﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 19]. أولًا: سبب نزولها:
روى بعض المفسرين أن أهل مكة قالوا: يا محمد، أرنا من يشهد أنك رسول الله، فإنا لا نرى أحدًا نصدقه، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى، فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر، فأنزل الله تعالى: ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾.
- تفسير قوله تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم)
- قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأنعام - قوله تعالى قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم- الجزء رقم5
- الشيخ محمد علي الشنقيطي تفسير اية الكرسي
تفسير قوله تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم)
13125 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: " وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به " ، يعني أهل مكة = " ومن بلغ " ، يعني: ومن بلغه هذا القرآن، فهو له نذير. 13126- حدثنا يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال: سمعت سفيان الثوري يحدّث, لا أعلمه إلا عن مجاهد: أنه قال في قوله: " وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به " ، العرب = " ومن بلغ " ، العجم. 13127 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " لأنذركم به ومن بلغ " ، أما " من بلغ " ، فمن بلغه القرآن فهو له نذير. 13128 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: " وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " ، قال يقول: من بلغه القرآن فأنا نذيره. وقرأ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [سورة الأعراف: 158]. قال: فمن بلغه القرآن, فرسول الله صلى الله عليه وسلم نذيره. * * * قال أبو جعفر: فمعنى هذا الكلام: لأنذركم بالقرآن، أيها المشركون، وأنذر من بلغه القرآن من الناس كلهم. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأنعام - قوله تعالى قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم- الجزء رقم5. * * * ف " من " في موضع نصب بوقوع " أنذر " عليه, " وبلغ " في صلته, وأسقطت " الهاء " العائدة على " من " في قوله: " بلغ " ، لاستعمال العرب ذلك في صلات " مَن " و " ما " و " الذي".
(3) 13119- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: " لأنذركم به ومن بلغ " ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلِّغوا عن الله, فمن بلغه آيه من كتاب الله, فقد بلغه أمر الله. 13120 - حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع = وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي = عن موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب القرظي: " لأنذركم به ومن بلغ " ، قال: من بلغه القرآن، فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قرأ: " ومن بلغ أئنكم لتشهدون ". 13121 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حميد بن عبد الرحمن, عن حسن بن صالح قال: سألت ليثًا: هل بقي أحدٌ لم تبلغه الدعوة ؟ قال: كان مجاهد يقول: حيثما يأتي القرآنُ فهو داعٍ، وهو نذير. ثم قرأ: " لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون ". 13122 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " ومن بلغ " ، من أسلم من العجم وغيرهم. 13123- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله. قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم. 13124- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا خالد بن يزيد قال، حدثنا أبو معشر, عن محمد بن كعب في قوله: " لأنذركم به ومن بلغ " ، قال: من بلغه القرآن, فقد أبلغه محمد صلى الله عليه وسلم.
قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم
[ ص: 147] وفي المسألة دليل آخر وهو قوله تعالى: ( كل شيء هالك إلا وجهه) [ القصص: 88] والمراد بوجهه ذاته ، فهذا يدل على أنه تعالى استثنى ذات نفسه من قوله: ( كل شيء) والمستثنى يجب أن يكون داخلا تحت المستثنى منه ، فهذا يدل على أنه تعالى يسمى باسم الشيء. واحتج جهم على فساد هذا الاسم بوجوه:
الأول: قوله تعالى: ( ليس كمثله شيء) [ الشورى: 11] والمراد ليس مثل مثله شيء وذات كل شيء مثل مثل نفسه فهذا تصريح بأن الله تعالى لا يسمى باسم الشيء ، ولا يقال: الكاف زائدة ، والتقدير: ليس مثله شيء ؛ لأن جعل كلمة من كلمات القرآن عبثا باطلا لا يليق بأهل الدين المصير إليه إلا عند الضرورة الشديدة. والثاني: قوله تعالى: ( الله خالق كل شيء) [ الزمر: 62]. ولو كان تعالى مسمى بالشيء لزم كونه خالقا لنفسه ، وهو محال لا يقال ، هذا عام دخله التخصيص لأنا نقول إدخال التخصيص إنما يجوز في صورة نادرة شاذة لا يؤبه بها ولا يلتفت إليها ، فيجري وجودها مجرى عدمها فيطلق لفظ الكل على الأكثر تنبيها ، على أن البقية جارية مجرى العدم ، ومن المعلوم أن الباري تعالى لو كان مسمى باسم الشيء لكان هو تعالى أعظم الأشياء وأشرفها ، وإطلاق لفظ الكل مع أن يكون هذا القسم خارجا عنه يكون محض كذب ولا يكون من باب التخصيص.
