اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك. ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]. وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
كيف نستقبل العام الجديد؟
نبذة مختصرة عن الخطبة:
ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبدالله خياط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: " كيف نستقبل العام الجديد؟ "، والتي تحدَّث فيها عن انصرام العام وقُدوم عامٍ جديد، وأن هذا مدعاة للتفكُّر والتأمُّل في حال كلٍّ منا، بالتوبة إلى الله، والإنابة، وتذكُّر الموت وانقضاء الأجل بانقضاء الشهور والأعوام، ورغَّب في الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم، وصيام يوم عاشوراء خصوصًا، لما في ذلك من الخير العظيم بموافقة سنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم. مضايف شمر خطب جمعة. الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا، وقدَّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب، أحمده - سبحانه - العزيز الوهاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله خيرُ من اتقى ربه وأناب، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان. أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله -، وتزوَّدوا بخير زادٍ تقطعون به أشواط الحياة، وتحظَون بالزُّلفى إلى الله يوم المعاد. أيها المسلمون:
في وداع عامٍ مضى، وعلى أعتاب عامٍ جديد يقِفُ أولو الألباب وقفة اعتبارٍ وادِّكار، فينظرون إلى هذه الشمس تطلُع كل يوم من مشرقها ثم تغرُب في نهايته، وينظرون إلى هذا الهلال يُولَد صغيرًا أول الشَّغَف، حتى إذا استكمَل نموّه أخذ في النقص، حتى يتوارى عن الأنظار.
أما بعد، فيا عباد الله:
إن المؤمن الذي يدعو ربَّه بدعاء نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: «اللهم اجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، والموتَ راحةً لي من كل شر» شديد الحرص على اغتنام فرصة العمر باستثمار الليالي والأيام في كل خيرٍ يُرضِي به ربَّه، ويعلو به قدرُه، وتطيبُ به حياتُه. مضايف شمر خطب جاهزة. ولذا فإنه يفرحُ بما منَّ الله عليه من نعمة الإمهال حتى بلَّغه العام الجديد ليستكثِر فيه من أسباب الزُّلفى إلى ربه، وليستدرِك ما فاته وما فرَطَ منه بالتوبة والإنابة، وهذا مصداقُ ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه: «لا يزيدُ المؤمنَ عمره إلا خيرًا» ؛ أخرجه م سلم في " صحيحه ". فاتقوا الله - عباد الله -، واشكروا الله الذي بلَّغكم ما لم يُقدَّر لكثيرٍ من إخوانكم ممن طُوِيَت صحائفُهم، ووُسِّدوا الثَّرى فلم يستكمِلوا عامهم بعد أن كانوا فيه ملءَ الأسماع والأبصار. قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: "رُؤي بعض السلف في المنام فقال: ندِمنا على أمرٍ عظيم: نعلمُ ولا نعمل، وأنتم تعملون ولا تعلمون، والله لتسبيحةٌ أو تسبيحتان أو ركعةٌ أو ركعتان في صحيفة أحدنا أحبُّ إليه من الدنيا وما فيها". وقال بعض السلف: "كل يومٍ يعيش فيه المؤمن غنيمة".
ففي الشباب والصحة والغنى والفراغ من الشواغل قوةٌ وعزيمة، ونشاطٌ وتفرُّغ، وكمال توجُّه إلى كل خير، وفي أضدادها من الهَرَم والضعف وضعف القوة وفتور العزم وضيق الصدر وثِقَل الأعمال وكثرة المطالب وتشعُّب الهموم ما يقعُد بصاحبه عن ذلك، ويُعقِبُه من الحسرة ما يُكدِّر عيشَه، ويُنغِّص حياته. ولذا كان من شأن العاقل اليَقِظ ألا يُضيِّع شيئًا من عمره بالإطالة التي يذهب معها العمر سُدًى بغير فائدة في الدين والدنيا، أو بالجهالة التي تحملُه على اتباع الهوى لعدم معرفة ما يضره وما ينفعه، فيغدو كمن مثَلُه في الظلمات ليس بخارجٍ منها، فيضِلَّ سعيُه، ويحبَط عمله. هذا؛ وإن خير ما يُستقبَلُ به العام الجديد - يا عباد الله -: استهلالُه بالطاعات وألوان القُربات، ومن أظهرها: صيام شهر الله المحرم الذي هو أفضل الصيام بعد رمضان، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أفضل الصيام بعد رمضان: شهر الله المحرم.. » الحدي ث. وآكدُه صوم يوم عاشوراء؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صيامُ يوم عاشوراء أحتسِبُ على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله» ؛ أخرجه مسلم في " صحيحه ".
