الراوي:
علي بن أبي طالب
| المحدث:
البخاري
| المصدر:
صحيح البخاري
| الصفحة أو الرقم:
6318
| خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
أنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ شَكَتْ ما تَلْقَى مِن أثَرِ الرَّحَا، فأتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فأخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيْنَا وقدْ أخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأقُومَ، فَقَالَ: علَى مَكَانِكُمَا. فَقَعَدَ بيْنَنَا حتَّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ علَى صَدْرِي، وقَالَ: ألَا أُعَلِّمُكُما خَيْرًا ممَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إذَا أخَذْتُما مَضَاجِعَكُما تُكَبِّرَا أرْبَعًا وثَلَاثِينَ، وتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتَحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ؛ فَهو خَيْرٌ لَكُما مِن خَادِمٍ. علي بن أبي طالب | المحدث:
|
المصدر:
الصفحة أو الرقم: 3705 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا ومُربِّيًا لأصْحابِه، فكان يُعلِّمُهم ما يَنفَعُهم في دُنْياهم وآخِرَتِهم، وكان يُعلِّمُهمُ الأذْكارَ الجامِعةَ الَّتي يُعْطي اللهُ عليها الثَّوابَ العَظيمَ، وتكونُ لهم عِوَضًا عن شدَّةِ العَيشِ في الدُّنْيا.
خير لكما من خادم | موقع البطاقة الدعوي
وفي الحَديثِ: أنَّ مَن واظَبَ على هذا الذِّكرِ عندَ النَّومِ، لم يُصِبْه إعْياءٌ؛ لأنَّ فاطمةَ رَضيَ اللهُ عنها شَكَتِ التَّعبَ مِن العَملِ، فأحالَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلك.
وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب حيث لم يزعجهما عن مكانهما فتركهما على حالة اضطجاعهما وبالغ حتى أدخل رجله بينهما ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضًا عما طلباه من الخادم فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذانًا بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد والصبر على مشاق الدنيا والتجافي عن دار الغرور. والله أعلم.
السؤال:
السائل يقول في سؤاله الثاني: هل يكفي أن أصل رحمي عبر الهاتف، أم لابد من الذهاب إليهم؟
الجواب:
هذا يختلف: إذا كان الذهاب ضروريًا؛ فلابد من ذلك، وإلا فالهاتف والمكاتبة تكفي، والحمد لله، السؤال عنهم من طريق الهاتف -التلفون- من طريق المكاتبة، من طريق الزيارة، كل هذا طيب، لكن إذا دعت الحاجة إلى الذهاب إليهم؛ لمواساتهم، أو لمرضهم، أو نحو ذلك، فمن صلة الرحم الذهاب إليهم إذا كان مقعدًا، ولا يتيسر صلته إلا بزيارته تزوره، أو مريضًا تزوره، فإذا تيسر صلته من دون زيارة، بالمكاتبة، مع صلته إذا كان فقيرًا، ومواساته، وإعطائه حاجته مع المكاتبة؛ فلا بأس فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. وإذا ما تيسرت المكاتبة ولا تيسرت المكالمة الهاتفية، وتيسرت الزيارة بالنفس؛ تزوره بنفسك، وإلا فبوكيلك، ترسل له الحاجة والصلة بواسطة الوكيل. هل يكفي صلة الرحم عن طريق الهاتف؟. المقصود: أن الإنسان يتقي الله ما استطاع، يقول النبي ﷺ: من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله؛ فليصل رحمه ويقول -عليه الصلاة والسلام-: ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ولما خلق الله الرحم قالت: يا رب! هذا مقام العائذ بك من القطيعة هكذا جاء عن النبي ﷺ في الحديث الصحيح، تقول الرحم لما خلقها الله: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال لها -جل وعلا-: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب.
هل يكفي صلة الرحم عن طريق الهاتف؟
وقال أيضا: والواجب عليك صلة الرحم حسب الطاقة، بالزيارة إذا تيسرت، وبالمكاتبة، وبالتلفون. والله أعلم.
ويضيف أن من أول الأدلة، قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء: 23]، فالوالدان هما أولى الأرحام بالصلة، يليهما الإخوة والأخوات وغيرهم من الأقارب بالتدرج حسب درجة القرب، وقد أوجبت علينا الشريعة وصلهم بمختلف الطرق وحسب طبيعة الظرف والإمكانيات الموجودة". طرق صلة الرحم. يتابع: "وقد بيّن لنا النبي -صلى الله عليه وسلم - أن لمن يصل رحمه أجراً عظيماً في الدنيا والآخرة، حيث يزيد الرزق وتتحقق البركة في العمر، وذلك في الحديث الشريف: "من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه". د. زياد مقداد: نستعيض عن الزيارات بالاتصال، وما أكثر طرقه اليوم، هذا يحل محل الزيارة، ولك أجرها، وأكثر من ذلك أن لك أجر الحفاظ على نفسك وعلى من تحب وعلى أهل بلدك
ويذكّر بما ورد في الحديث القدسي، عن الله تبارك وتعالى: "أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ"، وفي مقابل الترغيب بصلة الرحم وأجرها، فإن قطعها خطرٌ على فاعله، ففي الحديث الشريف: "لا يدخل الجنة قاطع".