وذكر الحافظ ابن حجر أنه يحتملُ أن يكون المراد كلاً من الزمنين: الزمن الأول: زمن النبي عليه الصلاة والسلام بدليل قصة الأعربيّ، كما في البخاري عن جابرٌ رضي الله عنه: جاء أعرابيٌ إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فبايعهُ على الإسلام، فجاء من الغد محموماً، فقال: أقلّني، فأبى ثلاث مرار، فقال:" المدينة كالكيرِ، تُنفي خَبثها، وينصحُ طيبُها". والزمن الثاني: وهو زمن الدّجال، كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه ذكر الدّجّال، ثم قال:" ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رَجفات، فيُخرجُ الله إليهِ كل كافرٍ ومنافق". باب المدينة تنفي شرارها. رواه البخاري. وأما ما بين ذلك من الأزمان، فلا، فإن كثيراً من فضلاء الصحابة قد خرجوا بعد النبي عليه الصلاة والسلام من المدينة، مثل معاذ بن جبل، وأبي عبيدة، وابن مسعود، وطائفة، ثم خرج عليّ وطلحة والزبير، وعمار وغيرهم، وهم من أطيب الخلق، فدّل على أن المراد بالحديث تخصيص ناس دون ناس، ووقت دون؛ بدليل قوله تعالى:" وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ " التوبة:1. 1، والمنافق خبيث بلا شك. وأما خروج الناس بالكلية من المدينة، فذلك في آخر الزمان، قرب قيام الساعة، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:" تتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي، ويريد عوافي السباع والطير، وآخر من يُحشر راعيان من مُزينة، يُريدان المدينة، ينعقان بغنمِهما، فيَجدانها وحشاً، حتى إذا بلغا ثنيةً الوداع، خرّاً على وجوههما" رواه البخاري.
- باب المدينة تنفي شرارها
- حديث: المَدِينَةُ تَنفِي خَبَثها – شبكة أهل السنة والجماعة
- حديث (أُمِرتُ بقَريَةٍ تَأكُلُ القُرَى يَقُولُونَ يَثرِب وهيَ المدينَةُ تَنفِي النّاسَ كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد) | موقع سحنون
- الموسيقى غذاء الروح
باب المدينة تنفي شرارها
(فبايعه على الإسلام فجاء من الغد) حال كونه (محمومًا فقال): للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (أقلني) قال عياض من المبايعة على الإسلام، وقال غيره إنما استقالته على الهجرة ولم يرد الارتداد عن الإسلام.
حديث: المَدِينَةُ تَنفِي خَبَثها – شبكة أهل السنة والجماعة
نفي المدينة لشرارها ثم خرابها آخر الزمان. نفي المدينة لشرارها ثم خرابها آخر الزمان: لقد حثّ النبي عليه الصلاة والسلام على سكنى المدينة، ورغّب في ذلك، وأخبر أنه لا يخرج أحدٌ منها رغبةً عنها إلا أخلف الله فيها من هو خيرٌ منه. وأخبر أن من علامات الساعة نفي المدينة لخبثها، وهم شرار الناس، كما ينفي الكير خبث الحديد. وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:" يأتي على الناس زمانٌ يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلمّ إلى الرخاء، هلمّ إلى الرخاء، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعملون، والذي نفسي بيده، لا يخرج منهم أحدٌ رغبةً عنها؛ إلا أخلف الله فيها خيراً منه، ألا إن المدينة كالكير يُخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما يُنفي الكير خبث الحديد". حديث (أُمِرتُ بقَريَةٍ تَأكُلُ القُرَى يَقُولُونَ يَثرِب وهيَ المدينَةُ تَنفِي النّاسَ كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد) | موقع سحنون. صحيح مسلم. وقد حمل القاضي عياضٌ نفي المدينة لخبثها على زمن النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام في المدينة إلا من كان ثابت الإيمان، وأما المنافقون وجهلة الأعراب؛ فلا يصبرون على شدّة المدينة ولأوائها، ولا يحتسبون من الأجر في ذلك. وحمله النووي على زمن الدّجّال، واستبعد ما اختاره القاضي عياض، وذكر أنه يحتمل أن يكون ذلك في أزمانٍ متفرقة".
حديث (أُمِرتُ بقَريَةٍ تَأكُلُ القُرَى يَقُولُونَ يَثرِب وهيَ المدينَةُ تَنفِي النّاسَ كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد) | موقع سحنون
شرف الله تعالى المدينة النبوية بأن جعلها موطنا للنبي صلى الله عليه وسلم، ودار هجرته، وفضلها وجعلها خير البقاع بعد مكة، فهي مأرز الإيمان، وملتقى المهاجرين والأنصار، ومتنزل جبريل الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم..
