تاريخ النشر: ٢٤ / ذو الحجة / ١٤٣٠
مرات
الإستماع: 2590
الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة
كان رسول الله ﷺ أشدَّ حياءً من العذراء
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب "الحياء وفضله والحث على التخلق به" أورد المصنف -رحمه الله-:
حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان [1] ، متفق عليه. قوله ﷺ: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة مضى الكلام على هذا الحديث في باب "كثرة طرق الخير"، وقوله ﷺ: بضع وسبعون أو بضع وستون هذا شك من الراوي، وإلا فإن النبي ﷺ ذكر أحد الأمرين، ومعنى البضع: كثير من أهل العلم يقولون: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وبعضهم يقول: ما بين الاثنين إلى العشرة، وبعضهم يقول: ما بين الاثني عشر إلى العشرين، وبعضهم يقول غير ذلك، وهنا: بضع وستون معنى ذلك أنه ما بين الثلاثة إلى العشرة، يعني ما بين ذلك من ثلاثة إلى تسعة، أو بضع وسبعون شعبة، والبضع هو الجزء من الشيء. وقوله ﷺ: فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، شعب الإيمان -أعمال الإيمان- تتفاضل وتتفاوت؛ ولهذا فإن الله -تبارك وتعالى- يقول: وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضته عليه ، فالفرائض أفضل من النوافل، كما أن الفرائض تتفاوت، وكذلك أيضاً النوافل تتفاوت، فالأعمال الصالحة منها ما هو عظيم جليل كبير كأركان الإسلام، والجهاد في سبيل الله.
الحياء شعبة من شعب الايمان | عرب نت 5
ذات صلة كلمات عن حياء المرأة أحاديث نبوية عن الصدق ان الحياء شعبة من شعب الايمان ولقد حث عليها رسولنا الكريم وذكرت بأحاديث عده ومن هذه الاحاديث التي ذكرفيها الحياء هي:
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله:(إن ممَأ أدرك الناس من كلام النبوة الاولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري. قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة و السلام: اذا لم تستحي ففعل ما شئت.
أحاديث عن الحياء - موضوع
عن سلمان الفارسي قال: ( إن الله إذا أراد بعبده هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً. فإذا كان مقيتاً ممقتاً نزع منه الأمانة، فلم تلقه إلا خائناً مخوناً. فإذا كان خائناً مخوناً نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظاً غليظاً. ). وعن ابن عباس قال: ( الحياء والإيمان في قرن، فإذا نزع الحياء تبعه الآخر). وقد دل الحديث وهذان الأثران على أن من فقد الحياء لم يبق ما يمنعه من فعل القبائح، فلا يتورع عن الحرام. ولا يخاف من الآثام، ولا يكف لسانه عن قبيح الكلام. ولهذا لما قل الحياء في هذا الزمان أو انعدم عند بعض الناس كثرت المنكرات، وظهرت العورات، وجاهروا بالفضائح، واستحسنوا القبائح. وقلت الغيرة على المحارم أو انعدمت عند كثير من الناس، بل صارت القبائح والرذائل عند بعض الناس فضائل، وافتخروا بها، فمنهم المطرب والملحن والمغني الماجن، ومنهم اللاعب الناعب الذي أنهك جسمه وضيّع وقته في أنواع اللعب، وأقل حياء وأشد تفاهة من هؤلاء المغنيين واللاعبين من يستمع لغوهم، أو ينظر ألعابهم، ويضيع كثيرا من أوقاته في ذلك. ومن ذهاب الحياء في النساء اليوم:
ما ظهر في الكثير منهن من عدم التستر والحجاب، والخروج إلى الأسواق متطيبات متجملات لابسات لأنواع الحلي والزينة، لا يبالين بنظر الرجال إليهن، بل ربما يفتخرن بذلك، ومنهن من تغطي وجهها في الشارع وإذا دخلت المعرض كشفت عن وجهها وذراعيها عند صاحب المعرض ومازحته بالكلام وخضعت له بالقول؛ لتطمع الذي في قلبه مرض.
الحياء شعبة من شعب الإيمان - منتديات مسك الغلا
وأخرج ابن ماجة في سننه والبخاري تعليقا، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ". وفي الصحيحين عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): «نَعَمْ إِذَا رَأَتِ المَاءَ». الحياء مِغلاق لكل شر:
الحياء هو الخلق الذي يحمل على ترك القبيح من الصفات والأفعال والأقوال، ويمنع من التقصير في حق الله المتفضل المنعم سبحانه. والدعوةُ إلى التخلق بالحياء وملازمته إنما هي دعوة إلى الامتناع عن كل معصية وشر، والإقبال على كل فضيلة وخير. قال الفضيل بن عياض رحمه الله "من علامات الشقاوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل". وقال ابن حبان رحمه الله "فالواجب على العاقل لزوم الحياء، لأنه أصل العقل، وبذر الخير، وتركه أصل الجهل، وبذر الشر". وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البدري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (ص): « إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ».
فالحياء يمنع الإنسان من أن يقتل ويسرق ويزني ويعتدي على مال غيره وعلى حرمات المسلمين بوجه عام.. والحياء والنفاق والكذب لا تجتمع، ذلك لأن الحياة الخلقية للإنسان لا تسمح له بأن يكون ذا وجهين يفعل أمام الناس شيئا وبينه وبين نفسه يفعل شيئا آخر مخالفا.. فهذا ليس من المروءة ولا من الأخلاق الكريمة في شيء، فالإنسان ينبغي أن يستحي من نفسه كما يستحي من غيره.. ولذلك قيل إن المروءة ألا تفعل سرا أمرا وأنت تستحي أن تفعله جهرا.. وهذا يؤكد أن الحياء سياج خلقي يمنع المرء من فعل أي أمر لا يتفق مع القيم الأخلاقية والدينية، ويهيئه في الوقت نفسه للالتزام بما يمليه عليه الضمير من سلوك فاضل. وعلى النقيض من ذلك إذا فقد الحياء أو سقط عن المرء برقع الحياء فإنه لا يجد حرجا في فعل أي شيء يتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية، ولا يخشى في سلوكه هذا لومة لائم.. ومن اجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وما يصنعه المرء لا يقتصر عليه فقط، بل يتعداه إلى غيره في المجتمع، وهذا يعني أن الحياء ليس فضيلة فردية تقتصر على صاحبها فحسب، وإنما هو بالإضافة إلى ذلك فضيلة اجتماعية أيضا تتعدى صاحبها إلى دائرة أوسع وتشمل المجتمع بأسره، كما أن نقيض الحياء من الصفاقة والفحش يتجاوز دائرة الفرد إلى دائرة المجتمع.