اذهبا إلى فرعون إنه طغى (43) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى (44) طه
من الآية 42 الى الآية 48
قوله تعالى: فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. أمر الله جل وعلا نبيه موسى وهارون عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام: أن يقولا لفرعون في حال تبليغ رسالة الله إليه " قولا لينا " أي كلاما لطيفا سهلا رقيقا ، ليس فيه ما يغضب وينفر. وقد بين جل وعلا المراد بالقول اللين في هذه الآية بقوله: اذهب إلى فرعون إنه طغى فقل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى [ 79 17 - 18] وهذا ، والله غاية لين الكلام ولطافته ورقته كما ترى. وما أمر به موسى وهارون في هذه الآية الكريمة أشار له تعالى في غير هذا الموضع ، كقوله ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن [ 16 125]. مسألة
يؤخذ من هذه الآية الكريمة: أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالرفق ، واللين. فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. لا بالقسوة ، والشدة ، والعنف. كما بيناه في سورة " المائدة " في الكلام على قوله تعالى: عليكم أنفسكم [ الآية 105]. وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: قال يزيد الرقاشي عند قوله فقولا له قولا لينا [ 20 44]: يا من يتحبب إلى من يعاديه ، فكشف بمن يتولاه ويناديه ؟ اه ولقد صدق من قال: ولو أن فرعون لما طغى وقال على الله إفكا وزورا أناب إلى الله مستغفرا لما وجد الله إلا غفورا [ ص: 16] وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: لعله يتذكر أو يخشى قد قدمنا قول بعض العلماء: إن " لعل " في القرآن بمعنى التعليل ، إلا التي في سورة " الشعراء ": وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون [ 129] فهي بمعنى كأنكم.
الباحث القرآني
وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ [طه:47] تدل على صدقنا في دعوتنا، وأننا مرسلون إليك لتعبد الله وتتنازل عن الكبرياء والطغيان وادعاء الربوبية فتؤمن وتذعن وتبعث معنا بني إسرائيل إلى أرض القدس. وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ [طه:47] ما الآية؟ العصا واليد، ثم بعد ذلك سبع آيات أخرى تأتي في وقتها. معنى قوله تعالى: (والسلام على من اتبع الهدى)
وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى [طه:47] قال أهل العلم: هذا ليس سلام تحية، فإن الكافر لا يحيا، وإنما هو سلام نجاة، فمن اهتدى نجا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. السلام بمعنى النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ويكون باتباع الهدى! إن آمن وعبد الله عز وجل سلم من عذاب النار ونجا، وأما السلام التحية فيكون على من اتبع الهدى. أي: مشى في طريق الله الموصل إلى رضاه بأن آمن وعمل صالحاً وترك الشرك والمعاصي. تفسير قوله تعالى: (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى)
قراءة في كتاب أيسر التفاسير
معنى الآيات
هداية الآيات
قال: [ هداية الآيات: من هداية الآيات: أولاً: عظم شأن الذكر بالقلب واللسان والجوارح. الباحث القرآني. أي: بالطاعة فعلاً وتركاً].
قَوْلًا لَيِّنًا [طه:44] والعلة ما هي؟ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44] أما لو كان من قوله: يا طاغية، يا كافر، يا جبار؛ يضرب على رءوسهم. لكن: يا حاكم البلاد! يا من أعطي هذه البلاد! يا من هو كذا كذا! باللين، اذكر الله، اذكر أنك مخلوق، مربوب، اذكر خالق السماوات والأرض، أنت ما كنت موجود.. وهكذا لعله يتذكر بكلامكما ويخشى ربنا عز وجل، فلا يخرج عن طاعته ولا يكفر ولا يطغى. هذه حكمة لا ننساها: على الدعاة أن يكونوا ليِّنِيْنَ في العبارة، ليِّنِيْنَ في الكلمة، لا خشونة ولا غلظ ولا شدة. وممن أخذوا بهذا المبدأ من العوام: جماعة التبليغ، فهم يحتضنون الشخص، يقبلونه كذا كذا حتى يدخلوه في قلوبهم ثم يخرجوه من الحانة أو من المقهى إلى المسجد، ولو كانوا يقولون له: يا فاجر! من الآية 42 الى الآية 48. يا كافر! لا يستجيب أحد، والمصلح الله عز وجل ولكن مذهبنا: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44]. تفسير قوله تعالى: (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى)
تفسير قوله تعالى: (قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى)
تفسير قوله تعالى: (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل... )
قال تعالى: فَأْتِيَاهُ [طه:47] أي: ائتيا إلى فرعون وصلا إليه بعد شهر.. بعد شهرين.. في الطريق، ما ندري.
