قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا ً) رواه النسائي. وقال صلى الله عليه وسلم: ( بشـــر هذه الأمة بالتمكين والرفعــــة ، من عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب) رواه أحمد. - والإخلاص: تصفية العمل عن ملاحظــة المخلوقين. - قال بعض السلف: " المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته ". - قال سهل بن عبد الله: " ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ". - وقال يوسف بن الحسين: " أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر ". 4- إن الإخلاص شرط لقبول العمــل ، فالعمل لا يقبل إلا بشرطين:
- الأول: أن يكون خالصاً, لحديث الباب: (... شرح حديث إنما الأعمال بِالنيَّات. وإنما لكل امرىء ما نوى... ). - الثاني: أن يكون موافقاً للسنة, لحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). 5- والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعــة. - قال ابن تيمية: " التلفظ بالنية بدعــة لم يفعله الرسول ولا أصحابــه ". 6- قال بعض العلماء:
- حديث ( إنما الأعمال بالنيات........ ) ميزان للأعمال الباطنــة. - وحديث ( من أحدث في أمرنا....... ) ميزان للأعمال الظاهرة.
- شرح حديث إنما الأعمال بِالنيَّات
- اطلبوا الموت توهب لكم الحياة في
- اطلبوا الموت توهب لكم الحياة الحلقة
شرح حديث إنما الأعمال بِالنيَّات
* الفوائــد:
1- هذا الحديث من الأحاديث الهامة التي عليها مدار الإسلام. - قال أبو عبد الله: " ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم أجمع وأغنى فائدة من هذا الحديث ". - وقال الشافعي: " يدخل في سبعين باباً من أبواب العلم ". ولأهميته ابتدأ به الإمام البخاري صحيحه. وبدأ به الإمام النووي في كتبه: الأذكـــار - ورياض الصالحين - والأربعين نوويــة. 2- اختلف العلماء في معنى: ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرى ما نوى). هل هما جملتان بمعنى واحد أو مختلفتان ؟
* والراجــح أن الأولى غير الثانية:
- الأولى: ( إنما الأعمال بالنيات) سبب ، بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فيها أن كل عمل لا بد فيه من نية ، كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار لا بد فيه من نية ، ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً بغير نية. - الثانية: ( وإنما لكل امرىء ما نوى) نتيجـة هذا العمل:
إذا نويت هذا العمل لله والدار الآخرة حصل لك ذلك ، وإذا نويت الدنيا فليس لك إلا ما نويت. 3- وجوب إخلاص النيـة لله ، لأنه ليس له من عمله إلا ما كان خالصاً لله. - وقد جاءت نصوص تبين أن العمل لا يقبل إلا ما كان لله. قال تعالى: ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الديــن حنفاء.. ﴾.
7- ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً للعمل الذي يراد به وجه والذي يراد به غير الله ، وذلك بالهجرة. - بعض الناس يهاجر ويدع بلده لله تعالى وابتغاء مرضاتــه فهذا هجرته لله ويؤجر عليها كاملاً. ويكون أدرك ما نوى. - وبعض الناس يهاجر لأغراض دنيوية ، كمن هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام من أجل المال ، أو من أجل امرأة يتزوجهـا ، فهذا هاجر لكنه لم يهاجر لله ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فهجرته إلى ما هاجر إليه). 8- والهجرة: الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام. * وحكمها ينقسم إلى قسمين:
- واجبة: إذا كان الشخص لا يستطيع أن يقيـــم دينــه. - مستحبة: إذا كان الشخص يستطيع أن يقيم دينــه. وهي باقية إلى قيام الساعــة. قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبـة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه أبو داود. 9- وقعت الهجرة في الإسلام على أنــواع:
- الأولى: الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام. كما في الهجرة من مكة إلى المدينـــة. - الثانية: الانتقال من بلد الخوف إلى بلد الأمـن. كما في الهجرة إلى الحبشة. - الثالثة: ترك ما نهى الله عنــه. كما في الحديث: ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه البخاري.
تاريخ النشر: الخميس 25 رمضان 1421 هـ - 21-12-2000 م
التقييم:
رقم الفتوى: 6335
48901
0
308
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أفيدونا إذا أمكن ولكم جزيل الشكر سلفاً. أي من الخلفاء الراشدبن صاحب هذا القول: اطلبوا الموت توهب لكم الحياة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذا القول ينسب للخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه قاله لخالد بن الوليد رضي الله عنه ونصه: "احرص على الموت توهب لك الحياة" والله أعلم.
