وقيل: اللام زيادة. وقيل: محمول على المصدر. قوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} جزْم على جواب الأَمر؛ فإِن قوله: {تُؤْمِنُوْنَ} محمول على الأَمر أَي آمِنوا وليس بعده: (من) ولا (خالدين).. فصل في التعريف بالسورة الكريمة:. فضل سورة الصفحة الرئيسية. قال ابن عاشور: سورة الصف: اشتهرت هذه السورة باسم (سورة الصَّف) وكذلك سميت في عصر الصحابة. روى ابن أبي حاتم سنده إلى عبد الله بن سَلاَم أن نَاسًا قالوا: «لو أرسلنا إلى رسول الله نسأله عن أحب الأعمال» إلى أن قال: «فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفَرَ حتى جمعهم ونزلتْ فيهم سورة سبح لله الصّف» الحديث، رواه ابن كثير، وبذلك عنونت في (صحيح البخاري) وفي (جامع الترمذي)، وكذلك كتب اسمها في المصاحِف وفي كتب التفسير. ووجه التسمية وقوع لفظ {صَفًّا} (الصف: 4) فيها وهو صف القتال، فالتعريف باللام تعريف العهد. وذكر السيوطي في (الإِتقان): أنها تسمّى (سورة الحواريين) ولم يسنده. وقال الألوسي تسمّى (سورة عِيسى) ولم أقف على نسبته لقائل. وأصله للطبرسي فلعلّه أخذ من حديث رواه في فضلها عن أبيّ بن كعب بلفظ (سورة عيسى). وهو حديث موسوم بأنه موضوع.
ثم رجع عن ذلك في «شرح النسفية» فحقق أنها دليل إقناعي على التقديرين ، وقال المحقق الخيالي إلى أنها لا تكون دليلاً قطعياً إلا بالنظر إلى تحقيق معنى الظرفية من قوله تعالى { فيهما ،} وعين أن تكون الظرفية ظرفية التأثير ، أي لو كان مؤثر فيهما ، أي السماوات والأرض غير الله تكون الآية حجة قطعية. وقد بسطه عبد الحكيم في «حاشيته على الخيالي» ولا حاجة بنا إلى إثبات كلامه هنا. والاستثناء في قوله تعالى { إلا الله} استثناء من أحد طرفي القضية لا من النسبة الحكمية ، أي هو استثناء من المحكوم عليه لا من الحكم. وذلك من مواقع الاستثناء لأن أصل الاستثناء هو الإخراج من المستثنى منه فالغالب أن يكون الإخراج من المستثنى باعتبار تسلط الحكم عليه قبلَ الاستثناء وذلك في المفرغ وفي المنصوب ، وقد يكون باعتباره قبل تسلط الحكم عليه وذلك في غير المنصوب ولا المفرغ فيقال حينئذ إن ( إلا) بمعنى غير والمستثنى يعرب بدلاً من المستثنى منه. لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ۚ فسبحان الله رب العرش عما يصفون. وفُرع على هذا الاستدلال إنشاءُ تنزيه الله تعالى عن المقالة التي أبطلها الدليل بقوله تعالى: { فسبحان الله ربّ العرش عما يصفون} أي عما يصفونه به من وجود الشريك. وإظهار اسم الجلالة في مقام الإضمار لتربية المهابة.
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ۚ فسبحان الله رب العرش عما يصفون
فهنا يناقش الله عقولهم الغبية، ويقول: أي آلهة هذه التي تعبدون؟! إذا كانت لا تخلق فلم تعبدونها؟! وإذا قالوا: إنها تخلق فانظروا إلى الكون، فلو كانت آلهة تخلق أو تقدر على الخلق وعلى الرزق لتعارضت هذه الآلهة بعضها مع بعض، ولاضطرب نظام الكون، فالحال أنه لم يضطرب نظام الكون، إذاً: فلا آلهة موجودة مع الله سبحانه، وإنما هو إله واحد.
فلا يحتاج إلى صاحبة، ولا يحتاج إلى ولد سبحانه وتعالى عما يصفون وعما يقولون.