فهو من جهة يثبت وقوع التفسير الأوَّل للرؤيا، ومن جهة أخرى ينفي أن تكون الرؤيا مصدرًا للعلم بالغيب اليقينيِّ، فيؤكِّد على دخول الظنِّ والاحتمال في تفسيرها. وهذا القول أقوى وأفضل من سابقيه. 4. للرؤيا تفسير واحد فقط هو الذي يتحقَّق، وليس بالضرورة أن يكون أوَّل تفسير، ولا حتَّى أوَّل تفسير محتمل. لهذا القول شعبيَّة كبيرة بين مفسِّري الرؤى. وقد استند من قال به إلى حديث النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): «رأيت في المنام أنِّي أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلِي إلى أنَّها اليمامة أو هَجَر، فإذا هي المدينة يثرب» (مُتَّفق عليه). فقال أصحاب هذا القول أنَّ النبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) قد فسَّر هذه الرؤيا تفسيرًا أوَّل مُحتملًا (اليمامة أو هَجَر). ومع ذلك، فلم يشأ لها الله (تعالى) أن تتحقَّق عليه. متى تقع الرؤيا بعد تفسيرها - المندب. وبالتالي فلكلِّ رؤيا تفسير واحد صحيح متحقِّق، وليس بالضرورة أن يكون أوَّل تفسير، ولا حتَّى أوَّل تفسير مُحتمل. وتظهر هنا محاولة أصحاب هذا القول لفهم الحديث بشكل مختلف عن فهم أصحاب القول السابق له. وهذا القول هو من الأقوال القويَّة المعتبرة، تؤيِّد صحَّته وأهمِّيَّته التجربة والخبرة لكثير من مفسِّري الرؤى.
علامات قرب تحقق الرؤيا - Eqrae
والله أعلم
هل تتحقق الرؤيا.. وما ضابط هذا؟
وقال بعض أنصار هذا القول بأن القَدَر يسوق للرؤيا من يفسرها أول تفسير، فتتحقق عليه. 2. يتحقق التفسير الأول للرؤيا بشرط أن يكون مُحتملًا، وإلا فلا. ويُقصَد بذلك أن التفسير الأول للرؤيا يتحقق جزمًا إذا كان مما تحتمله رموزها؛ أي التفسير الاحتمالي الذي يقوم على قاعدة صحيحة من قواعد تفسير الرؤى. علامات قرب تحقق الرؤيا - Eqrae. أما إذا كان التفسير خطأ، أو غير مُحتمل، أو لا يستند إلى أية قاعدة من القواعد الصحيحة لتفسير الرؤى، فإنه لا يتحقق، ولكن يتحقق أول تفسير مُحتمل بعده، فإن لم يكن الذي بعده محتملًا، تحقق الذي بعده من التفسير المُحتمل، وهكذا. وقد استند من قالوا بهذا الكلام إلى قول النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) لأبي بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه) عندما فسر رؤيا في حضرة النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): «أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا» (متفق عليه)، فاستنتجوا من ذلك أن التفسير الخطأ لا يتحقق، ولو كان أول تفسير. وقد حاول أصحاب هذا القول بذلك تقييد وتصحيح الفهم الواسع جدًا للمسألة عند أصحاب الحديث المُستَنَد إليه في القول الأول، وذلك بالحديث المُستند إليه في القول الثاني. فحديث أصحاب القول الأول صحيح عند أصحاب هذا القول، ولكن قيدوه وحددوا معناه بالحديث الثاني، فاستثنوا التفسير الخطأ من التحقق، ولو كان هو التفسير الأول للرؤيا.
متى تقع الرؤيا بعد تفسيرها - المندب
فمن ذلك نتحصل على أن: الرؤيا على ما تعبر، وأن التعبير والتوفيق لمعبر معين هو من قدر الرؤيا، وأن الرؤيا تعبر على الخير ما وجد لذلك سبيل، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها"، وعلى الرائي إن عبرت له رؤياه على أمر مخوف أن يبحث عن معبر آخر واد، أو ذي علم لينقلها له على أحسن الوجوه، وعلى الرائي إذا عبرت رؤياه على أمر محمود، أو بعيد عن الضرر أن يكتفي ولا يذهب لمعبر آخر. والله الموفق. مواد ذات الصله
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
لا توجد تعليقات حتى الآن
نجوى الشيطان
يقول تعالى:"إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (المجادلة:10) صدق الله العظيم. وقد اختلف المفسرون على معنى النجوى ففسرها البعض على أنها الأحلام التي يصورها الشيطان للإنسان بينما فسرها آخرون أنها مناجاة المنافقين لبعضهم وكلا التفسيرين يحتمل الصواب. تعتبر نجوى الشيطان من حديث النفس، فغالباً ما يستغل الشيطان المشاعر السلبية للإنسان كالخوف أو اليأس أو ما شابه ذلك فيبث له النجوى أثناء نومه ليحزنه أو يؤثر على سلوكه في وعيه بعد الاستيقاظ، وعلى المسلم في جميع الأحوال إن رأى رؤيا تسوءه أن يستعيذ بالله من الشيطان بمجرد أن يستيقظ منها. الرؤيا
وهي ما يكون من الحلم من عند الله فتحمل البشرى أو الإنذار وهي وفقاً للسنة أحد أجزاء النبوة فلا تأتي إلا فضلاً من الله ومن عنده سبحانه وتعالى. من أوضح علامات الرؤيا أنها تكون واضحة جلية للرائي في منامه وتبدو واقعية إلى حد كبير، كما أن صاحبها يتذكرها جيداً عند استيقاظه على عكس حديث النفس والنجوى فقد يصحو الإنسان من نومه لا يتذكر كثيراً من تفاصيلهما ويتذكر فقط مشاعره وقت الحلم بالخوف أو الفرح أو غيره.