( ولعلا بعضهم على بعض) أي: طلب بعضهم مغالبة بعض كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم ، ثم نزه نفسه فقال: ( سبحان الله عما يصفون)
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم وبخهم- سبحانه- على قولهم إن لله ولدا وشريكا فقال: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ، وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ.... أى: لم يتخذ الله- تعالى- ولدا- كما يزعم هؤلاء الجاهلون لأنه- سبحانه- منزه عن ذلك. ولم يكن معه من إله يشاركه في ألوهيته وربوبيته- عز وجل-. ولو كان الأمر كما يزعمون إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ واستقل به عن غيره. وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ أى: ولحدث بينهم التجارب والتغالب... ص3 - كتاب تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله - المكتبة الشاملة. ولفسد هذا الكون، كما قال- تعالى-: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا.... سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ أى: تنزه الله- تعالى- وتقدس عما يصفه به هؤلاء الجاهلون. فهو- سبحانه- الواحد الأحد. الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ينزه تعالى نفسه عن أن يكون له ولد أو شريك في الملك ، فقال: ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) أي: لو قدر تعدد الآلهة ، لانفرد كل منهم بما يخلق ، فما كان ينتظم الوجود.
ص3 - كتاب تفسير أحمد حطيبة - تفسير قوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله - المكتبة الشاملة
فلا يحتاج إلى صاحبة، ولا يحتاج إلى ولد سبحانه وتعالى عما يصفون وعما يقولون.
ولذلك فهذا أعظم دليل منطقي، وعندما يقال: الكتب الدينية فإنهم يعنون كتب النصارى التي اختلفت وتغيرت وتبدلت، وأما نحن فلا نقول: القرآن كتاب ديني، وإنما هو كتاب ديني وكتاب دنيوي، وكتاب عسكري، وهو كتاب مدني، وهو كتاب قانون، وهو كتاب شريعة، وهو كتاب أدب وهو كل شيء، فماذا تقول في هذه المحاورات العقلية: أفلسفة هي، قل إن شئت: هي المنطق والعقل، وقل إن شئت هو محاورة في الأدب والبلاغة؟ ولكن ليس طقوساً كما يزعم النصارى والجهلة من أبناء المسلمين الذين تلقفهم النصارى واليهود وأفسدوا عقولهم، ودينهم، وعلومهم، وجعلوهم خلقاً لا مسلماً ولا كافراً في أكثرهم، إلا من حفظ الله.
كذلك لفظ حلقوم (فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون) تم تفسيره عندما يصل الانسان الى لحظاته الاخيرة عند حضور الموت وقيل ان الحلقوم هو اعلى العنق) والسؤال الذي يطرح نفسه هو
هل هذه اللحظات الأخيرة من حياة النفس والجسم قبل مفارقة الجسم هل هي نفسها ( عذاب او نعيم القبر) ام أن له مكاناً ءاخر ؟؟؟؟!!! دمتم مباركين وطيبين
سلام عليكم ءجمعين
لاتستبدلو ولاية ءلله تعالى بالولايات الجاهلية
"فلولا إذا بلغت الحلقوم" في التنزيل الحكيم
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
تفسير آية (فلولا إذا بلغت الحلقوم)
يُخاطب الله المشركين والناس في هذه الآية فيقول: عند خروج الروح وبلوغها الحلقوم، هل تستطيعون أن توقفوا خروج الروح عند هذه اللحظة؟ أو تردّوها إلى مكانها كما تزعمون؟ حيث يزعمون أنهم غير محاسبين، ويقولون لا يوجد جزاء ولا بعث، فإذا استطعتم أن تردوا هذه الروح إلى الجسد فردوها، وإذا استطعتم أن تردوا روح عزيز عليكم فردوها كما تزعمون، وإذا استطعتم أن تردوا عن أنفسكم الموت فردوه إن كنتم صادقين. [١] وعندما تبلغ الروح الحلقوم وينظر أهل الميت للمحتضر بعجز، ولا يستطيعون دفع شيء عنه، ولا عمل أي شيء ينفعه، وعند قبض الروح لا يعلمون مقدار المشقة والكرب الذي يكون به الميت، ولا يبصرون الملائكة الذين يحضرون عند قبض الروح، كما فإنَّ المؤمن يبشّر بلقاء الله عز وجل، فهو يحب لقاء الله، والله يحب لقاءه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ. قالَتْ عائِشَةُ أوْ بَعْضُ أزْواجِهِ: إنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قالَ: ليسَ ذاكِ، ولَكِنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ برِضْوانِ اللَّهِ وكَرامَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ فأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ، وأَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وإنَّ الكافِرَ إذا حُضِرَ بُشِّرَ بعَذابِ اللَّهِ وعُقُوبَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أكْرَهَ إلَيْهِ ممَّا أمامَهُ؛ كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ، وكَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الواقعة - الآية 83
