الخطبة الأولى:
الحمد لله بنعمته تتم الصالحات، وبشكره والثناء عليه يكثر الخير وتزداد المسرات، وأشهدا أن لا إله إلا الله ولي الصالحين والصالحات، وأن محمداً عبده ورسوله يصلي عليه أهل الأرض والسموات، ورضي الله عن سادات ديننا وكبراء أئمتنا بالحق أبي بكر عمر وعثمان وعلي، وبقية الصحابة والقرابة والتابعين إلى يوم الدين، أوصيكم ونفسي الخاطئة أولا بطاعة الله، وأحثكم على طاعته ولزوم أوامره، وكثرة مخافته، فان التقوى شعار المؤمنين، ودثار المتقين ووصية الله في وفيكم أجمعين. وبعد:
أيها المسلمون: إن الله أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنه، ومن نعمه الجليلة، وأفضاله الكريمة نعمة الإسلام والتمسك بتعاليم الشرع الحنيف، وقد قال -سبحانه- عن أهل الجنة وهم في النعيم المقيم: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف:43]. والهداية إلى الحق، وتذوق حلاوة الإيمان، وانشراح الصدر، وقرة العين مما يفقده الكثير اليوم حيث القلق وفقدان الاطمئنان والشعور بالتوتر، وقد امتن الله على عباده بهذه النعمة وأسبغها على أولياءه وأصفيائه فقال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3].
- نعمة الصحة والعافية ( خطبة )
- الملك: الحمد لله على نعمة الصحة والعافية - صحيفة المقر
- لن ينال الله لحومها ولا دماؤها اعراب
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 37
- لن ينال الله لحومها
نعمة الصحة والعافية ( خطبة )
صوت الحق - قال جلالة الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، الحمد لله على نعمة الصحة والعافية، ولأبناء وبنات شعبي العزيز، خالص محبتي وتقديري على نبل مشاعركم. وأضاف جلالته عبر تويتر، بعد إجرائه عملية جراحية في ألمانيا، تكللت بفضل الله ورعايته بالنجاح: "الشكر الموصول للأشقاء العرب والأصدقاء في العالم على اطمئنانهم.
الملك: الحمد لله على نعمة الصحة والعافية - صحيفة المقر
الرئيسية الأخبار محليات عربي ودولي فلسطين منوعات رياضة مقالات أقسام متفرقة إسلاميات دراسات وتحليلات اقتصاد صحة منوعات تكنولوجيا بورتريه بانوراما
إضافة تعليق الاسم البريد الإلكتروني التعليق
الأكثر قراءة اخر الأخبار
كم منا من يستعمل لسانه في الغيبة والنميمة وإيذاء المخلوقين بدلا من أن يستعمله في تلاوة كتاب الله، وذكره والنصح والإرشاد، والأقوال النافعة المفيدة التي تنفع وتخدم المجتمع، كم منا يستعمل نظره فيما حرم الله بدلا من النظر في ملكوت السموات والأرض، وتدبر آيات الله المشهودة والمرئية، كم منا من يستخدم رجله في المشي إلى إيقاع الخصومة بين الأحبة وإلى ما حرم الله بدلا من أن يستعملها فيما وضعت له من المشي للمساجد وعيادة المرضى.
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها أي لن يصيب رضا الله تعالى اللحوم المتصدق بها ولا الدماء المهراقة بالنحر من حيث إنها لحوم ودماء ولكن يناله التقوى منكم ولكن يصيبه ما يصحب ذلك من تقوى قلوبكم التي تدعوكم إلى تعظيمه تعالى والتقرب له سبحانه والإخلاص له عز وجل. وقال مجاهد: أراد المسلمون أن يفعلوا فعل المشركين من الذبح وتشريح اللحم ونصبه حول الكعبة ونضحها بالدماء تعظيما لها وتقربا إليه تعالى فنزلت هذه الآية ، وروي نحوه عن ابن عباس. وغيره. وقرأ يعقوب وجماعة «أن تنال ». «ولكن تناله » بالتاء. لن ينال الله لحومها ولا دماؤها اعراب. وقرأ أبو جعفر الأول بالتاء والثاني بالياء آخر الحروف ، وعن يحيى بن يعمر والجحدري أنهما قرآ بعكس ذلك.