فأكثِروا في هذا الشهر الحرام - يا عباد الله -، أكثِروا من ألوان القُرَب تزدلِفون بها إلى ربكم، وتعمُرون بها أوقاتكم بما تقرُّ به أعينكم عند ربكم، فإن افتتاح العام الجديد بالطاعة كما اختُتِم العام المُنصرِم بطاعة الحج والعمرة وصيام يوم عرفة لغير الحاج، وغير ذلك من ألوان القُرَب، مُشعِرٌ بأن عمر المسلم كله بدءًا ونهايةً عامرٌ بطاعة الله، رَطبٌ بذكره، ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]. وليكن مرور الأيام وانقضاء الأعوام خيرَ باعثٍ لكم على الاعتبار والادِّكار بتذكُّر انتهاء الآجال وانقضاء الأعمار، والإحسان للنفس بدوام محاسبتها، وإقامتها على الجادة، وحجزها عن الردِّي في حمأة الخطايا، والحذر من مشابهة حال من حذَّر الله من مشابهة حاله في قسوة القلب لطول الأمد، في قوله - عزَّ اسمه -: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].
واذكروا قُدومكم على ربكم، ووقوفكم بين يديه في يومٍ ما أشدّ هوله، ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا * يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾ [المعارج: 6-18]. واسألوا اللهَ أن يجعل ما تستقبِلون من أيام خيرًا مما مضى، وأن يجعل العام الجديد عامَ خيرٍ وبرٍّ وتُقى، ونصرًا ورفعةً وعزةً لأمة خير الورى - عليه الصلاة والسلام. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنه نبيه - صلى الله عليه وسلم -، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية
الحمد لله مُصرِّف الليالي والأيام، أحمده - سبحانه - على ترادُف الإنعام وتتابُع الإكرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القدوس السلام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأبرار الأتقياء الأعلام.
وينظرون إلى العام الجديد كيف تبدو نهايته بعيدةً، فما تلبَثُ الشهور والأيام أن تنقضي سراعًا حتى تصِل بهم إلى تلك النهاية، هنالك يستيقنون أن هذا مثلُ الحياة الدنيا في زهرتها وزينتها، ومثلُ أعمال بني آدم في الفناء والانقضاء، وهي حقيقةٌ بيِّنة لا تخفى على كل لبيب، وإنما تحجُبُها حُجُب الغفلة، وتصِفُ عنها صوارِف الإعراض، والاغترار، وطول الأمل، وخِدع الأماني والظنون التي لا تُغني من الحق شيئًا. وإن إدراك هذا المعنى ليحملهم على النظر فيما قدَّموا لأنفسهم طيلة أيام عامهم المُنصرِم بسلوك سبيل المحاسبة للنفس لاستصلاح الفاسد، وتدارُك الفارط، وإقامة المُعوَجّ، بالثبات على الطرق، والاستمساك بالحق إن كانوا من المحسنين المُوفَّقين المُهتدين. وإن أعظم عوْنٍ على ذلك: التوبة النصوح التي أمر الله بها المؤمنين جميعًا بقوله: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وبالندَم على ما مضى، والإقلاع عما كان من الذنوب، وبالعَزْم على عدم العودة إليها، وباغتنام الخمس التي أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - باغتنامها رجلاً فقال: «اغتنِم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هَِرَمك، وصحتك قبل سَقَمك، وغناك قبل فَقرك، وفراغَك قبل شُغُلك، وحياتك قبل موتك» ؛ أخر جه الحاكم في " مستدركه " بإسنادٍ صحيح.