قوله تعالى { فلولا إذا بلغت الحلقوم} أي فهلا إذا بلغت النفس أو الروح الحلقوم. ولم يتقدم لها ذكر، لأن المعنى معروف، قال حاتم. أماوي ما يغني الثراء عن الفتى ** إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر وفي حديث: (إن ملك الموت له أعوان يقطعون العروق يجمعون الروح شيئا فشيئا حتى ينتهى بها إلى الحلقوم فيتوفاها ملك الموت). { وأنتم حينئذ تنظرون} أمري وسلطاني. وقيل: تنظرون إلى الميت لا تقدرون له على شيء. وقال ابن عباس: يريد من حضر من أهل الميت ينتظرون متى تخرج نفسه. ثم قيل: هو رد عليهم في قولهم لإخوانهم { لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} [آل عمران: 156] أي فهل ردوا روح الواحد منهم إذا بلغت الحلقوم. وقيل: المعنى فهلا إذا بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع وأنتم حضور أمسكتم روحه في جسده، مع حرصكم على امتداد عمره، وحبكم لبقائه. وهذا ردا لقولهم { نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} [الجاثية: 24]. وقيل: هو خطاب لمن هو في النزع، أي إن لم يك ما بك من الله فهلا حفظت على نفسك الروح. { ونحن أقرب إليه منكم} أي بالقدرة والعلم والرؤية. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الواقعة - الآية 83. قال عامر بن عبد القيس: ما نظر إلى شيء إلا رأيت الله تعالى أقرب إلى منه. وقيل أراد ورسلنا الذين يتولون قبضه { أقرب إليه منكم} { ولكن لا تبصرون} أي لا ترونهم.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الواقعة - الآية 83
• الآيات 83 - 87
- عدد القراءات: 7409 - نشر في: 22--2008م
﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـكِن لاَّ تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ (87)﴾
التّفسير
عندما تصل الروح إلى الحلقوم:
من اللحظات الحسّاسة التي تقلق الإنسان دائماً هي لحظة الإحتضار ونهاية العمر، في تلك اللحظة يكون كلّ شيء قد إنتهى، وقد جلس أهله وأحبّاؤه ينظرون إليه بيأس كشمعة قد إنتهى أمدها وستنطفىء رويداً رويداً، حيث يودّع الحياة دون أن يستطيع أحد أن يمدّ إليه يد العون. نعم، إنّ الضعف التامّ للإنسان يتجسّد في تلك اللحظات الحسّاسة ليس في العصور القديمة فحسب بل حتّى في عالمنا المعاصر، فمع توفّر جميع الإمكانات الطبيّة والفنيّة والوسائل العلاجية فإنّ الضعف يتجلّى في ساعة الإحتضار. وتكملة لأبحاث المعاد والردّ على المنكرين والمكذّبين فإنّ القرآن الكريم يرسم لنا صورة معبّرة ومجسّدة لهذه اللحظات حيث يقول سبحانه: (فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون) ولا تستطيعون عمل شيء من أجله ( 1).
ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت وبين درجاتهم فقال: ( فأما إن كان من المقربين ( فأما إن كان من المقربين) وهم السابقون. ( فروح) قرأ يعقوب " فروح " بضم الراء [ ص: 26] والباقون بفتحها ، فمن قرأ بالضم ، قال الحسن معناه: تخرج روحه في الريحان ، وقال قتادة: الروح الرحمة أي له الرحمة ، وقيل: معناه فحياة وبقاء لهم. ومن قرأ بالفتح معناه: فله روح وهو الراحة ، وهو قول مجاهد. وقال سعيد بن جبير: فرح. وقال الضحاك: مغفرة ورحمة. ( وريحان) استراحة. فلولا اذا بلغت الحلقوم. وقال مجاهد وسعيد بن جبير: رزق. وقال مقاتل: هو الرزق بلسان حمير ، يقال: خرجت أطلب ريحان الله أي رزق الله. وقال آخرون: هو الريحان الذي يشم. قال أبو العالية: لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم تقبض روحه..
( وجنة نعيم) قال أبو بكر الوراق: " الروح " النجاة من النار ، و " الريحان " دخول دار القرار.