2 الآيات فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون (42) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون (43) خشعة أبصرهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون (44) 2 التفسير 3 كأنهم يهرعون إلى الأصنام!! هذه الآيات وهي آخر آيات سورة المعارج جاءت لتنذر وتهدد الكفار المعاندين والمستهزئين، يقول سبحانه: فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون (1). لا يلزم الاستدلال والموعظة أكثر من هذا، فإنهم لا يتعضون وليس لهم الاستعداد للاستيقاظ، دعهم يخوضون في أباطيلهم وأراجيفهم كما يلعب الأطفال حتى يحين يومهم الموعود، يوم البعث ويرون كل شئ بأعينهم! (3) من قوله تعالى {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} الآية 36 إلى قوله تعالى {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة} الآية 44 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. 1 - " يخوضوا " من أصل خوض - على وزن حوض - وتعني في الأصل الحركة في الماء، ثم جاءت بصيغة الكناية في موارد يغطس فيه الإنسان في الباطل. (٣٧)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
32
33
34
35
36
37
38
39
41
43
44...
»
»»
التفريغ النصي - تفسير سورة المعارج_ (3) - للشيخ أبوبكر الجزائري
، في كلِّ يوم لها مشرق غير مشرِقها بالأمس، يعرفُ ذلك من يُتابع طلوعَ الشمس وغروبَها، فمشرقُها اليوم غيرُ مشرقِها أمس، ومغربُها اليوم غيرُ مغربها أمس، فلهذا ذُكرتِ المشارق بلفظ الجمعِ.
{فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ} الآيات.
فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون . [ الزخرف: 83]
(تفسيرُ السعدي)
- القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين. قالَ الشيخُ عبدُ الرحمنِ السَّعدي رحمَه الله تعالى في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيات:
يقول تعالى مُبَيِّنًا اغْتِرَارَ الْكَافِرِينَ: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} أَيْ: مُسْرِعِينَ. {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} أَيْ: قِطَعًا مُتَفَرِّقَةً وَجَمَاعَاتٍ مُتَنَوِّعَةً، كُلٌّ مِنْهُمْ بِمَا لَدَيْهِ فَرِحٌ. فذرهم يخوضوا ويلعبوا ويلههم الامل. {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} أَيُّ سَبَبٍ أَطْمَعُهُمْ، وَهُمْ لَمْ يُقَدِّمُوا سِوَى الْكُفْرِ، وَالْجُحُودِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلِهَذَا قَالَ: {كَلَّا} أَيْ: لَيْسَ الْأَمْرُ بِأَمَانِيهِمْ وَلَا إِدْرَاكِ مَا يَشْتَهُونَ بِقُوَّتِهِمْ. {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} أَيْ: مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ، فَهُمْ ضُعَفَاءُ، لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا، وَلَا مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا.
هذا الذي أفلح, فقد نجا من دخول النار, ودخل الجنة دار الأبرار. هذا هو المفلح، كما قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ [الشمس:9-10] وخسر مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:10]. فلهذا كن ابن من شئت، وكن أباً لمن شئت، وكن من أي قبيلة شئت، فالعبرة بالنفس هل هي زكية طاهرة نقية، أو خبيثة منتنة عفنة. فإن كانت زكية طاهرة نقية فلو كان أبوك كافراً لا يضرك، أو كانت أمك كافرة لا يضرك ذلك، وإذا كانت النفس خبيثة فلو كان أبوك رسول الله أو أمك كذا فلا قيمة لذلك. فالعبرة دائماً بزكاة النفس وطهارتها. فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم. ولهذا شرع الله لنا هذه العبادات من الصلاة إلى الزكاة.. إلى الصيام.. إلى الحج.. إلى جميع عبادات الله، ومن الجهاد والرباط، وهذا كله من أجل أن نزكي نفوسنا ونطيبها ونطهرها؛ حتى نموت ونفوسنا طاهرة زكية، فإذا بعثنا الله بعثنا ونفوسنا زكية طاهرة، وما حرم الكفر والشرك والذنوب والآثام إلا لنبتعد عن هذا الذي يخبث نفوسنا ويدسيها وينتنها. والعياذ بالله. قال: [ وإلا فأصل الناس واحد] وهو [ المني القذر, باستثناء آدم و حواء وعيسى، فآدم أصله الطين، و حواء خلقت من ضلع آدم، وعيسى كان بنفخ روح القدس في كم درع مريم, فكان بكلمة الله تعالى، ومن عدا الثلاثة فمن ماء مهين ونطفة قذرة] وقد بينت لكم هذا، فكل بني آدم مخلوقون من نطفة قذرة، وهي نطفة المني.
