ظلم الإنسان لنفسه:
وإن كان التحريم واقعًا على الظلم الذي بين المسلم وأخيه المسلم، أو الظلم الذي بين الإنسان وأخيه الإنسان بصفة عامة، فإنه ومن باب أولى ألا يظلم العبد نفسه!
- ايه عن الظلم - حكم
ايه عن الظلم - حكم
والظلم ظلمات يوم القيامة، وكل ساعة أو لحظة تمضي على المماطل فإنه لا يزداد بها إلا إثماً والعياذ بالله، وربما يعسر الله عليه أمره فلا يستطيع الوفاء إما بخلاً وإما إعداماً؛ لأن الله تعالى يقول: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق:4). "الظُّلم ظلمات يوم القيامة". ["صحيح البخاري" (2447)، ومثله في "صحيح مسلم"]. ايه عن الظلم - حكم. "ثلاث دعوات مُستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالِد، و دعوة المسافر، ودعوة المظلوم".
فلمّا رأى الزبيديُّ الشرَّ، صعد على جبل أبي قُبيس عند طلوع الشمس، وأشراف قريش في أنديتهم حول الكعبة، فنادي بأعلى صوته: يا آل فِهرٍ لمظلومٍ بضاعته *** ببطن مكة نائي الدار والنفر ومحرمٍ أشعثٍ لم يقضِ عمرتَه *** يا لَلرجالِ وبينَ الحِجر والحَجر إنَّ الحرامَ لَمن تمّت مكارمُه *** ولا حرامَ لثوبِ الفاجرِ الغَدِرِ وكان من المعروف أن الزبير بن عبد المطلب يكره الظلم، ويرى أنه جرم كبير، لا بدّ وأن ينال فاعله مغبّته. وقد روي أنه قيل له يوماً: لقد مات فلان يعنون رجلاً من قريش وكان ظلوماً غشوماً. اية قرانية عن الظلم. فقال: بأي عقوبة مات؟ قالوا: مات حتف أنفه. ففكر قليلاً، ثمّ قال: لئن كان ما قلتموه حقّاَ فإن للناس معاداً، يؤخذ فيه للمظلوم من الظالم. فلما سمع الزبير الزبيدي قام فوراً في الأمر، واجتمع إليه بنو هاشم، وبنو زهرة، وبنو عبد العزى، فاجتمعوا في دار الندوة واتّفقوا على أن ينصفوا المظلوم من الظالم، ثم خرجوا من دار الندوة وساروا إلى عبد الله بن جدعان التيميّ، سيد قومه وكريمهم وعظيمهم، فتعاهدوا وتعاقدوا بالله المنتقم، ليكونُنّ يداً واحدة مع المظلوم على الظالم، حتى يؤدوا إليه حقّه، شريفاً كان أو وضيعاً، ما بلّ بحرٌ صوفه، وما رسا ثَبِير وحِرَاء مكانيهما.