والجواب عن هذه الوجوه أن يقال: لما تعارضت الدلائل فنقول: لفظ الشيء أعم الألفاظ ، ومتى صدق الخاص صدق العام ، فمتى صدق فيه كونه ذاتا وحقيقة وجب أن يصدق عليه كونه شيئا وذلك هو المطلوب والله أعلم. أما قوله: ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فالمراد أنه تعالى أوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به ، وهو خطاب لأهل مكة ، وقوله: ( ومن بلغ) عطف على المخاطبين من أهل مكة أي لأنذركم به ، وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم ، وقيل: من الثقلين ، وقيل: من بلغه إلى يوم القيامة ، وعن سعيد بن جبير: من بلغه القرآن ، فكأنما رأى محمدا صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا التفسير فيحصل في الآية حذف ، والتقدير: وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ، ومن بلغه هذا القرآن. إلا أن هذا العائد محذوف لدلالة الكلام [ ص: 148] عليه ، كما يقال: الذي رأيت زيد ، والذي ضربت عمرو. وفي تفسير قوله: ( ومن بلغ) قول آخر ، وهو أن يكون قوله: ( ومن بلغ) أي ومن احتلم وبلغ حد التكليف ، وعند هذا لا يحتاج إلى إضمار العائد إلا أن الجمهور على القول الأول.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأنعام - قوله تعالى قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم- الجزء رقم5
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
* من أكبر المشكلات التى وقع فيها التفسير التراثى هو عدم التفريق بين المصلين اى المتصلين بالله وبين مقيمى شعيرة الصلاة، وقد أكون مقيما لشعيرة الصلاة وحريص على آدائها لكننى لست من المتصلين بالله اتصالا دائما لا ينقطع ولا اضع الله فى تعاملاتى اليومية مع الآخرين ولا اضعه فى معاملاتى مع الآخرين. * وقبل أن نبدأ نقول ان لفظة (الصلاة) فى المصحف لها معنيان وتعنى اولا الصلة الدائمة بالله الا اذا تضمن السياق قرينة تشير الى ان الاية تشير الى شعيرة الصلاة الحركية (الصلوات الخمس). * وغنى عن البيان ان التفسير التراثى لم يدرك الفرق بين المصلين بمعنى الموحدين المتصلين بالله وبين مقيموا الصلاة ( الصلوت الخمس). * والصلة بالله هى عماد الدين الحقيقى وليست الصلاة الحركيه التى نؤديها لدقائق، فجر وظهر وعصر ومغرب وعشاء. * وفى المصحف اول شئ يترتب على صلتك بالله هو ان تتصل ايضا بالناس وان تجعل للفقراء نصيب فورا فى اموالك لهم، يقول تعالى (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) المعارج.
الثالث: التمسك بقوله: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) [ الأعراف: 180] والاسم إنما يحسن لحسن مسماه وهو أن يدل على صفة من صفات الكمال ، ونعت من نعوت الجلال ، ولفظ الشيء أعم الأشياء فيكون مسماه حاصلا في أحسن الأشياء وفي أرذلها ، ومتى كان كذلك لم يكن المسمى بهذا اللفظ صفة من صفات الكمال ولا نعتا من نعوت الجلال. فوجب أن لا يجوز دعوة الله تعالى بهذا الاسم ؛ لأن هذا الاسم لما لم يكن من الأسماء الحسنى والله تعالى أمر بأن يدعى بالأسماء الحسنى ، وجب أن لا يجوز دعاء الله تعالى بهذا الاسم ، وكل من منع من دعاء الله بهذا الاسم قال: إن هذا اللفظ ليس اسما من أسماء الله تعالى البتة. الرابع: أن اسم الشيء يتناول المعدوم ، فوجب أن لا يجوز إطلاقه على الله تعالى. بيان الأول: قوله تعالى: ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا) [ الكهف: 23] سمى الشيء الذي سيفعله غدا باسم الشيء في الحال والذي سيفعله غدا يكون معدوما في الحال ، فدل ذلك على أن اسم الشيء يقع على المعدوم. وإذا ثبت هذا فقولنا: إنه شيء لا يفيد امتياز ذاته عن سائر الذوات بصفة معلومة ولا بخاصة متميزة ، ولا يفيد كونه موجودا فيكون هذا لفظا لا يفيد فائدة في حق الله تعالى ألبتة ، فكان عبثا مطلقا ، فوجب أو لا يجوز إطلاقه على الله تعالى.