ذات صلة التعريف بمعاذ بن جبل معاذ بن جبل
التعريف بالصحابي معاذ بن جبل
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو، هو صحاب جليل من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، هو خزرجي أنصاري، وهو من أكبر علماء الصحابة الكرام ومن أكبر فقهاؤهم، لقبه إمام العلماء، أسلم – رضي الله عنه – و عمره ثمانية عشر عاماً، وقد اشترك في كافة المعارك التي خاضها الرسول الأعظم ضد الكفار. علاقته بالرسول صلى الله عليه و سلم
كان لهذا الصحاب الجليل علاقة وطيدة بالرسول، فقد قال عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه أعلم الأمة بالحلال والحرام، كما أنها دعا المسلمين في حديث آخر أن يأخذو القرآن قراءة من أربعة كان رابعهم معاذ بن جبل، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على محبة رسول الله له، وعلى ثقته فيه وفي علمه، وتوجت هذه الثقة عندما أرسل الرسول – صلى الله عليه وسلم – معاذ بن جبل إلى اليمن ليكون قاضياً هناك. علاقته بالصحابة رضوان الله عليهم
أما الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – فإنهم كانوا يعظمون شأن معاذ بن جبل، حيث أنهم كانوا إذا أراد أحدهم الحديث، ومن ضمن من يتحث إليهم هو معاذ بن جبل، فينظر إليه بسبب هيبته و جلاله، كما أنه عبدالله بن مسعود قال عنه أن كان أمة وكان قانتاً، في حيل قال عمر بن الخطاب في معاذ بن جبل: " عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ و لولاه لهلك عمر " إضافة إلى أنه كان قد قدمه على غيره آنذاك من ناحية الفقه لشدة علمه وتقواه.
ص431 - كتاب المسند المصنف المعلل - معاذ بن جبل الأنصاري - المكتبة الشاملة
اليوم سيكون مقالنا عن صحابي جليل من أصحاب رسول الله الذين نتعلم منهم كيف يجب ان يكون المسلم … و هذا الصحابي هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل و هو من الانصار اسلم و عمره ثمان عشر سنة … لقد كان للصحابي الجليل معاذ بن جبل مكانة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه و قد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الاحاديث … تعالوا معي لنتعرف اكثر على هذا الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه. سيرة الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه - د طارق السويدان. اسمه ونسبه وعائلته: هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي … و هو من الانصار … و كان له زوجتان و ولدان و بنت … وكان يكنى بأبو عبد الرحمن. مولده: قيل ان معاذ بن جبل ولد مابين سنة 602 ميلاديا و بين سنة 607 ميلاديا و قد ولد في يثرب و هي المدينة المنورة حاليا. اسلامه: لقد اسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل و هو كان عمره ثمان عشر سنة … و شهد بدرا و شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم … و بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن بعد غزوة تبوك ليعلم الناس هناك دين الله و يعلِّم الناس القرآن و شرائع الإسلام و يقضي بينهم.
قصة الصحابي معاذ بن جبل مع طاعون &Quot;عمواس&Quot; | مصراوى
أحمد مراد (القاهرة)
معاذ بن جبل، فتى الأنصار، أحد أصغر الصحابة الذين التفوا حول النبي حينما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة. كان الفتى الصغير قد أسلم قبل الهجرة النبوية، حيث كان واحداً من وفد السبعين أنصارياً الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية، وكان عمره وقتها لا يتجاوز الخامسة عشرة. منذ أن وضع فتى الأنصار معاذ بن جبل يده في يد النبي ليبايعه على الإيمان والنصر والتأييد، عزم على أن يضحي بكل غال ونفيس في سبيل الدفاع عن رسالة الإسلام ونشرها بين الناس، والذود عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لو كلفه هذا الأمر حياته وروحه. قصة الصحابي معاذ بن جبل مع طاعون "عمواس" | مصراوى. بعد أن بايع النبي في بيعة العقبة الثانية، عاد معاذ إلى المدينة، وقد لزم الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي أرسله النبي إلى المدينة ليدعو أهلها إلى الإسلام، وأخذ معاذ ينهل من علم مصعب، ويسمع منه القرآن، ويتعلم منه