(3) من قوله تعالى {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} الآية 36 إلى قوله تعالى {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة} الآية 44 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
إذاً: فلا ينبغي أن نتكبر ولا نتجبر، بل ينبغي علينا أن نعمل على أن تزكو نفوسنا وتطيب وتطهر. وما عدا حواء وآدم وعيسى عليه السلام, فهؤلاء ما خلقوا من نطفة، والبشرية كلها خلقت من النطفة القذرة, وهي المني. [ ثالثاً:] من هداية الآيات: [ الاستدلال بالنشأة الأولى على إمكان] الحياة [ الثانية] فالذي أوجدنا الآن لا يعجز أن يوجدنا غداً. والذي أوجدنا الآن ليس آباؤنا أو أمهاتنا, بل أوجدنا الله, وأعطانا فترة من الزمن أعماراً وآجالاً, ثم أماتنا، فهو قادر إذاً على أن يحيينا مرة ثانية؛ ليحاسبنا ويجزينا على كسبنا وعملنا في حياتنا هذه. فمن هداية هذه الآيات: الدلالة على أن الخالق لهذا الخلق الآن يقدر على أن يخلقهم غداً في الدار الآخرة. فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون . [ الزخرف: 83]. [ رابعاً:] من هداية الآيات التي تدارسناها: [ تقرير عقيدة البعث والجزاء] والبعث هو: أن يبعثنا الله من قبورنا أحياء في ساحة واحدة, تسمى فصل القضاء، ثم يحاسبنا، ثم يجزينا. فصاحب الإيمان والعمل الصالح الطاهر النفس يدخل الجنة دار النعيم، وصاحب النفس الخبيثة المنتنة بالشرك والذنوب والآثام في دار الجحيم. هذا البعث الآخر والحياة الثانية والدار الآخرة. وأركان الإيمان ستة، والركن الخامس هو: الإيمان باليوم الآخر.
تاريخ الإضافة: 21/1/2018 ميلادي - 5/5/1439 هجري
الزيارات: 18070
تفسير: (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)
♦ الآية: ﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾. التفريغ النصي - تفسير سورة المعارج_ (3) - للشيخ أبوبكر الجزائري. ♦ السورة ورقم الآية: الحجر (3). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا ﴾ يقول: دع الكفَّار يأخذوا حظوظهم من دنياهم ﴿ ويلههم الأمل ﴾ يشغلهم عن الأخذ بحظِّهم من الإِيمان والطَّاعة ﴿ فسوف يعلمون ﴾ إذا وردوا القيامة وبال ما صنعوا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَرْهُمْ ﴾، يَا مُحَمَّدُ يَعْنِي الَّذِينَ كَفَرُوا، ﴿ يَأْكُلُوا ﴾ فِي الدُّنْيَا، ﴿ وَيَتَمَتَّعُوا ﴾، مِنْ لذاتها ﴿ وَيُلْهِهِمُ ﴾، يَشْغَلُهُمْ، ﴿ الْأَمَلُ ﴾، عَنِ الْأَخْذِ بِحَظِّهِمْ مِنَ الْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ، ﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾، إِذَا وَرَدُوا الْقِيَامَةَ وَذَاقُوا وَبَالَ مَا صَنَعُوا، وَهَذَا تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: ذَرْهُمْ تَهْدِيدٌ وَقَوْلُهُ: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، تَهْدِيدٌ آخَرُ، فَمَتَى يَهْنَأُ الْعَيْشُ بَيْنَ تَهْدِيدَيْنِ.