لن ينال الله لحومها ولا دماؤها اعراب
رواه ابن ماجه ، والترمذي وحسنه عن عائشة مرفوعا. فمعناه: أنه سيق لتحقيق القبول من الله لمن أخلص في عمله ، وليس له معنى يتبادر عند العلماء المحققين سوى هذا ، والله أعلم. وقال وكيع ، عن [ يحيى] بن مسلم أبي الضحاك: سألت عامرا الشعبي عن جلود الأضاحي ، فقال: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها) ، إن شئت فبع ، وإن شئت فأمسك ، وإن شئت فتصدق. وقوله: ( كذلك سخرها لكم) أي: من أجل ذلك سخر لكم البدن ، ( لتكبروا الله على ما هداكم) أي: لتعظموه كما هداكم لدينه وشرعه وما يحبه ، وما يرضاه ، ونهاكم عن فعل ما يكرهه ويأباه. وقوله: ( وبشر المحسنين) أي: وبشر يا محمد المحسنين ، أي: في عملهم ، القائمين بحدود الله ، المتبعين ما شرع لهم ، المصدقين الرسول فيما أبلغهم وجاءهم به من عند ربه عز وجل. [ مسألة]. وقد ذهب أبو حنيفة ومالك والثوري إلى القول بوجوب الأضحية على من ملك نصابا ، وزاد أبو حنيفة اشتراط الإقامة أيضا. لن ينال الله لحومها. واحتج لهم بما رواه أحمد وابن ماجه بإسناد رجاله كلهم ثقات ، عن أبي هريرة مرفوعا: " من وجد سعة فلم يضح ، فلا يقربن مصلانا " على أن فيه غرابة ، واستنكره أحمد بن حنبل. وقال ابن عمر: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين يضحي.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 37
[ ص: 641] القول في تأويل قوله تعالى: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ( 37))
يقول تعالى ذكره: [ لم يصل إلى الله لحوم بدنكم ولا دماؤها ، ولكن يناله اتقاؤكم إياه أن اتقيتموه فيها فأردتم بها وجهه ، وعملتم فيها بما ندبكم إليه وأمركم به في أمرها وعظمتم بها حرماته. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 37. ذكر من قال ذلك: - حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قول الله: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) قال: ما أريد به وجه الله. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) قال: إن اتقيت الله في هذه البدن ، وعملت فيها لله ، وطلبت ما قال الله تعظيما لشعائر الله ولحرمات الله ، فإنه قال: ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) قال ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) قال: وجعلته طيبا ، فذلك الذي يتقبل الله. فأما اللحوم والدماء ، فمن أين تنال الله ؟ وقوله: ( كذلك سخرها لكم) يقول: هكذا سخر لكم البدن.
لن ينال الله لحومها
وعن ابن عباس هم الموحدون.
(الزور)، اسم من الزور أو الازورار وهو الانحراف في كليهما، وزنه فعل بضمّ فسكون. (حنفاء)، جمع حنيف صفة مشبّهة من حنف يحنف باب ضرب أي مال إلى دين الإسلام، وزنه فعيل ووزن حنفاء فعلاء بضمّ ففتح. (سحيق)، صفة مشبّهة من سحق يسحق باب فرح وباب كرم أي بعد، وزنه فعيل. البلاغة: التشبيه المركب: في قوله تعالى: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) فكأنه سبحانه قال: من أشرك باللّه فقد أهلك نفسه إهلاكا ليس بعده، بأن صور حاله بصورة حال من خرّ من السماء، فاختطفته الطير، فتفرق قطعا في حواصلها، أو عصفت به الريح، حتى هوت به في بعض المطارح البعيدة.. إعراب الآية رقم (32): {ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}. الإعراب: (ذلك.. شعائر اللّه) مثل ذلك.. حرمات اللّه، الفاء رابطة لجواب الشرط، والضمير في (إنّها) يعود على الشعائر، (من تقوى) متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف. وجملة: (إنّها من تقوى... لن ينال الله لحومها ولا دماؤها اعراب. الفوائد: - قوله تعالى: (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ورد هذا السؤال: لماذا أنث ضمير (فإنها).
غلب على المخلصين الخشوع، فجاء المرائي يبهرج، فقيل: مهلا، فالناقد بصير، لما أخذ
دود القز ينسج جاء العنكبوت يتشبه، فنادى لسان الحال الفاروق:
إِذا اِشتَبهت دُموعُ في خُدودٍ *** تَبينَّ مَن بَكى مِمَّن تَباكى 8
من
أصلح الله سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وما بين الله أصلح الله ما
بينه وبين الناس، وما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله في صفحات وجهه وفلتات لسانه. والمخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته ومن شاهد في إخلاصه الإخلاص فإن إخلاصه
يحتاج إلى إخلاص. فيا من ضحى ونحر وحج البيت واعتمر،
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا
وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ (37) سورة الحـج. فهذه الشعيرة العظيمة قائمة على تجريد التوحيد لله وحده لا شريك له؛ قال سبحانه:
وَإِذْ
بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا
وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود ِ
(26) سورة الحـج. وحذر سبحانه من الشرك ونجاسته، فقال عز وجل:
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ*حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ
(31) سورة الحـج.