"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (187)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها. قال الرازي في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: " أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً". الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد. هل من كرر دعاء ذي النون أربعين مرة يستجاب دعاؤه - إسلام ويب - مركز الفتوى. قال الله تعالى في سورة "الأنبياء" (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ)
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (فِي الظُّلُمَاتِ) على قولين:
الأول: أن المراد ظلمات بطن الحوت والبحر والليل. (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, وابن كثير*, والشنقيطي*, وصاحب الظلال*)
القول الثاني: أن المراد الظلمات المتكاثفة في بطن الحوت (ذكر القولين الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
وهذا القول أقرب. قال الزمخشري: "في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت، كقوله: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ), وقوله: (يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ, وقيل: ظلمات بطن الحوت والبحر والليل.
هل من كرر دعاء ذي النون أربعين مرة يستجاب دعاؤه - إسلام ويب - مركز الفتوى
ومنه قوله تعالى: {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر:12] أي قدّر. وقوله: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ}: قال ابن مسعود: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل، وذلك أنه ذهب به الحوت في البحار يشقها حتى انتهى به إلى قرار البحر، فسمع يونس تسبيح الحصى في قراره، فعند ذلك قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}: وقيل: مكث في بطن الحوت أربعين يوماً، وقوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ}: أخرجناه من بطن الحوت وتلك الظلمات. فنادى في الظلمات. {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}: أي إذا كانوا في الشدائد ودعونا منيبين إلينا. وقال صل الله عليه وسلم: « دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء إلا استجاب له» [هذا الحديث جزء من حديث طويل ذكره الإمام أحمد ورواه الترمذي والنسائي].
لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ | موقع نصرة محمد رسول الله
ترك قومه مغاضبًا مترقبًا هلاكَهم لتأخر إيمانهم، وركب السفينة المشحونة التي تخففت من حمولتها بإلقائه، فالتقمه الحوت، ثم نجاه الله إلى أرض خالية، وعافاه بشجرة يقطين، وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا ونجوا. كانت نجاته ونجاة قومه فريدة -فيما نعلم- بعد تحقق الهلاك وإطباق المصيبة، ﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا ﴾ [يونس: ٩٨]. فما أحوجنا اليوم إلى تدبر هذه القصة، وتمعّن أسباب النجاة فيها. أولًا: مقام النبوة لم يمنع من التأديب الإلهي:
نقرأ في كلمتي ﴿ أَبَقَ ﴾، و﴿ مُلِيمٌ ﴾ أنه عليه السلام فعل ما يلام عليه، فتعرض للهلاك في بطن الحوت لولا توبته وتسبيحه. والميزان عند الله دقيق بمثقال الذرة، فكيف نأمن من مكر الله، ونعيش الطمأنينة والدعة، متكئين على أرائكنا ونحن غارقون في ذنوبنا؟! فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ - ملتقى الخطباء. نستعجل النصر، متلاومين بنفسٍ غير لوامة لصاحبها إلا مَن رحم ربي. ولن تجد أخطر على دين امرئ مثل ظنه أن ما يقع من الهزيمة إنما هو بسبب غيره ناسيًا نفسه. ولا ذنب كنسيان الذنب والجهل به. ثانيًا: قدرة الله غالبة:
فأما قوم يونس ﴿ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ مع أن الإيمان وقت نزول العذاب لا ينفع صاحبَه عادةً.
فنادى في الظلمات
تاريخ النشر: الخميس 23 شعبان 1433 هـ - 12-7-2012 م
التقييم:
رقم الفتوى: 183265
214242
0
392
السؤال
هل صحيح أن من قال لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 40مرة أجيبت دعوته؟
وهل يجوز تكرارها 40مرة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الدعاء المذكور دعاء عظيم، وهو دعاء يونس -عليه السلام- الوارد في قول الله تعالى حكاية عنه: فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {الأنبياء:87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ {الأنبياء:88}. فنادي في الظلمات ان لااله الا انت سبحانك. وفي مسند أحمد وسنن الترمذي والمستدرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له. صححه الحاكم ووافقه الذهبي و الألباني. ولذلك فإن الدعاء به مستجاب، ولكن لم نقف على حديث يذكر فيه أنه يكرره أربعين مرة، وقد روى الحاكم في مستدركه مرفوعا: أيما مسلم دعا بها -يعني دعوة يونس عليه السلام- في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد، وإن برئ برئ وقد غفر له جميع ذنوبه.
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ - ملتقى الخطباء
ومسك الختام لكل من أصابه هم أو غم أو ضائقة أن ينادي ربه (لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) في سنن الترمذي قال عليه الصلاة والسلام:" دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ. فنادي في الظلمات ان لا اله الا انت. {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. ومما يستحب في شهر شعبان كثرة الصيام فيه قالت عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ r يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ،كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا " أخرجه البخاري ومسلم. اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا ، اللهم ارفع الغمة عن هذه الامة ، اللهم اصلح الراعي والرعية ، اللهم امنا في دورنا ، واصلح ولاة امورنا ، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم صل على نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين
المرفقات
1616052531_فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
مفضلة
الوسوم
نسخ
المشاهدات 1484
| التعليقات 0
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ - مجلة رواء
الحجة:
قوله ﴿أن لن نقدر عليه﴾ أن هذه مخففة من الثقيلة وتقديره ظن أنه لن نقدر عليه أي لن نضيق عليه ومن قرأ لن يقدر عليه فهو مثل الأول في المعنى بني الفعل للمفعول به وأقيم الجار والمجرور مقام الفاعل ومن قرأ نجي المؤمنين بنون واحدة قال أبو بكر السراج هو وهم لأن النون لا تدغم في الجيم وإنما خفيت لأنها ساكنة تخرج من الخياشيم فحذفت في الكتابة وهي في اللفظ ثابتة قال أبو علي والقول في ذلك إن عاصما ينبغي أن يكون قرأ بنونين وأخفى الثانية فظن السامع أنه مدغم وكذلك غيره.
ضعفه الألباني. وما لم يرد فيه تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمتعين ترك التحديد فيه. وأما تكراره من غير تحديد فلا حرج فيه. وانظر الفتوى رقم: 45454. وننبه إلى أن استجابة الدعاء موقوفة على تحقق شروط إجابته وانتفاء موانعه. وقد بينا هذه الشروط والموانع في الفتاوى التالية أرقامها: 11571 ، 2395 ، 21386 ، 13728 ، 32438. فمتى تخلف شرط أو وجد مانع لم يستجب الدعاء، وإذا تحققت الشروط وانتفت الموانع فإن الله تعالى يستجيب الدعاء عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في الآخرة، لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.. الحديث. رواه أحمد و الحاكم وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد. والله أعلم.