ثانيا: أن موقع (أوربا-إسرائيل) الفرنسي الصهيوني كان يروِّج لرواية هندة عياري "اخترتُ أن أكون حرة" على صفحاته إلى عهد قريب، وكان مكتوبا في الموقع أن كل نسخة تباع من الرواية فستكون خمسة بالمائة من ثمنها للموقع. ولم يحذف الموقع رابط الترويج للرواية إلا منذ بضعة أيام خشية افتضاح علاقته بهندة. ثالثا: أن محامي هندة عياري، جوناس حداد، الذي رفعت الدعوى عبره ضد الدكتور طارق رمضان، معروف بصلاته الوثيقة مع جماعة الضغط الصهيونية اليمينية المسماة "وجه إسرائيل"، إحدى الجماعات الصهيونية الفرنسية، ويترأسها اليهودي الفرنسي ميشيل أزولاي. رابعا: أن حملة هندة عياري -ومن ورائها اللوبي الصهيوني الفرنسي والأوربي- جاءت في توقيت بعيد عن الصدفة. قصة سيدنا موسى عليه السلام | للشيخ محمد علي الشنقيطي - YouTube. فنحن نعيش هذا العام الذكرى الخمسين لهزيمة 1967 ، والذكرى المائة لوعد بلفور. وقد أعلنت فرنسا العام القادم 2018 "عام إسرائيل" احتفاءً بالذكرى السبعين لتأسيس الدولة اليهودية! وتمر المنطقة العربية اليوم بظروف حرجة، ظاهرها خلاف بسيط بين دول خليجية وعربية، وباطنها اصطفاف إقليمي جديد تقع إسرائيل في القلب من أحد طرفيْه. وفي هذا السياق الاستقطابي المتفجر أصبحت شيطنة كل صوت للإسلام مناهض للاستبدادا، رافض لاحتلال فلسطين ، كاشف لجرائم الصهونية ، جزءا من الحرب الفكرية والنفسية، المصاحبة دائما للتحولات الاستراتيجية الكبرى.
الشيخ محمد علي الشنقيطي تفسير اية الكرسي
وقد نشرت هندة من قبل رواية ركيكة باللغة الفرنسية عنوانها: "اخترتُ أن أكون حرة" -هي المكافئ الأدبي لرواية "الآيات الشيطانية" ولسيرة آيان هيري الذاتية- ادَّعت فيها أن شخصا خياليا اسمه "الزبير" اغتصبها في فندق. ثم عادت في الأيام الماضية لتزعم أن ذلك لم يكن سوى الدكتور طارق رمضان! وأن عملية الاغتصاب حدثت منذ خمس سنين، أمضتها صامتة عن الموضوع! وكأنها تعيش في دولة زين العابدين بن علي البوليسية، لا في الجمهورية الفرنسة، حيث حرية التعبير والتقاضي مكفولة للجميع. الشيخ محمد علي الشنقيطي تفسير اية الكرسي. لكن إطلالة على خلفية هندة وعلاقاتها السياسية تشير إلى أمور مثيرة للريبة حقا، وتدل على عدم نزاهة هندة عياري، وعلى أن اتهامها للدكتور طارق رمضان لا يعدو أن يكون فصلا جديدا -وقَذِراً- من حرب الصهاينة في الغرب على كل صوت إسلامي يكسب المصداقية العالمية، ويكشف جرائم الصهيونية. ومن هذه الأمور:
أولا: أن هندة عياري بدأت حياتها "سلفية متشددة" كما تقول، وكانت ترتدي النقاب، ثم تحولت فجأة ناشطة علمانية، تعادي كل ما له صلة بالإسلام، وتحرِّض المسؤولين الفرنسيين عليه. وهذا التحول المثير والمريب يدل على عدم النزاهة الفكرية، وعلى هشاشة المواقف الأخلاقية.
الخيانة الثقافية لا تحاكمها دُور القضاء، وإنما أعماق الضمائر. وليس من ريب أن ضمائر المسلمين ستظل تلفظ كل من يمارس "الخيانة الثقافية"
إن ما فعلته الكاتبة هندة عياري ليس سوى تكرار لما فعله سلمان رشدي وإيان هيرشي من قبل. اللاعب: محمد علي الشنقيطي. فهو "خيانة ثقافية" بتعبير الدكتور علي المرزوعي، وهي خيانة لا تقتصر عليهم -بكل أسف- ولا تنحصر داخل الفضاء الغربي، بل يوجد اليوم في قلب الفضاء العربي الإسلامي كتَّاب وإعلاميون يمارسون "الخيانة الثقافية" جهارا نهارا، وبتمويل ودعم من قادة السعودية والإمارات ، خصوصا منذ اندلاع الأزمة الخليجية الحالية، وما صاحبها من إسفاف إعلامي وثقافي من طرف دول الحصار. سينفضح كذب هندة عياري، كما انفضح كذب آيان هيرشي قبلها، فاضطرت للاستقالة من البرلمان الهولندي، بعد أن تبين أنها لم تأت إلى هولندا هاربة من الحرب الأهلية الصومالية -كما زعمتْ في طلبها اللجوء السياسي- بل جاءت طوعا بعد أن كانت تعيش في بحبوحة مع أبيها في كينيا بعيدا عن الحرب الصومالية. ويستطيع الدكتور طارق رمضان أن يكسب قضية التشهير التي رفعها ضد هندة عياري بسهولة، إذا تعامل معه القضاء الفرنسي بنزاهة غير مشوبة بالتحيزات الدينية والسياسية.