مبادئ الإسلام وقيمه وتعاليمه، وكان لهذا الأمر أثر كبير على معاذ، والذي عزم على أن يكون له دور في الدعوة إلى الإسلام، حيث كون فريقا من فتيان المدينة للدعوة إلى دين الله. عندما سمع معاذ بعزم النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة من مكة إلى المدينة، شعر بسعادة وفرحة غامرة، وظل ينتظر وصول النبي أياما، حتى جاء اليوم الموعود، ووصل النبي إلى المدينة، ولزمه معاذ، وزاد حبه له صلى الله عليه وسلم، وقد بادله النبي هذا الحب، حتى أقر بحبه قال معاذ: أخذ رسول الله يوما بيدي، فقال لي: «يا معاذ، والله إني لأحبك»، فقلت: بأبي أنت وأمي، والله إني لأحبك، قال: «يا معاذ، إني أوصيك، لا تدعَن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
سيرة الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه - د طارق السويدان
إسلام معاذ بن جبل، أسلم معاذ بن جبل وهو في سن ال ١٨سنة وكان من الأربعة المشهورين بحفظ القرآن الكريم في زمن الرسول عليه السلام، وشهد البيعة الثانية لِلعقبة وكذلك شهد جميع الغزوات والحروب مع النبي محمد عليه السلام وذلك لتميزه بالشجاعة والذكاء والفطنة. صفات معاذ بن جبل
إسلام معاذ بن جبل
كان معاذ بن جبل يتصف بعدد من الصفات الخُلقية والأخلاقية والتي ميزته عن غيره ويرجع ذلك لملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هذه الصفات ما يلي:
الصفات الخلقية ومنها الآتي:
الجمال. بياض الوجه ونقائه. عيناه كحيلتين. ص431 - كتاب المسند المصنف المعلل - معاذ بن جبل الأنصاري - المكتبة الشاملة. طول القامة. براق المبسم. حسن الشعر. حاجباه مجموعين. الصفات الأخلاقية: كان يتمتع بصفات أخلاقية عديدة منها ما يلي:
فقيه جدًا: حيث كان يسأل في أمور الدين والدنيا كثيرًا ويتعلم من رسول الله عليه السلام. زاهدًا: ودليل ذلك عندما أعطاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ٤٠٠ دينار لكي ينفقها على قضاء حوائجه لكن قام معاذ بن جبل بإنفاق المال على المحتاجين من مساكين وفقراء وجيران ولم تحصل زوجته منها إلا على دينارين. الورع: حيث كان لدى معاذ بن جبل زوجتين وكان حريص جدًا على إقامة المساواة والعدل بينهما حتى عند وفاتهما.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء. كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات سيدنا خالد بن الوليد و الأرقم بن أبي الأرقم معاذ بن جبل وصحبة رسول الله ﷺ أسلمَ مُعاذ بن جبل وعمرهُ 18 سنة، وشهِدَ بيعةَ العقبة الثانية، وهو شابٌ أمرد لم تنبُت لحيتُه بعد، ولمّا هاجرَ النبي ﷺ آخى بين مُعاذ وعبد الله بن مسعود، وشهِد معاذ بن جبل غزوةَ بدر وعمرهُ 20 أو 21 سنة، ثمّ شهدَ بقيّة المشاهدِ كُلها، ولما كانَ فتحُ مكة استخلف النبي ﷺ عليها عتاب بن أُسيد يُصلي بهِم، وخلّف معاذًا يُقرئهم القرآن، ويُفقههم في دينهِم، ثم بعثهُ في ربيع الآخر سنة 9هـ عاملاً له على اليمن. ثناء النبي ﷺ على معاذ بن جبل 1-خُذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة. 2-رحمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّها في دينِ الله عمر، وأصدقها حياء عُثمان، وأعلمهُم بالحلالِ والحرام مُعاذ، وأفرضهُم زيد، ولكلِ أمّة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة. 3-يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وفاة معاذ بن جبل في طاعون عمواس، سنة 18 ه، وعمره 33 أو 34 سنة رحمه الله تعالى.
وروي ابن حنبل في مسنده قول معاذ بن جبل سمعت رسول الله ﷺ يقول: ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون فيه داء كالدمل أو كالوخزة يأخذ بمراق الرجل فيشهد أو فيستشهد الله بكم أنفسكم ويزكي بها أعمالكم" ودعا معاذ قائلًا: اللهم إن كنت تعلم أن معاذا سمعه من رسول الله ﷺ فأعطه هو وأهل بيته الحظ الاوفر منه فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد فطعن في أصبعه السبابة فكان يقول ما يسرني أن لي بها حمر النعم. توفى معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو يقول: روحوني ألقى الله مثل سن عيسى ابن مريم ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة. محتوي مدفوع