تاريخ النشر: الأربعاء 23 جمادى الأولى 1421 هـ - 23-8-2000 م
التقييم:
رقم الفتوى: 5567
15365
0
315
السؤال
كيف كان مقتل علي -رضي الله عنه- بشيء من التفصيل. أثابكم الله، وجزاكم الله خيرا. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي تولى كبر قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه- هو الشقي عبد الرحمن بن ملجم. قتله وهو خارج لصلاة الصبح، وقد تضافرت كتب التاريخ والأخبار بذكرها. ومن ذلك ما جاء في صفة الصفوة للإمام ابن الجوزي حيث قال -رحمه الله تعالى-: عن زيد بن وهب قال: قدم علي على قوم من أهل البصرة، من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا عليّ، فإنك ميت. قصة مقتل علي بن ابي طالب. فقال له عليّ -عليه السلام-: بل مقتول ضربةً على هذا تخضب هذه -يعني لحيته من رأسه-، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى. وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباس؟ هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم. وعن أبي الطفيل قال: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فرده مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها؟ اشدد حيازيمك للموت، فإن الموت آتيك، ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك.
مقتل الامام علي بن ابي طالب
الغلاف
[فضائله، ومقتله، رضي الله عنه]
وصية علي بن أبي طالب رحمه الله
موت علي بن أبي طالب رحمة الله عليه
سن علي بن أبي طالب رحمه الله
صفة علي رحمة الله عليه
غسل علي وتكفينه والصلاة عليه ودفنه رضوان الله عليه
موضع دفن علي رحمة الله عليه
أمر ابن ملجم وقتله
ندب علي ومراثيه صلوات الله عليه
ولد علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام
آخر كتاب مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
ولد علي بن أبي طالب
مقتل الحسن بن علي بن ابي طالب
قال عليٌ: وأيم الله، لقد قالها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو الأسود: فقلت في نفسي: ما رأيت كاليوم، رجلاً محارباً يحدث الناس بمثل هذا. حادثة مقتل علي بن أبي طالب - سطور. رواه الحميدي وأبو يعلى والبزار وأبو نعيم وصححه ابن حبان والحاكم، وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح، غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون[2]. ولما مرض رضي الله عنه وهو في ينبع عاده بعض الصحابة والتابعين، وطلبوا منه أن ينتقل إلى المدينة، حتى إذا حضر أجله وليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم وصلّوا عليه، أما إذا مات في مكانه فلا يحضره إلا أعراب جهينة. فأجابهم رضي الله تعالى عنه بهذا الحديث. فعن أبي سنان الدؤلي رحمه الله تعالى، أنه عاد علياً رضي الله عنه في شكوى له شكاها، قال: فقلت له: لقد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكني ـ والله ـ ما تخوّفت على نفسي منه، لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق يقول: (إنك ستُضرب ضربةً ههنا، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقرُ الناقة أشقى ثمود) رواه عبد بن حُميد والبخاري في تاريخه وابن أبي عاصم والطبراني وأبو يعلى، والحاكم وصححه، وحسنه الهيثمي [3]. ورواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد والخطيب البغدادي، عن عبد الله بن سبع، عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه [4].
27-06-2016
#1
المؤامرة الثلاثية
كان الخوارج لا يبرحون، كل مدّة يخرجون على علي بن أبي طالب ، فيقتل منهم الكثير، ثم يخرجون عليه مرات ومرات. وكان آخر ما فعله الخوارج في هذا التوقيت أن اجتمع ثلاثة منهم؛ عبد الرحمن بن ملجم الكندي، وكان في وجهه علامة السجود، وكان معروفًا بها، وآخر اسمه البرك بن عبد الله التميمي، وآخر اسمه عمرو بن بكر التميمي، وتشاوروا فيما ينبغي أن يفعلوه، وأخذوا يترحمون على إخوانهم الذين قتلوا في النهروان، وفي المعارك التي تلتها وقالوا: ماذا نفعل بالبقاء بعدهم، إنهم والله كانوا لا يخافون في الله لومة لائم. ثم قالوا: فلو شرينا أنفسنا من هذه الدنيا، فأتينا أئمة الضلال فقتلناهم، فأرحنا منهم البلاد، وأخذنا منهم ثأر إخواننا. مقتل الامام علي بن ابي طالب. فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم أمر علي بن أبي طالب. وقال البرك: وأنا أكفيكم معاوية. وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص. فتعاهدوا على ذلك، واتفقوا على ألا ينقض أحد عهده، وأنهم سوف يذهبون لقتلهم، أو يموتون، وتواعدوا أن يقتلوهم في شهر رمضان، وكتموا الأمر عن الناس جميعًا إلا القليل. ومما يُروى -ويصل إلى درجة الصحيح- أن امرأة تُسمّى قطام بنت الشجنة كانت فائقة الجمال، وقُتل أبوها وأخوها في يوم النهروان، جاءت إلى عبد الرحمن بن ملجم، وهو يتحدث مع بعض الناس في أمر قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما رآها أراد أن يخطبها، فشرطت عليه أن يدفع ثلاثة آلاف درهم، وخادمًا، وجارية، وأن يقتل علي بن أبي طالب فقال: والله ما أتيت هذه البلدة -الكوفة- إلا لهذا الأمر.