اطلبوا الموت توهب لكم الحياة في
من قائل اطلبوا الموت توهب لكم الحياه، يعتبر الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاة من أكثر الصحابة رضوان الله عليهم من حيث الفطنة والفصاحة اللغوية، حيث أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان فصيحا وبليغا جدا من حيث الناحية اللغوية التي كان يقوم بها، كما ان أن أبو بكر الصديق هو من الصحابة رضوان الله عليم ومن الخلفاء الراشدين. من قائل اطلبوا الموت توهب لكم الحياه، يعد أبو بكر الصديق على أنه من أكثر الصحابة من حيث القرب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أن النبي كان يقوم بتوكيل أبو بكر الصديق ليقوم بالعديد من المهام والأمور نيابة عنه وذلك نظرا للثقة الكبيرة التي كان يثقها النبي محمد عليه الصلاة والسلام في ابو بكر الصديق. السؤال هو: من قائل اطلبوا الموت توهب لكم الحياه ؟ الإجابة الصحيحة على السؤال هي: القائل هو الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
اطلبوا الموت توهب لكم الحياة الحلقة
أبو نواس: لا بد من موت ففكر واعتبر، وانظر لنفسك وانتبه يا ناعس، ألا يا بن الذين فنوا وبادوا أما والله ما بادوا لتبقى. محمد بن عبد الله البغدادي: يا جامع المال في الدنيا لوارثه هل أنت بالمال قبل الموت منتفع؟، قدم لنفسك قبل الموت في مهل فإن حظك بعد الموت منقطع. فقد ذكرنا بعض أقوال الفلاسفة عن الموت فكل منهم قد عبر عن الموت بطريقته ووفقاً لنظرته له. اقرأ أيضًا: حكم وأقوال العلماء والفلاسفة
قصائد بعض الشعراء عن الموت
هناك أيضاً بعض الشعراء الذين عبروا في أشعارهم وقصائدهم عن الموت ومن أعظم هذه القصائد هي قصيدة الإمام علي:
النفس تبكي على الدنيا، وقد علمت إن السلامة فيها. ترك ما فيها لا دار للمرء، بعد الموت يسكنها. إلا التي كان قبل الموت بانيها، فإن بناها بخير طاب مسكنها. وإن بناها بشر خاب بانيها. أين الملوك التي كانت مسلطنة، حتى سقاها بكأس الموت. ساقيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها، ودورنا لخراب الدهر نبنيها. كم من مدائن في الآفاق، قد بنيت أمست خراباً ودان الموت دانيها. لكل نفس وإن كانت على وجل من المنية آمال تقويها، فالمرء يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها، والموت يطويها. اقرأ أيضًا: كلام عن الصبر على الفراق
حكم عن الموت
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أطلب الموت توهب لك الحياة.
الشجاعة
محمد الخضر حسين (ت:1377هـ)
نشر عام 1353هـ
لا تحوز الأمة مكانة يهابها خصومها، وتقرُّ بها عين حلفائها، إلَّا أن تكون عزيزة الجانب، صلبة القناة. وعزة الجانب وصلابة القناة لا ينزلان إلا حيث تكون قوة الجأش، والاستهانة بملاقاة المكاره، وذلك ما نسميه: شجاعة. والشجاعة صنفان:
أحدهما: الإقدام على مواقع القتال، والثبات على مكافحة الأبطال، وهي الشجاعة الحربية. وثانيهما: الإقدام على قول الحق، وإبداء النصيحة، ولو لذي جاه أو سلطان يكره أن يؤمر بمعروف، أو ينهى عن منكر، وهذا ما نسميه: شجاعة أدبية. ولما كان الإسلام ديناً وسياسة، وكان من مقاصده العالية: إقامة دولة تسير بالناس على ما أمر الله، عُني بتربية النفوس على كلتا الشجاعتين. فبالشجاعة الحربية تُحمَى الأوطان من مهاجمة الأعداء، ويسود الأمن في البلاد. وبالشجاعة الأدبية يكون الناس على بصيرة من الحقِّ والباطل، والصواب والخطأ، فيقيمون الحقَّ، ويرجعون إلى الصواب. ومن الآيات الواردة في تربية الشجاعة الحربية قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].