شرف الله تعالى المدينة النبوية بأن جعلها موطنا للنبي صلى الله عليه وسلم، ودار هجرته، وفضلها وجعلها خير البقاع بعد مكة، فهي مأرز الإيمان ، وملتقى المهاجرين والأنصار، ومتنزل جبريل الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وردت نصوص كثيرة في فضلها، وحرمتها، ومكانتها، إخبارا ودعاء، وترغيبا وترهيبا. ومن هذه النصوص ما روى ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها ». حديث: المَدِينَةُ تَنفِي خَبَثها – شبكة أهل السنة والجماعة. الكير: هو الزق الذي ينفخ فيه الحداد على الحديد، وينصع أي يخلص ولهذا الحديث سبب كما روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله: (أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما المدينة « كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلم إلى الرخاء! هلم إلى الرخاء! والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) رواه مسلم. فالمدينة خير لهم، لأنها حرم الرسول صلى الله عليه وسلم وجواره، ومهبط الوحي، ومنزل البركات، ولو كانوا يعلمون ما في الإقامة بها من فوائد دينية وعوائد أخروية، ما فكروا في الخروج منها، ولا إيثار غيرها عليها، وهي محفوظة بحفظ الله، ينفي الله عنها الخبث، وشرار الخق منها إلى يوم القيامة.
الموسيقى كالشعر والتصوير تمثل حالات الإنسان المختلفة وترسم أشباح أطوار القلب وتوضح أخيلة ميول النفس وتصوغ ما يجول في الخاطر وتصف أجمل مشتهيات الجسد في سكينة الليل يحيي عاطفة الأمل. والموسيقى هي لون من ألوان التعبير الإنساني، فقد يتم التعبير فيها وبها عن خلجات القلب المتألم الحزين، و كذلك عن النفس المرحة المرتاحة؛ و في الموسيقى، قد يأتي المرء بشحنة من الانفعالات التي فيها ما فيها من الرموز التعبيرية المتناسقة.. في "مقاطع" معزوفة يحس بها مرهفُ الحس أو من كان " ذوّاقة " ينفعل ويتفاعل سماعياً و وجدانياً وفكرياً، يحس بها إحساساً عميقاً وينفعل به انفعالاً متجاوباً، مثله مثل أي من الكائنات الحية، فالموسيقى –و بخاصة الموسيقى الراقية و الروحانية- تساهمُ في علو الروح. الموسيقى غذاء الروح. ولكن الموسيقى ليست مجرد أنغام؛ بل هي وسيلة "تواصل" لالتقاء الذهن والروح عند الشخص الواحد؛ وهي أيضاً وسيلةٌ فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم في عمليات التفاهم وفي تنمية الحس الشخصي؛ وتعمل على إدخال البهجة على النفوس وفي تجميل العالم من حولنا، أو كما جاء في إحدى مقطوعات الفنانة اللبنانية الشهيرة فيروز: – أعطني النايَ وغـَنّي، فالغِناء سِـرُّ الوجود.
الموسيقى غذاء الروح
الموسيقى هي اللغة الوحيدة ، التي يفهمها البشر بدون تعليم أو شرح ،فهي تهذب النفس والروح ، وهي لغة النفوس التي تطرق أبواب المشاعر. إن للموسيقى فوائد كثيرة،فقد أصبحت متداولة في العلاج ، في أيامنا هذه ، وذلك بعد البحث الطويل ، عن أهميتها ومساعدتها في الشفاء.
كلمةٌ كنَّا نقرؤها ونحن صغارٌ عند مَسِيرنا مع أستاذنا نحو غُرْفة الموسيقا، تلك الغُرْفة المليئة بالمعازف، الغرفة الراقصة، والتي كُتِبَ فَوْق ببابها: "الموسيقا غذاء الروح والعقل" ، كلمة كانت تؤثِّرُ فينا لتدفعنا نحو تلك الآلات نتلقَّفها، نلهو بها؛ لترتوي أرواحُنا وتنمو عقولُنا، هكذا كنَّا نفكِّرُ، وهكذا عَلَّمَتْنَا المدرسة!! ولكن لم نكنْ نُؤْمِنُ بتلك العبارة إيمانًا مُطْلقًا؛ لأنَّ هناك صوتًا كانَ يشككنا فيها، كانَ ينطلقُ أحيانًا من الفطرة، وأحيانًا من مُحِيطنا الاجتماعي. كانَ صَوْتٌ يخرقُ الطبلَ ويكسِر المزمارَ؛ لذلك كنَّا نفكِّر ونسأل:
كيف تكونُ الموسيقا غذاءً للروح والعقل ونحن نسمعُ مِن على المنابر، وفي حلقات التحفيظ، ومِن بعض مَنْ نُعَايش - أنَّ مَن يستمع إلى الغناءِ يُصَبّ في أذنيه الآنُك - الرصاص المُذَاب - يوم القيامة، وأنَّ الغِنَاء مزمارُ الشيطان؟! هنا الخَللُ وهنا السؤالُ: مَن الصادق؟! ومَن الكاذب؟! أيكذبُ المشايخُ مِن فوْق المنابر؟! أم تكذب المدرسة فيما تقولُ وتفعل وتكتبُ؟! وكيف لها أنْ تكذبَ وهي التي تُعَلِّمنا العِلْمَ مع الفضيلة؛ فهي التربية والتعليم؟! فكانت النتيجةُ بعد ذلك الصراعِ - وبعد بحثٍ وسبر، وبعد ما تقدَّم العمرُ - أنَّه ليس كلُّ ما يُكْتَبُ في المدرسة حقًّا يُؤْخَذ، وكذلك ما يُقَال ويُفْعَل!!